وزراء المال الأوروبيون: إصلاحات هيكلية لتعزيز القدرة التنافسية والاستمرار في مسار الاندماج المالي

اعتمدوا تقرير إنفاق الموازنة الاتحادية وحماية المودعين في البنوك

وزراء المال الأوروبيون: إصلاحات هيكلية لتعزيز القدرة التنافسية والاستمرار في مسار الاندماج المالي
TT

وزراء المال الأوروبيون: إصلاحات هيكلية لتعزيز القدرة التنافسية والاستمرار في مسار الاندماج المالي

وزراء المال الأوروبيون: إصلاحات هيكلية لتعزيز القدرة التنافسية والاستمرار في مسار الاندماج المالي

اختتم وزراء المال في الاتحاد الأوروبي اجتماعات استغرقت يومين ببروكسل، جرت خلالها مراجعة الإطار التشغيلي لآلية الإنقاذ الأوروبية للإشراف على البنوك.. وجرى إحراز تقدم في ما يتعلق ببعض القضايا العالقة على أمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي في الاجتماع الوزاري الشهر المقبل. واتفق الوزراء على ضرورة تنفيذ إصلاحات هيكلية جريئة من أجل تعزيز القدرة التنافسية والاستمرار في مسار الاندماج المالي وتحقيق النمو. وقالوا إنه على الرغم من تحقيق تقدم في هذه الأمور خلال السنوات الأخيرة فإن العمل لم ينته، وسوف يتم نشر التوقعات الاقتصادية نهاية الشهر الحالي مع استمرار المراقبة القوية للتطورات الاقتصادية.
وناقش الوزراء أدوات مساعدة البنوك والتعافي الاقتصادي في قبرص واليونان. وفي ما يتعلق بالوضع في اليونان قال رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم إن وفد الترويكا سيعود في غضون أيام إلى أثينا لاستئناف مهمته في مراقبة تنفيذ البرنامج الاقتصادي المتفق عليه مع فريق الدائنين (المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والمركزي الأوروبي).
وأقر الوزراء الاتفاق السياسي الذي جرى التوصل إليه مع البرلمان الأوروبي حول زيادة مواءمة قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن خطط ضمان الودائع وتعزيز حماية المودعين، بحيث تتم إعادة النظر في بعض التشريعات المعمول بها حاليا من أجل تحسين حماية المدخرين وتغطية الودائع التي تصل إلى 100 ألف يورو، وإجراء تغييرات رئيسة تتعلق بالتبسيط والمواءمة وتخفيض المهلة المحددة للدفع من 20 يوما إلى سبعة أيام بحلول عام 2024، وضمان وصول أفضل للمعلومات بالنسبة للمودعين بشأن حماية ودائعهم.
كما اعتمد الوزراء تقريرا حول الإنفاق في موازنة 2012 للاتحاد الأوروبي، ورحبت المفوضية الأوروبية بهذا الأمر وقالت إنها ستقدم توصيات محددة بشأن المجالات التي يمكن أن يتم إدخال المزيد من التحسينات عليها. وقال المفوض الأوروبي لشؤون الضرائب الجيرداس سيميتا «نرحب بقرار المجلس الوزاري، الذي يستجيب لرغبة المواطن الأوروبي في معرفة أن أمواله تدار بشكل صحيح وتنفق بشكل جيد.
وهذا يمثل إحدى أولويات المفوضية الأوروبية في موازنتها الجديدة، وجرى تشديد القواعد وتعزيز الأدوات اللازمة للتأكيد على أن ميزانية الاتحاد الأوروبي تحترم رغبات دافعي الضرائب. ودعا الدول الأعضاء إلى تحمل مسؤولياتها في حماية أموال الاتحاد الأوروبي. وبحسب العديد من المراقبين في بروكسل لا تزال الخلافات مستفحلة بين البرلمان الأوروبي من جهة ومجلس الوزراء الاتحادي من جهة أخرى بشأن الشق المتعلق بتصفية البنوك المتعثرة.. وهناك خشية من انهيار المفاوضات بين الوزراء الأوروبيين والبرلمان قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في شهر مايو (أيار) المقبل، مما قد يحبط مجمل جوانب الاتحاد البنكي. وعقد ممثلون عن البرلمان والدول الأعضاء أربع جولات من المفاوضات الرسمية حتى الآن لم تسفر عن تسجيل تقدم يذكر بشأن الجهات والأطراف التي ستتقاسم أعباء البنوك التي ستتم تصفيتها.
وفي ختام محادثات اليوم الأول من الاجتماعات أعلن ديسلبلوم أن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو في تحسن واضح، وأن نمو الناتج المحلي في دول المجموعة ارتفع خلال الفترة الماضية، فيما يتوقع أن تستمر النشاطات الاقتصادية في التعافي.
وبدوره، قال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية أولي رين إن نتائج الأداء الاقتصادي للربع الرابع من عام 2013 التي نشرت أمس أظهرت أيضا دلائل على تعاف بطيء للاقتصاد، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي بلغ 0.4 في المائة، أي بزيادة قدرها 0.1 في المائة عن التوقعات.



الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.