تنزانيا: انقسام كبير داخل الحزب الحاكم بسبب إسقاط اسم الرئيس السابق من سباق الرئاسة

تحول إلى شخصية مثيرة للجدل بسبب مزاعم بوجود فساد في قطاع الطاقة

تنزانيا: انقسام كبير داخل الحزب الحاكم بسبب إسقاط اسم الرئيس السابق من سباق الرئاسة
TT

تنزانيا: انقسام كبير داخل الحزب الحاكم بسبب إسقاط اسم الرئيس السابق من سباق الرئاسة

تنزانيا: انقسام كبير داخل الحزب الحاكم بسبب إسقاط اسم الرئيس السابق من سباق الرئاسة

قال مسؤولون إن رئيس وزراء تنزانيا السابق إدوارد لواسا، الذي كان يتصدر السباق ليكون مرشح الحزب الحاكم للرئاسة، أسقط من القائمة النهائية للمنصب، الأمر الذي فجر انقسامات بين عدة أعضاء كبار في الحزب.
ويحكم حزب تشاماتشا مابيندوزي تنزانيا منذ خمسة عقود، وسيكون في حكم المؤكد أن يفوز مرشحه في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ليخلف الرئيس جاكايا كيكويتي، الذي خدم للحد الأقصى من الولاية، وهو فترتان رئاسيتان.
وكان لواسا، البالغ من العمر 61 عاما، يتصدر سباق الحزب، لكنه يعد في نظر جل سكان البلاد شخصية مثيرة للانقسام، خاصة بعد استقالته من منصبه كرئيس للوزراء في 2008 بسبب مزاعم بوجود شبهة فساد في قطاع الطاقة، وهي مزاعم نفاها جملة وتفصيلا. وأعدت اللجنة المركزية للحزب، بقيادة الرئيس، قائمة نهائية بأسماء خمسة مرشحين من 38 مرشحا، دون أن تذكر لواسا، في وقت متأخر من مساء أول من أمس الجمعة في العاصمة دودوما. وكان من المقرر اختيار المرشح النهائي في تصويت أمس السبت.
لكن لم يحدد مسؤولون بالحزب السبب الذي استبعدوا من أجله لواسا، إلا أن الحزب تعهد بالتصدي للفساد، الذي ينظر له على أنه أكبر عائق أمام قطاع الأعمال، وهو ملف شائك قال المانحون الغربيون إنه ينبغي التطرق له. وتعد تنزانيا واحدة من أكثر الدول المستقرة سياسيا في أفريقيا، إذ لم تشهد صراعات عنيفة، مثل تلك التي شهدتها مناطق من القارة، حيث يتطلع بعض الرؤساء لفترات رئاسية ثالثة رغم القيود الدستورية.
وعادة ما يبقي الحزب الحاكم أي خلافات داخلية خلف أبواب مغلقة، لكن ثلاثة من 32 عضوا في اللجنة المركزية للحزب اعترضوا علنا على قرار استبعاد لواسا الذي دعم كيكويتي، عندما أعلن عزمه الترشح للرئاسة في 2005.



«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اندلعت معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين، الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، الخميس، والتي تمثل آخر معاقل المتمردين وأهم مركز للتبادل التجاري على الحدود مع الجزائر.

أعلن متمردو الطوارق في مالي أنهم هزموا القوات الحكومية في قتال عنيف للسيطرة على مدينة كيدال الشمالية الرئيسية (أ.ف.ب)

ولا تزال الأنباء القادمة من منطقة المعارك متضاربة جداً، في حين يؤكد كل طرف تفوقه في الميدان، وانتشار مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمعارك عنيفة، دون ما يؤكد صحة نسبتها إلى المواجهات الدائرة منذ أمس على الحدود بين مالي والجزائر.

رواية الطوارق

قالت مصادر قريبة من المتمردين الطوارق إن الجيش المالي ومقاتلي «فاغنر» حاولوا السيطرة على مدينة تينزاواتين، ولكن تم التصدي لهم وإرغامهم على الانسحاب بعد أن تكبّدوا خسائر «فادحة».

