لماذا أثار متحور «يوم القيامة» الذعر في مصر؟

يطلق عليه علمياً «BF7» وينتمي لعائلة «أوميكرون»

معدلات الإصابة بمتحور «BF7» في الصين تثير الذعر عالمياً (أ.ف.ب)
معدلات الإصابة بمتحور «BF7» في الصين تثير الذعر عالمياً (أ.ف.ب)
TT

لماذا أثار متحور «يوم القيامة» الذعر في مصر؟

معدلات الإصابة بمتحور «BF7» في الصين تثير الذعر عالمياً (أ.ف.ب)
معدلات الإصابة بمتحور «BF7» في الصين تثير الذعر عالمياً (أ.ف.ب)

فجأة اكتسب أحد متحورات «أوميكرون»، المنتشر في الصين، المعروف علمياً باسم «BF7»، اسماً جديداً، بعد أن وصفته وسائل إعلام بـ«متحور يوم القيامة»، ليثير الاسم حالة من الذعر «غير المبررة»، ويتحول إلى «ترند» بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.
والمتحور «BF7» الذي حمل هذا الاسم، هو أحد متحورات عائلة «أوميكرون»، وهو ليس من المتحورات الخطيرة، التي يمكن أن تسبب مرضاً شديداً، لكنه يختلف عن متحورات «أوميكرون» الأخرى، بأنه «أسرع» في الانتشار. و«لم يتم تسجيل هذا المتحور في مصر، حتى الآن»، كما أكد حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية.
وتعجب عبد الغفار من إطلاق اسم «يوم القيامة» على المتحور، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوزارة تتعامل بالأسماء العلمية، وعلمياً أستطيع القول بوضوح إن المتحور (BF7) لم يتم تسجيله في مصر».
كانت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، هي من استخدمت هذا الاسم في تقرير نشرته يوم 23 ديسمبر (كانون الأول)، كتعبير مجازي، يشير إلى ارتفاع أعداد الإصابات التي يسببها المتحور «BF7»، ونقلت وسائل إعلام أخرى عنها هذا الاسم، وأخرجته عن السياق المستخدم في الصحيفة البريطانية، وأطلقت اسم «متحور يوم القيامة»،كأنه الاسم العلمي.
وحمل تقرير الصحيفة البريطانية عنوان «فوضى كوفيد في الصين قد تتسبب في انتشار متحور يوم القيامة، الذي من شأنه أن يعيد العالم إلى المربع الأول في مكافحة الوباء، كما يحذر الخبراء»، ليتحول بعدها المتحور «BF7» إلى «متحور يوم القيامة» في تغطيات بعض وسائل الإعلام، ويكتسب الاسم انتشاراً كبيراً يحوله إلى «ترند».
وتفاعل البرلمان المصري مع المخاوف التي أثارها هذا «الترند»، وتقدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، محمود قاسم، بطلب إحاطة إلى وزير الصحة المصرية، لتوضيح ما يثيره هذا المتحور من مخاطر، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة المصرية لمواجهته.
ويقول أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينز» بجامعة أوكسفورد لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا المتحور لا يستحق كل هذا الذعر، لدرجة أن يسمى بـ(متحور يوم القيامة)، فالمعلومات المتوفرة عنه لا تشير إلى أنه يتسبب في مرض شديد أو معدلات وفيات مرتفعة».
ورغم انتشاره السريع، وتأكيد بعض التقارير على أن الشخص المريض يمكن أن يتسبب في عدوى 18 شخصاً، إلا أن تعرض سكان العالم لمتحورات أخرى من «أوميكرون»، والحصول على جرعات التلقيح الأولية والمعززة، من المؤكد أنه «سيبطئ من معدلات الإصابة والعدوى عند الإصابة بهذا المتحور الجديد»، حسب سالمان.
ويضيف سالمان، أن «خطورة هذا المتحور تأتي فقط بسبب افتقاد المواطن الصيني للمناعة التي تشكلت عند باقي سكان العالم نتيجة الإصابة بمتغيرات (أوميكرون) الأخرى، بسبب تطبيق سياسة (صفر كوفيد)، فضلاً عن ضعف جودة اللقاحات الصينية التي تستخدم تقنية قديمة (تقنية الفيروس المقتول)، مقارنة باللقاحات الأخرى الأحدث المتاحة عالمياً».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».