مقتل عشرات من مقاتلي حركة الشباب في قصف مدفعي بالصومال

تضارب الآراء حول وجود مدبر مجزرة جامعة غاريسا بين القتلى

مقتل عشرات من مقاتلي حركة الشباب في قصف مدفعي بالصومال
TT

مقتل عشرات من مقاتلي حركة الشباب في قصف مدفعي بالصومال

مقتل عشرات من مقاتلي حركة الشباب في قصف مدفعي بالصومال

أعلنت السلطات الكينية عن مقتل عشرات من المقاتلين المتطرفين في حركة الشباب في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، وقصف مدفعي في جنوب الصومال، إلا أنها تراجعت عن تصريح سابق بأن مدبر مجزرة جامعة غاريسا كان من بين القتلى. فيما أكدت مصادر أخرى مقتله.
وتحدثت وزارتان أمس عن هذه الضربات الليلية، وقدمتا حصيلتين وروايتين مختلفتين. فقد ذكرت وزارة الداخلية أن «أكثر من ثلاثين مقاتلا قتلوا في هجوم لطائرة أميركية مسيرة»، بينما تحدثت وزارة الدفاع عن هجوم لقوة الاتحاد الأفريقي أدى إلى سقوط «51 قتيلا» في صفوف حركة الشباب.
إلا أن الوزارتين اتفقتا على هدف الهجوم، وهو مواقع لحركة الشباب في باردهيري، المدينة الواقعة جنوب الصومال، وما زالت تحت سيطرة الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال مويندا نجوكا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، على حسابه على «تويتر» إن «أكثر من ثلاثين مقاتلا قتلوا، بينهم متشددون يعتبرون من أخطر المطلوبين»، موضحا أن «عددا كبيرا من منظمي» سلسلة هجمات في كينيا مؤخرا قتلوا في هذه الضربة، لكن ليس بينهم محمد محمود، الملقب بـ«كونو»، والذي قدمته نيروبي على أنه المدبر الرئيس لمجزرة جامعة غاريسا، التي أدت إلى سقوط 148 قتيلا في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي شمال شرقي كينيا.
وكان المتحدث قد أعلن قبيل ذلك مقتل هذا القيادي في حركة الشباب، الذي حددت نيروبي مكافأة قدرها 200 ألف يورو لمن يساهم في اعتقاله. وصرح نجوكا لوكالة الصحافة أن الغارة الجوية قامت بها «طائرة أميركية مسيرة»، مشيرًا إلى أن «القوات الكينية تقدم عادة الدعم الميداني والمعلومات والاستخبارات لمثل هذه الضربات».
وذكر بيان لوزارة الدفاع الكينية أن 51 فردا من مسلحي حركة الشباب قتلوا في المنطقة. لكنها ذكرت أن سقوط القتلى كان بسبب «قصف مدفعي» نفذته قوات الاتحاد الأفريقي، ولم تشر إلى أي طائرات من دون طيار.
وقال البيان إن «51 من مسلحي الشباب قتلوا، من بينهم كثير من القادة من الفئة المتوسطة والمسؤولين عن هجمات في منطقة ماندير»، شمال شرقي كينيا، واصفًا ذلك بأنه «نكسة كبيرة للمسلحين».
وشن المسلحون سلسلة من الهجمات، وارتكبوا عددا من المجازر في شمال شرقي كينيا، من مانديرا في أقصى الشمال إلى منطقة لامو على الساحل. وشنت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة الكثير من الضربات بطائرات من دون طيار ضد قادة حركة الشباب، من بينها هجوم في سبتمبر (أيلول) الماضي أدى إلى مقتل قائد الجماعة أحمد عبدي غوداني.
وتأتي غارة أمس قبل أكثر من أسبوع من زيارة يفترض أن يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كينيا ستكون الأولى لهذا البلد منذ توليه الرئاسة.
وأكدت مصادر في الصومال وقوع الغارة الجوية ليل الخميس في منطقة تسيطر عليها حركة الشباب في البلد المضطرب. وطبقا لوجهاء قرب بلدة باردهير في منطقة غيدو الجنوبية، فقد سقط صاروخان على عربات، يعتقد أنها كانت تحمل قادة لحركة الشباب.
وقال عبد الوهاب علي أحد وجهاء المنطقة: «سمعنا دوي انفجارين قويين، والمعلومات التي نتلقاها تشير إلى أنه تم استهداف عربات بالقرب من قاعدة الشباب العسكرية».
وعقب الهجوم قطعت شبكات الهواتف النقالة في باردهير، ما جعل من المستحيل الاتصال بقادة الشباب للحصول على تصريح.
وصرح أحمد باري الضابط العسكري الصومالي في بلدة إيواق المجاورة أن قادة حركة الشباب يغادرون باردهير، إحدى البلدات القليلة التي لا يزال يسيطر عليها المسلحون قبل هجوم بري من المقرر أن تشنه القوات الصومالية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.