ديدييه ديشان يستحق التقدير رغم خسارة فرنسا في نهائي كأس العالم

البطولة أثبتت أن «الديوك» ند قوي لأي فريق... والمدرب يجيد قراءة المباريات والتعامل مع المواقف الصعبة

لاعبو المنتخب الفرنسي يحيون الجماهير من شرفة أحد الفنادق في العاصمة الفرنسية بعد خسارة نهائي المونديال (رويترز)
لاعبو المنتخب الفرنسي يحيون الجماهير من شرفة أحد الفنادق في العاصمة الفرنسية بعد خسارة نهائي المونديال (رويترز)
TT

ديدييه ديشان يستحق التقدير رغم خسارة فرنسا في نهائي كأس العالم

لاعبو المنتخب الفرنسي يحيون الجماهير من شرفة أحد الفنادق في العاصمة الفرنسية بعد خسارة نهائي المونديال (رويترز)
لاعبو المنتخب الفرنسي يحيون الجماهير من شرفة أحد الفنادق في العاصمة الفرنسية بعد خسارة نهائي المونديال (رويترز)

وصف إريك كانتونا المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشان ذات مرة بأنه مجرد شخص مجتهد، وليس موهوباً. كما وصفه ميشيل بلاتيني بأنه مدير فني محظوظ للغاية؛ لأنه يتولى قيادة فريق مدجج بالنجوم. وبعد الفوضى التي حدثت خلال استعدادات المنتخب الفرنسي لنهائيات كأس العالم، والـ60 دقيقة الأولى الباهتة للغاية أمام الأرجنتين في المباراة النهائية، والاعتماد الشديد على تألق كيليان مبابي للوصول إلى ركلات الترجيح، قد يكون من السهل وصف ديشان بكلمات وعبارات مماثلة.
ومع ذلك، أثبتت البطولة أن فرنسا ند قوي لأي فريق، وأن ديشامب يجيد قراءة المباريات والتعامل مع المواقف الصعبة.
لقد كشفت المباراة النهائية وجود كثير من نقاط الضعف في الفريق الحالي لمنتخب فرنسا الذي تأثر بشدة بسبب الإصابات. وعلى الرغم من أن نقاط الضعف هذه كانت واضحة أيضاً في المباريات السابقة، فإن المنتخب الفرنسي تمكن بخبرته من التغلب عليها، والوصول إلى المباراة النهائية.
ويتعين على ديشان أن يعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلات التي ظهرت بشكل واضح أمام إنجلترا والمغرب في الجولات السابقة؛ خصوصاً أن فرنسا لم تكن قادرة على فرض أسلوبها في اللعب أمام منتخب الأرجنتين القوي.
لقد فقدت فرنسا الاستحواذ على الكرة في منتصف الملعب خلال معظم مباريات خروج المغلوب، نظراً لأن أدريان رابيو فشل في الوصول إلى مستوى بول بوغبا في الواجبات الهجومية، كما فشل في تعويض الدور الذي كان يقوم به نغولو كانتي في الواجبات الدفاعية.
وعلى الرغم من أن أنطوان غريزمان قدم مستويات جيدة في مركز المهاجم الوهمي، فإن اللعب بهذه الطريقة ترك أوريلين تشواميني عديم الخبرة معزولاً، وفي موقف لا يحسد عليه أمام المنافسين الذين تفوقوا عليه في أغلب الأحيان.
وإضافة إلى ذلك، كان المدافعون الأربعة لمنتخب فرنسا يرتكبون كثيراً من الأخطاء في التمركز والاستحواذ على الكرة، وواجهوا صعوبات كبيرة للغاية في الشوط الأول أمام الأرجنتين. وكان من الواضح أن أوليفييه جيرو لا يزال مصاباً، كما ظهر عثمان ديمبيلي مذعوراً وقلقاً، وهي الأمور التي زادت من معاناة «الديوك الفرنسية».

