وزير الدفاع البريطاني: نخوض معركة جديدة لمحاربة «داعش»

لندن ترسل طائرة تجسس إضافية إلى العراق وسوريا

وزير الدفاع البريطاني: نخوض معركة جديدة لمحاربة «داعش»
TT

وزير الدفاع البريطاني: نخوض معركة جديدة لمحاربة «داعش»

وزير الدفاع البريطاني: نخوض معركة جديدة لمحاربة «داعش»

صرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، بأن بلاده سترسل طائرة تجسس إضافية إلى العراق وسوريا خلال الأسابيع المقبلة للمساعدة في محاربة تنظيم داعش. ويشن سلاح الجو الملكي الريطاني غارات منتظمة في العراق، لكن مشاركته في سوريا تقتصر حتى الآن على تحليق طائرات المراقبة لجمع المعلومات.
وطلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من المشرعين في وقت سابق هذا الشهر بحث إمكانية انضمام بريطانيا للغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا. وعقدت بريطانيا صفقة لشراء ثلاث طائرات مراقبة من طراز «ايرسيكر ريفت جوينت» للمراقبة من الولايات المتحدة. وتعمل إحدى هذه الطائرات بالفعل في الشرق الأوسط مع طائرات بريطانية من بينها طائرات «ريبر» دون طيار، ومقاتلات من طراز «تورنادو».
وقال فالون في مؤتمر للمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن «روسي» في لندن: «ستسلم أحدث طائراتنا من طراز (ايرسيكر) الشهر المقبل قبل سبعة أشهر من موعد تسليمها، وستعمل بعد ذلك بوقت قصير في العراق وسوريا لتقدم الدعم الضروري في قتال تنظيم داعش». وشبه فالون محاربة التنظيم المتشدد بمعركة بريطانيا الجوية بين سلاح الجو البريطاني وسلاح الجو الألماني النازي عام 1940، التي تحل الذكرى الخامسة والسبعين لها هذا العام.
وأضاف الوزير: «أعتقد أننا نخوض معركة بريطانية جديدة. ونقاتل مجددا عدوا فاشيا.. عدوا مستعدا لقتل أعدائه والمدنيين على حد سواء، وأصبح العالم أكثر ظلاما والمشكلات تلوح في الأفق».
وحث فالون البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي على دراسة الموافقة على شن غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في سوريا.
ويذكر أن في يونيو (حزيران) الماضي قُتل 30 بريطانيا في هجوم شنه متشددون في تونس. وقال فالون إن «هجوم تونس وكذلك الهجمات في الكويت وفرنسا يوم 26 يونيو كانت بمثابة تذكرة مرعبة بأن العالم الذي نعيش فيه قد أصبح أكثر قتامة وخطرا»، وأضاف لمجلس العموم مدافعا عن شن غارات في سوريا: «نحن مشاركون في قتال سيستمر جيلا».
وأعرب الوزير البريطاني: «نحن نعلم أن تنظيم داعش يُدار ويُنظم من شمال سوريا، لذلك قال رئيس الوزراء خلال المناظرة في سبتمبر (أيلول) الماضي عن القيام بعمل عسكري في العراق أن هناك أسبابا قوية تدفعنا لبذل المزيد في سوريا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.