بيليه... أسطورة بدأت بمشهد بكاء الأب وغيرت ملامح كرة القدم

أكد لوالده وهو في العاشرة أنه سيجلب له كأس العالم يوماً ما... ووفى بوعده 3 مرات

بيليه ينصت لإرشادات الحكم خلال مواجهة البرازيل وفرنسا عام 1963 (أ.ف.ب)
بيليه ينصت لإرشادات الحكم خلال مواجهة البرازيل وفرنسا عام 1963 (أ.ف.ب)
TT

بيليه... أسطورة بدأت بمشهد بكاء الأب وغيرت ملامح كرة القدم

بيليه ينصت لإرشادات الحكم خلال مواجهة البرازيل وفرنسا عام 1963 (أ.ف.ب)
بيليه ينصت لإرشادات الحكم خلال مواجهة البرازيل وفرنسا عام 1963 (أ.ف.ب)

ودع عالم كرة القدم الأسطورة البرازيلي بيليه الذي فارق الحياة، الخميس، عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، لتفقد كرة القدم واحداً من أبرز رموزها، وأسطورة بدأت برؤية طفل لمشهد بكاء الأب في عام 1950. «لا تبكِ يا أبي. سأفوز بكأس العالم في يوم ما من أجلك»... تلك هي الكلمات التي وجهها بيليه عندما كان طفلاً في العاشرة من عمره في عام 1950، عندما رأى والده يبكي إثر تلقيه صدمة «الماراكانازو» (كارثة الماراكانا). فقد سادت حالة من الحزن في البرازيل إثر ضياع حلم لقب المونديال بهزيمة البرازيل أمام أوروغواي 1 / 2 على ملعب استاد الماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو.
وعندما رأى بيليه والده يبكي، عانقه ووعده بالفوز بكأس العالم في يوم ما، وهو الوعد الذي أوفى به وبأكثر منه، حيث إنه لم يتوج بالكأس مرة واحدة فقط وإنما ثلاث مرات منفرداً بهذا الرقم حتى الآن. وحقق بيليه وعده بشكل أسرع مما كان يمكن تصوره، حيث قاد البرازيل للتتويج بلقب كأس العالم 1958 في السويد وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره. ورغم أن بيليه كان قد أصبح في ذلك الوقت لاعباً معروفاً ويحظى بإعجاب هائل في البرازيل، كاد يغيب عن تلك النسخة من المونديال، حيث أصيب خلال مباراة تحضيرية أمام فريق كورينثيانز البرازيلي، وطلب من فيسنتي فيولا المدير الفني للمنتخب حينذاك عدم استدعائه لمونديال السويد.

بيليه يخرج مصاباً خلال مواجهة البرازيل والبرتغال في مونديال 1966 (د.ب.أ)

