الحكومة اليمنية تباشر الانتقال التدريجي إلى عدن.. والبدء بوزارتي النقل والداخلية

الوزير باسلمة: الغطاء الجوي لمقاتلات التحالف ونقل القوات اليمنية بحرًا ساهما في الانتصارات الأخيرة

مقاتلون من المقاومة الشعبية يلاحقون الميليشيات المتمردة في عدن أمس (إ.ب.أ)
مقاتلون من المقاومة الشعبية يلاحقون الميليشيات المتمردة في عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

الحكومة اليمنية تباشر الانتقال التدريجي إلى عدن.. والبدء بوزارتي النقل والداخلية

مقاتلون من المقاومة الشعبية يلاحقون الميليشيات المتمردة في عدن أمس (إ.ب.أ)
مقاتلون من المقاومة الشعبية يلاحقون الميليشيات المتمردة في عدن أمس (إ.ب.أ)

في الوقت الذي حققت فيه المقاومة الموالية للشرعية في اليمن انتصارات كبيرة في عدن خلال اليومين الماضيين، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن تحرير مناطق واسعة من المدينة الجنوبية الكبيرة، من الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، جاء وفقًا لخطة متكاملة مع قوات التحالف بهدف تحرير العاصمة المؤقتة للبلاد والانطلاق منها لتحرير بقية مناطق اليمن.
وكشف وزير النقل اليمني المهندس بدر باسلمة، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قوات التحالف بالتعاون والتنسيق مع الحكومة اليمنية قامت بنقل القوات اليمنية من موقع لآخر بحريًا، إضافة إلى التغطيات الجوية من قبل مقاتلاتها فوق عدن لتحرير المطار ومديرية خور مكسر أول من أمس.
وأفصح باسلمة عن الخطة المتكاملة التي تم إعدادها بين الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بهدف السعي لتحرير عدن، تليها أبين وشبوة ومأرب وتعز والبيضاء، ثم التوجه شمالا للتمكن من تحرير باقي المدن اليمنية، مبينا أن تكوين الوحدات العسكرية الشرعية الكاملة جاء بهدف الهجوم لتحرير المناطق اليمنية كاملة من وجود ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وعن حماية عدن من أي محاولة أخرى للسيطرة عليها من قبل الميليشيات الحوثية، أكد باسلمة وجود طوق أمني لحماية ومنع أي تدخل واختراق لها، مشيدا بالدور الذي وصفه بـ«الهام»، الذي تقوم به المقاومة الشعبية داخل المدينة لحمايتها وحماية ممتلكات الدولة.
وكشفت مصادر مطلعة أن الحكومة اليمنية ستباشر الانتقال إلى عدن بشكل تدريجي، وان البداية ستكون بوزارتي النقل والداخلية.
واوضح وزير النقل باسلمة أن وزارته ستنتقل الى عدن بهدف تأمين الموانئ والمطارات واستكمال السفن والطائرات عملها الطبيعي والإغاثي. وبين باسلمة أن الحكومة ستبدأ في اليومين المقبلين تنفيذ خطة عمل شاملة لعدن، لحل المشكلات التي عانى منها الشعب خلال الاجتياح الحوثي للمدن، والتي كان من أهمها مشكلة انقطاع الكهرباء والمياه وإعادة خدماتها بشكل كامل، إضافة إلى تأهيل المستشفيات وتنظيف المدينة من النفايات المتراكمة والعالقة. وشدد على أن الحكومة اليمنية «تعمل بكل جهد لإعادة البسمة والأمل وإيجاد كل السبل والإمكانات إلى أبناء عدن الذين صبروا كثيرا وتعرضوا لشتى أصناف الألم والجوع».
من جهة أخرى، أكد علي سعيد الأحمدي الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة في عدن أن رجال المقاومة شنوا مسنودين باللواء الأول «حزم» الذي يقوده العميد فضل محسن عملية نوعية كبيرة تحت غطاء جوي كثيف من قبل مقاتلات التحالف العربي لتحرير مطار عدن ومديرية خور مكسر. كما تدخلت البوارج البحرية لقوات التحالف لمساندة المقاومة من اتجاه البحر وقصفت الميليشيات الحوثية المتمركزة على الشريط الساحلي بين خور مكسر وكريتر. وبين أن مديرية خور مكسر باتت محررة بالكامل وتم وضع الحواجز وتثبيت المواقع لشباب المقاومة.
كما شهدت سماء عدن أجواء فرحة بانتصارات المقاومة إذ تم إطلاق الألعاب النارية لتمتلئ سماؤها بالألوان مصحوبة بزغاريد النساء من على نوافذ المباني وصيحات الأطفال.

مقاتلون من المقاومة الشعبية يلاحقون الميليشيات المتمردة في عدن أمس (إ.ب.أ)



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.