تشديدات «الفيدرالي» تضغط أسواق المال

مع تبدد الآمال في انتهاء سريع لدورة رفع الفائدة

أحد العاملين في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم (أ.ب)
أحد العاملين في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم (أ.ب)
TT

تشديدات «الفيدرالي» تضغط أسواق المال

أحد العاملين في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم (أ.ب)
أحد العاملين في بورصة نيويورك يتابع حركة الأسهم (أ.ب)

افتتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» التعاملات على انخفاض أمس (الخميس)، حيث حد تلميح مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى التمسك بتشديد السياسة النقدية لفترة أطول من الآمال في انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة قريباً.
وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، مساء الأربعاء، إلى تصميم لجنة السوق المفتوحة على تهدئة التضخم رغم مخاطر الركود، وقال إنه من المتوقع أن تتجاوز الفائدة 5%. وقال إن «المركزي الأميركي» سيتبنى المزيد من الرفع في سعر الفائدة العام المقبل، حتى رغم انزلاق الاقتصاد الأميركي صوب ركود محتمل، وعلل ذلك بأن الاقتصاد سيتكبد ثمناً باهظاً أكثر إذا لم يكبح «المركزي» التضخم بقوة.
ومع بداية تعاملات أمس، تراجع المؤشر «داو جونز الصناعي» 193.35 نقطة أو 0.57% عند الفتح إلى 33773.00 نقطة. وبدأ المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» التعاملات على انخفاض بواقع 36.95 نقطة أو 0.92% إلى 3958.37 نقطة. بينما خسر المؤشر «ناسداك» المجمع 158.26 نقطة أو 1.42% ليهبط إلى 11012.62 نقطة عند الفتح.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية، إذ نزل المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 2.39% في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش، عقب إعلان البنك المركزي الأوروبي عن رفع الفائدة، وانخفض المؤشر «فايننشيال تايمز 100» للأسهم القيادية في بريطانيا 0.93%، عقب قرار بنك إنجلترا بشأن رفع سعر الفائدة. وتراجعت جميع القطاعات على المؤشر 600 مع هبوط أسهم شركات الصناعة والتجزئة 1.6 و1.3% على الترتيب. وتراجعت أسهم البنوك 0.8%.
وفي آسيا، أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس، على انخفاض مقتفيةً أثر خسائر «وول ستريت» الليلة السابقة، وأنهى المؤشر «نيكي» التعاملات على تراجع 0.37% مسجلاً 28051.70 نقطة بعد أن كان قد سجل ارتفاعاً لفترة وجيزة خلال الجلسة. وهبط المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.18% إلى 1973.90 نقطة.
وبدوره، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 1791.23 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش، ليزداد تراجعاً عن ذروة أكثر من خمسة أشهر التي سجلها يوم الثلاثاء. ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9% مسجلة 1802.10 دولار.
وقال كريستوفر وونغ، المحلل لدى «أو سي بي سي إف إكس»، إن تمسك «المركزي» بالميل لتشديد السياسة النقدية يضغط على المعدن، وإن توقعات أسعار الذهب تتوقف على قدر التشديد الذي تعتزم البنوك المركزية، خصوصاً «المركزي» الأميركي، القيام به من الآن فصاعداً. ويُعرف عن الذهب أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تميل إلى إضعاف جاذبيته لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الذي لا يدرّ عائداً.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 2.7% إلى 23.24 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 1.1% إلى 1017.25 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.7% إلى 1903.18 دولار.
ويأتي ذلك بينما حقق الدولار مكاسب كبيرة أمس، بعد قرار «الفيدرالي»، وهبط اليورو 0.29% إلى 1.0651 دولار، فيما نزل الجنيه الإسترليني 0.34% إلى 1.2386 دولار. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.3% إلى 0.6440 دولار، وأمام الين الياباني، ارتفع الدولار 0.17% إلى 135.705 ين.
ومقابل سلة من العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي 0.22% إلى 103.89 نقطة، لكنه لا يزال غير بعيد عن أدنى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة. وانخفض الدولار الأسترالي 0.55% إلى 0.6826 دولار. وتراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية 0.3% إلى 6.9643 للدولار.


مقالات ذات صلة

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

تراجعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة الثلاثاء متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتفائلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد مطعم «تشيبوتلي» يعلن حاجته لتوظيف في كمبردج بماساتشوستس (رويترز)

فرص العمل في الولايات المتحدة ترتفع بشكل غير متوقع خلال نوفمبر

ارتفعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يعكس أن الشركات لا تزال تبحث عن عمال رغم تباطؤ سوق العمل بشكل عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث في فعالية نهاية العام الماضي (أرشيفية - أب)

ترمب: لا صحة حول حصول تغييرات في خطط التعريفات الجمركية

نفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين تقريراً صحافياً ذكر أنّ مساعديه يدرسون خططاً لفرض رسوم جمركية لن تشمل سوى الواردات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
TT

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو - اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

وقال تيل ليوبولد، رئيس شؤون العمل والأجور وخلق الوظائف في «المنتدى الاقتصادي العالمي»: «اتجاهات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحولات التكنولوجية السريعة، تقلب الصناعات وأسواق العمل، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة ومخاطر عميقة». وأضاف: «الوقت الآن للعمل معاً من قبل الشركات والحكومات، والاستثمار في المهارات، وبناء قوة عاملة عالمية متكافئة وقادرة على الصمود».

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.