وكان بيليه قد صرح بشأن ذلك الموقف قائلاً: «رأيت حينها أنني قد أحل مكان لاعب آخر من الممكن أن يكون أكثر فائدة للمنتخب. لكن الطبيب هيلتون غوسلينج (طبيب المنتخب) والمدير الفني فيولا و(المعد البدني) ماريو أميريكو تمسكوا بأمل أن أتعافى». وإلى جانب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب، حظي بيليه بدعم لاعبين مخضرمين في المنتخب حينذاك أمثال نيلتون سانتوس وديدي. وقال بيليه: «ديدي كان مثل الشقيق الأكبر بالنسبة لي. أدين له بالكثير».
وبسبب الإصابة، بدأ بيليه مشواره في مونديال السويد على مقاعد البدلاء، وكان في ذلك حاله كحال اللاعبين ذوي البشرة السمراء بالمنتخب البرازيلي، ومن بينهم غارينشا. فبعد الإخفاق في نسختي 1950 و1954 من كأس العالم، جرى تعميم تقرير صادر عن الاتحاد الرياضي البرازيلي السابق (سي بي دي) يوصي بعدم الدفع بلاعبين من ذوي البشرة السمراء ضمن قائمة المنتخب في مونديال السويد. وادعى الخبراء الذين استشارهم الاتحاد حينذاك، أن السبب في تلك التوصية هو أن اللاعبين الذين بشرتهم سمراء يفتقدون القدرة على ضبط النفس عند التعرض للضغوط، كما أنهم لن يتكيفوا بشكل جيد مع الطقس البارد في أوروبا.
وتضمنت التشكيلة التي فازت على النمسا 3 / صفر في المباراة الأولى بالمونديال لاعبين اثنين فقط من ذوي البشرة السمراء. لكن عدة تغييرات جاءت بعد التعادل السلبي للبرازيل أمام إنجلترا في المباراة الثانية، حيث شكل التعادل جرس إنذار للمنتخب ومدربه فيولا. ففي المباراة الثالثة أمام الاتحاد السوفياتي في 15 يونيو (حزيران) 1958، دفع فيولا في التشكيل الأساسي بغارينشا وزيتو بدلاً من دينو وجويل، كما أشرك اللاعب الشاب بيليه بدلاً من مازولا، وقد صنع الهدف الثاني لفافا وانتهت المباراة بفوز البرازيل 2 / صفر، وقد كانت تلك هي بداية الانطلاقة الحقيقية للبرازيل نحو منصة التتويج بالمونديال.
وبعدها بأربعة أيام، سجل بيليه هدفه الأول في كأس العالم ليقود البرازيل للفوز على ويلز 1 / صفر والتأهل إلى المربع الذهبي. وكشف بيليه عن أن المنتخب البرازيلي لم يكن من المرشحين البارزين للتتويج بلقب تلك النسخة، وإنما كان المنتخب الفرنسي مرشحاً للتتويج بقيادة غوست فونتين الذي سجل 13 هدفاً خلال تلك النسخة. وما عزز من ترشيح المنتخب الفرنسي حينذاك هو الاعتقاد السائد بأن بطل المونديال يفترض أن يكون منتخباً أوروبياً عندما تقام البطولة في قارة أوروبا، نظراً لأن المنتخبات الأوروبية تكون أكثر تكيفاً مع الأجواء.
وقال بيليه: «المرشحون الأبرز كانوا أوروبيين بالطبع، لكن ذلك المنتخب البرازيلي جمع بين مجموعة من أبرز اللاعبين على الإطلاق: جيلمار وجالما سانتوس وأورلاندو وبيليني ونيلتون سانتوس وزيتو وديدي وغارينشا وفافا وزاغالو وكذلك أنا». وأضاف بيليه أن الأمور كانت مختلفة في ذلك الوقت، حيث لم يكن بإمكان المدربين وضع خطط لكل مباراة حسب أساليب لعب الفريق المنافس. والتقى المنتخب البرازيلي نظيره الفرنسي في الدور قبل النهائي في 24 يونيو 1958، وسجل فافا وديدي هدفين للبرازيل ثم أضاف بيليه ثلاثية (هاتريك) لتنتهي المباراة بالفوز على فرنسا 5 / 2 والتأهل للقاء السويد في النهائي.
وأوضح بيليه أنه عند وصول المنتخب البرازيلي إلى ستوكهولم لخوض النهائي أمام المنتخب السويدي، لم يكن لدى لاعبي البرازيل والمدرب فيولا أي فكرة عن نقاط قوة ونقاط ضعف المنافس. وواصل المنتخب البرازيلي توهجه ليهزم السويد 5 / 2 ويتوج باللقب، إثر تألق كل من فافا وبيليه، حيث سجل كل منهما ثنائية، كما سجل زاغالو الهدف الآخر للفريق. وكان بيليه قد أصبح عبر نسخة 1958 أصغر لاعب يشارك في المونديال، كما أصبح، عبر مباراة المربع الذهبي، أصغر لاعب يسجل ثلاثية في تاريخ البطولة، كما أصبح أصغر لاعب يشارك في نهائي المونديال، وذلك عندما كان عمره 17 عاماً و249 يوماً.
واستمر توهج بيليه في نسخة 1962 من المونديال، التي أقيمت في تشيلي، حيث كان قد أصبح أفضل لاعب في العالم بالفعل قبل بداية البطولة، وحقق انطلاقة قوية بصناعة هدف وتسجيل آخر في المباراة الأولى التي انتهت بفوز البرازيل على المكسيك 2 / صفر. وفي المباراة التالية أمام تشيكوسلوفاكيا، تعرض بيليه للإصابة، وانتهت بالتعادل السلبي، ثم غاب عن باقي مشوار المنتخب البرازيلي في البطولة، وقد اختتمت بالفوز في المباراة النهائية على تشيكوسلوفاكيا 3 / 1.
وفي نسخة 1966، أصبح بيليه أول لاعب يسجل في 3 نسخ من المونديال ثم تعرض للإصابة، لكن الصدمة الهائلة تمثلت في خروج البرازيل من دور المجموعات ليصرح بيليه بأنه لا يريد المشاركة في كأس العالم مجدداً. لكن الأسطورة تراجع عن قراره ليقود المنتخب البرازيلي في مونديال 1970، حيث جرى استدعاؤه للمنتخب في أوائل عام 1969، ورفض في البداية لكنه وافق الانضمام للقائمة بعدها وخاض ست مباريات بالتصفيات.
وشهدت تشكيلة البرازيل في نسخة 1970 العديد من التغييرات مقارنة بها في نسخة 1966؛ نظراً لاعتزال عدة نجوم بارزين، لكن الفريق أصبح مدججاً بمجموعة أخرى من النجوم، ومن بينهم بيليه الذي لعب دوراً بارزاً في الوصول للنهائي. وفي المباراة النهائية أمام إيطاليا، افتتح بيليه التسجيل للمنتخب البرازيلي الذي أنهى المواجهة فائزاً بنتيجة 4 / 1 ليحتفظ بكأس العالم باعتباره فاز باللقب ثلاث مرات، وحصل بيليه على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، حيث لعب دوراً بتسجيل أو صناعة 53 في المائة من أهداف البرازيل طوال البطولة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».