فيليب لام: ألونسو قادر على إثبات أن اللاعبين العظماء يمكنهم أن يكونوا مدربين ناجحين

قائد منتخب ألمانيا السابق يؤكد أن زميله في بايرن بإمكانه نقل باير ليفركوزن إلى مصاف الكبار

ألونسو (يمين) وفيليب لام يحملان معا درع الدوري الالماني عام 2017 (غيتي)
ألونسو (يمين) وفيليب لام يحملان معا درع الدوري الالماني عام 2017 (غيتي)
TT

فيليب لام: ألونسو قادر على إثبات أن اللاعبين العظماء يمكنهم أن يكونوا مدربين ناجحين

ألونسو (يمين) وفيليب لام يحملان معا درع الدوري الالماني عام 2017 (غيتي)
ألونسو (يمين) وفيليب لام يحملان معا درع الدوري الالماني عام 2017 (غيتي)

في هذا المقال يتحدث قائد المنتخب الألماني وبايرن ميونيخ السابق عن زميله السابق تشابي ألونسو، واصفاً إياه برياضي يمتلك من الفكر والكاريزما ما يمكِّنه من نقل خبراته داخل الملعب إلى من يدربهم في باير ليفركوزن. ويؤكد أنه قادر على إثبات خطأ مقولة إن اللاعبين العظماء لا يمكنهم أن يكونوا مدربين ناجحين. ويشير في هذا الصدد إلى أريغو ساكي الذي لم يكن لاعباً بارزاً على الإطلاق؛ لكنه كان أحد أبرز المديرين الفنيين الذين غيَّروا شكل كرة القدم.
يقول فيليب لام:

ألونسو يخوض تجربة ناجحة في قيادة باير ليفركوزن (غيتي)

