اكتشاف 351 نوعاً من الحيوانات في 2022

من بينها 84 خنفساء و3 ديناصورات

أحد أنواع الدبابير المكتشفة (متحف التاريخ الطبيعي)
أحد أنواع الدبابير المكتشفة (متحف التاريخ الطبيعي)
TT

اكتشاف 351 نوعاً من الحيوانات في 2022

أحد أنواع الدبابير المكتشفة (متحف التاريخ الطبيعي)
أحد أنواع الدبابير المكتشفة (متحف التاريخ الطبيعي)

من الرحلات البحثية في المواقع البعيدة، إلى التمشيط عبر 80 مليون قطعة موجودة في مجموعات المتحف، يضيف العلماء، كل عام، أنواعاً جديدة من الحيوانات إلى مكتبة الحياة الواسعة، عبر حفريات أو مناطق تضم حيوانات حية.
ونظراً لأن معظم الحيوانات على الأرض هي من اللافقاريات (حيوانات ليس لها عمود فقري)، فليس من المستغرب أن تقع غالبية الأنواع الجديدة التي جرى وصفها، هذا العام، ضمن هذه المجموعة، كما يكشف تقرير نشره، السبت، الموقع الرسمي لمتحف التاريخ الطبيعي بأميركا.
ويوضح التقرير أن عام 2022 شهد اكتشاف 84 نوعاً من الخنافس، و34 نوعاً من العث، و23 نوعاً من حيوانات الطحالب، و13 نوعاً من الديدان المثقوبة، وكان هناك أيضاً 12 نوعاً جديداً من الطلائعيات، و7 أنواع من الذباب، واثنان من النحل الطنّان من آسيا، واثنان من الديدان متعددة الأشواك من أعماق المحيطات.
لكن المجموعة التي اكتسبت وصف «أكثر الأنواع الجديدة، هذا العام»، هي الدبابير، حيث جرى وصف ما مجموعه 85 نوعاً جديداً، وهذا يشمل بعض الأنواع الصغيرة جداً بأجمل أجنحة تشبه الريش، وتنتمي هذه الحيوانات الصغيرة إلى مجموعة تحتوي على بعض أصغر الحشرات في العالم. وعلى الرغم من حجمها الصغير، قد تكون هذه الدبابير الطفيلية مهمة للزراعة، حيث توفر مكافحة بيولوجية مهمة.
وشهد، هذا العام، أيضاً وصف 19 نوعاً جديداً من الحشرات العصوية، وكل هذه الأنواع تنحدر من المناطق الاستوائية في أستراليا ويُطلب من الباحثين استخدام الحشرات التي جرى جمعها حديثاً وعيّنات المتاحف والتحليل الجيني للكشف عن أن ما كان يعتقد في الأصل أنه 11 نوعاً كان في الواقع 30 نوعاً.
كما وصف علماء المتحف حفنة من الفقاريات، بما في ذلك نوع جديد من الوزغة من جزر سيشل، و3 أنواع من الأسماك، و7 أنواع من الضفادع. وكانت 6 من هذه الضفادع من أصغر الفقاريات المعروفة، وجرى العثور على الضفادع التي تعيش في نفايات الأوراق في المكسيك، ويبلغ طولها 8 مليمترات فقط.
ولم يكتف العلماء بوصف الأحياء، هذا العام، فحسب، بل وصفوا أيضاً أسماء 3 أنواع جديدة من الديناصورات، اثنان من الديناصورات المدرعة من الصين، أولها هو أقدم وأكمل ديناصور مدرع عُثر عليه في آسيا، في حين أن الآخر هو أقدم «ستيجوصور» على الإطلاق، ويساعد النوعان معاً الباحثين على فهم أفضل لكيفية تطور المجموعة المدرعة بشدة.
والديناصور الجديد الثالث الذي جرى وصفه، هذا العام، هو أنواع آكلة للحوم ذات أذرع صغيرة، وجدت في شمال الأرجنتين، ويعود تاريخه إلى 70 مليون عام، وهو يعطي أدلة حول كيفية استجابة هذا الجزء من العالم للكويكب الذي قضى على الديناصورات.
وليست أحافير الديناصورات وحدها هي التي تساعد الباحثين على فهم الماضي بشكل أفضل، وتبيّن أن سحلية أحفورية عمرها 200 مليون عام كانت مختبئة في المجموعات ليست فقط نوعاً جديداً، ولكن أيضاً أقدم سحلية معروفة للعلم، مما دفع أصول هذه المجموعة إلى الوراء لما يصل إلى 30 مليون سنة.
وواحدة من أكثر الاكتشافات الأحفورية إثارة للاهتمام، هذا العام، هي خنفساء صغيرة محاصَرة في الكهرمان الأوكراني يعود تاريخها إلى 35 مليون عام. وتُعرف هذه المجموعة المعينة من الحشرات، المعروفة باسم الخنفساء ذات الأجنحة، فقط في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث كشفت الخنفساء الأحفورية أن المناخ في أوكرانيا كان يجب أن يكون أكثر اعتدالاً عندما كانت الحشرة على قيد الحياة خلال أواخر عصر الإيوسين.
ووصف فريق دولي من الباحثين من جمهورية التشيك ولاتفيا وروسيا وأوكرانيا والمملكة المتحدة، الخنفساء الأحفورية الجديدة بأنها تجسيد للتعاون الدولي في مواجهة الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ويقول أحمد قرني، أستاذ الحفريات الفقارية بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، في تصريحات خاصة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا العدد رغم أنه يبدو كبيراً فإن نسبة الحفريات منه أقل بكثير مما يحتويه باطن الأرض من أسرار لم يجرِ الكشف عنها حتى الآن».
ويضيف أنه عبر ملايين السنين حدث تطور في عدد كبير من الأنواع الحيوانية، وما جرى رصده من أنواع قد لا يتعدى نسبة الـ20 %.
وعن اكتشافات هذا العام، قال قرني إنها أضافت كثيراً إلى العالم، وقد يكون لبعضها تطبيقات مفيدة في الحياة، مثل اكتشاف الدبابير الطفيلية، والتي يمكن الإكثار منها في بعض المناطق للاستفادة منها في المكافحة البيولوجية.



«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».