النجمة العالمية الثالثة تكرس أسطورة ميسي... ونجوم كبار ودعوا المونديال بالدموع

إنجاز تاريخي مغربي... وبداية رائعة للسعودية... وصحوة تونسية متأخرة... وخيبة لأصحاب الأرض

ميسي (يمين) يرفع الكأس في 2022 بطريقة الأسطورة الراحل مارادونا (يسار) بنسخة 1986 (رويترز)
ميسي (يمين) يرفع الكأس في 2022 بطريقة الأسطورة الراحل مارادونا (يسار) بنسخة 1986 (رويترز)
TT

النجمة العالمية الثالثة تكرس أسطورة ميسي... ونجوم كبار ودعوا المونديال بالدموع

ميسي (يمين) يرفع الكأس في 2022 بطريقة الأسطورة الراحل مارادونا (يسار) بنسخة 1986 (رويترز)
ميسي (يمين) يرفع الكأس في 2022 بطريقة الأسطورة الراحل مارادونا (يسار) بنسخة 1986 (رويترز)

كرس ليونيل ميسي أسطورته بقيادة الأرجنتين للتتويج بالنجمة الثالثة في كأس العالم لكرة القدم، عندما تلاعب وأرهق الخصوم بفنياته الخارقة وعبقرية توّجها بنهائي دراماتيكي الأحد، أمام فرنسا حاملة اللقب، فيما شهد مونديال قطر 2022، الأكثر جدلية وإثارة في التاريخ، مفاجأة سعيدة لأفريقيا والعرب جسّدها المغرب ببلوغه نصف النهائي.

مبابي هداف المونديال بجانب الثلاثي الأرجنتيني مارتينيز الحارس الأول وميسي أفضل لاعب بالبطولة وفيرنانديز أفضل لاعب شاب (إ.ب.أ)

حمل ميسي أخيراً كأس العالم للمرّة الأولى في مسيرته الزاخرة، وكان ختامها مسكاً في نهائي استاد لوسيل أمام نحو تسعين ألف متفرّج، خفقت قلوبهم وحبسوا الأنفاس، حتى الثواني الأخيرة في ركلات الترجيح بعد التعادل 3 - 3 في سيناريو جنوني دراماتيكي.
قلبت فرنسا تأخرها بهدفين إلى تعادل 2 - 2، ثم 3 - 3 في الوقت الإضافي، ولم تنجح ثلاثية نجمها كيليان مبابي، هداف البطولة (8) بفارق هدف عن ميسي، في تجنيبها فقدان اللقب والتتويج مرّة ثالثة، بعد أن عضّت على جرح إصابات وفيروسات طاردتها في النهائي، وقبل ذلك انسحاب حامل الكرة الذهبية كريم بنزيمة عشية البطولة.

نصيري يسجل هدف المغرب في مرمى البرتغال ليقود بلاده إلى المربع الذهبي (إ.ب.أ)

وانضمّ ميسي (35 عاماً)، في موندياله الأخير على الأرجح، إلى أساطير اللعبة؛ البرازيلي بيليه بطل العالم ثلاث مرات، ومواطنه الراحل دييغو مارادونا الذي قاد بمفرده منتخب الأرجنتين إلى لقبه الثاني في 1986 بعد الأول عام 1978.
وقال ميسي الذي كشف أنه سيواصل مسيرته الدولية لبعض المباريات: «إنه لأمر مدهش أن يكون الختام بهذه الطريقة. لقد قلت سابقاً إن الله سوف يمنحني هذا (اللقب)، لا أعرف لماذا، ولكني شعرت بأنها ستكون هذه المرة».
بتتويج الأرجنتين، توقفت هيمنة أوروبية لأربع نسخ منذ 2006، وقلّصت أميركا الجنوبية الفارق معها إلى 10 - 12، مع توجّه الأنظار إلى نسخة 2026 المقامة لأول مرة في 3 دول بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأسدل الستار على أول مونديال بالشرق الأوسط والعالم العربي، أنفقت قطر على تنظيمه نحو 300 مليار دولار، وفق تقديرات مختلفة، منها بنية تحتية كاملة للإمارة، وقد نجحت بتقدير امتياز في تقديم بطولة رائعة من جميع النواحي، لم يعكره سوى خروج منتخب أصحاب الأرض من الدور الأول في أسوأ نتيجة لمنتخب مضيف.
وشهد المونديال القطرى أعلى مستوى تهديفي في تاريخ البطولة (172 هدفاً)، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في نسختي عامي 1998 و2014 (171 هدفاً).