ديشان وهوغو لوريس وأحزان الخسارة أمام الأرجنتين (أ.ف.ب)

من المؤكد أن المنتخب الفرنسي فريق دؤوب لا يستسلم بسهولة، ومن الصعب التغلب عليه، لذا فإن أداءه الضعيف للغاية في أول 60 دقيقة أمام الأرجنتين يشير أيضاً إلى أن الظروف الخارجية أثرت كثيراً على مستوى الفريق، وخصوصاً من الناحية الذهنية. وأوضح ديشان بعد ذلك أن فرنسا لم تظهر بشكل جيد «لأسباب مختلفة»، وقال: «لقد واجهنا أشياء صعبة في الأيام الأربعة الماضية، مثل مرض بعض اللاعبين، ثم بعض الأشياء التي تعرضنا لها بشكل جماعي أيضاً». وأضاف، بطريقة غامضة إلى حد ما: «لم نكن في كامل قوتنا لأسباب مختلفة. ولن أخوض في التفسيرات». لقد أثرت الإنفلونزا بشكل واضح على أداء الفريق، وخير مثال على ذلك خروج رافائيل فاران المرهق خلال الوقت الإضافي، في مشهد يلخص انهيار اللاعبين من الناحية البدنية.
وعلى الرغم من أن فرنسا كانت غائبة تماماً خلال معظم فترات المباراة النهائية، فإنها استطاعت التعادل والوصول لضربات الترجيح. وعلى الرغم من الجرأة الكبيرة التي لعب بها المنتخب الأرجنتيني في بداية اللقاء، والحماس الشديد لرفقاء ليونيل ميسي، والذي ظهر بشكل واضح خلال انهيار أنخيل دي ماريا عندما أحرز الهدف الثاني، والاحتفالات الهيستيرية بعد نجاح غونزالو مونتيل في إحراز ركلة الترجيح الأخيرة، فإن فرنسا هي التي تمتلك التشكيلة الأقوى، حتى بعد غياب عدد من اللاعبين بداعي الإصابة.
وإضافة إلى ذلك، خلقت فرنسا كثيراً من الفرص التي كانت كفيلة بأن تجعلها تفوز بالمباراة؛ خصوصاً عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدفين لكل فريق، ثم عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، بعد أن استفاق اللاعبون الفرنسيون وعادوا إلى مستواهم الطبيعي في الدقائق الأربعين الأخيرة. وعلى الرغم من أن عدداً قليلاً فقط من لاعبي فرنسا (مبابي، والبديل راندال كولو مواني، وربما المدافع دايو أوباميكانو) يمكنهم ادعاء أنهم قدموا مستويات جيدة في المباراة النهائية، فإن ديشان يشعر بأن فريقه كان لا يزال قادراً على تحقيق الفوز. وبدلاً من ذلك، ألقى الفرنسيون بجزء كبير من اللوم على الحكم البولندي، سيمون مارسينياك، الذي منحته صحيفة «ليكيب» الفرنسية 2 من 10 في تقييمها له، وأشارت إلى أن حكم تقنية «الفار»، توماس كوياتكوفسكي: «لم يكن ليشكك في مواطنه أمام العالم أجمع».
وعلى الرغم من الأداء الغريب في الجزء الأول من المباراة النهائية، والخسارة بركلات الترجيح في النهاية، فقد تجاوزت فرنسا كل التوقعات في البطولة. لقد خسرت فرنسا جهود كثير من اللاعبين الأساسيين قبل انطلاق البطولة، بما في ذلك الثلاثي المهم للغاية: بوغبا، وكانتي، وكريم بنزيمة، المتوج بجائزة «الكرة الذهبية» كأفضل لاعب في العالم. وبالتالي، وجد ديشان نفسه مضطراً إلى أن يعود للاعتماد على 4 لاعبين في الخط الخلفي، بعد أن كان يلعب بطريقة 3-4-1-2 على مدى الأشهر الـ18 الماضية. لقد كان الفريق يلعب بشكل معين في الماضي، ولم يكن لديه الوقت الكافي للتكيف مع الطريقة الجديدة، لذلك كان قرار ديشامب بتغيير طريقة اللعب عبارة عن مغامرة كبيرة؛ لكنها أتت ثمارها إلى حد كبير.