لعبتُ إلى جانب عدد كبير من اللاعبين العظماء، وكنت أستمتع باللعب معهم كثيراً، كما أن المديرين الفنيين الذين لعبت تحت قيادتهم -مثل كارلو أنشيلوتي، وجوسيب غوارديولا، ويوب هاينكس، وفيليكس ماغاث- سبق لهم الفوز بكأس العالم أو بدوري أبطال أوروبا عندما كانوا لاعبين، وبالتالي كانت لديهم خبرات هائلة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، ويعرفون جيداً كيف يحفزون اللاعبين ويدفعونهم نحو العمل من أجل تحقيق الفوز، كما يعملون وفق التسلسل الهرمي الطبيعي للفريق. ويمكن للاعبي كرة القدم أن يعرفوا بسهولة ما إذا كان المدير الفني يمتلك تلك المقومات أم لا.
ووفقاً لذلك، كنت أرى أن تشابي ألونسو يمتلك كل المقومات التي تجعله قادراً على أن يكون مديراً فنياً ناجحاً يوماً ما؛ خصوصاً أنه يمتلك خبرات هائلة في عالم كرة القدم. لقد لعب في صفوف بايرن ميونيخ لمدة 3 سنوات، وفي عام 2017 أنهينا مسيرتنا الكروية معاً، بعدما نجحنا مرة أخرى في الحصول على لقب الدوري الألماني الممتاز. ولم أشعر بأي دهشة عندما تولى القيادة الفنية لنادي باير ليفركوزن؛ خصوصاً أنه كان يعمل بكل جدية خلال السنوات الأخيرة من حياته كلاعب، من أجل إعداد نفسه للدخول في عالم التدريب. وإضافة إلى ذلك، يمتلك تشابي كل الإمكانات والخبرات التي تجعله قادراً على تحقيق النجاح مدرباً أيضاً؛ لأنه فاز بكل البطولات والألقاب الممكنة: دوري أبطال أوروبا مع ليفربول وريال مدريد، وكأس العالم، ودوري أبطال أوروبا مرتين مع منتخب إسبانيا، كما فاز بالدوري المحلي في إسبانيا وألمانيا.
وحتى عندما كان لاعباً، كان تشابي مثقفاً للغاية، وكنت أستمتع بالحديث معه، كما كان يمتلك شخصية قوية تساعده على تحمل المسؤولية ومساعدة الجميع. وعلى مدار عقد من الزمان، كان يقدم مستويات رائعة في مركز محور الارتكاز أو لاعب خط الوسط الدفاعي. ويمكن القول بأنه غيَّر معايير ومواصفات اللعب في هذا المركز. وعندما كان تشابي في الملعب، لم يكن دفاع فريقه يترك أي مساحة للفريق المنافس. وخلال العمل على بناء الهجمات، كان يدرك تماماً خطورة فقدان الكرة، وبالتالي كان يمنح فريقه الاستقرار والنظام والأمان.
ولديه ميزة أخرى، وهي أنه لعب وتألق في أقوى 3 دوريات في العالم: الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الألماني، والدوري الإسباني. وكان كل المديرين الفنيين يعتمدون عليه كقائد للفريق، بما في ذلك: غوارديولا، وأنشيلوتي، وجوزيه مورينيو، ورافائيل بينيتيز، وفيسينتي ديل بوسكي. وتمكن تشابي من مواصلة التألق والتحكم في وتيرة المباريات في كل الأندية الكبرى التي لعب لها، حتى عندما أصبحت اللعبة تعتمد بشكل أكبر على اللياقة البدنية، وأصبح المنافسون أكثر سرعة.
لقد كانت كرة القدم تمثل كل حياته، منذ الخامسة من عمره وحتى الخامسة والثلاثين. ومن المؤكد أن هذه الخبرات الهائلة ستساعده كثيراً عندما يقدم النصائح والتوجيهات للاعبين الذين يتولى تدريبهم. وفي إنجلترا وإيطاليا وفرنسا، أصبحت هناك قاعدة شائعة بأن يكون المديرون الفنيون للأندية الكبرى ممن سبق لهم اللعب على المستوى الاحترافي في دوري الدرجة الأولى أو الثانية. لكن في إسبانيا نلاحظ أن الأندية الثلاثة الكبرى يتولى تدريبها أشخاص سبق لهم اللعب على المستوى الدولي مع منتخبات بلادهم.
لكن الوضع يختلف في الدوري الألماني؛ حيث يعد تشابي ألونسو استثناء لما يحدث في «البوندسليغا». ويعد نيكو كوفاتش، المدير الفني لفولفسبورغ، هو المدير الفني الوحيد في المسابقة الذي سبق له الفوز بلقب للدوري الممتاز. لقد فاز أوليفر غلاسنر، المدير الفني لفرانكفورت، وأورس فيشر، المدير الفني ليونيون برلين، ببطولات الكأس المحلية في النمسا وسويسرا، كما فاز أندريه برايتنرايتير، المدير الفني لهوفنهايم، ببطولة الكأس في ألمانيا، مع نادٍ من الدرجة الثانية، كما حصل بو سفينسون، المدير الفني لماينز، على بطولة في الدنمارك.
