سوق العقارات في المجر.. ما لها وما عليها

المواطنون من خارج الاتحاد الأوروبي يحتاجون إلى تصريح للشراء

سوق العقارات في المجر.. ما لها وما عليها
TT

سوق العقارات في المجر.. ما لها وما عليها

سوق العقارات في المجر.. ما لها وما عليها

هبطت أسعار المنازل في العاصمة المجرية بودابست بواقع 10 إلى 20 نقطة مئوية عقب الأزمة العقارية العالمية، وبدأت سوق العقارات المجرية في تلمس بعض الانتعاش منذ عام 2014، حسبما أفادت بيلا فارغا، وهو محام يعمل في بودابست ومتخصص في الشؤون العقارية والاستثمار. وأفاد «كانت هناك إشارات على النشاط بالعام الماضي، ولكن هذا العام هناك المزيد من المشترين المتطلعين للشراء والكثير من المعاملات تتم هنا كذلك».
تباع العقارات في بعض أحياء بودابست عن أحياء أخرى، مثل وسط المدينة وبودا هيلز، حيث هبطت الأسعار هناك بواقع 5 في المائة، وتقترب حاليا من مستويات ما قبل الأزمة العقارية. تقول السيدة كاسماريك «يتوقع محللو الأسواق نموا بمقدار 15 في المائة على مدار العامين أو الثلاثة المقبلة في تلك المناطق».
يهتم مشترو المنازل الأجانب في المعتاد بالشراء في الأحياء الخامس، والسادس، والسابع، والتاسع، والثالث عشر، على الرغم من أن الشعبية تتزايد في الحي الثامن، حيث لا تزال أسعار المنازل منخفضة بصورة معقولة، كما أفاد بذلك زولتان زيميس المالك والعضو المنتدب لشركة «كابيتال بودابست العقارية».
يقول الوكلاء العقاريون إن نحو ثلث المعاملات العقارية تتعلق بالاستثمار، حيث إن الشقق التي تُعرض للإيجار من قبل الملاك هي من المشتريات المعتادة بهدف الاستثمار، كما قالت السيدة كاسماريك. ويجري شراء المنازل والشقق في العادة ليسكن فيها أصحابها، وذلك في الحي الأول والثاني والسادس والثاني عشر.

من يهتم بالشراء في بودابست

أكثر من نصف المشترين الأجانب في المجر يأتون من روسيا أو الصين، ومن بعدهم الأوكرانيون، والمصريون، والأميركيون، والإسرائيليون، كما أفاد السيد فارغا. ونحو ثلاثة أرباع المشترين الأجانب يشترون منازلهم في العاصمة بودابست.
ويقول السيد زيميس إن نصف المشترين الأجانب في بودابست تقريبا هم من روسيا أو أوكرانيا، والربع يأتون من الصين، ونسبة أخرى من أستراليا والدول الاسكندينافية. وقالت السيدة كاسماريك إنها تشاهد مشترين قادمين من ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا في بودابست. وأضاف السيد فارغا يقول «السوق الأخرى التي تنطلق إلى الصدارة هم المشترون المجريون أنفسهم الذين يعيشون بالخارج لسنوات عديدة ويشترون العقارات لكي تكون لهم منازل دائمة في بودابست».
لا توجد قيود على شراء المنازل لمواطني الاتحاد الأوروبي، ولكن يتعين على كل الجنسيات الأجنبية الأخرى الحصول على تصريح بالشراء. والحصول على التصريح، الذي يتضمن ضريبة دمغة بنحو 182 دولارا، يستغرق نحو 40 يوما، وهو إجراء شكلي في المعتاد، كما يقول السيد فارغا.
وتقدر أتعاب المحاماة بنحو 1 في المائة من سعر البيع. ويتعين على المشتري سداد ضريبة دمغة عقارية بقيمة 4 في المائة من مبلغ يقدر بنحو 3.6 مليون دولار مع ضريبة بقيمة 2 في المائة على أي جزء من القيمة تعلو عن ذلك المبلغ، كما أفاد السيد فارغا.
والمشترون الذين يستخدمون وكيل الشراء يدفعون أيضا عمولة، وتقدر بـ3 في المائة بالإضافة إلى الضريبة كما هو الحال لدى شركة «كابيتال بودابست العقارية»، كما يقول السيد زيميس مالك الشركة. وأغلبية مشتري العقارات الأجانب يسددون الثمن نقدا، على الرغم من أن القروض العقارية من بنوك بودابست متوافرة للجميع، كما قال السيد فارغا.
واللغة الرسمية في البلد هي المجرية، أما العملة فهي الفورينت المجري (1 فروينت = 0.003617 دولار).
ولا توجد ضريبة سنوية على الأملاك، لكن هناك ضريبة الصروح السنوية وتقدر بمبلغ 26 ألف فروينت، أو ما يقارب 94 دولارا في السنة.

