«كريديتو» الإسباني و«الإيداع والتدبير» المغربي يوقعان اتفاقية لتشجيع الاستثمارات

إسبانيا ثاني مستثمر في المغرب وعاشر وجهة للاستثمارات المغربية في الخارج

«كريديتو» الإسباني و«الإيداع والتدبير» المغربي يوقعان اتفاقية لتشجيع الاستثمارات
TT

«كريديتو» الإسباني و«الإيداع والتدبير» المغربي يوقعان اتفاقية لتشجيع الاستثمارات

«كريديتو» الإسباني و«الإيداع والتدبير» المغربي يوقعان اتفاقية لتشجيع الاستثمارات

أبرم صندوق الإيداع والتدبير المغربي اتفاقية شراكة وتعاون مع «أنستيتيتو كريديتو أوفيسيال» الإسباني، بهدف تمويل وضمان الاستثمارات المشتركة بين البلدين، خصوصا مشاريع البنيات التحتية واستثمارات الشركات الصغرى والمتوسطة.
وجرى التوقيع على الاتفاقية على هامش اجتماع نادي المستثمرين على المدى الطويل أخيرا في مدريد، بين رومانو إسكولانو رئيس «كريديتو أوفيسيال» الإسباني، وهي مؤسسة مالية حكومية مرتبطة بوزارة المالية الإسبانية ومكلفة تمويل التنمية والمساهمة في نمو الاقتصاد عبر دعم الشركات، وبين أنس لهوير العلمي، مدير عام صندوق الإيداع والتدبير المغربي، الذي يعد أكبر مستثمر مؤسساتي في المغرب وهو مكلف بإدارة أموال صناديق التقاعد والتحوط الاجتماعي.
وتعد إسبانيا ثاني مستثمر في المغرب بحصة 11.5 في المائة من مخزون الاستثمارات الأجنبية في البلاد، وذلك بعد فرنسا التي تصل حصتها إلى 54 في المائة من إجمالي الاستثمارات. وتأتي بعدها في المرتبة الثالثة دولة الإمارات العربية بحصة خمسة في المائة. كما تحتل إسبانيا المرتبة الأولى في ما يتعلق بالمديونية الخارجية للقطاع الخاص بالمغرب بحصة 48 في المائة من إجمالي المديونية الخاصة للمغرب، متبوعة بفرنسا التي تبلغ حصتها 18 في المائة من الدين الخاص، ثم البنك الإسلامي للتنمية بحصة 14 في المائة، وشركة التمويل الدولية وهي فرع للبنك العالمي متخصص في تمويل القطاع الخاص وتصل حصتها إلى 11 في المائة من المديونية الخاصة للمغرب، تليها السعودية بحصة 3.1 في المائة.
وتأتي إسبانيا في المرتبة العاشرة كأهم وجهة للاستثمارات المغربية في الخارج بحصة 3.3 في المائة، والتي تتصدرها فرنسا بحصة 27 في المائة، متبوعة بمالي بحصة 14 في المائة، ثم بريطانيا بحصة سبعة في المائة، فالغابون والسنغال بحصة ستة في المائة لكل منهما.
وتهدف اتفاقية التعاون المبرمة أخيرا بين صندوق الإيداع والتدبير المغربي و«كريديتو» الإسباني إلى وضع إطار للتعاون بين المؤسستين في مجال تمويل المشاريع والتمويل المشترك للاستثمارات وضمان المشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).