نيمار ودع مع البرازيل باكياً (رويترز)

ولم تغِب السياسة عن المونديال، فالتقت الولايات المتحدة مرة ثانية مع إيران بعد 1998 وفازت 1 - 0 على منتخب رفض لاعبوه تأدية النشيد الوطني في مباراتهم الافتتاحية، على وقع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بلادهم إثر وفاة الشابة مهسا أميني. وشهدت مباراة ألمانيا وكوستاريكا محطة تاريخية، بعد أن أصبحت الأولى في تاريخ كأس العالم تقودها حكمة سيدة هي الفرنسية ستيفاني فرابار البالغة 38 عاماً.
وارتفع عدد التغييرات، من ثلاثة سابقاً إلى خمسة بفعل تداعيات فترة فيروس «كوفيد - 19»، فيما استفادت فرنسا في النهائي من 7 تغييرات، مع سادس لإصابة بسبب ارتجاج دماغي وسابع لخوضها وقتاً إضافياً.
وتلقت ألمانيا ضربة صاعقة جديدة وودعت من دور المجموعات، بعد خسارة افتتاحية أمام اليابان، ومثلها خسرت الأرجنتين أمام السعودية قبل أن يرتّب ميسي أوراقها ويحسم كل مباراة تالية بمثابة النهائي، ويحرز جائزة أفضل لاعب، ومواطناه إيميليانو مارتينيز وإنسو فرنانديز جائزتي أفضل حارس وأفضل لاعب شاب.

مشوار رونالدو مع البرتغال والمونديال انتهى بالدموع (أ.ف.ب)

