شارك أكثر من 230 ألف شخص بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في تشييع جثمان الأسطورة البرازيلي بيليه من استاد مدينة سانتوس الساحلية، إلى مثواه الأخير بمقبرته الخاصة بضواحي المدينة. وما بين الدموع المهمرة والهتافات الحماسية، جاب الموكب الجنائزي للجثمان في شوارع سانتوس، وتوقف خارج منزل والدته البالغ عمرها 100 عام، حيث صفقت الجماهير المصطفة على جانبي الطريق، بينما تابعت شقيقة بيليه الموكب الجنائزي من إحدى الشرفات باكية.
ووصل الرئيس لولا، الذي أدى اليمين الدستورية مؤخراً، بطائرة هليكوبتر صباح أمس، ووقف بجوار نعش بيليه المغطى بالعلم البرازيلي في وسط ملعب نادي سانتوس، وقال: «لا مثيل لبيليه، كلاعب كرة قدم وكإنسان».
وكانت الجماهير اصطفت في طوابير طويلة خارج استاد سانتوس، حيث عاش بيليه معظم حياته، وانتظروا لما يصل إلى ثلاث ساعات من أجل نظرة وداع لنجمهم الأسطوري. وكُتب على لافتة ضخمة داخل الملعب «يحيا الملك».
ولعب بيليه الذي أطلق عليه لقب «ملك كرة القدم» مع سانتوس من 1956 وحتى 1974، وسجل أكثر من ألف هدف. وواسى لولا وزوجته أفراد عائلة بيليه، قائلاً: «الأمر الرائع بخصوص بيليه هو أنه لم يكن أبداً متغطرساً، كان يعامل الجميع سواء».
وقدم المشاهير والمسؤولون تعازيهم، وكان السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من أوائل الحاضرين للمراسم، وقال إنه سيطالب اتحادات كرة القدم في جميع أنحاء العالم بإطلاق اسم بيليه على أحد ملاعبها. وألقى بعض نجوم كرة القدم نظرة الوداع على بيليه، بينهم لاعب الوسط السابق زي روبرتو، الذي ساعد في وضع نعش الجوهرة السوداء بوسط ملعب نادي سانتوس.
لكن اثنين فقط من 67 لاعباً برازيلياً فازوا بكأس العالم لا يزالون على قيد الحياة شاركا في المراسم؛ هما ماورو سيلفا (1994)، الذي يعمل في اتحاد اللعبة بولاية ساو باولو، وكلودوالدو (1970) الذي يعمل في سانتوس، ما أثار بعض الانتقادات.