مصر: تحركات حكومية وقضائية بعد انهيار مدرج استاد رياضي

أسفر عن إصابة 28 مشجعاً في مباراة كرة سلة

لحظة سقوط جزء من مدرج صالة حسن مصطفى الرياضية
لحظة سقوط جزء من مدرج صالة حسن مصطفى الرياضية
TT

مصر: تحركات حكومية وقضائية بعد انهيار مدرج استاد رياضي

لحظة سقوط جزء من مدرج صالة حسن مصطفى الرياضية
لحظة سقوط جزء من مدرج صالة حسن مصطفى الرياضية

شهدت مصر تحركات حكومية وقضائية، على مدار الساعة، عقب انهيار جزء من مدرج استاد رياضي، أثناء مباراة لكرة السلة، ما أسفر عن إصابة 28 مشجعا.
وانهار جزء من مدرج صالة الدكتور حسن مصطفى الرياضية بمدينة السادس من أكتوبر، مساء السبت، أثناء مباراة كرة سلة بين فريقي الأهلي، والاتحاد السكندري، ضمن فعاليات «كأس السوبر»، وعلى الفور، أمر الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، بتشكيل لجنة تضم قيادات الوزارة والاستشاريين الهندسيين وعددا من المستشارين القانونيين لبحث ملابسات الحادث.
وأمرت النيابة العامة المصرية بإغلاق الصالة الرياضية لحين انتهاء إجراءات المعاينة، كما طلبت التحفظ على كاميرات المراقبة، وفحص اللقطات المسجلة عليها، مع إخلاء سبيل مسؤول الأمن بنادي الاتحاد السكندري، بضمان مالي يبلغ عشرة آلاف جنيه مصري (الدولار بـ24.63 جنيها). وصرفت النيابة مسؤول أمن الشركة الأفريقية المختص بتأمين الصالة، والمدير التنفيذي لمجمع الصالات، ومهندس التشغيل والصيانة بها.
وقال محمد عبد الفتاح، الناقد الرياضي ومسؤول القسم الخارجي بصحيفة أخبار اليوم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من الواضح أن عوامل الأمن والأمان لم تكن متوفرة في الصالة، وكان ينبغي اختبار جاهزيتها قبل المباراة». وحسب التحقيقات الأوليّة، فإن واقعة انهيار جزء من المدرج «كانت نتيجة لتركز جمهور نادي الاتحاد في المكان المخصص لوضع كاميرات التليفزيون»، وأظهرت المعاينة الأولية «تكدس أعداد كبيرة من الجمهور في المنطقة، رغم التحذيرات المتكررة التي طالبتهم بمغادرتها، ما أدى إلى سقوط المدرج»، حسبما ورد في التحقيقات من شهادات مسؤولي الأمن.
وقال الإعلامي الرياضي إبراهيم المنيسي، مقدم برنامج «ملك وكتابة» بقناة النادي الأهلي، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك لجان تحقيق تشكلت في وزارة الشباب والرياضة لاستجلاء الحقيقة، من زوايا عديدة، على المستوى التنظيمي، ومعرفة من سمح لمشجعي الاتحاد السكندري بالوقوف في هذا المكان، وارتكب خطأ تنظيميا يتعلق بأماكن الجلوس داخل الصالة، لا سيما أنها واحدة من الصالات الكبرى التي استقبلت بطولة كأس العالم لكرة اليد مؤخرا».
وأشار المنيسي إلى «التأخر في إسعاف المصابين»، وقال إنه «لا بد من التحقيق مع حكام المباراة ومراقبيها الذين سمحوا بإقامة المباراة دون التأكد من وجود عربة إسعاف»، لافتا إلى أنه «رغم الحديث عن وجود عربة إسعاف في محيط الصالة، فإن دخولها كان متأخرا»، وأضاف أن «هناك تضاربا في التصريحات بين رئيس اتحاد السلة ونائبه، ما يستوجب التحقيق أيضا لاستجلاء الحقيقة».
وكانت النيابة العامة دعت مديرية الشباب والرياضة إلى تشكيل لجنة ثلاثية تكون مهمتها معاينة الموقع وكتابة تقرير مفصل بقيمة الخسائر، وبيان ما إذا كانت منصات الكاميرات آمنه للاستخدام من عدمه، وما إذا كانت هناك لوحات تحذر الجمهور من الوجود في المنطقة، كما طلبت مسؤول الشركة الأفريقية للمثول أمامها لجلسة تحقيق عاجلة. فيما شكلت وزارة الصحة المصرية غرفة عمليات لمراقبة تطورات الوضع.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».