باريس تنبّه من «خدعة» بوتين بالدعوة إلى هدنة من 36 ساعة

الخارجية الفرنسية: موسكو لا تبحث عن السلام ولا تحترم التزاماتها الدولية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
TT

باريس تنبّه من «خدعة» بوتين بالدعوة إلى هدنة من 36 ساعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

انضمت باريس إلى أوكرانيا والولايات المتحدة الأميركية في التحذير من «خدعة» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر قواته بالتزام هدنة من 36 ساعة على كل جبهات القتال، بمناسبة عيد الميلاد وفق التقويم الأرثوذكسي، وحضّ الطرف الأوكراني على القيام بالمثل.
واعتبرت الخارجية الفرنسية، اليوم، في مؤتمرها الصحافي الإلكتروني، أن الإعلان أحادي الجانب الصادر عن الكرملين، «لا يمكن أن يخدع أحداً»، مضيفة أن «السلام العادل والشامل لا يمكن أن يحل من غير انسحاب القوات الروسية من كل الأراضي الأوكرانية»، وهو الطريق الوحيد لوضع حد للمحن التي يواجهها منذ 11 شهراً الشعب الأوكراني الذي «يقاتل المعتدي الروسي بشجاعة منذ 11 شهراً من أجل حريته واستقلاله». ووفق باريس، فإن مبادرة روسيا «لا تعدو كونها محاولة غليظة للتغطية على مسؤوليتها، في حين أنها مستمرة، في فصل الشتاء، في استهداف كل الأراضي الأوكرانية، وعلى وجه الخصوص البنى الأساسية للسكان المدنيين». لذا، ترى الخارجية الفرنسية، أن موسكو «لا تبحث عن السلام ولا تحترم التزاماتها الدولية بما فيها المنصوص عليها في شرعة الأمم المتحدة».
وسبق لباريس على لسان رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، أن اعتبرت أن ما تقوم به القوات الروسية في أوكرانيا يُعد «جرائم حرب»، وأنه يتعين محاسبة المسؤولين عنها.
وفي المقابل، فإن الخارجية أعادت التأكيد (اليوم) في بيانها دعم باريس لخطة السلام من 10 نقاط التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بمناسبة انعقاد «قمة العشرين» في بالي (إندونيسيا)؛ إذ طالب بانسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية لحدود عام 1991، بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. كذلك طالب بضمانات دولية لسيادة الأراضي الأوكرانية وسلامتها في إطار أي اتفاق سلام مع روسيا.
بيد أن الرأي السائد في الغرب الداعم لأوكرانيا سياسياً ومالياً، أن زمن مفاوضات السلام لم يحل بعد، بل إن التركيز راهناً هو على تعزيز القوات الأوكرانية بالأسلحة المتطورة التي كانت تطالب بها منذ شهور ولكن دون طائل.
وجاء إعلان باريس، وبعدها واشنطن وبرلين، عن عزم الأطراف الثلاثة على تزويد القوات الأوكرانية بمصفحات قتالية خفيفة، إضافةً إلى بطارية صواريخ «باتريوت» من ألمانيا، ليبرز أن المخاوف الغربية السابقة من الإقدام على خطوة كهذه تراجعت. ويبدو من الواضح أن الغرب الأميركي والأوروبي قد تبنى الموقف الأوكراني الساعي إلى تحقيق النصر على القوات الروسية وتحرير كل التراب الأوكراني، وهو ما جاء على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك الرئيس الفرنسي.
وتقوم القراءة الميدانية الغربية على اعتبار أن الجبهات القتالية لا تعرف أي تغيير يُذكر منذ أن استعادت القوات الأوكرانية الضفة الغربية من مدينة خيرسون، وأن المعارك الدائرة على حدود مدينة باخموت (في دونباس) تراوح مكانها. ولذا، فإن الطرفين يتحضران للمعارك المقبلة مع نهاية فبراير (شباط) عندما تتيح التربة تنقل العربات المدرعة والدبابات. من هنا، تأتي أهمية التعزيزات العسكرية الغربية التي غرضها تمكين القوات الأوكرانية من الاستمرار في دينامية ما حققته من نجاحات في الأشهر الأخيرة، وجعلها في موقع قوة إذا تمت العودة إلى طاولة المفاوضات.
أما على المستوى الفرنسي، فيبدو أن ماكرون الذي أعلن في الأسابيع القليلة الماضية عزمه على التواصل مجدداً مع بوتين، وهو ما لم يحصل حتى اليوم؛ قد تخلى أو قد خسر موقعه كمحاور للأخير، وأنه التصق بالموقف «الأطلسي»، خصوصاً بعد زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.