المسيّرات في «الحروب الحديثة»

مسيّرة يُعتقد أنها كورية شمالية في مقر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بسيول (أ.ب)
مسيّرة يُعتقد أنها كورية شمالية في مقر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بسيول (أ.ب)
TT

المسيّرات في «الحروب الحديثة»

مسيّرة يُعتقد أنها كورية شمالية في مقر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بسيول (أ.ب)
مسيّرة يُعتقد أنها كورية شمالية في مقر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بسيول (أ.ب)

قد يكون تعبير «الحروب الحديثة» في القرن الـ21 خاطئاً إلى حدٍّ ما؛ فحروب اليوم تجمع كلّ تجلّيات الحروب السابقة، في أيّ عصر كانت. وتُظهر حرب أوكرانيا اليوم كل هذه التجلّيات: فيها حرب الخنادق على غرار الحرب العالميّة الأولى، وفيها الصواريخ «الباليستيّة» على غرار صواريخ هتلر التي استهدفت لندن خلال الحرب العالميّة الثانية، وفيها حرب المدن والدمار الشامل، وهي نمط مستمرّ منذ تشكّل أوّل مدينة مُسوّرة في التاريخ، وفيها حرب المناورة والصدم كما حصل في حروب ألمانيا الخاطفة (Blitzkrieg)، وفيها الحرب الدفاعيّة كما يحصل الآن في مدينة باخموت في الدونباس، وأخيراً وليس آخراً، فيها الحرب السيبرانيّة باستعمال الذكاء الصناعي.
في الحرب العالميّة الأولى، بدأ سلاح الجوّ الدخول إلى حقل المعركة، لكن بخجل. فكانت الطائرة مع طيّار تُستعمل، وذلك بالإضافة إلى المنطاد، للاستطلاع، وفي بعض الأحيان إلقاء القنابل منها على الأهداف الأرضية، لكن بواسطة اليد، وبالعين المجرّدة.
هنا قد يمكن استنتاج نظريّة معيّنة للتعامل مع التحوّلات في الحروب التي تقوم على الدائرة والسهم، لكن كيف؟
* الدائرة للقول إن كلّ شيء يتكرّر ويعيد نفسه في الحروب.
* لكن السهم، للقول إن خصائص الحرب (Characters) تتبدّل مع الوقت والزمن في 3 أبعاد هي: السياسيّ، والاجتماعي، والاقتصاديّ.
* هنا لا بد من التذكير بأن طبيعة الحرب ثابتة، حسب المفكّر العسكري البروسيّ كارل فون كلوزفيتز، الذي قال: «الحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى».
إذاً، ماذا يمكن القول إذا كان تعبير «الحروب الحديثة» خاطئاً؟
قد يمكن القول إن لكلّ عصر التكنولوجيا الخاصة به. تدخل هذه التكنولوجيا في كلّ الأبعاد، فتغيّر الإنسان والمجتمع. كما تغيّر الأهداف الجيوسياسيّة، وبالتالي الاستراتيجيّات، حتى الوصول إلى التوصيف الوظيفيّ للجندي، كما القائد الأعلى.
يُطلق بعض الخبراء على هذا التغيير تعبير «الثورة في الشؤون العسكريّة». بكلام آخر، تُعتبر الثورة ثورة؛ فقط لأنها تضرب المفاهيم القديمة، لتخلق مفاهيم جديدة. تدخل هذه المفاهيم في الاستراتيجيّات العسكريّة، وبالتالي تُغيّر العقيدة العسكرية للجيوش، من المستوى الأعلى، وحتى مستوى التنفيذ التكتيكي، لكن ما يُسبّب هذه الثورة، هو القدرة، أو بالأحرى الرؤية والعبقريّة التي تتمتّع بها القيادات العسكريّة لجيشٍ ما، وذلك بالطبع بعد الموافقة السياسيّة من الرعيل الأعلى.
فعلى سبيل المثال، كتب القائد الكبير الجنرال شارل ديغول، بعد نهاية الحرب الأولى، ما يلي: «إن الحروب الحديثة ستكون حروب مناورة، حركيّة وصدم». في هذا الوقت، كانت الحكومة الفرنسيّة تبني خطّ ماجينو الدفاعي بامتياز. استغلّ القادة الألمان التطوّرات التكنولوجيّة، فأدخلوها في العقيدة العسكريّة الألمانيّة، فسقطت باريس.
