6 لحظات خالدة في مسيرة بيليه الكروية

من ظهوره الأول ضد الاتحاد السوفياتي إلى هدفه بقميص كوزموس في مرمى فريقه السابق سانتوس

بيليه يحتفل بكأس الدوري الأميركي للمنطقة الشمالية مع زملائه في كوزموس (أ.ب)
بيليه يحتفل بكأس الدوري الأميركي للمنطقة الشمالية مع زملائه في كوزموس (أ.ب)
TT

6 لحظات خالدة في مسيرة بيليه الكروية

بيليه يحتفل بكأس الدوري الأميركي للمنطقة الشمالية مع زملائه في كوزموس (أ.ب)
بيليه يحتفل بكأس الدوري الأميركي للمنطقة الشمالية مع زملائه في كوزموس (أ.ب)

في الوقت الذي تستعدّ فيه البرازيل لتوديع الأسطورة بيليه إلى مثواه الأخير غداً، بعد أن تُوفي الخميس عن عمر يناهز 82 عاماً بسبب سرطان القولون، اخترنا 6 من أكثر المباريات التي لا تُنسى للجوهرة السوداء، بدءاً من تألقه السريع في بداية مسيرته الكروية أمام الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى الهدف الرائع الذي أحرزه من ركلة حرة مباشرة في مباراته الأخيرة.

البرازيل 2-0 الاتحاد السوفياتي عام 1958
ترك بيليه بصمة واضحة في أولى مشاركاته مع الفريق الأول، فقد سجل 4 أهداف في أول ظهور غير رسمي له مع «سانتوس»، كما سجل هدفاً في أول ظهور رسمي له مع النادي. وعلاوة على ذلك، سجل بيليه في غضون دقائق معدودة من مشاركته بديلاً في أولى مباراة دولية له مع منتخب البرازيل، لكنه لم يعلن عن نفسه بقوة إلا في المباراة الثالثة بدور المجموعات في «كأس العالم» عام 1958. كان الطاقم الفني لمنتخب البرازيل يعتقد أن بيليه وغارنشيا لا يمتلكان الخبرة الكافية للمشاركة في نهائيات «كأس العالم»، لذا أبقاهما على مقاعد البدلاء في المباراة التي فازت فيها البرازيل على النمسا، ثم المباراة التي تعادلت فيها مع إنجلترا سلبياً، والتي كانت المرة الأولى التي يفشل فيها المنتخب في التسجيل بإحدى مباريات «كأس العالم».
كان هذا الفشل النسبي كافياً لكي يجعل المدير الفني لراقصي السامبا فيسنتي فيولا يعيد التفكير في خياراته، لذا أشرك الثنائي قليل الخبرة بيليه وغارنشيا في المباراة، وبعد مرور 40 ثانية فقط من اللقاء سدّد غارنشيا كرة قوية اصطدمت بالقائم. وبعد دقيقة واحدة فقط فعل بيليه الشيء نفسه. ولم ينجح القائم في منع الكرة من دخول الشباك أكثر من ذلك، فبعد 60 ثانية أخرى تمكّن المهاجم البرازيلي فافا من تسجيل هدف في مرمى الاتحاد السوفياتي، الذي كان أحد المرشحين للفوز باللقب قبل بداية البطولة. وقال غابرييل هانوت، الصحافي في صحيفة ليكيب الفرنسية وصاحب فكرة إقامة بطولة «دوري أبطال أوروبا»: «هذه أعظم 3 دقائق لُعبت في تاريخ كرة القدم على الإطلاق»، لكن الأكثر أهمية حقاً هو ما وصل إليه بيليه ومنتخب البرازيل خلال السنوات الـ10 التالية.

... ويحتفل بهدفه التاريخي الذي قاد كوزموس للتتويج بطلاً لأميركا (أ.ب)

البرازيل 5-2 السويد عام 1958
لم يكن بيليه هو السبب الوحيد في فوز البرازيل بـ«كأس العالم1958 »، حيث تألّق لاعبون آخرون مثل فافا وديدي وغارنشيا، لكن بيليه أعلن عن نفسه بقوة في هذا المونديال وأظهر للجميع لمحات من مستودع موهبته الذي تفجّر بعد ذلك ليمتع عالم كرة القدم بأسره بمهاراته وإمكانياته الفذة. سجل بيليه الهدف الوحيد في مباراة الدور ربع النهائي، بعدما تسلّم الكرة على صدره وسدّدها بقوة على الطائر لتدخل شباك منتخب ويلز. ثم سجل 3 أهداف (هاتريك) في مباراة الدور نصف النهائي أمام فرنسا، وعاد ليسجل هدفين في المباراة النهائية أمام السويد، بما في ذلك هدف من تسديدة رائعة على الطائر. ولو لم تصطدم تسديدة أخرى بالقائم لكان بيليه قد احتفل بإحرازه ثلاثية أخرى.
وفور نهاية المباراة وفوز البرازيل بـ«كأس العالم» للمرة الأولى في تاريخها، دخل بيليه في نوبة بكاء هيستيرية. ولا يزال بيليه أصغر لاعب يفوز بكأس العالم ويسجل في المباراة النهائية بعمر 17 عاماً و249 يوماً، ثم يأتي في المركز الثاني النجم الفرنسي كيليان مبابي عندما قاد منتخب فرنسا للفوز بالمونديال والتسجيل أيضاً في المباراة النهائية في عام 2018 وهو في التاسعة عشرة من عمره. وعلاوة على ذلك، لا يزال بيليه هو آخر لاعب يسجل 3 أهداف في مباراة واحدة مع منتخب البرازيل في نهائيات «كأس العالم».

