الصحافة الكرواتية تحيي منتخبها: «أنتم أبطال»

طالبت اللاعبين بإبقاء الرؤوس مرفوعة والحصول على «المركز الثالث»

منتخب كرواتيا قدم مستويات رائعة في المونديال (د.ب.أ)
منتخب كرواتيا قدم مستويات رائعة في المونديال (د.ب.أ)
TT

الصحافة الكرواتية تحيي منتخبها: «أنتم أبطال»

منتخب كرواتيا قدم مستويات رائعة في المونديال (د.ب.أ)
منتخب كرواتيا قدم مستويات رائعة في المونديال (د.ب.أ)

«أنتم أبطال»… «أبقوا رؤوسكم مرفوعة، فلنسعَ للبرونزية». هكذا أشادت الصحف الكرواتية، الأربعاء، بمنتخبها الوطني، وصيف 2018، رغم خروجه من الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 أمام الأرجنتين وليونيل ميسي 3 - 0 الثلاثاء.
وضعت «ألبيسيليستي» بقيادة نجمها الخارق ليونيل ميسي نهاية لحلم الكروات بتكرار إنجاز 2018 وبلوغ النهائي، والذهاب أبعد برفع الكأس للمرة الأولى في تاريخهم.
وكان رفاق لوكا مودريتش يمنّون النفس بإسقاط الأرجنتين على غرار دور المجموعات في النسخة الماضية ومنتخب أميركي جنوبي آخر، بعد تفوّقهم على البرازيل بركلات الترجيح في ربع النهائي.
إلا أن هدفاً من ميسي وتمريرة حاسمة لخوليان ألفاريس، صاحب الهدفين الآخرين، أنهيا مشوار فريق المدرب زلاتكو داليتش.
رغم ذلك، احتفت الصحف الكرواتية بمنتخب لم يكن مرشحاً أصلاً لبلوغ هذا الدور في قطر بجيل جديد ومختلف عن 2018.
«أنتم أبطال»... هكذا عنونت صحيفة سلوبودنا دالماتشيا، أما «يوتارنيي ليست» كتبت على الصفحة الأولى «أبقوا رؤوسكم مرفوعة، سنسعى للبرونزية»، مرفقة بصورة المدافع ديان لوفرين يعانق مودريتش.
وأضافت: «فلنكرر ما فعلناه في 1998، هذا جيل مميز يستحق ميدالية. نأمل أن يحصل ذلك السبت».
حلّت كرواتيا ثالثة في مونديال فرنسا 1998 بخسارتها نصف النهائي ضد البلد المضيف وفوزها على هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث.
تلتقي، السبت، على استاد خليفة مع الخاسر من نصف النهائي الآخر الذي يجمع الأربعاء المغرب وفرنسا.
تابعت الصحيفة: «أوقفتنا الأرجنتين التي كانت أفضل، أمس، رغم مساهمة من الحكم في الهدف الأول»، الذي سجله ميسي من ركلة جزاء.
وأثار قرار الحكم بمنح ألفاريس ركلة جزاء إثر اصطدامه بالحارس دومينيك ليفاكوفيتش حفيظة العديد من الصحف والنقاد والجماهير، علماً بأن هذه الركلة الرابعة التي تمنح للأرجنتين في مونديال قطر.
وشاركت بدورها صحيفة «فيتشيرنيي ليست» اليومية الرأي العام بالقول: «فخورون من كل قلبنا، فلنسعَ إلى البرونزية - لا استسلام السبت للمركز الثالث».
كما تحدثت الصحف عن افتقار المنتخب لمهاجم صريح أمثال الهداف التاريخي دافور شوكر أو ماريو ماندجوكيتش الذي سجل هدف الفوز ضد إنجلترا في نصف نهائي 2018 في التمديد (2 - 1).



في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
TT

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)

هناك الكثير من العوامل التي تدخل ضمن مساعي الرياضيين الأولمبيين للحصول على الذهب، أبرزها المواظبة على التدريب وقضاء سنوات من الصرامة والشدة مع النفس، لكن عمر الرياضي أيضاً يعد أحد أهم هذه العوامل، وفق فريق بحثي من جامعة واترلو الكندية، استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يبلغ أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان ذروته؟

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سيجنيفيكنس» (Significance) يتدرب معظم الرياضيين عادةً على مدار عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن لديهم أو ما يعرف بـ«ذروة الأداء» في سن معينة، قبل أن يتراجع مستوى الأداء تدريجياً.

قال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو، والباحث الرئيسي للدراسة: «على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم، والتنس، التي لها منافساتها رفيعة المستوى خارج نطاق الألعاب الأولمبية، فإن دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح يتنافس فيه رياضيو سباقات المضمار والميدان».

عبد الرحمن سامبا العدّاء القطري (الأولمبية القطرية)

وأضاف في بيان، نشر الأربعاء، على موقع الجامعة: «نظراً لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، يجب على الرياضيين في سباقات المضمار والميدان، أن يفكروا بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لزيادة فرص تأهلهم للأولمبياد لأقصى حد، بينما يكونون في ذروة الأداء الشخصي لهم». وتضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.

قام باحثو الدراسة بتنظيم مجموعة بيانات الأداء الرياضي الاحترافي، سنة بعد سنة، لكل رياضي مسابقات «المضمار والميدان» الذين شاركوا ضمن المنافسات الفردية في دورات الألعاب الأولمبية، منذ دورة الألعاب التى أقيمت في عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة.

حلل الباحثون البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: «الجنس، والجنسية، ونوع المسابقة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة المتميزة من الرياضيين، وما إذا كان هذا العام هو العام الذي عقدت فيه مسابقات الأولمبياد أم لا».

ووجدوا أن متوسط ​​عمر مشاركة الرياضيين الأولمبيين في ألعاب المضمار والميدان ظل ثابتاً بشكل ملحوظ لكل من الرجال والنساء على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عاماً.

وهو ما علق عليه أووسوجا: «من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط ​​​​ العمر للوصول إلى (ذروة الأداء) لهؤلاء الرياضيين كان 27 عاماً أيضاً».

ووفق النتائج، فإنه بعد سن 27 عاماً، هناك احتمال تبلغ نسبته 44 في المائة فقط، أن تكون لا تزال هناك فرصة أمام المتسابق للوصول إلى ذروة الأداء الرياضي، ولكن ​​في الأغلب ينخفض هذا الرقم مع كل عام لاحق لهذا السن تحديداً.

وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد بالجامعة، وأحد المشاركين في الدراسة: «العمر ليس العامل الوحيد في ذروة الأداء الرياضي»، موضحاً أن «الأمر المثير حقاً هو أننا وجدنا أن مدى وعي الرياضي بتوقيت البطولة، يساعد على التنبؤ بأدائه الرياضي بجانب درجة استعداده لها». وبينما يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في الأساس، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.

ووفق أووسوجا فإن أهم النقاط التي نستخلصها من هذه الدراسة، هي أن «هناك قائمة من المتغيرات تساعد في التنبؤ بموعد ذروة الأداء لدى الرياضيين الأولمبيين».

وأضاف: «لا يمكنك تغيير سنة الألعاب الأولمبية، أو تغيير جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتتماشى بشكل أفضل مع هذه المنافسات الرياضية».

وأشار تشاو إلى أن هذا النوع من الأبحاث يظهر لنا مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول، مضيفاً أنه «عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في سباقات المضمار والميدان، فإننا نشهد وفق الإحصائيات كيف يكون شخص ما في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضاً من توقيت المنافسات ويكون محظوظًا للغاية».