* أدخل (Enter) المسيّرة!
تعكس المسيّرات واقعاً تكنولوجياً جديداً في العالم. هي السلاح الجويّ لمن ليس لديه سلاح جويّ. حتى المنظمات الإرهابيّة استعملتها بما توفّر منها.
تعد المسيّرات عامل توازن غير مُكلف (Force Multiplier). هي طائرة الحرب العالميّة الأولى، لكن من دون طيّار، ومع تكنولوجيا جديدة ترتكز على الدقة في التوجيه، والقصف، كما نقل صورة المعركة الآنيّة (Real Time Feed).
يبدأ الخرق التكنولوجي عند الدول الغنيّة، لكن سرعان ما ينتشر (Proliferation) ليصبح ملك من يرغب، خصوصاً في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظلّ قدرة الضعيف على سرقة أسرار الكبير بعدّة طرق.
للمسيّرات مهام ووظائف متعددة؛ منها ما هو للاستطلاع وجمع المعلومات، ومنها ما هو للضربات والقصف على مسافات بعيدة، ومنها ما هو انتحاري، لكن عند كلّ استعمال، يجب أن يخدم هذا الاستعمال استراتيجيّة عسكريّة محدّدة. إذاً المسيّرة، هي بُعد جويّ (دون الإنسان)، مثل البُعد البريّ، كما البحريّ، وحتى السيبرانيّ. هي تعمل من ضمن تعدّد للأسلحة (Combined Arms)، وليست منعزلة عن المنظومة.
بعد التجارب الكثيرة لهذه المسيّرات «كانت أميركا الرائدة». أصبحت اليوم تشكّل قيمة مُضافة على الدبلوماسيّة بين الدول، وذلك حسب بعض الخبراء، لكن كيف؟
تُصدّر اليوم إيران المسيّرات لروسيا. وهي تنتظر قبض الثمن في وقت ما؛ قد يكون هذا الثمن في مجلس الأمن سياسيّاً، وقد يكون بتزويد إيران بأسلحة متقدّمة، من طيران ودفاعات جويّة، وقد يكون في مجال التكنولوجيا النوويّة، أو حتى تقييد الحركية الإسرائيليّة العسكريّة في سوريا. تسعى إيران اليوم لافتتاح معمل تصنيع وتجميع للمسيّرات في كل من طاجيكستان، وفنزويلا. وأخيراً وليس آخراً، تزوّد إيران الميليشيات الحليفة لها بالمسيّرات، إن كان في اليمن أو لبنان، كلّ ذلك بهدف خدمة مشروعها الإقليميّ.
لكن الأكيد، أن كلّ ما يجري اليوم من تعاون عسكري بين إيران وروسيا، سوف يؤدّي إذا استمر على هذه الوتيرة، إلى خلق رابط قويّ جداً جداً على المستويين العسكريّ كما السياسيّ. وهذا أمر قد يكون له تداعيات سلبيّة على محيط إيران، كما على كلّ العالم العربيّ.
في مكان آخر، جرّبت تركيا مسيّراتها في كلّ من سوريا (إدلب)، وليبيا، وناغورنو كاراباخ، وبالطبع أوكرانيا؛ إذ أثبتت فاعليّة عالية. وهي تستعدّ اليوم لافتتاح معمل للمسيّرات في أوكرانيا.
* ادخل (Enter) المسرح الأوكرانيّ!
أيقظت الحرب الأوكرانيّة غول الحرب المخيف. إنها مسرح التجارب بامتياز للأسلحة. يُستعمل فيها كلّ أنواع الأسلحة التقليديّة، مع التهديد الروسي المستمرّ بإمكانية استعمال السلاح النوويّ التكتيكي بالحدّ الأدنى. تشكّل الحرب الأوكرانيّة نموذج الحرب بالواسطة وبامتياز(Proxy War) ؛ فهي على الأرض الأوكرانيّة ماديّاً، لكنها حرب بين الجبابرة. بسبب الحرب الأوكرانيّة، بدأت الدول بزيادة ميزانياتها الدفاعيّة، خصوصاً في كلّ من ألمانيا واليابان. كما أعيد تفعيل الكثير من معامل الصناعات العسكريّة، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركيّة.
