أجريت أول عملية لزراعة الرئة في العالم، منذ نحو 60 عاماً بواسطة الطبيب الأميركي جيمس هاردي، ولم توقف وفاة المريض بعد 18 يوماً من إجراء العملية، هذا التدخل الجراحي، الذي يعد الخيار الأخير لإبقاء بعض المرضى على قيد الحياة.
وكما استمرت تلك الجراحات بنسب نجاح مختلفة، تصل في أفضل الأحول إلى إبقاء بعض المرضى على قيد الحياة لمدة تزيد عن ست سنوات، كما تؤكد دراسة عن تاريخ تلك الجراحات نشرتها دورية «الأمراض الصدرية» في ديسمبر (كانون الأول) 2017. فإن الفريق الطبي المصري الذي أجرى جراحة لمريضة تدعى (سحر)، أعلن استمراره في إجراء تلك الجراحات، رغم الإعلان عن وفاة المريضة الجمعة.
وسحر، هي أول مريضة مصرية تخضع لهذه الجراحة داخل مصر، واستمرت على قيد الحياة مدة ثلاثة أسابيع، قبل أن يتم إعلان وفاتها، والتي لن تكون بمثابة إعلان لوفاة وحدة زراعة الرئة بجامعة عين شمس، التي أجرت الجراحة، كما أكد بيان صحافي أصدرته الجمعة، جامعة عين شمس بالقاهرة.
وقالت الجامعة في بيانها، «إن شعورنا بالحزن لوفاة المريضة، لن يثنينا عن استمرار تقديم الخدمة الطبية للمرضى بكل ما نملك من طاقتنا، وسنُكمل البرنامج الذي بدأناه الخاص بمرضى الرئة».
وأوضحت الجامعة، أن «الفحوصات الطبية التي أجراها الفريق الطبي، أظهرت رفض جسم المريضة للرئة التي تمت زراعتها بشكل عنيف، رغم تلقي أفضل العلاجات المتاحة بالعالم».
وكانت حالة المريضة قد شهدت نجاحاً نسبياً بعد إجراء الجراحة، وتم فصلها عن أجهزة الإرواء الرئوي القلبي وأجهزة التنفس الصناعي الجزئي، وتفاعلت بشكل تام مع الجميع.
وأضافت الجامعة في بيانها، إن المريضة بدأت في البرنامج التأهيلي البدني للمساعدة على الحركة والمشي، ولكن الحالة شهدت تدهوراً مفاجئاً، وهو ما يحدث في مثل هذه الحالات بنسبة 30 في المائة، مما أدى إلى وضعها مرة أخرى على أجهزة التنفس الصناعي، إلى أن تم إعلان وفاتها.
ومن جانبه، يقول محمود السعداوي، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة)، إن «الفريق الطبي القائم على الجراحة، التزم بروتوكول العلاج، كما يتم تنفيذه في الخارج، من حيث إجراء اختبارات مناعية قبل الجراحة للتأكد من أن الجسم لن يرفض العضو المزروع، كما أعطوا المريضة الأدوية المثبطة للمناعة، والتي تمنع الجسم من رفض العضو، لذلك فإن الوفاة يمكن أن نضعها في إطار نسبة الـ30 في المائة، التي يرفض فيها الجسم العضو بعد زرعه، رغم أن إجراء الاختبارات قبل الجراحة أكدت أن الجسم لن يرفض العضو المزروع».
ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة وفاة لا يجب أن تكون سبباً لتوقف هذا الإجراء الجراحي الذي يوصف بأنه الأمل الأخير لإبقاء بعض المرضى على قيد الحياة».
والوفاة هي النهاية الطبيعية للمرضى الذين يصابون بتليف الرئة، والحل الوحيد المتاح لهم، هو زراعة الرئة، ولم يكن هذا الحل متاحاً في مصر، ويحتاج توفيره إلى السفر إلى الخارج، وانتظار قائمة طويلة من الراغبين في الحصول على عضو من متبرعين، وأحياناً يلقى الشخص حتفة قبل أن يصيبه الدور، ومن ثم فإن توفير هذا الإجراء في مصر، يستحق الدعم، والتفاؤل، رغم وفاة أول حالة، كما يؤكد السعداوي.
هل تتراجع مصر عن زراعة الرئة بعد وفاة «أول حالة»؟
جامعة عين شمس أعلنت أسباب الانتكاسة
هل تتراجع مصر عن زراعة الرئة بعد وفاة «أول حالة»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة