مبتعثون سعوديون في خضم الحياة الأميركية

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
TT

مبتعثون سعوديون في خضم الحياة الأميركية

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث

يوجد في الولايات المتحدة أكثر من مائة ألف طالب سعودي جاءوا بمبادرة الابتعاث للمغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز. ويشترك هؤلاء في مناقشات ثقافية، خاصة عن اختلافات وتشابهات بين الثقافة السعودية (التي ولدوا فيها وتربوا عليها) والثقافة الأميركية (التي انتقلوا إليها). وتنشر بعض هذه المناقشات في كتابات طلابية، ورقية أو إلكترونية.
في هذه المناقشات، يثير الانتباه تعامل هؤلاء الطلاب مع أسس في الثقافتين تبدو مختلفة، إن لم تكن متناقضة. لكن، يثير الانتباه أيضا فخر بالهوية، وثقة في النفس، وعقيدة قوية، تسهل مواجهة هذه الاختلافات، أو التناقضات.
وقال موقع «سعوديون في أميركا»، الذي تأسس قبل 7 سنوات لخدمة المبتعثين: «صباح الخير للمبتعثين». مع صورة لمنظر طبيعي، وعليها عبارة «بليف إن يورسيلف» (آمن بنفسك)، وتوالت التعليقات فكتب عبد الله اليامي: «أنا دائما أفعل ذلك». بينما كتب جلال المهنا: «آمن على (وليس ب) نفسك»، فيما كتب حسن المعيض: «أنا أومن بالله، قبل نفسي. الله هو الذي خلق نفسي. وخلق هذا المنظر الطبيعي».
ونشر الموقع صورة طبيعية أخرى، وعليها عبارة: «لا يهم من أين أنت قادم. يهم إلى أين أنت ذاهب».
كتب عبد الله المرشود عن أهمية نسب العبارة إلى صاحبها بريان تريسي (مؤلف كتب علمانية، مثل: «قوة الثقة بالنفس» و«قوة انضباط النفس».
مرة أخرى، قال الموقع صباح الخير، مع صورة باب مغلق، وعبارة «سيفتح الله بابا كنت تحسبه، من شدة اليأس، لم يخلق بمفتاح». انهالت التعليقات الدينية. عشرات خلال نصف ساعة من نشر الصورة والتعليق.
يكتب سعوديون في أميركا تعليقات كثيرة عن اختلافات، أو تشابهات، في الحياة والثقافة بين السعوديين والأميركيين. وتحتوى أغلبية هذه التعليقات، أولا وقبل كل شيء، على الفخر بالدين، والفخر بالوطن. وإذا نشروا تساؤلات عن أسباب تقدم الأميركيين في مجالات كثيرة، ونشروا اعترافات بإمكانية تعلم أشياء كثيرة مفيدة منهم، لا توجد شكوك في الهوية، وفي الثقة بالنفس، رغم كل شيء.
في مقابلة مع أحمد الفقيه، رئيس النادي السعودي في جامعة فيرلي ديكنسون (ولاية نيوجيرسي)، قال: «استوعبت وتعلمت الكثير من الأمور التي لم أكن أعرفها وأدركها خلال وجودي في السعودية. من ناحية الاعتماد على النفس، والتعامل مع الآخرين والمواقف الحياتية اليومية».
وقال: «أضاف لي الابتعاث تغيير مفاهيم كثيرة جدا على جميع الأصعدة. باختصار، رحلة الابتعاث جعلتني أدرك وأعظم المسؤولية، وأن أكون شخصا مسؤولا ذا مهمة شخصية، ودينية، ووطنية...».
ماذا عن حرص الأميركيين على وضع الطفل في كرسي خاص به داخل السيارة؟ وهل سيطبق السعوديون هذه العادة عندما يعودون إلى السعودية؟
كتب عايض النجدي: «المخجل والفشل الذريع أن يتعلم الإنسان أمورا حضارية مثل استخدام كرسي السيارة والتقيد بأنظمة السير واحترام الآخرين والنظام، وغير ذلك الكثير، ثم ينسى كل هذا عندما يعود (فرحانا) بشهادته فقط».