* خدمة «نيويورك تايمز»



الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة
TT

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

يَعدّ المصريون الاستثمار العقاري من بين أكثر أنواع الاستثمار أمناً وعائداً، مع الأسعار المتزايدة يوماً بعد يوم للوحدات السكنية والتجارية في مختلف الأحياء المصرية، بناءً على تغيّرات السوق، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، ورغم أن هذه المتغيرات تحدد سعر المتر السكني والتجاري، فإن بعض الوحدات السكنية قد تشذّ عن القاعدة، ويخرج سعرها عن المألوف لوقوعها في حي راقٍ شهير وسط القاهرة وتطل على النيل، أو حتى في عمارة سكنية شهيرة.
وبتصفح إعلانات بيع الوحدات السكنية على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة لذلك قد يصطدم المشاهد برقم غريب يتجاوز الأسعار المتعارف عليها في الحي بشكلٍ كبير جداً، لتقفز من وحدات سكنية سعرها 3 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، إلى أخرى مجاورة لها بأربعين مليوناً، هذه الإعلانات التي يصفها متابعون بأنها «غريبة جداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أسئلة منطقية عن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار، التي تؤكد تفوق أسعار بيع بعض الشقق السكنية على أسعار فيلات بالمدن الجديدة.
على كورنيش النيل، تطل واحدة من أشهر العمارات السكنية بحي الزمالك وسط القاهرة، تحديداً في عمارة «ليبون» التي سكنها عدد من فناني مصر المشهورين في الماضي، تُعرض شقة مساحتها 300 متر للبيع بمبلغ 40 مليون جنيه، أي نحو 2.5 مليون دولار، رغم أن متوسط سعر المتر السكني في الحي يبلغ 23 ألف جنيه، وفقاً لموقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وشراء الوحدات السكنية في مصر.
ولا يشتري الناس بهذه الأسعار مجرد شقة، بل يشترون ثقافة حي وجيراناً وتأميناً وخدمات، حسب حسين شعبان، مدير إحدى شركات التسويق العقاري بحي الزمالك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمارة ليبون واحدة من أعرق العمارات في مصر، وأعلاها سعراً، والشقة المعروضة للبيع كانت تسكنها الفنانة الراحلة سامية جمال»، مؤكداً أن «هذه الإعلانات تستهدف المشتري العربي أو الأجنبي الذي يبحث عن عقار مؤمّن، وجيراناً متميزين، وثقافة حي تسمح له بالحياة كأنه في أوروبا، فسعر الشقة ربما يكون مماثلاً لسعر فيلا في أفضل التجمعات السكنية وأرقاها في مصر، لكنه يبحث عن شقة بمواصفات خاصة».
وفي عام 2017 أثار إعلان عن شقة بجوار فندق «أم كلثوم» بالزمالك، الجدل، بعد عرضها للبيع بمبلغ 3 ملايين دولار، وتبين فيما بعد أن الشقة ملك للسياسي المصري أيمن نور، لكن شعبان بدوره يؤكد أن «الناس لا تهتم بمن هو مالك الشقة في السابق، بل تهتم بالخدمات والجيران، وهذا هو ما يحدد سعر الشقة».
