حمود سلطان لـ «الشرق الأوسط»: فككنا عقدة «النحس» في كأس الخليج... ومعارضوها «جفاة»

حذَّر لاعبي منتخب البحرين من «مستوياتهم المتراجعة»... وهؤلاء «أصعب المهاجمين»

منتخب البحرين سيدخل «خليجي 25» حاملاً لقب النسخة الأخيرة (موقع الاتحاد البحريني الرسمي)
منتخب البحرين سيدخل «خليجي 25» حاملاً لقب النسخة الأخيرة (موقع الاتحاد البحريني الرسمي)
TT
20

حمود سلطان لـ «الشرق الأوسط»: فككنا عقدة «النحس» في كأس الخليج... ومعارضوها «جفاة»

منتخب البحرين سيدخل «خليجي 25» حاملاً لقب النسخة الأخيرة (موقع الاتحاد البحريني الرسمي)
منتخب البحرين سيدخل «خليجي 25» حاملاً لقب النسخة الأخيرة (موقع الاتحاد البحريني الرسمي)

الدمام: علي القطان

أكد حمود سلطان، كبير حراس منتخبات الخليج ومنتخب البحرين في السبعينات والثمانينات الميلادية، أن الأهمية التي اكتسبتها بطولات الخليج تجعل بقاءها ضرورة، وأن المنتخبات الخليجية تطورت، وباتت لها استحقاقات كثيرة ومهمة في المسابقات الكروية؛ سواء القارية أو الدولية.
وبيَّن سلطان أن بطولات الخليج لها فضل كبير في المنشآت الرياضية التي باتت تزخر بها الدول الخليجية، والبنى التحتية، والنقلة الكبيرة التي باتت عليها الرياضة منذ عهد السبعينات إلى اليوم؛ حيث إن المطالبة بإلغاء هذه البطولة ليس لها أي مبرر مقنع؛ بل هو «جفاء» لهذه البطولة التي لها كثير من المحبة بين أبناء الخليج في كافة المواقع؛ سواء كانوا مسؤولين أو منسوبي منتخبات أو جماهير، وهذا ما يجعل استمرارها والمحافظة عليها واجباً على الجميع.
وأشار سلطان الذي شارك في 9 نسخ خليجية حارساً للمرمى بينما حضر في دورة عاشرة ضمن الطاقم الفني لمنتخب بلاده، إلى أن هناك كثيراً من النجوم الذين حققوا نجاحات وشهرة عالية على المستوى القاري والدولي، كانت بدايتهم بطولات الخليج، ولذا يمكن القول إن هذه البطولة كانت وستظل منبعاً للمواهب والنجوم في كرة القدم.

حمود سلطان اشتُهر بكفاءته وذوده عن الشباك البحرينية (أرشيفية)

وتحدث سلطان في حواره الخاص مع «الشرق الأوسط» عن كثير من الأمور التي تخص دورات الخليج، وأبرز النجوم الذين واجههم، وأصعب الأهداف التي سُجلت في مرماه. كما تطرق إلى الأسباب التي أرجأت تحقيق المنتخب البحريني للقب، والذي حدث للمرة الأولى في النسخة الماضية «خليجي 24»؛ متمنياً أن يتكرر المنجز لـ«الأحمر» في النسخة القادمة في البصرة.
> بداية؛ كيف ترى عودة بطولات الخليج للعراق؟ وما المتوقع في النسخة القادمة المقررة في البصرة يناير (كانون الثاني) المقبل؟
- بكل تأكيد، عودة البطولات الخليجية للعراق تمثل دعماً جديداً من المسؤولين الخليجيين للأشقاء العراقيين. وهو دعم يعزز القيمة التي عليها بطولات الخليج، والفضل الكبير الذي قدمته هذه البطولة في النسخ الماضية، منذ أن انطلقت النسخة الأولى منها في مملكة البحرين في السبعينات.
سعيد في الحقيقة بأن تعود البطولة للعراق الشقيق الذي نقف معه جميعاً من أجل النهوض في كافة المجالات. وأتمنى أن تواصل البطولة تحقيق مزيد من الأهداف مستقبلاً.