وكتب سلوم السطمي: «للأسف ما جربت هالشي لسي بما أني عزوبي. بس استفدت من حزام الأمان. بديت أحس بالأمان. وتعودت عليه بحيث إني ما أحس براحة إلا لمن أربطه... ومن هذا المنطلق، لو يرزقني الله بأطفال، أكيد راح أستخدم كرسي السيارة. أولاً: لسلامتهم. وثانيا: لسوء أنظمة القيادة في السعودية».
وكتب سعد حلمي (من السعودية): «لم أتوقف عن استخدامه منذ عودتي من أميركا. الاقتناع بالشيء مختلف عن مجرد التقليد».
وكتب محمد عبد الرحمن: «أنا الحمد لله ولدي عمره ثلاث سنين. ومن أول ما انولد وأنا معوده على الكرسي. الحمد لله ما واجهت عناد منه، أو عدم رغبة في الجلوس بالكرسي إلا نادرًا. وهذا الكلام قبل لا أجي لأميركا. نصيحتي للإخوان يعود طفله من البداية، وراح يرتاح كثير...».
وتندر علي ريفول: «لا. طبعا، وقت أرجع للمملكة، حارمي الولد والكرسي في شنطة السيارة».

نيويورك وجدة

مثل من قبلهم من القادمين إلى أميركا، لاحظ السعوديون أن أميركا، حقيقة، «أمة من المهاجرين»، وأن هذا ينعكس على الثقافة الأميركية.
كتب عن هذا حسن البار، ونشر الجزء الآتي من خطاب ألقاه أخيرا الرئيس باراك أوباما:
«نحن أمة من المهاجرين. وسنبقى كذلك دائما. كنا غرباء في أحد الأيام. وسواء كان أسلافنا غرباء، الذين عبروا المحيط الأطلسي، أو المحيط الهادي، أو نهر ريو غراندي (الحدود مع المكسيك)، نحن هنا فقط لأن هذا البلد رحّب بهم بالبقاء فيه. ولأنه علّمهم أن الشخص أميركي ليس بسبب أشكالنا، أو أسماء عائلاتنا، أو طرق عبادتنا...».
علق على الخطاب تعليقات إيجابية عدد من المبتعثين. واشتركوا كلهم في ملاحظة وجود أنواع مختلفة من الناس في الولايات المتحدة. وفي القول إن بعضهم فوجئ، عندما وصل إلى نيويورك، مثلا، بكثرة السحنات السوداء، والسمراء، والصفراء. وكتب واحد: «نيويورك، عاصمة العالم الثالث».
وتندر بعضهم بأن نيويورك مثل جدة، فيها هذه الاختلافات الكثيرة في سحنات الناس.
لكن، طبعا، مع حرية وعدالة وانفتاح أميركا، توجد ثقافة العنف. وهذه الأيام، يناقش الأميركيون العنف في الثقافة الأميركية، وخصوصا الاعتداءات الجنسية في الجامعات. عن هذا كتب حسن البار، مرة أخرى: «وفقا لإحصائيات وزارة العدل الأميركية، هناك واحدة من بين كل خمسة طالبات جامعيات ستتعرض لاعتداء جنسي خلال دراستها... مع أن كثيرا من حالات الاعتداءات الجنسية هذه تتم في حفلات لا ننخرط فيها عادة كسعوديين - الطالبات على وجه الخصوص..». وأضاف: «أعد موقع (سعوديون في أميركا) تقريرا عن هذا الموضوع بهدف نشر المعرفة، والتوعية بقضايا المجتمع، وبالثقافة الأميركية. هذا بالإضافة إلى مناقشتها، والاستفادة منها. وعلى أي حال، التحرشات والمضايقات الجنسية هي أمر قد يحدث في أي مكان. وقد يتعرض له أي أحد...».
* الطقس الأميركي:
يؤثر الطقس الأميركي البارد جدا في الشتاء في بعض الولايات على نمط حياة السعوديين في أميركا. وكتب سعوديون يعيشون في ولايات غير باردة، مثل تكساس، وأريزونا، ونيو مكسيكو، عن تشابهات في المناخ مع السعودية. خاصة الحر، وقلة الأمطار نسبيا. مما انعكس على منازل الأميركيين التي بدت لهم وكأنها منازل في السعودية (أسوار، وحيشان)، لهذا، مع نهاية الشتاء، وبداية فصل الربيع:
كتب دودي سالم: «صح إن اليوم أول أيام الربيع. بس لسى قاعد ينزل سنوووو في بوسطن».
