تدين الإمارات لكأس الخليج في كرة القدم لكونها المحطة التي قدّمت أول منتخباتها إلى العالم الخارجي، بعدما خاضت في النسخة الثانية في السعودية عام 1972 باكورة مشاركاتها الدولية، بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان اتحاد الإمارات السبع في دولة واحدة.
حملت نسخة «خليجي 2» صفة التاريخية لمنتخب الإمارات؛ حيث خاض أول مباراة رسمية وكانت في الافتتاح أمام قطر وانتهت بفوزه بهدف وحيد لسهيل سالم، ليصبح صاحب أول هدف للفريق الذي أطلق عليه لقب «الأبيض» تيمّناً بلون القمصان التي يرتديها.
وتعرض الأبيض بعد مباراة قطر لثلاث هزائم ثقيلة أمام السعودية (صفر – 4)، والكويت (صفر – 7) والبحرين (صفر – 2)، إلا أن انسحاب الأخيرة وإلغاء نتائجها جعل «الأبيض» يحلّ ثالثاً.
يتذكر أحمد عيسى، لاعب الأهلي السابق وأول قائد للإمارات في النسخة الثانية قبل 50 عاماً: «كانت مناسبة تاريخية لرفعي علم الدولة الفتية في طابور الافتتاح، كنت أشعر بالفخر، شأني شأن جميع لاعبي المنتخب».
وأكد عيسى الذي ارتبط بكأس الخليج لاعباً ثم إدارياً وسجّل هدفاً في النسخة الخامسة في العراق عام 1979 بمرمى السعودية (1 - 2)، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «كرة الإمارات تدين بالفضل للبطولة فيما وصلت إليه لاحقاً، إن كان على الصعيد الفني أو البنية التحتية»، بعد تشييد مدينة زايد الرياضية لاستضافة النسخة السادسة عام 1982.
وتابع: «كرة القدم في الإمارات بدأ تاريخها عبر المنتخب الوطني في كأس الخليج الثانية، لأنه لم يكن هناك أي نشاط موحّد يجمع لاعبي الإمارات وقتها».
ورأى أن «الهزيمة أمام السعودية بالأربعة ثم الكويت بالسبعة كانت طبيعية، في ظل أنه تم تجميع اللاعبين على عجل بقيادة المدرب المصري الراحل محمد صديق شحتة، هذا إضافة إلى أن منتخبي الكويت والسعودية كانا الأقوى في الخليج في ذلك الوقت».
لكن بعد مشاركتها الأولى، انتظرت الإمارات 35 عاماً لتتوّج بلقبها الأوّل في «خليجي 18» على أرضها، بفوزها في النهائي على عمان 1 - صفر.
وحلّ «الأبيض» وصيفاً في نسخ 1986 و1988 و1994، قبل أن يكسر النحس الذي لازمه طويلاً بفوزه باللقب عام 2007 في أبوظبي تحت قيادة مدربه الفرنسي الراحل برونو ميتسو.
ورغم أن الإمارات عادت وأحرزت اللقب للمرة الثانية والأخيرة في 2013 في البحرين، فإن فرحة التتويج الأول كانت كبيرة، ولا سيما أنه كان أول لقب رسمي لـ«الأبيض» على مرّ تاريخه.
ويقرّ سبيت خاطر، الدولي السابق الذي كان في عداد المنتخب المتوج، بأن «الفرحة كانت استثنائية، كنا نشعر بقيمة الإنجاز الذي حققناه، ولا سيما أن الاحتفالات التي عمت الإمارات كانت غير مسبوقة».
وقال خاطر المتوّج مع العين بلقب دوري أبطال آسيا عام 2003 لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان لقب كأس الخليج، الثاني الخارجي في مشواري كلاعب، لكن شعوري شخصياً كان مختلفاً، لأن الفرحة كانت على مساحة الوطن».
ويكشف خاطر أن الهزيمة الافتتاحية أمام عمان 1 - 2 «كانت بمثابة الدافع لنا، ولم يساورنا أي شك في أننا نستطيع الفوز باللقب، لا سيما أن المسؤولين والجمهور راهنوا بقدرتنا على تخطي المباريات المقبلة وهو ما حصل بالفعل»، بعد الفوز على اليمن 2 - 1 والكويت 3 - 2 ضمن المجموعة الأولى، والسعودية 1 - صفر في نصف النهائي، وعمان بنفس النتيجة في النهائي وسجل إسماعيل مطر الهدفين، في أحد أبرز العروض الفردية للاعب في تاريخ البطولة.
وأحرزت الإمارات اللقب للمرة الثانية في «خليجي 21» عام 2013 بفوزها على العراق 2 - 1 في النهائي تحت قيادة مدربها الوطني مهدي علي، وجيل مميز من اللاعبين ضم لاعبَين نالا لاحقاً جائزة أفضل لاعب في آسيا، هما أحمد خليل (2015) وعمر عبد الرحمن «عمّوري» (2016)، وعلي مبخوت هداف كأس آسيا 2015 برصيد 5 أهداف و«خليجي 24» في قطر عام 2019 بنفس الرصيد.
تراجع مستوى «عمّوري» وخليل لاحقاً بسبب كثرة الإصابات، وبقي مبخوت (32 عاماً) حاملاً مشعل ما عُرف بـ«الجيل الذهبي» متكلاً على غريزته التي نصبته الهداف التاريخي لمنتخب الإمارات برصيد 81 هدفاً، وللدوري الإماراتي بـ194 هدفاً.
لكن المفاجأة كانت في استبعاده من قبل المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا من «خليجي 25» في البصرة، رغم أنه يتصدر حالياً ترتيب هدافي الدوري المحلي برصيد 13 هدفاً.
وقال أروابارينا عن سبب الاستبعاد الذي وجد انتقادات كثيرة: «علي مبخوت لاعب محترم وجيد وكان معي في الفريق أكثر من مرة، لكن أبحث عن مميزات أخرى داخل الملعب، ومختلفة عما يملكه اللاعب».
وتابع: «هناك قرارات يجب اتخاذها مهما كانت صعبة، وأنا همي الوحيد تقديم فريق جيد لكرة القدم الإماراتية. أعرف أهمية علي مبخوت للمنتخب والمشجعين، ولكن اللعب الجماعي هو الأهم».
ووعد أروابارينا «بالمنافسة على اللقب أو على الأقل لعب الأدوار المتقدمة»، لكن هذا الوعد محل شك لدى الشارع الرياضي، بعد الصورة الباهتة التي ظهر عليها المنتخب في المباريات الودية وآخرها الفوز الصعب على لبنان 1 - صفر قبل السفر إلى البصرة.
ماذا سيفعل «أبيض الإمارات» في «خليجي 25» وسط غياب «مبخوت»؟
ماذا سيفعل «أبيض الإمارات» في «خليجي 25» وسط غياب «مبخوت»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة