باربي سيدة أعمال

باربي سيدة أعمال
TT

باربي سيدة أعمال

باربي سيدة أعمال

إذا كانت الشركات العالمية الجديدة بحاجة إلى دليل أوضح على مدى القبول الذي تتمتع به، فليس هناك أوضح من الدمية باربي، التي طرحت هذا العام على هيئة سيدة أعمال.
وقد أعلنت شركة "ماتيل" هذا الأسبوع، عن انضمام دمية سيدة الأعمال الجديدة إلى خط إنتاجها "آي كان بي (I Can Be)". وترتدي الدمية فستانا رائعا ذي لون قرنفلي براق وتحمل جهازا لوحيا صغيرا وهاتفا ذكيا. ويكون شعر الدمية بنفس تصفيفة ذيل الحصان الذي تميزت به باربي في أول ظهور لها منذ 55 سنة.
طرحت الدمية الأيقونية مرتدية ملابس مئات الوظائف خلال فترة انتشارها الكبير، فارتدت زي رائد الفضاء قبل أن يهبط أي أميركي – ذكرا كان أم أنثى – على سطح القمر. كما طرحت دمى باربي كرئيس للولايات المتحدة عام 1992، في وقت لا تزال المرأة تنتظر شرف الحصول على هذا اللقب على أرض الواقع.
ومن المؤكد تقريبا أن عروس الأزياء كانت تمثل شخصية سيدة الأعمال قبل ذلك، مع وجود مجموعة مثل شركات السياحة واستوديوهات الموضة، بل وحتى من خلال مجموعة ماكدونالدز على مدار العديد من السنوات. يبدو أن دمية سيدة الأعمال تعد بمثابة آخر تطور وصلت إليه الدمى التي تمثل الوظائف، وأصبحت جزءا من تلك السلسلة التي تنتج منذ عام 1963. وفي ضوء وجود حوالى 8.6 مليون سيدة من مالكي الشركات، فليس من الغريب أن تمثل الدمية المرأة في هذا المجال المهني الجديد.
وفي أوج مجدها، كانت باربي غالبا هي الدمية الوحيدة المفضلة لدى الفتيات، اذ تقدم لها خيارات ربما لم تكن الفتيات يتوقعن الحصول عليها في يوم من الأيام. وحينما كانت الدمية تعبر عن الخريجات في بداية ستينات القرن الماضي، كانت هناك فقط نسبة 42.5 في المائة من النساء - في سن الخامسة والعشرين أو أكبر سنا - اللاتي يحملن مؤهلات متوسطة، بينما كانت نسبة النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس في هذه المرحلة العمرية هي 5.8 في المائة فقط.
وعلى الرغم من ذلك، ففي الفترة الأخيرة، واجهت باربي – مثلما هو الحال بالنسبة للكثير من النساء في نفس المرحلة العمرية – أزمة في منتصف فترة ظهورها. وانخفضت مبيعات الدمية بصورة ملحوظة منذ تحقيقها معدلات مرتفعة في تسعينات القرن الماضي. واستمر انخفاض المبيعات عاما تلو الآخر حتى وصل إلى 13 في المائة في عام 2013. ومع الوضع في الاعتبار الأمور المتعلقة بالوظائف، كانت الدمية تمثل روتين المجال المهني بطريقة ما، حين كانت تعبر عن العوامل المساعدة على تطوير نفس الوظائف مرارا وتكرارا. وبدلا من جعل الفتاة وسط عالم لن تعرفه، كانت باربي تعكس الشخصيات التي تراها الفتاة كل يوم من خلال تجسيد شخصية طبيب الأطفال والأطباء البيطريين والمدرسين. وخلال عام واحد فقط، كانت باربي تمثل وظائف الشخص الذي يعتني بالكلاب ويساعدها على المشي وكذلك مدرب الكلاب أيضا.
وقد تعرضت شركات صناعة الألعاب خلال السنوات الأخيرة لتقديم نطاق واسع من خيارات الألعاب للفتيات. ومع تزايد هذه الضغوط، شمل خط إنتاج مجموعة باربي "آي كان بي" مجموعة من الدمى التي تعيد خط الإنتاج إلى أصوله، لتقدم وظائف لا تراها عادة في متاجر الدمى. وخلال السنوات الخمس الماضية كانت باربي مهندسة معمارية ومهندسة كمبيوتر ومذيعة تلفزيونية، وظهرت باربي هذا العام لتصبح تحرية في الشرطة.
لا يمكننا الحكم على باربي للقيام بوظائف يمكنها الحصول عليها في اقتصاد بطيء النمو، ويقال إن العام الحالي سيشهد ظهور باربي فتاة الكشافة التي ستنتج للمرة الأولى وستطرح للبيع ومعها صناديق صغيرة من الكعك. لكن الآمال قائمة في أن تتمكن باربي من أن تصبح صاحبة عمل خاص بها.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.