وكتبت خولة المحمدي: «أول يوم في الربيع، ونيويورك عليها تلج. أصلا عادي».
وكتب (باللغة الإنجليزية) عبد الله الريس: «أعيش في ولاية ألاسكا، ولهذا وضعي يختلف قليلا. ألاسكا باردة جدا بالمقارنة مع بقية الولايات. لهذا، لم يحل الربيع بعد. يظل التجمد مستمرا».
كتبت فادية بخاري، التي كانت كتبت رواية «رسائل من سعوديات محافظات»، رواية جديدة هي: «حكايات سعودي في نيويورك».
قالت عن الرواية الجديدة: «... أكتب خيالاً مستندا إلى واقع من وجهة نظر البطل. وليس رأيي أنا فقط، البطل في هذه القصة (صاحب الشعر الطويل) هو رجل سعودي مغترب. كان مبتعثًا، يعرض الواقع في نيويورك من وجهة نظره، بطريقة طريفة وبسيطة. وصاحب الشعر الطويل ليس بملك، ولا بشيطان. قد يحبه القارئ، وقد يكرهه. هو رجل حجازي بسيط».
وعن الغربة، كتبت: «... أعتبر أن ما مررت به لم يكن غربة. ونيويورك، المدينة العظيمة الصاخبة، هي واحدة من ألطف التجارب الحياتية التي عشتها. على قسوتها، وقسوة أجوائها، علمتني حقًا معنى البحث عن السعادة والحرية. وكل من يعيش بنيويورك سيتعلم قيمة الوقت، وقيمة العلم».
وأضافت: «توجد النقلة النوعية في طريقة التفكير. المبتعث لم يذهب ليتخرج في جامعة، بل ذهب ليتعلم معاني كثيرة، أقصرها احتراف التواصل الثقافي، والتلاقح الثقافي مع الآخر، أيا يكن». وناشدت السعوديين والسعوديات: «اغتنموا كل لحظة، اخرجوا إلى الثقافة الأخرى هناك. شاهدوا الفن الغربي المتمثل في المعارض الفنية. واقرأوا صحفهم. وشاهدوا إعلامهم، فالتلاقح الثقافي هو أكبر فرصة يمر بها الإنسان ليطور شخصيته وتفكيره».
تشدد قوانين أميركية على عدم ترك أطفال من دون بالغين في منازلهم. لهذا، يستأجر كثير من الأميركيين والأميركيات «بيبي ستر» (راعية طفل). أو يتركون أطفالهم في دور رعاية الأطفال.
من وقت لآخر، ينشر موقع «سعوديون في أميركا» تعليقات عن هذا الموضوع:
كتب البعض أنها عادة طيبة؛ لأنها تشجع الأزواج على الخروج للترفيه عن أنفسهم بعيدا عن صخب أطفالهم، ولأنها، بالنسبة للزوجة خاصة، تسهل لها الدراسة.
وكتب البعض ينتقد هذه العادة بأنها تحضر غريبات في المنازل. وليس إشراف الغريبة مثل إشراف الأم. وقد تؤثر الغريبة بدينها على الأطفال.
كتب خالد الشمري عمن يحتاج للرعاية، وفي أي عمر: «يا راجل اللي أعمارهم فوق العشرين بالجامعة هنا تعاملهم كأنهم أطفال. المفروض يجيبون أحد بالغ معهم».
وكتب «شكسبير القصيم»: «تعامل الحكومة الشعب بمبدأ عدم الثقة؛ لذا فقرات القانون عندهم مشبعة بالمواد حتى بأدق التفاصيل؛ حتى لا تكون هناك حجة. القانون لا يحمي المغفلين. بينما في بلادنا يكون العمل بمبدأ الثقة وتعاليم الدين الذي يحاسبهم الله عليه... ومع توسع البلاد، وكثرة السكان، وتغير الزمان، أعتقد أنه لا بد من وضع قانون خاص لكل تفاصيل الحياة حتى تعرف البشر واجباتها وحقوقها».