لقد تعامل ديشان بطريقة رائعة مع فريقه، وأظهر ذكاءً كبيراً فيما يتعلق بالطريقة التي تُلعب بها كرة القدم على مستوى المنتخبات، وكان ذلك واضحاً تماماً خلال مشوار فرنسا في البطولة؛ حيث قاد ديشامب المنتخب الفرنسي لتجاوز دور المجموعات، ثم الفوز على إنجلترا والمغرب والوصول إلى المباراة النهائية، حتى وإن لم يكن الأداء على المستوى المطلوب. وإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت الاحتفالات الصاخبة في غرفة خلع الملابس الأجواء الإيجابية التي خلقها ديشان داخل الفريق.
من المؤكد أن كثيراً من الاهتمام سينصب الآن على كيليان مبابي الذي حصل على الحذاء الذهبي هدافاً للمونديال، والذي نجح في إعادة فرنسا لأجواء المباراة النهائية، بعدما أحرز ثلاثية تاريخية؛ لكن الحقيقة هي أن ديشان هو الذي نجح في تحسين صورته وسمعته التدريبية خلال هذه البطولة، بعدما كان على وشك تحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بكأس العالم مرتين متتاليتين، لولا التألق الرائع لحارس المرمى الأرجنتيني إميليانو مارتينيز، وإنقاذه فرصة محققة قبل نهاية الوقت الإضافي بثوانٍ معدودة.
وعلى الرغم من أن تقارير سابقة أشارت إلى أن ديشان سيمدد عقده حتى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024 التي ستقام بعد 18 شهراً فقط من الآن، فقد أكد المدير الفني البالغ من العمر 54 عاماً أنه لا يريد أن يتحدث عن مستقبله عقب الهزيمة.
وقال ديشان للتلفزيون الفرنسي إنه «سيرى ما سيحدث» قبل مقابلة رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لو غرايت، في العام الجديد. وعلى الرغم من أن معظم التقارير كانت تشير في مرحلة ما إلى أن زين الدين زيدان سيتولى قيادة المنتخب الفرنسي بعد نهائيات كأس العالم بقطر، فإن معظم المحللين والمتابعين الآن، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يشعرون بأن ديشان يجب أن يبقى في منصبه، بعدما قاد فرنسا للوصول إلى المباراة النهائية.
في الحقيقة، ليس هناك ما يضمن أن زيدان الذي لا يختلف فكره التدريبي كثيراً عن ديشامب، سينجح في قيادة المنتخب الفرنسي للوصول إلى مستويات أعلى. لقد أثبت ديشان أيضاً أنه قادر على المساعدة في تطوير اللاعبين الشباب الموهوبين في فرنسا، والذين سيصل معظمهم إلى قمة عطائهم الكروي قريباً؛ حيث إن 12 لاعباً من اللاعبين الذين شاركوا في المباراة النهائية تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
لقد نجح ديشان في قيادة المنتخب الفرنسي للوصول إلى المباراة النهائية 3 مرات (كان هناك شعور بأن فرنسا يجب أن تفوز في المباريات الثلاث) في 5 بطولات كبرى، بالإضافة إلى الفوز المثير للإعجاب ببطولة دوري الأمم الأوروبية، وهو ما يعد إنجازاً تاريخياً لديشان. وقال لو غرايت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد مباراة الأرجنتين، إن ما حققته فرنسا في البطولة «لا يزال يمثل انتصاراً لكرة القدم الفرنسية»؛ مشيراً إلى أن «فرنسا ستترك قطر ولديها ثقة متجددة على عدة جبهات. لقد نجح هذا الفريق الشاب، على الرغم من عدم الاستعداد بشكل جيد للمونديال، في التغلب على كثير من التحديات التي كان من الممكن أن تُخرج الفريق عن الطريق الصحيح؛ لكن المدير الفني الرائع قام بعمل استثنائي، وكان على وشك الفوز بالمونديال للمرة الثانية!».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.