«حوارات أطلسية» يبحث في مراكش «علاقة الشارع بالديمقراطية»

أثارت جلسة «قوة الشارع وقوة الإرادة والديمقراطية»، أمس، بمراكش، المدرجة ضمن فعاليات منتدى «حوارات أطلسية» في دورته الـ11، نقاشاً ساخناً، انطلق من رفض الربط بين «الشارع» و«الديمقراطية».
وقال باولو بورتاس، وزير الخارجية البرتغالي السابق، خلال هذه الجلسة التي أدارها المذيع والصحافي الأميركي ريتشارد لوي، إنه يؤمن بقوة الديمقراطية عبر التصويت بدل الثورات والاحتجاجات. وتساءل عن معنى الشارع، مؤكداً إيمانه بالمؤسسات، التي قال إنه لا يريد تعويضها بالشارع، الذي تُطرح بخصوصه صور وتخيلات، ولا يمكن أن يعوض المؤسسات والديمقراطية. وقال: «إننا لا نحتاج إلى ثورات حين تكون هناك إصلاحات». مشيراً إلى التجربة المغربية، وبما قام به الملك محمد السادس، كمثال على ذلك.
من جهته، رفض عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية (مصر)، الجمع بين قوة الشارع والديمقراطية، مشدداً على أنه جمع خطير، من منطلق أن قوة الشارع يمكن أن تستغل كسلاح لإحداث قلاقل ضد أنظمة حكم، توظفه بعض القوى لخلق أوضاع جديدة في بعض المناطق، مشيراً إلى أن الهدف من الشارع، وفق هذه الاستراتيجيات، يتمثل في خلق الفوضى، وإذا أدت إلى تغيير فهي خلاقة.
من جهتها، استعرضت لورا بورنوز، وزيرة الخارجية التشيلية السابقة، وأستاذة القانون في جامعة تشيلي، الوضع في أميركا اللاتينية، من خلال استحضارها عدداً من حركات الاحتجاجات، مشددة على الحاجة إلى دعم القيادات الشابة، مع تنبيهها إلى أن الشارع لا يستطيع تركيز مطالبه. ودعت إلى استباق الاحتجاجات عبر إجراءات سياسية تطورية متدرجة. وشددت على أنها تؤمن بديمقراطية أكثر تعاطفاً.
وتناولت الجلسات الثلاث السابقة، مساء أول من أمس، «الأزمات المركبة... تقييم المحيط الأطلسي الأوسع»، و«التعددية ذات السرعتين في المحيط الأطلسي الواسع»، و«عواقب التضخم في المحيط الأطلسي الواسع».
وركزت جلسة «الأزمات المركبة» على ما شهده العالم منذ 2020 من تغيرات، بعد أن تسببت الأزمة الصحية في تعطيل الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد الخاصة به. فيما تسببت الحرب في أوكرانيا في حدوث أزمة طاقة، وفي انعدام الأمن الغذائي، ما أدى إلى آثار حادة على الفئات الأكثر ضعفاً، الشيء الذي وضع النظام متعدد الأطراف أمام تحديات عميقة، فيما تم طرح مسألة تغير المناخ وتهديدات الحرب النووية على الطاولة.
وناقشت الجلسة آفاق التعاون في المحيط الأطلسي الواسع، الذي من شأنه أن يمكّن الدول من معالجة القضايا المشتركة بشكل جماعي، انطلاقاً من أسئلة تتناول السمات التي تميز آثار الأزمات المتفاقمة، والدوافع الأمنية والسياسية والاقتصادية للمحيط الأطلسي الواسع، الذي يقع عند التقاطع بين الأميركيتين وأوروبا وأفريقيا، في السياق العالمي الحالي، وإن كانت استراتيجية الأطلسي الواسع الموحدة مفيدة لإخماد الأزمات، ودور إفريقيا وأميركا اللاتينية في إعادة تشكيل ديناميات الأطلسي الأوسع.
من جهته، قال أندريس روزنتال، الرئيس المؤسس للمجلس المكسيكي للعلاقات الخارجية، إن الحرب في أوكرانيا هي حرب استنزاف، ستتواصل طويلاً، مشدداً على أن العقوبات الإضافية غير فعالة، فيما الأزمة تتعمق شيئاً فشيئاً، والإجراءات المتخذة، إلى الآن، لم تغير من وضع الأوكرانيين.
بدوره، قال يوسف العمراني، سفير المغرب لدى جنوب إفريقيا، في جلسة «التعددية ذات السرعتين في المحيط الأطلسي الواسع»، التي سيّرتها كيمبرلي دوزير، محللة الشؤون العالمية سابقاً بـ«سي إن إن» بالولايات المتحدة، إن «تعددية الغد ستكون أكثر شمولاً وإدماجاً وعدالة، أو لن تكون». مسلطاً الضوء على الحاجة إلى «تعددية أطراف متجددة في نطاقاتها، مع إعادة تشكيل طرق عملها، وتقويم طموحاتها».