لم يسبق أن استُعملت المسيّرات، ومن كلّ الأنواع، بهذه الكثافة على مسرح آخر، فماذا عنها؟ أظهرت الحرب الأوكرانيّة في بداياتها، أن روسيا ليست مستعدّة للحرب، خاصة في مجال المسيّرات. فلجأت أخيراً، بعد تكرار التعثّر الميداني، إلى إيران لاستيراد المسيّرات، خصوصاً الانتحاريّة من فئة «شاهد»، فما الاستراتيجية الروسية؟
يكفي النظر إلى الأهداف التي تدمّرها روسيا في أوكرانيا كي نستنتج ما هي الأهداف الاستراتيجيّة؛ هي تقصف بالمسيّرات الإيرانيّة مراكز الثقل، من مياه، وكهرباء، وطاقة. والهدف هو ضرب العمق الأوكراني الاجتماعيّ، والمجتمع الذي يدعم جبهات القتال؛ إذ يحقّق الجيش الأوكراني نجاحات متكرّرة. تهدف الاستراتيجيّة الروسيّة إلى زيادة الأعباء على الغرب، كما إلى خلق أزمة نازحين جديدة تضغط على أوروبا.
وأخيراً وليس آخراً، تحضّر روسيا الأرضيّة لمعركة قد تكون فاصلة لمرحلة ما بعد الشتاء؛ إذ لا يمكن لروسيا أن تخسر مرتين متتاليتين في أوكرانيا.
* في الردّ الأوكراني أخيراً
انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل (Reciprocity) ردّت أوكرانيا على أهداف روسية ذات قيمة استراتيجيّة؛ منها ما يوجد داخل الأراضي الأوكرانيّة المحتلة، كشبه جزيرة القرم، ومنها ما هو في داخل العمق الروسي (500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانيّة) -قاعدتا إنغلز، وريازان. وفي الحالتين، استعملت أوكرانيا مسيّرات؛ منها ما هو بحريّ مبتكر(Improvised) ، ومنها ما هو جويّ، لكن من صنع سوفياتي – مُعدّلة.
فما الهدف الأوكرانيّ من قصف القاعدتين الجوّيتين؟
* نقل الحرب إلى الداخل الروسيّ، حتى ولو كانت العمليّة رمزيّة حتى الآن.
* إفهام الرأي العام الروسي، أن الحرب ليست بعيدة عنه، وهي قد تكون قريبة مستقبلاً، وذلك بهدف الضغط على القيادة الروسيّة.
* خلق نمط مُعيّن (Pattern) باستهداف الداخل الروسيّ، وكسر هاجس الخوف، الأمر الذي قد يفتح باب المساعدات الغربيّة لأوكرانيا.
* أن قصف القواعد التي تؤوي قاذفات استراتيجيّة قادرة على حمل رؤوس نوويّة، هو أمر يضرب الصورة القويّة النوويّة للجيش الروسيّ، لتُضاف إلى صورته الضعيفة في الحرب البريّة؛ فاستهداف القاذفات الاستراتيجيّة يضرب عصفورين بحجر واحد، لكن كيف؟
- تشكّل القاذفات بُعداً مهماً في الثالوث النووي بشكل عام، وهو: القدرة على إطلاق النووي من الجو، والبرّ، كما البحر (Nuclear Triad).
- أن استهداف القواعد التي تحوي القاذفات الاستراتيجيّة التي تُستعمل؛ أي القاذفات، لإطلاق صواريخ «الكروز» وغيرها على أوكرانيا، سيُجبر حتماً القيادة الروسيّة على إعادة حساباتها في كيفيّة الاستعمال.
* يُعد الردّ الأوكراني عبر قصف القواعد على أنه لا يخرق الخطوط الحمر التي وضعها الغرب، خصوصاً أميركا، لكن كيف؟ هو يردّ من ضمن مبدأ الدفاع عن النفس. وهو يستعمل تكنولوجيا سوفياتيّة مُعدّلة، وليست من مصدر غربيّ، الأمر الذي لا يحرج استراتيجيّة الرئيس بايدن. في الختام، لماذا لم يكن الردّ الروسي عنيفاً بعد قصف القواعد الجويّة الاستراتيجيّة؟
بردٍّ بسيط، ماذا يملك الرئيس فلاديمير بوتين من وسائل تصعيديّة للرد، أكثر مما يفعله الآن، وذلك عبر القصف التدميري الشامل والكامل للبنى التحتيّة الأوكرانيّة؟
قد يكون بالتصعيد إلى مرحلة أعلى، ألا وهي استعمال النوويّ التكتيكي، وهذا أمر له حسابات مختلفة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.