ودع العالم أمس أول مونديال «شرق أوسطي» بحفل ختام رائع حضره قرابة 80 ألف مشجع في استاد لوسيل شهد، في أمسية فنية متنوعة، تخللتها توليفة موسيقية من الأغاني الرسمية للبطولة، والتي جرى تقديمها مباشرة أمام الجماهير في الملعب بحضور كوكبة من المطربين في حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء دول. فيما شاهد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز المباراة النهائية من منزله حتى لا يكون فألا سيئا على ليونيل ميسي وبقية اللاعبين.
وفضل رؤساء الأرجنتين البقاء بعيدا عن الملاعب منذ أن خسر المنتخب الأرجنتيني أمام الكاميرون صفر - 1 في بداية بطولة 1990 في حضور الرئيس الأرجنتيني آنذاك كارلوس منعم.
أمير قطر في حديث مع اللاعب السويدي إبراهيموفيتش ويبدو الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الفيفا (أ.ف.ب)
وكتب فرنانديز تغريدة جاء فيها: «مثل الملايين من أبناء بلدي، سأستمتع بمشاهدة نهائي كأس العالم من المنزل».
وأضاف «سأعيش اللحظات الرائعة، مثلما فعلت حتى الآن، مع شعبي. في الملعب سنكون في أفضل حالاتنا وفي المدرجات سيكون لدينا جماهير رائعة». وأكد: «الخرافة، تبقى خرافة».
وقال فرنانديز إنه كان على تواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيوجد في استاد لوسيل لمشاهدة المباراة.
وكتب فرنانديز تغريدة أخرى لماكرون، جاء فيها: «صديقي العزيز، أقدرك كثيرا، وأتمنى لك الأفضل في المستقبل. باستثناء اليوم (الأحد). الأرجنتين هي بلدي الجميلة».
وأدى دافيدو وعايشة أغنية «هيا هيا»، بينما قدّم الفنانان أوزونا وجيمس أغنية «أرحبو»، بالإضافة إلى الفريق النسائي المكوّن من نورة فتحي وبلقيس ورحيمة رياض ومنال الكامل، والذي أدى أغنية «لايت ذي سكاي».
كما شهد حفل الختام تمايل الراقصين على أنغام الموسيقى وسط حالة من التفاعل والحماس في المدرجات.
مجسم كأس العالم العملاق خلال حفل الختام (رويترز)
وجرى إطلاق منطادين بألوان العلمين الأرجنتيني والفرنسي في الهواء الطلق قبل انطلاق حفل الختام.
ومن جهته أثنى الإنجليزي ديفيد بيكهام على بطولة كأس العالم «قطر 2022» لتوحيدها المشجعين، وأشار إلى أن إقامة البطولة في منتصف الموسم رفع من مستوى كرة القدم.
وأثنى بيكهام على ما أظهرته البطولة على أرض الملعب، وأرجع ذلك بسبب إقامة البطولة في منتصف الموسم وهو ما سمح للاعبين بأن يكونوا في أفضل مستوياتهم.
وقال بيكهام: «رؤية الجماهير سويا ومستوى كرة القدم كان هذا كله رائعا. كان من دواعي سروري أن أرى الإثارة والمتعة التي حظيت بها الجماهير».
وأضاف «مستوى كرة القدم كان مذهلا. كنت دائما مناصرا لإقامة كأس العالم في منتصف الموسم، لأنني أعلم أن اللاعبين سيكونون نشيطين، وأن مستوى الطاقة والقدرة البدنية سيكون مرتفعا».
وانتهت حملة المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية عقب الخسارة أمام المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، في المباراة التي شهدت تسجيل هاري كين هدفا من ركلة جزاء، وإضاعة ركلة أخرى.
وستستمر فترة عدم تتويج المنتخب الإنجليزي بأي بطولة كبرى إلى 58 عاما حتى يورو 2024، ومع ذلك سيستمر جاريث ساوثغيت في قيادة الفريق خلال الفترة بعدما فضل البقاء.