في ألمانيا، يمكن أن يعمل الشخص مديراً فنياً حتى لو كانت مسيرته الكروية لاعباً متواضعة للغاية، فيمكن أن ترى مديراً فنياً مميزاً كان يلعب في دوري الدرجة السابعة أو أقل، أو أن ترى مديراً فنياً يبلغ من العمر 35 عاماً أو أقل؛ لكن الشيء المؤكد أنهم جميعاً حصلوا على درجات وتدريبات علمية جيدة للغاية للعمل في مجال التدريب. إنهم يسيرون على النهج نفسه لرالف رانغنيك الذي قال ذات مرة إن لعب كرة القدم والتدريب مهنتان مختلفتان تماماً.
لكنني أعتقد أن هذا النهج خاطئ. من المؤكد أنه لا يوجد ما يضمن أن يتحول لاعب كرة القدم البارز إلى مدير فني ناجح بعد اعتزاله كرة القدم، وهناك كثير من الأمثلة والأدلة على ذلك. وأود أن أشير في هذا الصدد إلى أريغو ساكي الذي لم يكن لاعباً بارزاً على الإطلاق؛ لكنه كان أحد أبرز المديرين الفنيين الذين غيَّروا شكل كرة القدم، من خلال اختراع الدفاع الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة. لكن هذا الاستثناء لا يعني أن النظرية يمكن أن تحل محل الممارسة والتطبيق العملي.
على أي حال، لا يمكن للمرء أن يقول إن الدوري الألماني الممتاز ناجح. فعلى الرغم من وجود كثير من الأندية والمدن الكبرى في ألمانيا، فإن بايرن ميونيخ كان يحصل على لقب الدوري من دون منافسة تذكر على مدار السنوات العشر الماضية. وباستثناء بايرن ميونيخ، فإن الأندية الألمانية لا يمكنها منافسة الأندية الأخرى في المسابقات القارية.
وهناك سؤال يجب طرحه في هذا الأمر: أين لاعبو كرة القدم الألمان السابقون الذين يرغبون في تعلم مهنة التدريب؟ من المؤكد أن غياب هؤلاء اللاعبين السابقين عن الساحة يجعل كرة القدم الألمانية تفقد معرفة جوهرية هائلة؛ لأن هؤلاء اللاعبين لديهم خبرات كبيرة فيما يتعلق بما يتعين على اللاعب القيام به لاستخلاص الكرة من الخصم وشن الهجمات، ومتى تتقدم للأمام ومتى تعود للخلف، وكيف تتفوق على المنافس في المواجهات الفردية، ومتى تغير اتجاه اللعب، وأين تركض، بالإضافة إلى عديد من التفاصيل الأخرى المهمة للغاية. وإضافة إلى ذلك، يعرف هؤلاء اللاعبون السابقون كيفية تكوين فرق قوية. وكما قال المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، فإن التدريب عبارة عن «عمل فني».
لقد كان تشابي دائماً من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم الاعتماد عليهم والثقة بهم داخل الملعب. ولهذا السبب، فإنني كنت أثق تماماً في قدرته على تحقيق النجاح في عالم التدريب فور اعتزاله اللعب. ويجب السماح للمدير الفني بتجربة أفكاره على أرض الواقع، من أجل تطبيق فلسفته التدريبية والتعلم من أخطائه. إن ما يتجاهله كثير من اللاعبين المحترفين السابقين هو أنهم يواجهون المهمة الصعبة المتمثلة في تعلم مهنة جديدة، بها كثير من الأشياء والتفاصيل، مثل الخطط والتنظيم والتحضير والعمل المكتبي. وبالتالي، يتعين على اتحادات كرة القدم أن تلعب دوراً أكبر في تعليم المديرين الفنيين الشباب.
لقد بدأ تشابي مسيرته في عالم التدريب بحذر. فعلى عكس كثيرين، لم يبدأ تشابي مسيرته التدريبية بتولي القيادة الفنية لفريق كبير فور اعتزاله؛ لكنه عمل مع فريق الشباب بريال مدريد، ومع الفريق الرديف لريال سوسيداد. لقد تدرب على هذ المستوى لمدة 4 سنوات، ومن المؤكد أنه سيستمر في ارتكاب كثير من الأخطاء؛ لكنه الآن يتولى تدريب فريق يتعرض للضغوط ومطالب بتحقيق الفوز، وهو الأمر الذي ينطوي على مخاطرة. لكن المدير الفني لا ينضج ويتطور بين عشية وضحاها، وهو في حاجة لمثل هذه المواقف الصعبة من أجل التحسن واكتساب الخبرات.
من المؤكد أن المسيرة الكروية الرائعة لتشابي لا تضمن له على الإطلاق أن يكون مديراً فنياً رائعاً؛ لكنه بالتأكيد يمتلك كل المقومات التي يتطلبها العمل في مجال التدريب: الكاريزما، والعمر، والمؤهلات، والشخصية التي تسعى باستمرار نحو التطور، بالإضافة إلى المعرفة التي لا يمكنك اكتسابها إلا على أرض الملعب!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
TT

