«مسارات».. مجلة سورية في الزمن الصعب

«مسارات».. مجلة سورية في الزمن الصعب

الثلاثاء - 27 شهر رمضان 1436 هـ - 14 يوليو 2015 مـ
غلاف المجلة

فوجئ الوسط الثقافي السوري أخيرا، ومن دون مقدّمات أو إعلانات، بصدور العدد صفر من مجلة شهرية جديدة في العاصمة السورية دمشق حملت عنوان «مسارات»، وجاء في تعريفها أنها مجلة شهرية اجتماعية متخصصة بشؤون الثقافة والفن والمنوعات. ولعلّ المفاجأة هنا هي صدورها في هذا الزمن السوري الصعب وبشكل أنيق وورق ملون مصقول، مع كتاب مرفق بها هديّة للقارئ، على غرار مجلات الخليج الشهرية والدورية، وهذا يزيد من تكلفتها المالية بالتأكيد.
صاحب الامتياز ورئيس تحريرها الكاتب السوري الساخر وليد معماري، لخّص حكاية صدورها: «مسارات.. في الدروب الصعبة - مغامرة؟!.. كدت أستبدل حرف (الغين) بـ(القاف).. فضمن ظروف صعبة تجتاح البلاد والعباد.. يعد مشروع إصدار مجلة أشبه بحراثة البحر.. أو صيد السمك في صحراء.. ربما هي (مسارات) بأقدام عارية فوق الثلج.. ولا أقول الجمر».
ولكن من أين يتم تمويل المجلة وهي مكلفة كثيرا؟! يقول معماري في مقدمته إنه «ليس صاحب مال، ولا يسعى إليه.. (فخبزي كفاف يومي.. لكن بعض الحالمين المستترين بأحلامهم، لا بربح، بل بمشروع ثقافي تنويري.. هم وأنا، ومن دعم وسيدعم (مساراتنا)، مصرّون على إعلان أنهم يدعمون مشروع المجلة بأموال نظيفة.. (وأكرر هنا كلمة نظيفة).. وفي المحصلة إن كان ثمّة أرباح بعد اقتطاع التكاليف هي حق من حقوق كتّابها».
تضمن العدد «صفر» من المجلة مواضيع متنوعة. ففي باب «مسارات الرواد» موضوع عن محمد الماغوط حمل عنوان «محمد الماغوط.. ما من موهبة في العالم العربي تمر بلا عقاب»، لابن شقيقه أسامة الماغوط، لخّص فيه محطات في حياة الماغوط ورحلته الحياتية في المدن والسجون وتأثير ذلك على العملية الإبداعية لديه، وأقواله (المأثورة) مثل «لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن.. أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية.. أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد.. أعطونا الثوار وأخذوا الثورة..». إلخ.. وفي باب «مسارات الشغب» موضوع بعنوان «بين شاعرين.. بريفير وقبّاني يشربان القهوة معا»، كتبه معماري ولكن وضع الاسم باللاتيني «W. Mimari».. لماذا؟ لا نعرف.
الموضوع التالي من المجلة وفي باب «مسارات العشق» جاء تحت عنوان «نقوش فوق سور دمشق»، والكاتب هنا أيضا وليد معماري (رئيس التحرير وصاحب الامتياز)، وهنا جاء الاسم كما هو. وفي هذا الموضوع يتحدث الكاتب عن عشقه لدمشق القديمة ولحجارتها وياسمينها وعصافيرها.. وهناك في باب «مسارات حرة» موضوع بعنوان «أخطاء الكبار.. مغفورة»، وهو للكاتب معماري أيضا، وجاء الاسم باللاتيني أيضا! كما جاء الكتاب المرفق مع العدد «صفر» - وهو هدية مجانية للقراء تشجيعا على القراءة الورقية - مختارات قصصية لـ«وليد معماري».. في باب «مسارات الروح» مقال بعنوان «بين الشعر والطب» للشاعر والطبيب نزار بريك هنيدي، وفي باب «مسارات القصيدة» قصائد للشاعر العراقي أحمد مطر.
وفي «مسارات الوجع» كتب الصحافي السوري زيد قطريب عن الثقافة في زمن الحرب تحت عنوان «حيث نجح المجتمع الأهلي وفشلت المؤسسات الرسمية.. النشاطات الثقافية خلال الحرب». وفي «مسارات سينمائية» موضوع عن شارلي شابلن. وفي «مسارات إعلامية» مقال بعنوان «خارج العاصفة.. برنامج يحاول التغريد خارج السرب!» للكاتب علي وجيه مقدّما الموضوع بكلمات عن الإعلام السوري «من البديهي أن حال الإعلام السوري لا يسرّ أحدا سوى أعداء البلاد». وفي «مسارات مسرحية» معالجة بعنوان «عندما تُفتح الستارة.. الدراما.. كيف ولدت.. وعلى يد من.. وأين..؟»، للكاتب مشهور خيزران. أما في «مسارات الدبابيس» فنشر الكاتب خليل صويلح منتقدا الكاتبة في اختيار عناوين كتبها المثيرة.
من أبواب المجلة الأخرى ومواضيعها «مسارات بلا حدود»، والموضوع هنا جاء بعنوان «أجداد.. وأحفاد» للكاتب سهيل الشعار، وفي «مسارات إنسانية» مقال بعنوان «المغني البديل الصوت الملائكي» من رسائل انتقاها ونشرها الروائي البرازيلي باولو كويلهو لمجموعة من طلابه. وفي «مسارات بعيدة» هناك «قصتان من الصين»، وفي «مسارات تاريخية» نقرأ «جمهورية زكي إشارة» لكاتبه المخرج السينمائي ريمون بطرس، وكذلك في باب «حين يكون الشعر نبوءة» للكاتبة نادين باخص، وغير ذلك من المواضيع والمقالات.


اختيارات المحرر

فيديو