أما البرازيل حاملة اللقب 5 مرات التي كانت أبرز مرشح للقب، فودعت من ربع النهائي أمام كرواتيا بركلات الترجيح، على وقع بكاء نجمها نيمار العائد من إصابة بكاحله في الدور الأول.
صحيح أن نيمار، البالغ من العمر 30 عاماً فقط، لمح الى إمكانية نهاية مشواره المونديالي، لكن البرازيلي لم يحسم الأمر نهائياً، وكشف نجم سان جيرمان أنه «مُدمَّر نفسياً»، واصفاً ما حصل «بالخسارة التي ألحقت بي أكبر ألم بكل تأكيد»، وقال: «أجهشت بالبكاء عقب مباراة كرواتيا من دون أن أتمكن من التوقف عن ذلك. هذا الأمر سيجعلني متألماً طويلاً جداً». وغاب نيمار عن مباراتي الجولتين الثانية والثالثة من دور المجموعات بسبب الإصابة، لكنه عاد ليعادل رقم الأسطورة بيليه من حيث عدد الأهداف مع منتخب «السامبا» برصيد 77 هدفاً.
لكن الأمر كان مغايراً بالنسبة للشخص الذي لطالما اعتبر الغريم الأساسي لميسي على زعامة نجومية العصر الحالي، والحديث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي وجد نفسه في عمر الـ37 عاماً من دون فريق بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد الإنجليزي خلال وجوده في قطر لخوض المونديال، بسبب انتقاده النادي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ.
وازداد وضع البرتغالي الأسطورة صعوبة بعدما وجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية للمدرب فرناندو سانتوس، ليودع النهائيات باكياً بعد الخروج من ربع النهائي على يد المغرب، إدراكاً منه أن فرصته الأخيرة كي يفوز باللقب للمرة الأولى قد طارت.
وكتب رونالدو عبر حسابه على «إنستغرام»: «أريد فقط أن يعرف الجميع أنه قيل الكثير، وكُتب الكثير، وكان هناك كثير من التكهنات، لكن تفانيّ للبرتغال لم يتغير للحظة». وأضاف: «في النهائيات الـ5 لكأس العالم التي لعبت فيها، دائماً جنباً إلى جنب مع لاعبين رائعين وبدعم من ملايين البرتغاليين، قدّمت كل ما لديّ. تركت كل شيء في الملعب. لم أُدِرْ ظهري عن القتال ولم أتخلَّ أبداً عن هذا الحلم».
وكانت النهائيات وداعية أيضاً لوصيف 2018 وأفضل لاعب في نسخة روسيا الكرواتي لوكا مودريتش الذي اختتم مشواره المونديالي بمركز ثالث.
وبما أنه في السابعة والثلاثين من عمره، لن يكون مودريتش موجوداً مع المنتخب في مونديال 2026، لكنه أكد استمراره معه للمستقبل القريب، فيما أبدى المدرب زلاتكو داليتش رغبة بأن يبقى نجم ريال مدريد الإسباني مع المنتخب حتى كأس أوروبا 2024.
في المقابل، وبعد صيام عن التسجيل في النهائيات، نجح البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن 34 عاماً في تسجيل هدفه المونديالي الأول وكان في الفوز على السعودية بدور المجموعات، لكن المغامرة انتهت عند ثمن النهائي على يد فرنسا في لقاء سجل خلاله هدفاً ثانياً (1 - 3).
وبدا مهاجم برشلونة الإسباني متردداً بشأن مواصلة مشواره مع المنتخب، قائلاً: «من الصعب حسم الأمور الآن، هناك كثير من الأشياء تحدث خارج كرة القدم. هل ستبقى المتعة موجودة؟ ستحدد أشياء عدة ما إذا كانت الكأس هذه الأخيرة لي أم لا».