جاسم يعقوب أشهر مهاجمي الخليج عبر تاريخ طويل (أرشيفية)

> النسخة المقبلة في البصرة تأتي بعد أكثر من 3 سنوات من آخر نسخة، والتي أقيمت في دولة قطر وتُوج بها المنتخب البحريني. وهذا يعني أنه لا يوجد وقت معين لإقامة البطولة، ويعني التقليل من أهميتها. فهل هذا صحيح؟
- البطولة الماضية أقيمت في الدوحة، وكان من المقرر أن تقام النسخة المقبلة في العراق، وهذا ما سيتم فعلاً بإذن الله. أما موضوع التوقيت فتحكمه أمور عديدة. وفي السنوات الأخيرة مر العالم أجمع بظروف استثنائية، وهي معروفة، وأُجِّل بسببها كثير من البطولات الكبرى، ولذا لا يمكن التقليل من قيمة «كأس الخليج» لأنها لا تقام بشكل منتظم في بعض النسخ المتتالية. والأهم أن تبقى هذه البطولة ولا تنقطع.
> لكن هناك من يرى أن بطولة الخليج لم تعد لها أي قيمة في السنوات الأخيرة؛ على الأقل من الجانب الفني للمنتخبات، وخصوصاً التي تطورت وباتت تنافس على المستوى القاري والدولي؟
- هل يعني تطور بعض المنتخبات أن نجعل بطولات الخليج خلفنا؛ بل ويطالب البعض بإلغائها؟! هذا «كلام غير صحيح». يجب أن تتواصل بطولات الخليج وتبقى؛ لأنها وُجدت لتستمر. ليس المهم أن تكون المنافسة في الملعب؛ بل إن اللقاءات الخليجية بين الشعوب أيضاً ذات قيمة كبيرة. وهذه البطولة تلقى أيضاً دعماً واهتماماً من القادة. ولبطولة الخليج فضل كبير لا يمكن أن «نجحده»، وكانت من الأسباب الرئيسية في البنية التحتية والمنشآت الرياضية وكثير من الأفضال التي لا يمكن أن تنسى.
بطولات الخليج كانت السبب الرئيسي في تطور المنتخبات ووصولها لكأس العالم، وتحقيق البطولات القارية. «كأس الخليج» ساهمت في إيجاد جيل قوي للكرة الكويتية حقق البطولة القارية وتأهل للمونديال، كما تأهل المنتخب العراقي، وأيضاً المنتخب الإماراتي فعل الشيء نفسه. وهذا لم يأتِ من فراغ. وكان لدورات الخليج دور فاعل.

حمود سلطان (تويتر)

