هوارد ويب يقود حملة تطوير وإعادة ثقة لحكام إنجلترا

أول رئيس للجنة الحكام في الدوري الممتاز يعترف بالحاجة إلى مزيد من الشفافية

هوارد ويب كان واحداً من أنجح حكام إنجلترا (الغارديان)
هوارد ويب كان واحداً من أنجح حكام إنجلترا (الغارديان)
TT

هوارد ويب يقود حملة تطوير وإعادة ثقة لحكام إنجلترا

هوارد ويب كان واحداً من أنجح حكام إنجلترا (الغارديان)
هوارد ويب كان واحداً من أنجح حكام إنجلترا (الغارديان)

يقول الحكم الإنجليزي السابق هوارد ويب: «عندما تفكر في التحكيم، تجد أن الأمر يتوقف كثيراً على الثقة بالنفس. إنها وظيفة تعتمد على التركيز والانضباط الذهني، والمرء بحاجة إلى المرونة لكي يحقق النجاح بها. مهمتي هي التأكد من أن الحكام يذهبون إلى وظائفهم وهم يشعرون بالثقة والدعم».
وبعد ثماني سنوات، في الولايات المتحدة وكندا، عاد أنجح حكم في عصر الدوري الممتاز إلى كرة القدم الإنجليزية، بعد أن انتهى العقد الذي كان يشرف بموجبه على الحكام في الولايات المتحدة، ليرأس لجنة الحكام في إنجلترا.
وقال ويب: «من الرائع أن أعود إلى المنزل إلى مكان من الواضح أنني أعرفه جيداً وعملت في هذا المجال لسنوات عديدة، وأتطلع إلى أن أكون جزءاً منه، وأسهم في تطوير التحكيم».
عندما كان ويب في أفضل مراحل مسيرته التحكيمية، وبالتحديد في عام 2010. تولى قيادة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والمباراة النهائية لكأس العالم في غضون شهر واحد فقط. كما تم تصنيفه كمشجع في السر لمانشستر يونايتد، قبل أن توجه إليه وسائل التواصل الاجتماعي اتهامات بالتحيز. وبالتالي، فإن ويب يجسد تماماً ما يتعرض له الحكام، سواء داخل الملعب أو خارجه. وهو وضع خطة بتخصيص الأموال التي يحصل عليها من قبل الدوري الإنجليزي كجزء من برنامج تطوير حكام النخبة متطلعاً لتحقق نجاحات من واقع خبرته الطويلة سواء في بريطانيا أو خارجها.

ويب يعود مسؤولاً  عن تطوير لجنة الحكام (الغارديان)