ويعد حي الزمالك بوسط القاهرة واحداً من أشهر الأحياء السكنية وأعلاها سعرها، حيث توجد به مقرات لعدد كبير من السفارات، مما يجعله مكاناً لسكن الأجانب، وينقسم الحي إلى قسمين (بحري وقبلي) يفصلهما محور (26 يوليو)، ويعد الجانب القلبي هو «الأكثر تميزاً والأعلى سعراً، لأنه مقر معظم السفارات»، وفقاً لإيهاب المصري، مدير مبيعات عقارية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع الأسعار في الزمالك مرتبط بنقص المعروض في ظل ازدياد الطلب، مع وجود أجانب يدفعون بالعملات الأجنبية، وهم هنا لا يشترون مجرد إطلالة على النيل، بل يشترون خدمات وتأميناً عالي المستوى».
وعلى موقع «أوليكس» المخصص لبيع وتأجير العقارات والأدوات المنزلية، تجد شقة دوبليكس بمساحة 240 متراً في الزمالك مكونة من 4 غرف، معروضة للبيع بمبلغ 42 مليون جنيه، وشقة أخرى للبيع أمام نادي الجزيرة مساحة 400 متر بمبلغ 40 مليون جنيه.
ورغم ذلك فإن أسعار بعض الوحدات المعروضة للبيع قد تبدو مبالغاً فيها، حسب المصري، الذي يقول إن «السعر المعلن عنه غير حقيقي، فلا توجد شقة تباع في عمارة (ليبون) بمبلغ 40 مليون جنيه، وعند تنفيذ البيع قد لا يتجاوز السعر الثلاثين مليوناً، وهو سعر الوحدة السكنية في عمارة (العبد) المطلة على نادي الجزيرة والتي تعد أغلى عقارات الزمالك».
والشريحة المستهدفة بهذه الأسعار هي شريحة مختلفة تماماً عن الشريحة التي يستهدفها الإسكان الاجتماعي، فهي شريحة تبحث عن أسلوب حياة وإمكانيات معينة، كما يقول الخبير العقاري تامر ممتاز، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «التعامل مع مثل هذه الوحدات لا بد أن يكون كالتعامل مع السلع الخاصة، التي تقدم ميزات قد لا تكون موجودة في سلع أخرى، من بينها الخدمات والتأمين».
وتتفاوت أسعار الوحدات السكنية في حي الزمالك بشكل كبير، ويقدر موقع «بروبرتي فايندر»، المتخصص في بيع وتأجير العقارات، متوسط سعر الشقة في منطقة أبو الفدا المطلة على نيل الزمالك بمبلغ 7 ملايين جنيه مصري، بينما يبلغ متوسط سعر الشقة في شارع «حسن صبري» نحو 10 ملايين جنيه، ويتباين السعر في شارع الجبلاية بالجانب القبلي من الحي، ليبدأ من 4.5 مليون جنيه ويصل إلى 36 مليون جنيه.
منطقة جاردن سيتي تتمتع أيضاً بارتفاع أسعار وحداتها، وإن لم يصل السعر إلى مثيله في الزمالك، حيث توجد شقق مساحتها لا تتجاوز 135 متراً معروضة للبيع بمبلغ 23 مليون جنيه، ويبلغ متوسط سعر المتر في جاردن سيتي نحو 15 ألف جنيه، وفقاً لـ«عقار ماب».
وتحتل الشقق السكنية الفندقية بـ«فورسيزونز» على كورنيش النيل بالجيزة، المرتبة الأولى في الأسعار، حيث يبلغ سعر الشقة نحو 4.5 مليون دولار، حسب تأكيدات شعبان والمصري، وكانت إحدى شقق «فورسيزونز» قد أثارت الجدل عندما عُرضت للبيع عام 2018 بمبلغ 40 مليون دولار، وبُرر ارتفاع السعر وقتها بأن مساحتها 1600 متر، وتطل على النيل وعلى حديقة الحيوانات، وبها حمام سباحة خاص، إضافة إلى الشخصيات العربية المرموقة التي تسكن «فورسيزونز».
وتحدد أسعار هذا النوع من العقارات بمقدار الخدمات والخصوصية التي يوفّرها، وفقاً لممتاز، الذي يؤكد أن «العقار في مصر يعد مخزناً للقيمة، ولذلك تكون مجالاً للاستثمار، فالمشتري يبحث عن عقار سيرتفع سعره أو يتضاعف في المستقبل، ومن المؤكد أنه كلما زادت الخدمات، فإن احتمالات زيادة الأسعار ستكون أكبر، خصوصاً في ظل وجود نوع من المستهلكين يبحثون عن مميزات خاصة، لا تتوافر إلا في عدد محدود من الوحدات السكنية».