وقال مصدر محلي: «وقعت المواجهة عند منطقة آشابريش، غير بعيد من تينزاواتين، وانسحب خلالها الجنود الماليون ومقاتلو (فاغنر)، وتركوا خلفهم ثلاث مركبات عسكرية محترقة، ومركبة أخرى سليمة استحوذ عليها الجيش الأزوادي».

وأضاف المصدر نفسه أن المقاتلين الطوارق «شرعوا في عملية واسعة لتمشيط المنطقة، من أجل الوقوف على عدد القتلى في صفوف الجيش المالي ومرتزقة (فاغنر)، كما تأكد أسر جندي مالي أثناء المعركة، وقُتل جندي واحد من صفوف الطوارق وأُصيب آخر»، على حد تعبير المصدر.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

في غضون ذلك، قال محمد مولود رمضان، المتحدث باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، وهي تحالف لجماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق، إن «(فاغنر) تخطط بمعية الجيش المالي للاستيلاء على تينزاواتين، آخر ملاذ للمدنيين الذين فرّوا من انتهاكاتهم».

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وحدات من جيش أزواد منتشرة في المنطقة تشتبك حالياً مع العدو لصدّ تقدمه»، قبل أن يؤكد: «نواجه تقدماً ونحمي السكان المدنيين النازحين، وكبّدنا مرتزقة (فاغنر) ومعاوني الجيش المالي خسائر كبيرة».

رواية أخرى

لكن الرواية الصادرة عن المتمردين الطوارق، تختلف تماماً عن رواية الجيش المالي، الذي أصدر فجر الجمعة بياناً قال فيه إن وحدة عسكرية تابعة له في منطقة تينزاواتين تعرّضت أمس لما قال إنه «هجوم إرهابي» من طرف المتمردين الطوارق الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف الجيش المالي في بيان صادر عن قيادة أركانه أنه تصدى للهجوم وأطلق عملية عسكرية واسعة لملاحقة المتمردين، مشيراً إلى أن «ردة فعل الجيش القوية لا تزال مستمرة، وقد كبّدت المجموعات الإرهابية خسائر ثقيلة»، وفق نص البيان. وتعهد الجيش نشر حصيلة العملية العسكرية في وقت لاحق.

صور من المعارك متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

المعركة الأخيرة

تعدّ مدينة تينزاواتين آخر معقلٍ يتمركز فيه المسلحون الطوارق الساعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، لتحمل اسم «أزواد»، وهم الذين سيطروا على شمال مالي عام 2012، ولكنهم فقدوا السيطرة عليه منذ أن أطلق الجيش المالي عام 2022، عملية عسكرية واسعة النطاق من أجل ما سماه «توحيد الأرض».

وتأتي هذه العملية العسكرية بأمر من المجلس العسكري الذي يحكم مالي منذ انقلاب 2020، قرّر بعده التخلي عن التحالف مع فرنسا، والتوجه نحو روسيا للحصول على أسلحة جديدة، ودعم في الميدان من مئات المقاتلين التابعين لمجموعة «فاغنر» الخاصة.

وسيطر الجيش المالي مطلع العام على مدينة كيدال، عاصمة شمال مالي والمدينة الأهم بالنسبة للطوارق، وأعلن الاثنين الماضي أنه سيطر على منطقة «إن - أفراك» الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

حركة مسلحة من الطوارق في شمال مالي (أ.ف.ب)

وأطلق الجيش يوم الأربعاء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تينزاواتين القريبة جداً من الحدود مع الجزائر، فيما يمكن القول إنها آخر المعارك بين الطرفين، حين يحسمها الجيش المالي سيكون قد سيطر على كامل أراضيه.

ومنذ بداية العملية العسكرية الأخيرة فرّ المدنيون نحو الجانب الآخر من الحدود، ودخلوا أراضي الجزائر خوفاً من المعارك، وقال أحد سكان المنطقة: «منذ أول أمس، انتشرت شائعات عن هجمات. لقد لجأنا إلى الجزائر. اليوم سمعنا إطلاق نار. إنها اشتباكات بين الجيش المالي والروس ضد تنسيقية الحركات الأزوادية».