وبسبب الأداء المشجع للمنتخب الإنجليزي في قطر، يعتقد بيكهام أن تجربتهم في البطولة ستفيدهم في يورو 2024 بألمانيا.
وقال: «لدينا جودة حقيقية وسيأخذ اللاعبون الإنجليز هذه التجربة في البطولة المقبلة. الجماهير تقف خلفنا، المستقبل يبدو مشرقا».
وأردف: «لدينا العديد من اللاعبين الشباب الذين سيتعلمون من هذا، وسيأخذونه معهم في اليورو وبطولة كأس العالم المقبلة».
يذكر أن قطر استقبلت أكثر من مليون و400 ألف زائر من أنحاء العالم خلال بطولة كأس العالم، التي انطلقت منافساتها يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واختتمت أمس بالمباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.
بلغ إجمالي عدد الحضور الجماهيري لمباريات البطولة قرابة 3.4 مليون مشجّع، ما يعني أن متوسط حضور المباراة الواحدة تجاوز 53 ألف مشجع، بطاقة استيعابية إجمالية تجاوزت 96 بالمائة.
وذكرت اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية في بيان: «استمتع المشجعون بطبيعة البطولة متقاربة المسافات، حيث تمكن الآلاف من حضور أكثر من مباراة في يوم واحد خلال المراحل الأولى من منافسات البطولة، لأول مرة في التاريخ الحديث لكأس العالم، وذلك بفضل تقارب المسافات بين الاستادات الثمانية، عالمية المستوى، التي تقع جميعها ضمن مسافة لا تتجاوز ساعة واحدة من وسط مدينة الدوحة، ويمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام المترو أو الحافلات، أو سيارات الأجرة».
وأضاف المصدر ذاته «حظيت الأنشطة الترفيهية، التي أقيمت في أجواء تلائم جميع أفراد الأسرة، بشعبية كبيرة، حيث حضر أكثر من 530 ألف شخص فعاليات مختلفة يوميا خلال أيام البطولة، في مهرجان الفيفا للمشجعين بحديقة البدع، والمناطق المحيطة بالاستادات، وعلى كورنيش الدوحة وفي مناطق المشجعين في أنحاء البلاد».
وقال حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، ورئيس كأس العالم قطر 2022: «تعهدنا أمام العالم في 2010 باستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم، وبالفعل نظمنا نسخة استثنائية مبهرة من البطولة، ستمثل علامة فارقة في استضافات الفعاليات العالمية الكبرى».
وأضاف الذوادي «تلقينا إشادة واسعة وآراء إيجابية للغاية من جميع الشركاء والمشجعين واللاعبين ووسائل الإعلام والمتطوعين، ومسؤولي للبطولة. وساهمت تجربة التنقل السلسة والمريحة في سهولة الحركة والوصول إلى الاستادات المونديالية وأبرز المعالم السياحية وأماكن الإقامة ومناطق الفعاليات، كما استمتع الجميع بالأجواء الاحتفالية التي انطلقت بمناسبة استضافة البطولة العالمية مع باقة من الأنشطة والعروض الترفيهية التي شملت أنحاء البلاد. ولا شك أن الحدث التاريخي سيترك إرثاً اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً مستداماً للدولة والمنطقة بأسرها».
كما استقطب مهرجان فيفا المشجعين لبطولة كأس العالم 2022 في حديقة البدع أكثر من 1.8 مليون مشجع استمتعوا بالنقل المباشر للمباريات وفقرات الترفيه التي يتيحها المكان.
وشكل مهرجان فيفا للمشجعين الذي افتتح يوم 19 نوفمبر وجهة للمشجعين الأجانب والمحليين خلال البطولة، حيث تم عرض كل مباريات كأس العالم على شاشة عملاقة يبلغ طولها 1800 متر، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية مجانية عرفت مشاركة بعض الأسماء ذائعة الصيت في عالم الموسيقى العالمية مثل ديبلو ومالوما وكيز دانييل ونورا فتحي وترنداد كاردونا وكالفن هاريس.