هدية مغربية ونتائج عربية متباينة
وتباينت نتائج المنتخبات العربية في النسخة القطرية بين إنجاز مغربي تاريخي سيبقى راسخاً في الأذهان، وفوز تونسي متأخر بعد فوات الأوان، وآخر تاريخي للسعودية لم يكن مجدياً لتكرار إنجاز 1994، وخيبة أمل للبلد المضيف.
وسطّر المغرب اسمه بأحرف منذ ذهب بإنجازات ستبقى خالدة على مدى سنوات عدة، إن لم يكن عدّة عقود، عندما بلغ الدور نصف النهائي. وبعد تخطي الدور الأول للمرة الأولى منذ عام 1986 في مجموعة سادسة قوية فرض فيها التعادل السلبي على كرواتيا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، وتغلب على بلجيكا الثالثة 2 - صفر ثم كندا 2 - 1، مروراً بالإطاحة بإسبانيا بطلة عام 2010 من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وصولاً إلى إقصاء البرتغال ونجومها بقيادة كريستيانو رونالدو 1 - صفر في ربع النهائي، أبلى «أسود الأطلس» البلاء الحسن أمام أقوى المنتخبات العالمية، قبل أن يتوقف حلمهم بخسارة أمام فرنسا حاملة اللقب عام 2018 ووصيفة النسخة الحالية.
وحقق المنتخب المغربي بقيادة مدربه الوطني وليد الركراكي ما فشلت منتخبات أفريقية وعربية في تحقيقه منذ النسخة الأولى للعرس العالمي عام 1930، وبات أول من يبلغ دور الأربعة في المونديال، وخرج برأس مرفوعة ومركز رابع تاريخي.
كانت المشاركة السادسة لأسود الأطلس في العرس العالمي ناجحة بكل المقاييس، كانوا أحد 3 منتخبات جمعت 7 نقاط في الدور الأول (مع هولندا وإنجلترا)، وحققوا فوزين متتاليين في المونديال للمرة الأولى في تاريخهم، بل إنهم حققوا 3 انتصارات في نسخة واحدة للمرة الأولى أيضاً بعدما اكتفوا بفوزين في 5 مشاركات. لفت المغرب ومدربه وليد الركراكي الأنظار بوصفته السحرية «العائلة» والروح الجماعية والقتالية منذ بداية البطولة، فأسهم ذلك بشكل كبير في تخطيه الدور تلو الآخر، قبل أن يدفع ثمن الإصابات التي ضربت صفوفه في الامتحان قبل الأخير، خصوصاً قائده رومان سايس وقطب الدفاع الآخر نايف أكرد ونصير مزراوي، وعدم جاهزية البدلاء الذين يفتقر أغلبهم إلى دقائق للعب مع أنديتهم.
وعلق الركراكي الذي حرص على حضور أولياء أمور اللاعبين حتى تسود روح العائلة داخل الملعب وخارجه، قائلاً: «لقد تعلمنا كثيراً من هذه التجربة. لسنا بعيدين عن المنتخبات الكبرى. خسرنا بسبب تفاصيل صغيرة».
وأضاف: «أعتقد أننا من بين أفضل أجيال أفريقيا لكننا لسنا الأفضل. قلت للاعبي إنه يتوجب عليهم الفوز بكأس أمم أفريقيا لنكون الأفضل في القارة. قبل أن تكون ملكاً في العالم يجب أن تكون ملكاً في بيتك».
في المقابل، فوَّت المنتخب التونسي فرصة ذهبية لتحقيق مسعى لطالما راود أنصاره وشعبه، لتكرار ما فعله الجاران المغاربيان المغرب والجزائر، وهو بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.
فرطت تونس بالنقاط الثلاث في مستهل مشاركتها السادسة في العرس العالمي عندما سقطت في فخ التعادل السلبي أمام الدنمارك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة، ثم تلقت هزيمة غير متوقعة أمام أستراليا صفر - 1 في الجولة الثانية، فدخلت الثالثة الأخيرة ومصيرها ليس بيديها. كانت مطالبة بالفوز على فرنسا حاملة اللقب شرط تعثر أستراليا أمام الدنمارك. ونجح «نسور قرطاج» بالشطر الأول من المعادلة عندما حققوا فوزاً تاريخياً على فرنسا 1 - صفر، لكن الدنمارك خذلتهم بخسارتها المفاجئة أمام أستراليا.
جاءت صحوة تونس متأخرة ودفعت ثمن غياب الفاعلية أمام المرمى في المباراتين الأوليين، فتأجل حلم أول منتخب عربي يحقق فوزاً في النهائيات.
وقال المخضرم وهبي الخزري مسجل هدف الفوز في مرمى فرنسا والذي اعتزل اللعب الدولي عقب المباراة: «كمنافسين أردنا التأهل. هذا الفوز جيد لأننا أظهرنا وجهنا الحقيقي وأننا قادرون على تقديم أمور جميلة. نحن نادمون على أول مباراتين لأننا قادرون على تقديم الأفضل. لدينا مجموعة متضامنة ومتلاحمة».
وفجّرت السعودية أولى مفاجآت البطولة عندما حققت فوزاً تاريخياً على الأرجنتين بتحويل تأخرها بهدف لانتصار مدوٍ 2 - 1.
وقتها طُرح كثير من علامات الاستفهام حول قدرة الأرجنتين ونجمها ميسي على التتويج باللقب، فيما ارتفعت أسهم السعودية في بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها بعد الأولى عام 1994.
وتابع الأخضر عروضه الرائعة أمام بولندا في الجولة الثانية، لكنه خسر بثنائية نظيفة (أهدر سالم الدوسري ركلة جزاء في الدقيقة 45)، قبل أن تعصف الإصابات بصفوفه في الجولة الثالثة الحاسمة (انسحاب قائد الوسط سلمان الفرج والظهير الأيسر ياسر الشهراني بسبب الإصابة، فيما افتقد لاعب الوسط عبد الله المالكي لإيقافه بسبب تراكم الإنذارات)، فخسر أمام المكسيك 1 - 2 وخرج خالي الوفاض، فيما واصلت الأرجنتين طريقها حتى التتويج باللقب. وعلّق الفرنسي هيرفي رينارد مدرب السعودية قائلاً: «كنا نحلم بتكرار إنجاز 1994، لكن مع المباراة التي قدمناها ضد المكسيك لا نستحق التأهل. هذه هي كرة القدم ولا نريد إخراج المناديل والبكاء. الخطوة التالية هي الاستعداد جيداً لكأس آسيا التي ستقام بعد نحو عام من الآن». وكان خروج منتخب قطر من دور المجموعات على أرضه أسوأ نتيجة لدولة مضيفة بتاريخ كأس العالم، منذ انطلاقها عام 1930، خصوصاً أن الدولة وفّرت إمكانات هائلة للفريق الذي أحرز لقب بطولة آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخه.
لكن قرار عزل المنتخب لخمسة أشهر في أوروبا وإيقاف الدوري المحلي، أثار انتقادات كثيرة بوجه المدرب الإسباني فيليكس سانشيز. وخسرت قطر افتتاحاً أمام الإكوادور بهدفين، ثم السنغال 1 - 3، قبل أن تودع بخُفّي حنين أمام هولندا 0 - 2، ما يعني عدم حصولها على أي نقطة في 3 مباريات.
وكانت جنوب أفريقيا أول منتخب مضيف يودّع دور المجموعات عام 2010، لكنها أحرزت عامذاك 4 نقاط من تعادلها مع المكسيك وفوزها على فرنسا، لتهدر العبور للدور الثاني بفارق بسيط.


