«داكار 2023»... 15 يوماً من التحدي المهيب في السعودية

النسخة الأطول تنطلق من عروس البحر الأحمر إلى ساحل الخليج العربي

مركبة مسرعة خلال «رالي داكار السعودية» في موسم 2021 الماضي (واس)
مركبة مسرعة خلال «رالي داكار السعودية» في موسم 2021 الماضي (واس)
TT

«داكار 2023»... 15 يوماً من التحدي المهيب في السعودية

مركبة مسرعة خلال «رالي داكار السعودية» في موسم 2021 الماضي (واس)
مركبة مسرعة خلال «رالي داكار السعودية» في موسم 2021 الماضي (واس)

مع بدء العد التنازلي لانطلاقة منافسات «رالي دكار السعودية 2023»، السبت المقبل والذي سيشهد مشاركة أكثر من 820 سائقاً وملاحاً يمثلون أكثر من 68 جنسية من مختلف دول العالم، يترقب الجمهور منافسات ضارية في مختلف الفئات في تحدي الصحراء المهيبة للمملكة بتضاريسها القاسية لمسافة إجمالية تتخطى 8500 كلم.
ويضم السباق أكثر من 455 مركبة في مختلف الفئات، منها 125 دراجة نارية، و73 سيارة، و56 شاحنة، و47 مركبة في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة النموذجية «تي 3»، و46 مركبة في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة للإنتاج التجاري «تي 4»، و19 دراجة نارية رُباعية العجلات «كوادز»، إلى جانب 89 سيارة وشاحنة في فئة كلاسيك.
ويسلط «رالي داكار» في نسخته الـ45، والذي يقام للمرة الرابعة على التوالي في السعودية، الضوء على مزيج فريد من المناظر الطبيعية الخلابة في المملكة، عبر مسار يذخر بمختلف أنواع التضاريس في صحراء السعودية الفريدة، ويمتد من الساحل إلى الساحل، ليربط بين لؤلؤة البحر الأحمر، ينبع، وعروس الخليج العربي، مدينة الدمام.
ويتألف مسار الرالي الذي سيقام خلال الفترة من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي وحتى 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، من مرحلة تمهيدية واحدة، و14 مرحلة عادية، يتخللها يوم واحد للراحة في الرياض، على أن يخوض المتسابقون خلالها 4 مراحل دائرية وواحدة ماراثونية في منطقة الربع الخالي.
ويخوض السائقون على مدار 16 يوماً أقسى التجارب في رياضة المحركات، مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة بمسارات جديدة تضم مختلف أنواع التضاريس لتشكل تحديات جديدة من شأنها رفع مستوى التشويق والإثارة بدءاً من شواطئ البحر الأحمر وصولاً إلى الدمام على ساحل الخليج العربي.
ويستهل السائقون رحلتهم من مخيم البحر في المناطق الجبلية الشمالية الغربية قبل التوجه إلى أقصى الجنوب الشرقي لخوض رحلة تستغرق ثلاثة أيام عبر محيط من الكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي، وسيمر المسار بالعلا، وحائل، والدوادمي، والرياض، وحرض، والربع الخالي، وشيبة، والهفوف والدمام.
كما سيتضمن المسار مرحلة ماراثونية واحدة في منطقة الربع الخالي، وهي المرحلة التي تتطلب التعامل بشكل استراتيجي وبقوة ذهنية وبدنية عالية للمشاركين بالرالي لضمان استمرارهم وبقائهم ضمن دائرة المنافسة على مراكز متقدمة من دون خسارة الكثير من الوقت، حيث يتوقف الفوز بالرالي في بعض الأحيان على تحقيق نتيجة طيبة في مرحلة المارثون.
ويكمن التحدي في مرحلة الماراثون في خوض المتسابقون لها دون أي مركبات مساعدة أو مشاركة أحد أعضاء الفريق أو طاقم المساعدة، وتُعدّ جميع أنواع وأشكال المساعدة الخارجية محظورة بالمطلق أيضاً، وسيتم السماح للمتنافسين فقط بالعمل على مركباتهم، كما يسمح بمساعدة المتسابقون لبعضهم البعض شريطة ألا يكونوا قد خرجوا من المنافسة مسبقاً.
وتعدّ نسخة «رالي داكار السعودية 2023» هي الأطول للمراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت منذ عام 2014، في الوقت الذي تواصل فيه جميع الفرق والمشاركين استعداداتهم لإشعال فتيل المنافسة والاستعداد لخوض غمار رحلة جامحة في قلب صحراء السعودية وتحدي خبايا تضاريسها وكثبانها الرملية.
ويبدأ المشاركون في الوصول إلى السعودية، اليوم (الثلاثاء)، على أن تقام المرحلة التمهيدية وحفل الافتتاح في (السبت)، وذلك قبل انطلاق المنافسات الرسمية مطلعِ الشهر المقبل، والتي ستمنح المتسابقون رحلة استكشافية للجمال الأصيل لصحاري المملكة وروعة مدنها وتاريخها العريق.
ومع اقتراب انطلاق منافسات أكبر التحديات في عالم رياضة المحركات والرالي الأعرق على وجه الأرض، أطلقت شركة رياضة المحركات السعودية، الجهة المروجة للحدث، مقطع فيديو يستعرض الجمال الخلّاب والفريد لمسار «رالي داكار السعودية 2023».
وشهدت الفترة الماضية استعدادات مكثفة؛ لضمان استمرار الأعمال التحضيرية بأعلى المستويات، وتقديم نسخة نموذجية من الرالي، حيث جرى العمل على وضع اللمسات الأخيرة للمسار، وتجهيزه بالمعدات التقنية اللازمة، لقياس التوقيت، وتفقد نقاط المرور والمراقبة، إلى جانبِ إنشاء معسكر الإقامة المؤقت «البيفواك» في المراحل الأولى، والتي تستضيفها ينبع.
وتحرص جماهير غفيرة من مختلف دول العالم على متابعة هذا السباق سواء بالحضور أو عبر القنوات الفضائية التي تنقله أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما سيتيح لها اكتشاف جمال الطبيعة وسحر التضاريس والجبال في المملكة، وتسليط الضوء على التنوع الذي تتميز به طبيعة المملكة المتفردة طوال المسار، من الشعاب المرجانية الخلابة قبالة سواحل ينبع، ومعابد الحجر القديمة في العلا، ووجهة عشاق المغامرة في الصحراء والجبال المهيبة مدينة حائل، وصولاً إلى العاصمة الرياض بحداثتها التي تمتزج بعبق الماضي، وسوق القيصرية التاريخية في الهفوف والمركز الثقافي في الدمام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».