من الواضح أن الخبرات الكبيرة التي اكتسبها من العمل في الولايات المتحدة الأميركية قد منحته بعض الأفكار، لكن لا تزال هناك بعض التحديات الحقيقية التي لن يكون من السهل تجاوزها، والتي ربما يكون أهمها الطريقة الحالية التي تعمل بها تقنية الفيديو (الفار). يصف ويب نفسه بأنه «داعم كبير» لتقنية الفار، وهو الموقف الذي يتبناه بقوة منذ أن رأى النجم الفرنسي تييري هنري وهو يحرز هدفاً بيده في مرمى جمهورية آيرلندا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، وتجربته الشخصية في عدم رؤية التدخل العنيف للهولندي نيغل دي يونغ على الإسباني شافي ألونسو في المباراة النهائية. يقول الحكم الإنجليزي السابق: «لا يزال هذا القرار يعيش في ذاكرتي. كنت أريد أن أتخذ القرار الصحيح، لكن من الواضح أنني لم أرَ اللعبة بشكل جيد، فلماذا لا تتاح لنا الفرصة للذهاب إلى الشاشة ورؤية اللعبة مرة أخرى وتصحيح الخطأ في الوقت الفعلي؟».
لدى ويب رؤية واضحة تماماً فيما يتعلق بدور تقنية الـ«فار»: «يجب أن تكون التقنية موجودة لكي تتيح راحة البال للحكام، وليس إعادة التحكيم في المباراة». ويقول عن ذلك: «وظيفتي هي التأكد من أن تقوم تقنية الفار بالوظيفة التي صممت من أجلها، وهي التدخل عندما يكون قرار حكم المباراة خاطئاً بشكل واضح». لكنه يعترف أيضاً بأن التطبيق المحدود لهذه التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة.
ويصف ويب تقنية الفار بأنها «شبكة أمان»، ويصف الحكام بأنهم أشخاص يمشون على حبل مشدود، وبالتالي يمكن لشبكة الأمان هذه أن تغيير طريقة عمل الحكم وتجعله أقل شعوراً بالقلق فيما يتعلق بارتكاب الأخطاء. ويقول: «يجب أن نتأكد من أن الحكام سيواصلون العمل بنفس الشكل والكفاءة وكأن تقنية الفار ليست موجودة». كما يريد أن يكون الحكام أكثر استعداداً لرفض نصائح تقنية الفار، خاصة عندما يتم استدعاؤهم إلى الشاشة الموجودة بجوار خط التماس لرؤية اللعبة مرة أخرى. ويقول: «لم أحكم أي مباراة على الإطلاق في ظل وجود تقنية الفار، لذا فإنني لا أعرف بالضبط تأثير هذه التقنية على الحالة النفسية للحكام».
أما التحدي الثاني الكبير الذي يواجه ويب، فهو تحسين عملية صنع القرار لدى الحكام في المقام الأول. يؤكد ويب على أن المعايير قد تحسنت كثيراً منذ اعتزاله التحكيم في عام 2014. لكنه يعترف أيضاً بأن كرة القدم على مستوى النخبة قد تغيرت بسرعة أكبر وأصبحت أكثر تعقيداً. كما يشير إلى أنه بغض النظر عما تقوله الإحصاءات، فإن الجمهور لا يلاحظ في الكثير من الأحيان التطورات والتحسينات التي تحدث. ويقول: «من الواضح من التغيير الذي يحدث، ومن إحضاري إلى هنا، أن هناك شعوراً بأننا بحاجة إلى رفع المعايير إلى ما هو أبعد من ذلك. هناك توقع بأن هذه المعايير ستتحسن بشكل أكبر».
وإلى جانب البرنامج الموسع لتعيين الحكام وإعداد المزيد من التدريبات للحكام (عُين الحكمان السابقان بالدوري الإنجليزي الممتاز جون موس ومارتن أتكينسون بالفعل في مثل هذه الأدوار)، يعتقد ويب أن التواصل المستمر سيكون مهماً للغاية لتحسين الأمور. ففي الولايات المتحدة، اعتاد ويب على التواصل مع الحكام بعد كل جولة من المباريات لمناقشة القرارات الخلافية، ويعتقد أن هذا الأمر قد ساهم في كسر حالة الغموض المتعلقة بهذه القرارات. ويأمل ويب أن يحدث شيء مشابه في إنجلترا، لكنه يؤمن بأن الأمر لا يخلو من مخاطر أيضاً، ويقول: «أنت لا تريد تحويل الحكام إلى مشاهير، لكن هناك تصور بأن القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل ويمكن أيضاً أن يرفع مستوى الشفافية. وأعتقد أن هذا صحيح».
يقول ويب إن كرة القدم في الولايات المتحدة تتطلع إلى منافسة الرياضات الأخرى التي تحظى بشعبية طاغية في البلاد، مشيراً إلى أن الرسالة عند الحديث عن التحكيم وتقنية الفار كانت تتمثل في «عدم قتل المشروع»، بمعنى أن يتم السماح بانتقاد الحكام، لكن في الوقت نفسه يجب الالتفاف حول ما تسعى اللعبة لتحقيقه ودعمه بكل قوة. وبالمثل، يجب تبني نهج مختلف تماماً إذا كانت هناك رغبة حقيقية في إعادة تأهيل الحكام.
يقول ويب: «أعتقد أنه من المحتمل أن يكون هناك قدر أقل من التسامح هنا، بشكل عام. فالعلاقة مع كرة القدم هنا متأصلة للغاية، وهو ما يؤدي إلى وجود مقاومة كبيرة للتغيير. وعلاوة على ذلك، هناك تدقيق في كل شيء هنا أكثر بكثير مما يحدث في الولايات المتحدة».
وفي عصر توجد فيه وسائل الإعلام في كل مكان، فإن ويب يمتلك الكاريزما والشخصية القوية والثقة بالنفس، وهي الصفات المطلوبة لشخصية رائدة في اللعبة. وإذا كان الهدف هو إقناع الجمهور بأن قرار احتساب ركلة جزاء مشكوك في صحتها ناتج عن ضعف بشري بسيط، وليس نتيجة مؤامرة معقدة، فإن ويب لديه فرصة جيدة للنجاح في هذه المهمة!.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».