مقالات ذات صلة

مدرب كوريا الجنوبية: تعييني لأنني الأول... لو كنت ثانياً لرفضت!

رياضة عالمية هونغ ميونغ-بو (رويترز)

مدرب كوريا الجنوبية: تعييني لأنني الأول... لو كنت ثانياً لرفضت!

قال مدرب كوريا الجنوبية هونغ ميونغ-بو إنه لم يعين في منصبه بسبب معاملة تفضيلية من الاتحاد الكوري لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
رياضة عالمية هل يدرب رينارد أستراليا؟ (أ.ف.ب)

رينارد وبوبوفيتش مرشحان لتدريب منتخب أستراليا

يسابق الاتحاد الأسترالي لكرة القدم الزمن من أجل تعيين مدرب جديد لمنتخب البلاد بعد استقالة غراهام أرنولد؛ إذ يثق رئيس الاتحاد جيمس جونسون في إمكانية إيجاد البديل

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عالمية جاءت استقالة أرنولد بعد خسارة مفاجئة على أرضه أمام البحرين 0-1 (أ.ف.ب)

غراهام أرنولد يستقيل من تدريب أستراليا

ترك غراهام أرنولد منصبه كمدرب لمنتخب أستراليا لكرة القدم بعد بداية ضعيفة في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عربية جماهير منتخب فلسطين (تصوير: سعد العنزي)

فلسطين والكويت تتفقان على اللعب في الدوحة بعد نقل المباراة من رام الله

تلقى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم رسالة من الاتحاد الكويتي تفيد باعتذار الأخير عن لعب مباراة المنتخبين المقبلة لحساب تصفيات كأس العالم على أرض فلسطين.

«الشرق الأوسط» (القدس)
رياضة عالمية سكيلاتشي خلال مواجهة الأرجنتين في كأس العالم 1990 (أ.ب)

وفاة الإيطالي سكيلاتشي هداف كأس العالم 1990

توفي المهاجم السابق سالفاتوري «توتو» سكيلاتشي، هدّاف كأس العالم 1990، الأربعاء، عن عمر يناهز 59 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وفقاً لما أفاد الاتحاد الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».