وكتب أحمد عيسي (من أستراليا): «الحضانة في أستراليا من الساعة 8.30 إلى الساعة 5.30، وتكلف 100 دولار لليوم الواحد. عاد كنت طالب، كنت بطيخ، ما يهمهم...». وكتبت لولا عقيل: «مو مهم الشرح. أهم شي مكافأة عادلة للطفل».
وكتب نواف الشعيبي: «إيييه. الحمد لله أني عزابي. مفتكين من غثاء الأطفال. والله يعين اللي عندهم خير».
وكتب محسن المحضار: «هنا اللي بيه خير يرفع صوته ع عيالة، عشان تروح عليه...».
وسأل عبد الله الصالح:: «إذا كان عمر الطفل أكثر من 8 سنوات، فهل هناك إمكانية تسجيله في دار حضانة، إذا كان فترة تواجده في أميركا تتوافق مع إجازة المدارس عندنا بالسعودية يعني مدة الصيفية عندنا؟».
وكتب حسين علي الثواب: «جد تعبنا من الحضانات. كل سبوع أدفع 210 دولار. المكافأة ما تكفي. عشان الحصانات غالية واجد».
وكتب عبد الله الصالح، مرة أخرى: «كلامكم صحيح. والله يعينكم يالطلبه هناك. بس، بصراحه، أنا شفت أثر جدًا ممتاز على الأطفال بعد دخولهم رياض الأطفال، بغض النظر عن التكاليف».



حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح
TT

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

حينما تكون اللهجة معوقاً للنجاح... فالحل بدراسة النطق الصحيح

اللهجات المختلفة تشير أحياناً إلى منشأ المتحدث بها، أو درجة تعليمه، أو وسطه الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، تقف اللهجات عائقاً أمام التعلم والفهم، كما أنها في بعض الأحيان تقف عقبة أمام التقدم المهني ونظرة المجتمع للمتحدث. ولهذا يتطلع كثيرون إلى التخلص من لهجتهم، واستبدالها بلغة «راقية» أو محايدة تمنحهم فرصاً عملية للترقي، وتحول دون التفرقة ضدهم بناء على لهجة متوارثة لا ذنب لهم فيها.
هذه الفوارق بين اللهجات موجودة في كل اللغات، ومنها اللغة العربية التي يحاول فيها أهل القرى اكتساب لهجات أهل المدن، ويتحدث فيها المثقفون إعلامياً بلغة فصحى حديثة هي الآن اللغة السائدة في إعلام الدول العربية. ولكن من أجل معالجة وسائل التعامل مع اللهجات واللكنات، سوف يكون القياس على اللغة الإنجليزية التي تعد الآن اللغة العالمية في التعامل.
هناك بالطبع كثير من اللهجات الإنجليزية التي تستخدم في أميركا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى، ولكن معاناة البعض تأتي من اللهجات الفرعية داخل كل دولة على حدة. وفي بريطانيا، ينظر البعض إلى لهجة أهل شرق لندن، التي تسمى «كوكني»، على أنها لهجة شعبية يستخدمها غير المتعلمين، وتشير إلى طبقة عاملة فقيرة. وعلى النقيض، هناك لهجات راقية تستخدم فيها «لغة الملكة»، وتشير إلى الطبقات العليا الثرية، وهذه أيضاً لها سلبياتها في التعامل مع الجماهير، حيث ينظر إليها البعض على أنها لغة متعالية، ولا تعبر عن نبض الشارع. وفي كلا الحالتين، يلجأ أصحاب هذه اللهجات إلى معالجة الموقف عن طريق إعادة تعلم النطق الصحيح، وتخفيف حدة اللهجة الدارجة لديهم.
الأجانب أيضاً يعانون من اللكنة غير المحلية التي تعلموا بها اللغة الإنجليزية، ويمكن التعرف فوراً على اللكنات الهندية والأفريقية والعربية عند نطق اللغة الإنجليزية. ويحتاج الأجانب إلى جهد أكبر من أجل التخلص من اللكنة الأجنبية، والاقتراب أكثر من النطق المحايد للغة، كما يسمعونها من أهلها.