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)

عندما يتنافس منتخبا إنجلترا وهولندا، اليوم، في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 المقامة حالياً في ألمانيا، سيستعيد الفريقان ذكريات المواجهات السابقة بينهما، التي على الرغم من قلتها فإنها تركت بصمة على البطولة القارية.

في نسخة كأس أوروبا 1988، البطولة الكبرى الوحيدة التي أحرزها المنتخب الهولندي عندما تألق ماركو فان باستن، وسجّل الهدف التاريخي في النهائي ضد الاتحاد السوفياتي، شهدت هذه البطولة القارية أيضاً نقطة سوداء في سجل المنتخب الإنجليزي حين خسر مبارياته الثلاث، وذلك حدث له للمرّة الأولى في تاريخه. وكان من بين تلك الهزائم السقوط المدوي أمام هولندا 1 - 3 بفضل «هاتريك» لفان باستن.

وفي مونديال 1990 في إيطاليا أوقعت القرعة المنتخبين مجدداً في مجموعة واحدة. وُجد عديد من لاعبي المنتخبين الذين شاركوا في المواجهة القارية عام 1988 على أرضية الملعب في كالياري، بينهما مدرب هولندا الحالي رونالد كومان. دخل المنتخبان المباراة في الجولة الثانية على وقع تعادلهما في الأولى، إنجلترا مع جارتها جمهورية آيرلندا، وهولندا مع مصر. ونجح دفاع إنجلترا في مراقبة فان باستن جيداً، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تحسم إنجلترا صدارة المجموعة في الجولة الثالثة وتكتفي هولندا بالمركز الثالث لتلتقي ألمانيا الغربية في ثُمن النهائي وتخرج على يدها.

وبعد أن غابت إنجلترا عن كأس العالم في بطولتي 1974 و1978، كانت هولندا أيضاً سبباً في عدم تأهل «الأسود الثلاثة» إلى مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

خاضت إنجلترا بقيادة المدرب غراهام تايلور تصفيات سيئة، حيث حصدت نقطة واحدة من مواجهتين ضد النرويج المغمورة ذهاباً وإياباً. وفي المواجهتين الحاسمتين ضد هولندا، أهدر المنتخب الإنجليزي تقدّمه 2 - 0 على ملعب «ويمبلي» قبل أن يتوجّه إلى روتردام لخوض مباراة الإياب في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ليخسر 0 - 2 لتنتزع هولندا بطاقة التأهل على حساب إنجلترا. واستقال تايلور من منصبه، في حين بلغت هولندا رُبع نهائي المونديال وخرجت على يد البرازيل.

وفي كأس أوروبا التي استضافتها إنجلترا عام 1996 التقى المنتخبان مجدداً، وحصد كل منهما 4 نقاط من أول مباراتين بدور المجموعات قبل لقائهما في الجولة الثالثة على ملعب «ويمبلي»، الذي ثأرت فيه إنجلترا وخرجت بفوز كبير 4 - 1. وكان ضمن تشكيلة إنجلترا مدرّبها الحالي غاريث ساوثغيت. وتصدّرت إنجلترا المجموعة وحلت هولندا ثانية على حساب أسكوتلندا، وانتزعت بطاقة التأهل إلى الدور التالي. خسرت هولندا أمام فرنسا بركلات الترجيح في رُبع النهائي، في حين ودّعت إنجلترا بخسارتها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، حيث أضاع ساوثغيت الركلة الحاسمة.

وفي المباراة الرسمية الوحيدة بين المنتخبين منذ عام 1996، في نصف نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019 بالبرتغال. كان ساوثغيت مدرّباً للمنتخب الإنجليزي، في حين كان كومان في فترته الأولى مع المنتخب الهولندي (تركه لتدريب برشلونة ثم عاد إليه).

تقدّمت إنجلترا بواسطة ركلة جزاء لماركوس راشفورد، لكن ماتيس دي ليخت عادل لهولندا ليفرض وقتاً إضافياً. تسبّب مدافع إنجلترا كايل ووكر بهدف عكسي قبل أن يمنح كوينسي بروميس الهدف الثالث لهولندا التي خرجت فائزة، قبل أن تخسر أمام البرتغال في المباراة النهائية.