روسيات يضعن أطفالهن في الأرجنتين أملاً في الجنسية

نساء حوامل ينتظرن بعيادة الكشف بمستشفى في بوينس آيرس (أ.ف.ب)
نساء حوامل ينتظرن بعيادة الكشف بمستشفى في بوينس آيرس (أ.ف.ب)
TT

روسيات يضعن أطفالهن في الأرجنتين أملاً في الجنسية

نساء حوامل ينتظرن بعيادة الكشف بمستشفى في بوينس آيرس (أ.ف.ب)
نساء حوامل ينتظرن بعيادة الكشف بمستشفى في بوينس آيرس (أ.ف.ب)

على غرار الباحثات عن الجنسية الأميركية بوضع أطفالهن في الولايات المتحدة، تجنح نساء روسيا للذهاب إلى الأرجنتين من أجل وضع أطفالهن، في اتجاه تزايد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أملاً في الحصول على الجنسية الأرجنتينية للطفل، ومن ثم أبويه.
وأشار تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية أمس (الثلاثاء) إلى أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية شهدت طفرة في سياحة الولادة الروسية منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) من العام الماضي، خصوصاً في ظل عزلة موسكو عن الغرب نتيجة للحرب، والتي جعلت الأرجنتين، حيث لا يطلب من الروس أي متطلبات للحصول على تأشيرة، الوجهة المفضلة للعائلات التي تتطلع إلى منح أطفالها امتيازات الجنسية الثانية.
وأفاد التقرير أنه ربما يكون استدعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمئات الآلاف من جنود الاحتياط العسكريين قد عزز من هذا الاتجاه.
وقدر جورجي بولين، رئيس القسم القنصلي في السفارة الروسية لدى الأرجنتين، أن ما بين 2000 و2500 روسي انتقلوا إلى الأرجنتين هذا العام، وكثير منهم من النساء الروسيات اللائي يخططن للولادة في البلاد. وتابع بولين: «في العام المقبل، يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى 10 آلاف».
وتقول بولينا تشيريبوفيتسكايا: «اكتشفت أنني حامل بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا، وكما رأينا أن الحدود بدأت تغلق بسرعة من حولنا، وعلمنا أنه يتعين علينا إيجاد مكان يمكننا السفر إليه بسهولة. ومن الممكن أن يفتح جواز السفر الأرجنتيني العديد من الأبواب لطفلي».
وكانت تشيريبوفيتسكايا تخطط وزوجها، اللذان غادرا روسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا، للبقاء في بوينس آيرس والتقدم بطلب للحصول على الجنسية الأرجنتينية لأنفسهما، وهي عملية سهلة لأنهما الآن والدا ابنة أرجنتينية.
وقالت إيفا بيكوروفا، التي تدير وكالة ترتب وثائق السفر والإقامة في المستشفى للحوامل الروسيات اللواتي يلدن في الخارج، لصحيفة «غارديان»: «بوينس آيرس مطلوبة الآن؛ إنها الوجهة الوحيدة التي نعمل معها حالياً».
ولا يحتاج الروس إلى تأشيرة لزيارة الأرجنتين، وقالت بيكوروفا إن تمديد فترة الإقامة لمدة 90 يوماً التي تصدرها الدولة بالإضافة إلى التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة كان أيضاً أمراً ليس معقداً.
وأضافت بيكوروفا أن إحدى المزايا الأساسية لجواز السفر الأرجنتيني هي أن مواطنيها يمكنهم القيام برحلات قصيرة الأجل إلى 171 دولة دون تأشيرة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان، في حين أن الحصول على تأشيرة طويلة الأمد للولايات المتحدة أمراً ليس صعباً.
وتقول بيكوروفا التي وضعت هي الأخرى في الأرجنتين في وقت سابق: «الجميع يبحث عن خيارات مع الوضع الحالي في روسيا. بمنح طفلي جواز سفر أرجنتينياً، فإنني أمنحه الحرية».
وكانت وكالة بيكوروفا في السابق تقيم جولات مماثلة من روسيا إلى فلوريدا، حيث يمكن للروسيات الحصول على الجنسية الأميركية، لكن بعد إعصار «كورونا»، وإغلاق الولايات المتحدة حدودها أمام الروسيات، فضلاً عن تعقيد الموقف بعد الحرب الروسية لأوكرانيا، جعلت من الأرجنتين الوجهة الحالية للروسيات الباحثات عن الجنسية الأرجنتينية.
وحتى قبل الحرب، كان بإمكان الروس الذهاب من دون تأشيرة إلى نحو 80 دولة فقط. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، جعلت عدة دول أوروبية من المستحيل عملياً على الروس زيارتها.
إلى جانب امتيازات جواز السفر الأرجنتيني، فإن الروس اختاروا بوينس آيرس لجودتها العالية في الرعاية الصحية، الخاصة والعامة.
وأشار التقرير إلى أن النساء الروسيات اللواتي ينتقلن إلى الأرجنتين للولادة يدفعن الآن ما يتراوح بين 1000 جنيه إسترليني و8000 جنيه إسترليني للوسطاء مثل بيكوروفا، الذين يقدمون خدمات تتراوح من ترتيب المترجمين والمساعدة في ترتيب الأوراق الشخصية، وحتى ترتيب جلسات التصوير للمولود الجديد.
وتتمتع الأرجنتين بتاريخ من الترحيب بالمهاجرين الروس، ففي نهاية القرن التاسع عشر، أبحر العديد من اليهود الروس، هاربين من الفقر والمذابح، عبر المحيط الأطلسي، بينما وصلت موجة أصغر من الروس بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وقال مكسيم ميرونوف، أستاذ مساعد في المالية والذي يعيش في بوينس آيرس منذ 2005: «إنني أسمع المزيد والمزيد من اللغة الروسية في الشوارع منذ مارس (آذار)، إنها ملحوظة للغاية».
وقالت ميرونوف إن الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية لا تجتذب فقط النساء اللواتي يتطلعن إلى الولادة ولكن أيضاً أعضاء من مجتمعات التكنولوجيا والشركات الناشئة الروسية الذين غادروا البلاد رداً على الحرب وتدهور مناخ الأعمال في روسيا. قال ميرونوف إن الأرجنتين «متسامحة للغاية» تجاه الروس، وإنه لا يرى «مؤشرات» على أن السلطات المحلية تخطط لفرض أي قيود على السفر.
كانت الأرجنتين أكثر حذراً في إدانتها للغزو الروسي لأوكرانيا من أوروبا والولايات المتحدة. مثل بقية دول أميركا اللاتينية، اختارت البلاد عدم فرض عقوبات على روسيا وشككت في فعاليتها.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.