وقالت ميعاد العمادي، مديرة مهرجان فيفا للمشجعين: «بعد سنوات من العمل الجاد، يسرنا أن نرى مشجعي كرة القدم المتحمسين من جميع أرجاء العالم يوجدون في مهرجان فيفا للمشجعين من أجل الاحتفاء بكرة القدم».
وأضافت أن «ردم الهوة بين الشرق والغرب جزء مهم من إرث تنظيم أول كأس عالمية في الشرق الأوسط والعالم العربي. ولقد لعب مهرجان المشجعين دورا كبيرا في هذه المهمة النبيلة. أريد أن أشكر المجموعات الرائعة التي اشتغلت معها والتي قامت بعمل جبار خلال السنوات الماضية، حيث اجتمعت لتنجح هذا المشروع الرائع. ما كان لنجاحنا أن يكون دون العمل الدؤوب الذي قدموه».
وبدوره قال جيردين ليندهوت، رئيس قسم التسويق والترويج التجريبي في الاتحاد الدولي للعبة: «أثبت مهرجان فيفا للمشجعين أنه روح البطولة، حيث جمع الملايين من المشجعين من كل أنحاء العالم للمشاركة والتعبير عن شغفهم بهذه اللعبة الجميلة. لقد كانت الحفلة المثالية لاستكمال أعظم عرض على وجه البسيطة: كأس العالم».
لقد استقبل المكان الذي تبلغ مساحته 145 ألف متر مربع و40، ما يناهز 70 ألف زائر يومياً، ومشاركة 146 فناناً موسيقياً قدموا 162 ساعة من الموسيقى مباشرة، كما بيع أكثر من 700 ألف مشروب طيلة البطولة. عاش المشجعون من كل أنحاء العالم كل اللحظات التي يتيحها هذا المهرجان الرائع.
وفي هذا السياق قال سليم غانا: «إنها المرة الخامسة التي أزور فيها مهرجان فيفا للمشجعين وأنا أحب ذلك! أحاول الحضور متى استطعت لمشاهدة المباريات والاستمتاع بالموسيقى الرائعة والطعام أيضا. أحب حقا مقابلة المعجبين من جميع أنحاء العالم وهو ما تأتّى لنا هنا بفضل هذا المكان الرائع. إنها حقاً تجربة فريدة من نوعها، ولعلها أفضل بطولة لكأس العالم على الإطلاق».
وبدورها، عبرت إيرينا التي تشجع المنتخب الفرنسي، عن حماسها لمشاركة التجربة مع أصدقاء جدد، حيث قالت: «أنا حقاً أحب الاحتفال مع المشجعين الآخرين، وأحب معانقتهم ومشاركتهم التشجيع - ويشكل مهرجان فيفا للمشجعين المكان المثالي للقيام بذلك؛ فأنت تقابل أشخاصاً من جميع أنحاء العالم وتشاهد المباريات وترقص رفقة مشجعين آخرين. إنها تجربة رائعة».
أما مشجعا الأرجنتين، فيديريكو وولوسيانا اللذان يبلغان 33 و29 عاماً على التوالي، فكانا في الدوحة منذ بداية البطولة، حيث حضرا لجميع مباريات المنتخب الأرجنتيني وقاما بزيارة مهرجان فيفا للمشجعين عدة مرات أثناء إقامتهما بالعاصمة القطرية، وذلك ليس فقط من أجل كرة القدم. وقالا: «لقد كان من الرائع مقابلة مشجعين من السعودية والمغرب والمكسيك ومشاهدة المباريات. كان الجو رائعاً وهو أمر مدهش رؤية الجميع يستمتعون بالأجواء معاً».
وبدوره، أكد صاحب الـ35 عاماً الذي يحضر رفقة زوجته وأبيه وطفل رضيع يبلغ من العمر شهرين، على الأجواء العائلية التي يتيحها هذا المكان، حيث قال: «التنظيم جيد حقاً والمكان يرحب بالعائلات».