الأمن الصومالي يعلن تدمير «مراكز سرية» لحركة «الشباب»

وفود حكومية تتفقد «المناطق المحررة» لتنميتها

عناصر من القوات الحكومية الصومالية المشاركة في تدمير «مراكز سرية» لـ«الشباب» (وكالة الأنباء الصومالية)
عناصر من القوات الحكومية الصومالية المشاركة في تدمير «مراكز سرية» لـ«الشباب» (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

الأمن الصومالي يعلن تدمير «مراكز سرية» لحركة «الشباب»

عناصر من القوات الحكومية الصومالية المشاركة في تدمير «مراكز سرية» لـ«الشباب» (وكالة الأنباء الصومالية)
عناصر من القوات الحكومية الصومالية المشاركة في تدمير «مراكز سرية» لـ«الشباب» (وكالة الأنباء الصومالية)

دمرت قوات صومالية كبيرة «مراكز سرية» تابعة لعناصر حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مناطق عيل مرعدي، وغرس غوان، وغلكا سالمو، وقرى بضواحي منطقة «رقم 60» بمحافظة شبيلي السفلى.
وقال الضباط الذين قادوا العملية العسكرية المشتركة، حسب «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية»، إن قوات كثيرة شاركت فيها، من جهاز الأمن إلى المخابرات الوطنية فالشرطة الخاصة. وأشاروا إلى أن القوات المسلحة تمكنت أيضاً من تدمير ما سماها الإرهابيون «محاكم»، وهي التي كان منوطاً بها جمع الجباية من المدنيين بشكل إجباري.
وفي أثناء العملية، تمكنت القوات المشتركة من إغلاق الطرق التي يستخدمها «العدو الإرهابي» لنقل المتفجرات، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالمدنيين العُزَّل، حسب الضباط الذين شاركوا في العملية.
بالتوازي، بدأت الحكومة الفيدرالية بتوجيه من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بإرسال وفود حكومية إلى «المناطق المحررة» من قبضة «ميليشيات الخوارج الإرهابية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وقالت الوكالة الرسمية الصومالية مساء (الأحد)، إن وفداً وصل إلى «المناطق المحررة» بمحافظات شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي الإقليمية، برئاسة وزير الدولة بوزارة الدفاع عبد النور طاهر فيدو، وقائد القوات المسلحة الوطنية العميد أذوا يوسف راغي، وقائد المشاة اللواء محمد تهليل بيحي، لافتةً إلى أن الوفد «استُقبل بحفاوة من الأهالي المحليين الذين عانوا في السنوات الماضية من بطش الخلايا الإرهابية».
وقال فيدو: «نحن نوجد حالياً في منطقة الكوثر التابعة لإقليم شبيلي الوسطى، التي تحررت فعلاً من قبضة الإرهاب، وباتت تنعم بالأمن والسلام»، متابعاً: «علينا العمل على إعادة الخدمات الاجتماعية، والتضافر من أجل بناء مناطقنا لنوفّر التعليم الأساسي، والصرف الصحي، بعدما ولّى العدو الإرهابي أدباره خوفاً من بطش القوات المسلحة الوطنية التي تلاحقه في كل مكان».
وتحدث قائد القوات المسلحة عن «الاعتداءات التي ارتكبتها الخلايا الإرهابية، من فرض الإتاوات، وتكفير السكان المحليين، وطرد مدرّسي الحلقات القرآنية، وعلماء الدين، ورجال الأعمال، وقطاع الشباب، ونقابة المرأة».
وشدد راغي على أن «منطقة الكوثر هي ضمن المناطق التي أنهكها متمردو ميليشيات الشباب، عندما منعوا الدراسة خلال وجودهم فيها، ومنعوا الخدمات الصحية». وقال إن «الحكومة الفيدرالية وضعت خطة واسعة النطاق لإحلال السلام والاستقرار الدائمين».
في السياق ذاته، أكد قائد المشاة أن وزارة الدفاع «تعطي الأولوية للاستقرار الدائم في المناطق المحررة، وملاحقة فلول ميليشيات الخوارج»، مشيراً إلى وجود تسهيلات لتنمية منطقة الكوثر تنفذها إدارة محافظة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي الإقليمية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».