وفي كل هذه الحالات، يكون الحل هو اللجوء إلى المعاهد الخاصة أو خبراء اللغة لتلقي دروس خاصة في تحسين النطق، وهو أسلوب تعلم يطلق عليه (Elocution) «إلوكيوشن»، وله أستاذته المتخصصون. ويمكن تلقي الدروس في مجموعات ضمن دورات تستمر من يوم واحد في حصة تستمر عدة ساعات إلى دورات تجري على 3 أشهر على نحو أسبوعي. كما يوفر بعض الأساتذة دورات شخصية مفصلة وفق حاجات الطالب أو الطالبة، تعالج الجوانب التي يريد الطالب تحسينها.
ومن نماذج الأساتذة الخصوصيين ماثيو بيكوك، الذي يقوم بتدريب نحو 20 طالباً أسبوعياً في لندن على تحسين نطقهم، حيث يتعامل مع حالة طبيب في مستشفى لندني يعاني من لهجته الكوكني، ويريد التخلص منها حتى يكتسب مصداقية أكبر في عمله كطبيب. ويقول الطبيب إنه يكره الفرضيات حول لهجته من المرضى والمجتمع الذي يتعامل معه.
ويقول بيكوك إن الطلب على دروس تحسين اللهجات في ارتفاع دائم في السنوات الأخيرة. كما زاد الطلب على الدروس بنسبة الربع في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي. وكان معظم الطلب من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا الذين يريدون التخلص من لكنتهم الأوروبية حتى يمكنهم الاختلاط بسهولة في بريطانيا، وتجنب التفرقة ضدهم من الشعب البريطاني.
ويقدم أحد فروع الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن دروساً شخصية في الإلقاء وتحسين اللهجة. ويقول كيفن تشابمان، مدير فرع الأعمال في الأكاديمية، إن الإقبال في العام الأخير على هذه الدروس زاد من 3 إلى 4 أضعاف. ويتلقى الطلبة دروساً فردية للتخلص من لهجات قروية، ولكن مع تقدم الدروس، يكتشف المدرس أن الطالب يحتاج أيضاً إلى معالجة أمور أخرى غير اللهجة، مثل الاضطراب والضغوط النفسية عند الحديث مع الإعلام وكيفية الإلقاء الصحيح.
وتجرى بعض هذه الدروس عن بعد، عن طريق برامج فيديو مثل «سكايب» يمكن للطالب أن يستمع إلى إلقائه عبر الفيديو من أجل تحسين لهجته. وترتبط دروس تحسين اللهجات في معظم الأحوال بتحسين أساليب التواصل والإلقاء عبر الوسائل الإلكترونية، وهي مقدرة يحتاجها أصحاب الأعمال في توصيل أفكارهم بوضوح وبساطة إلى زبائن الشركة والموردين الذين يتعاملون معهم، خصوصاً أن التعامل في عالم الأعمال الحديث يكون في مناخ دولي من جميع أنحاء العالم.
وبخلاف أصحاب الأعمال، يقبل على دروس تحسين اللهجة والحديث العام شرائح مجتمعية أخرى، مثل المدرسين والمحامين. وتقول فيليستي غودمان، مدربة الصوت التي تعمل في مدينة مانشستر، إنها فوجئت بأن بعض طلبتها اعترفوا بأنهم فشلوا في مقابلات عمل بسبب اللهجة، وهي تعتقد أن أصحاب الأعمال قد يقصدون القدرة اللغوية أو كيفية النطق، بدلاً من اللهجة، عند رفض المتقدمين لوظائف معينة.
ومن شركة متخصصة في تدريب الموظفين الذين يعملون في مجال السلع والخدمات الفاخرة، اسمها «لندن لكشري أكاديمي»، يقول مديرها العام بول راسيل، المتخصص في علم النفس، إن التفرقة ضد بعض اللهجات موجودة فعلاً. وهو يقوم بتدريب موظفي الشركات على التعامل بلهجات واضحة مع كبار الزبائن الأجانب. ويقول إن العامة تحكم على الأشخاص من لهجتهم رغماً عنهم، خصوصاً في بعض المجالات، حيث لا يمكن أن ينجح أي شخص بلهجة قوية في التواصل مع المجتمع المخملي في أي مكان.
