إنتاج مادة حافظة للأطعمة من تدوير أشجار «الكريسماس»

باستخدام طريقة جديدة للتحويل الحراري المائي

شجرة عيد الميلاد (أرشيفية)
شجرة عيد الميلاد (أرشيفية)
TT

إنتاج مادة حافظة للأطعمة من تدوير أشجار «الكريسماس»

شجرة عيد الميلاد (أرشيفية)
شجرة عيد الميلاد (أرشيفية)

وجدت ورقة بحثية جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «إيه سي إس» للكيمياء والهندسة المستدامة، أنه يمكن استخدام شجرة عيد الميلاد (الكريسماس)، المعروفة باسم «إبر الصنوبر»، لإنتاج وقود متجدد ومواد كيميائية ذات قيمة مضافة. ويتم بيع ما بين 6 و8 ملايين شجرة عيد ميلاد كل عام في المملكة المتحدة. ويذهب ما يقدر بـ7 ملايين إلى مكب النفايات في نهاية فترة الأعياد.
وليس هذا مكلفاً فحسب، لكن بمجرد وصولها إلى مكب النفايات، ستطلق كل شجرة 16 كجم من غازات الدفيئة في أثناء تحللها، مما ينتج غاز الميثان، وهو أقوى 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون (CO2).
ووجد بحث جامعي سابق عام 2018 أنه يمكن معالجة شجرة عيد الميلاد، لصناعة منتجات مفيدة من المواد الكيميائية، وذلك بمساعدة الحرارة والمذيبات. وأثبتت تلك الدراسة أن «التركيب الكيميائي لشجرة عيد الميلاد، يمكن تقسيمه إلى منتج سائل (الزيت الحيوي)، الذي يمكن استخدامه في إنتاج المحليات والطلاء والمواد اللاصقة والخل، ومنتج ثانوي صلب (الفحم الحيوي)، الذي يمكن استخدامه في العمليات الكيميائية الصناعية الأخرى».
وفي البحث الجديد، أعلن الباحثون من جامعة شيفيلد البريطانية، عن طريقة جديدة لإجراء التحويل الحراري المائي لـ«بيكربونات الصوديوم» جنباً إلى جنب مع تسييل الكتلة الحيوية من شجرة عيد الميلاد في وعاء واحد، لينتج عن ذلك حمض الفورميك. وأظهرت النتائج أن الفورميك يتم تحقيقه عن طريق المعالجة الحرارية المائية لـ«بيكربونات الصوديوم» والكتلة الحيوية «الليجنوسليلوزية» عند 250 درجة مئوية مع وقت مكوث يبلغ 180 دقيقة.
ويُستخدم حمض الفورميك الناتج في العديد من التطبيقات؛ إذ يمكن استخدامه في خلايا الوقود لتخزين ونقل الهيدروجين، الذي يمكن استخدامه كمصدر للطاقة، مما يوفر بديلاً نظيفاً للوقود الأحفوري؛ إذ لا يحتوي على أي انبعاثات ضارة. كما أنه يُستخدم على نطاق واسع كمادة حافظة للأطعمة، وعامل مضاد للجراثيم في علف الماشية، وكذلك في صناعة الجلود والمطاط.
وتقول ماريا فرنانديز، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة شيفيلد، في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «بهذه النتائج، تضع هذه الدراسة استراتيجية جديدة لتثمين الكتلة الحيوية لإنتاج وقود متجدد ومواد كيميائية ذات قيمة مضافة، باستخدام الماء فقط كمصدر للطاقة ومذيب وإنتاج تفاعل متزامن يبسط العملية ويجعلها أكثر كفاءة».
من جانبه، يصف صلاح كامل، أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة أسوان (جنوب مصر)، هذه النتائج، بأنها «قد تفيد في تقديم حلول لكتل حيوية أخرى لا يتم استغلالها». ويقول كامل لـ«الشرق الأوسط»: «الفرق البحثية حول العالم تتبارى في الوصول لطرق أسهل للاستفادة من الكتل الحيوية، وكلما كانت الطريقة سهلة وغير مكلفة سيكتب لها الخروج من النطاق البحثي إلى التطبيق العملي».
ويضيف: «على سبيل المثال، فإن قش الأرز، توجد أكثر من فكرة لتكسير المواد (السيليلوزية) به، بحيث يمكن استخدامه في إنتاج الوقود الحيوي، ففي 2014 توصل فريق دنماركي إلى إنتاج حمض جديد له القدرة على تحليل (السيليلوز) مائياً، ومن ثم إنتاج الإيثانول الحيوي من المخلفات الزراعية دون الحاجة إلى الإنزيمات المكلفة». وتابع: «في 2017، وضع فريق بحثي من جامعة تينيسي بالولايات المتحدة تصوراً لإمكانية إنتاج إنزيمات لتكسير المواد (السيليلوزية) بقش الأرز، بما يسهل من عملية التخمر لإنتاج الإيثانول الحيوي».


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
TT

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم يُعرف باسم «النجوم المستعرة».

وهذه ليست الصورة الأولى من نوعها لنجم خارج مجرّتنا فحسب، وإنما تُعدّ المرّة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من رؤية الأحداث الفارقة في موت نجم كهذا.

يقع النجم المُحتضَر على بُعد نحو 160 ألف سنة ضوئية من الأرض في مجرّة مجاورة تُسمَّى «سحابة ماجلان الكبيرة».

كما تُعدُّ أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى، رغم أنّ نجماً حديث الولادة في «سحابة ماجلان الكبيرة» جرى اكتشافه في بحث نُشر العام الماضي. وكلمة «مُقرَّبة» هنا تعني أنّ الصورة تلتقط النجم ومحيطه المباشر.

التُقطت الصورة، الغامضة إلى حد ما، باستخدام التلسكوب التداخلي الكبير جداً بالمرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في تشيلي. ويظهر النجم محوطاً بشرنقة بيضاوية متوهّجة من الغاز والغبار، كما شوهدت حلقة بيضاوية خافتة خلف تلك الشرنقة، ربما تتكوَّن من مزيد من الغبار.

أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى (إكس)

ونقلت «إندبندنت» عن المؤلِّف الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة «الفلك والفلك الفيزيائي»، الفلكي كييشي أونكا، من جامعة «أندريس بيلو» في تشيلي، أنّ «النجم الآن يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته». وأضاف: «السبب في أننا نرى هذه الأشكال هو أنه يطرد مزيداً من المواد في بعض الاتجاهات أكثر من غيرها؛ وإلا لكانت الهياكل ستبدو كروية».

تفسير آخر مُحتمل لهذه الأشكال هو التأثير الجاذب لنجم مُرافق لم يُكتشف بعدُ، وفق كييشي أونكا.

قبل أن يبدأ في طرد المواد، اعتُقد أنّ النجم «WOH G64» يزن نحو 25 إلى 40 مرّة من كتلة الشمس، كما ذكر الفلكي المُشارك في الدراسة جاكو فان لون من جامعة «كيل» في إنجلترا. إنه نوع من النجوم الضخمة يُسمّى «العملاق الأحمر العظيم».

وأضاف: «كتلته، وفق التقديرات، تعني أنه عاش نحو 10 إلى 20 مليون سنة، وسيموت قريباً. هذه الصورة هي الأولى لنجم في هذه المرحلة المتأخّرة الذي ربما يمرّ بمرحلة تحوُّل غير مسبوقة قبل الانفجار. للمرّة الأولى، تمكنّا من رؤية الهياكل التي تحيط به في آخر مراحل حياته. وحتى في مجرّتنا (درب التبانة)، ليست لدينا صورة كهذه».