كما أن المنجزات العديدة التي تحققت للكرة السعودية، ومن بينها الفوز ببطولات قارية والوصول للمونديال، كان لدورات الخليج دور فيها، وإن كانت بعض المنجزات القارية والدولية للمنتخب السعودي سبقت الفوز بهذه البطولة، لكن الاحتكاك بالمنتخبات المتطورة في الخليج كان له أثر واضح لا يمكن تجاهله.
> تُعتبر عميد اللاعبين المشاركين في بطولات الخليج. من خلال النسخ التي شاركت فيها حارساً للمرمى؛ مَن المهاجمون الذين كنت تحسب لهم ألف حساب وتخشى مواجهتهم؟
- كان في المنتخبات الخليجية كثير من النجوم، فمثلاً في المنتخب الكويتي: جاسم يعقوب، وفيصل الدخيل، وفي الجيل اللاحق ظهر جاسم الهويدي، وغيرهم في المنتخب الأزرق. وفي المنتخب السعودي كان هناك: ماجد عبد الله، ويوسف الثنيان، وسامي الجابر. وأيضاً في المنتخب القطري: منصور مفتاح. وفي الإمارات: عدنان الطلياني، وفهد خميس، وزهير بخيت. وفي العراق: فلاح حسن، والراحل علي كاظم، وحسين سعيد. وفي المنتخب العماني: الراحل غلام خميس، ويونس أمان، وكثير من الأسماء أيضاً في المنتخبات.
لكن اللاعبين الأكثر خطورة كانوا: جاسم يعقوب، وماجد عبد الله، ومنصور مفتاح. وجمعتني بهؤلاء النجوم تحديات كثيرة، وكسبتهم مرات عدة. وفي مرات أخرى تمكنوا من التسجيل في مرماي؛ حيث كانت أصعب الأهداف لجاسم يعقوب ومنصور مفتاح في البطولة الرابعة، وأصعب أهداف ماجد عبد الله في البطولة التاسعة.
كانت التحديات مع هؤلاء النجوم كبيرة جداً، حتى على «سفرة الغداء» التي تجمعنا دوماً؛ حيث لم يكن الوضع بتلك الرسمية التي عليها المنتخبات اليوم، كما كان الشهيد فهد الأحمد يتحداني كثيراً في ظل سطوة المنتخب الكويتي على البطولات. كانت أياماً جميلة لا تُنسى.
> طال انتظار البحرينيين إحراز منتخب بلاهم بطولة كأس الخليج، حتى تحقق في النسخة الماضية. بحكم خبرتك وتجربتك، ما سبب التأخر في تحقيق هذه البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في المنامة؟
- في الحقيقة، كنا في المنتخب البحريني قريبين في أكثر من نسخة من الفوز باللقب. ففي النسخة السادسة في أبوظبي كنا الأقرب، وتعرضنا لأخطاء تحكيمية في مواجهة المنتخب الكويتي. وأظهرت الكاميرات أن الكرة تجاوزت حدود الملعب، ولكن احتُسب الهدف ضدنا. وفي إحدى الدورات كنا قريبين جداً من الفوز، إلا أننا تعادلنا مع المنتخب السعودي. وفي نسخة أخرى أيضاً كان يكفينا التعادل، وخسرنا.
أما في البطولة الأخيرة فقد كسر المنتخب البحريني «النحس»، وتحقق اللقب، وهذا يسعدنا بكل تأكيد؛ خصوصاً أن اللقب طال انتظاره، وكان «يحز في نفوسنا» جميعاً أن البحرين التي شهدت ميلاد هذه البطولة لم يُتوج منتخبها باللقب. ولكن نحمد الله على أن اللقب تحقق، وكنا سعداء حقيقة بفرحة الراحل الشيخ عيسى بن راشد الذي شهد تتويج المنتخب، بعد سنوات طويلة من الانتظار قبل رحيله.
> هل تعتقد أن المنتخب البحريني قادر على المحافظة على اللقب، والتتويج في النسخة المقبلة في البصرة؟
- في الحقيقة أرى كثيراً من التراجع في الأداء الفني والمستوى في المنتخب البحريني، بعد الفوز باللقب الخليجي الأخير. وهذا ظهر جلياً في تصفيات آسيا وكأس العالم. أرى أن هناك تشبعاً وكأن تحقيق بطولة الخليج منتهى الطموح. هناك دعم كبير وسخي حظي به المنتخب بعد المنجز الماضي، وقد يكون ذلك انعكس سلباً على طموحات اللاعبين، وكأنهم حققوا ما أرادوا. وهذا ما لا أتمناه فعلاً. ما أتمناه أن يكون الطموح كبيراً، وتتم المحافظة على اللقب.
> أخيراً؛ هل تعتقد أن بطولة «خليجي 25» ستحقق النجاحات المطلوبة؟
- أتمنى ذلك. وأنا بإذن الله سأكون هناك بين الأشقاء العراقيين، وسأكون داعماً للنجاح.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.