ولمن يريد تحسين لهجته أو لغته بوجه عام، مع جوانب كيفية لفظ الكلمات والإلقاء العام، عليه بدورات تدريبية متخصصة، أو بدروس خصوصية من مدرب خاص. وتتراوح التكاليف بين 30 و40 جنيهاً إسترلينياً (40 و52 دولاراً) في الساعة الواحدة. ويحتاج الطالب في المتوسط إلى دورة من 10 دروس.
ولا يلجأ مدرسي النطق الصحيح للغات إلى الإعلان عن أنفسهم لأنهم يكتفون بمواقع على الإنترنت والسمعة بين طلبتهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من دفعات الطلبة الجدد الراغبين في التعلم. ويقول روبن وودريدج، من مدرسة برمنغهام، إن تكاليف التعلم اللغوي الصحيح تعادل تكاليف تعلم الموسيقى، وهو يقوم بتعليم ما بين 40 و50 طالباً شهرياً.
ويضيف وودريدج أن سبب الإقبال على دروسه من رجال الأعمال والأكاديميين هو رغبتهم في تجنب الافتراضات المرتبطة بلهجتهم. فعلى رغم جهود التجانس والتعايش الاجتماعي، فإن التفرقة ضد اللهجات ما زالت منتشرة على نطاق واسع في مجتمع مثل المجتمع البريطاني.
وعلى الرغم من أن أكاديمية لندن للموسيقى والفنون الدرامية تقول في شروط اختباراتها إن اللهجات الإقليمية مقبولة، فإن وودريدج يؤكد أن معظم طلبة مدرسة برمنغهام للنطق الصحيح يأتون من مدارس خاصة، ولا يريد ذووهم أن تكون لهجة برمنغهام ذات تأثير سلبي على مستقبلهم.
ويقول أساتذة تعليم النطق اللغوي إن الفرد يحتاج إلى كثير من الشجاعة من أجل الاعتراف بأن لهجته تقف عقبة في سبيل نجاحه، ولذلك يلجأ إلى تغيير هذه اللهجة. ويشير بعض الأساتذة إلى حساسية التعامل مع مسألة اللهجات، والحاجة إلى الخبرة في التعامل مع كيفية تغييرها، ويعتقد أنه في بريطانيا، على الأقل، ما بقيت التفرقة ضد اللهجات، واستمر النظام الطبقي في البلاد، فإن الإقبال على خدمات تحسين اللهجات سوف يستمر في الزيادة لسنوات طويلة.
- كيف تتخلص من لكنتك الأجنبية في لندن؟
> هناك كثير من المعاهد والجامعات والكليات والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المعلمين الذين يمكن اللجوء إليهم في دورات تدريبية، في لندن لتحسين النطق باللغة الإنجليزية، أو التخلص من اللكنة الأجنبية. والنموذج التالي هو لمدرسة خاصة في لندن، اسمها «لندن سبيتش وركشوب»، تقدم دورات خاصة في تعليم النطق الصحيح، وتساعد الطلبة على التخلص من اللكنة الأجنبية في الحديث.
وتقول نشرة المدرسة إنه من المهم الشعور بالثقة عند الحديث، وإن الدورة التدريبية سوف تساهم في وضوح الكلمات، وتخفف من اللكنات، وتلغي الحديث المبهم. وترى المدرسة أن هناك كثيراً من العوامل، بالإضافة إلى اللهجة أو اللكنة الأجنبية، تمنع وضوح الحديث باللغة الإنجليزية، وهي تعالج كل الجوانب ولا تكتفي بجانب واحد.
وتقدم المدرسة فرصة الاستفادة من درس نموذجي واحد أولاً، قبل أن يلتزم الطالب بالدورة التدريبية التي تمتد إلى 10 حصص على 3 أشهر. كما يمكن للطالب اختيار حل وسط بدورة سريعة تمتد لـ5 حصص فقط. وتصل تكلفة الدورة المكونة من 10 حصص إلى 1295 جنيهاً (1685 دولاراً)، ويحصل الطالب بالإضافة إلى الحصص على دليل مكتوب في مائة صفحة للتدريب اللغوي، وخطة عمل مخصصة له، بالإضافة إلى واجبات دراسية أسبوعية. وللمدرسة فرعان في لندن: أحدهما في حي مايفير، والآخر في جي السيتي، شرق لندن بالقرب من بنك إنجلترا.