بنفيكا 2-5 سانتوس عام 1962
لم يضيع بيليه أي وقت، وترك بصمة كبيرة في «كأس العالم 1962» منذ البداية، ففي المباراة الأولى للبرازيل، والتي كانت أمام المكسيك، تجاوز 6 لاعبين وحارس المرمى ووضع الكرة في الشباك، وأظهر في ذلك الهدف مزيجاً من السرعة الفائقة والقوة الهائلة والمهارة الفذة بشكل غير مسبوق في ذلك الوقت. لكن للأسف تعرّض بيليه للإصابة في المباراة الثانية ضد تشيكوسلوفاكيا، ولم يتمكن من لعب أية مباراة أخرى في البطولة. لكن عام 1962 شهد تألقاً لافتاً من جانب الأسطورة البرازيلية، فقد انتهت مباراة الذهاب لكأس الإنتركونتيننتال بفوز فريقه سانتوس، بطل أميركا الجنوبية، بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين على بطل أوروبا نادي بنفيكا بقيادة النجم البرتغالي أوزيبيو. وكان بنفيكا واثقاً من قدرته على حسم نتيجة مباراة الإياب في لشبونة، وعندما جاء سانتوس إلى البرتغال وجد لافتات تَسخر من البرازيليين مكتوباً عليها «أبطال العالم!» (في إشارة إلى غطرسة البرازيل قبل الخسارة في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1950 ضد أوروغواي، ووعْد بيليه والده المذهول بأنه سينتقم وسيقود بلاده للفوز بالمونديال يوماً ما). تألّق بيليه في مباراة العودة أيضاً وسجل ثلاثية أخرى، وأمتع الجميع برشاقته وسرعته، وقاد «سانتوس» للفوز على مضيفه بـ5 أهداف مقابل هدفين. ووصف بيليه ما قدّمه في هذا اللقاء بأنه «أفضل مباراة في مسيرتي»، و«قطعة فنية من كرة القدم لن أنساها أبداً».

البرازيل 1-3 البرتغال عام 1966
تعرَّض الأسطورة البرازيلية لإصابة قوية في الركبة بعد التدخل العنيف عليه من قِبل المدافع البرتغالي جواو مورايس، وودّعت البرازيل «مونديال 1966» من دور المجموعات، وأعلن بيليه اعتزاله اللعب الدولي. وقال المستشار الطبي لمنتخب البرازيل الدكتور هيلتون غوسلينغ: «هناك أسلوب لعب جديد أصبح في صالح أوروبا. لا أعتقد أنه سيمنح الجمهور القدر نفسه من المتعة التي حاولنا تقديمها خلال السنوات الـ8 الماضية. يبدو أنه من الضروري الآن أننا سنضطر إلى زيادة التركيز على الجانب البدني من اللعبة، والتركيز بدرجة أقل على الناحية الفنية». لقد شهد هذا المونديال تراجعاً واضحاً لبيليه ومنتخب البرازيل، لكنهما عادا بعد ذلك لكتابة التاريخ من جديد.

البرازيل 4-1 إيطاليا عام 1970
كان المدير الفني للمنتخب البرازيلي آنذاك جواو سالدانها، الذي كان يعمل في البداية صحافياً ثم تحوّل إلى التدريب، شخصاً غريب الأطوار، فقد أعلن أن بيليه لم يعد كما كان، ويجب استبعاده من قائمة المنتخب البرازيلي المشارِكة في نهائيات «كأس العالم»، ودخل في خلاف مع رئيس البلاد (الديكتاتور) إميليو ميديسي، الذي كان يرى أنه يجب ضم بيليه. وعندما تعرّض سالدانها للانتقادات في الصحافة من قِبل سلفه دوريفال يوستريتش، ذهب للبحث عنه في بهو فندق وهو يحمل مسدساً محشواً! وسرعان ما أقيل سالدانها من منصبه، وعُيِّن ماريو زاغالو بدلاً منه، وعاد بيليه إلى صفوف المنتخب البرازيلي ليقدم ملحمة ما زال العالم يتذكرها جيداً في هذا المونديال. وفي المباراة النهائية ضد إيطاليا قفز بيليه في الهواء عالياً وأحرز الهدف الافتتاحي لراقصي السامبا، ثم مرَّر أعظم تمريرة في التاريخ لكارلوس ألبرتو، وقاد منتخب بلاده للفوز على إيطاليا بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد.

نيويورك كوزموس 2-1 سانتوس عام 1977
ذهب الأسطورة البرازيلية إلى أرض الأحلام والفرص في الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تبحث عن وضع أسس جديدة لنشر كرة القدم بالبلاد، وكان هو أول نجم عالمي حقيقي في عالم اللعبة يحطّ قدمه ليقود نادي نيويورك كوزموس للفوز بالبطولة السنوية لـ«دوري أميركا الشمالية لكرة القدم» عام 1977 بعدما سجل هدفاً رائعاً من ركلة حُرة مباشرة من على بُعد 30 ياردة في مرمى فريقه القديم سانتوس في مباراته الأخيرة في عالم كرة القدم، التي شهدت تشجيعاً هائلاً للملك البرازيلي.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».