السلطات الليبية تواجه تدفقات الهجرة بمزيد من تأمين الحدود

منظمات دولية ترفض اعتراض الفارين في البحر

وزير داخلية حكومة «الوحدة» المؤقتة مجتمعاً برئيسي جهازي مكافحة الهجرة وحرس الحدود (الوزارة)
وزير داخلية حكومة «الوحدة» المؤقتة مجتمعاً برئيسي جهازي مكافحة الهجرة وحرس الحدود (الوزارة)
TT

السلطات الليبية تواجه تدفقات الهجرة بمزيد من تأمين الحدود

وزير داخلية حكومة «الوحدة» المؤقتة مجتمعاً برئيسي جهازي مكافحة الهجرة وحرس الحدود (الوزارة)
وزير داخلية حكومة «الوحدة» المؤقتة مجتمعاً برئيسي جهازي مكافحة الهجرة وحرس الحدود (الوزارة)

شددت السلطات الأمنية الليبية مواجهة تدفقات المهاجرين غير النظاميين على البلاد، من خلال بحث تأمين الحدود، والتصدي لعمليات «الاتجار بالبشر».
وقالت وزارة الداخلية، التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، (الثلاثاء) إن وزيرها عماد الطرابلسي، بحث في مكتبه مع رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة العقيد محمد الخوجة، ورئيس جهاز حرس الحدود العقيد محمد المرحاني، هذا الملف.
وأشارت الوزارة إلى أن الاجتماع تناول مناقشة التعاون الأمني بين الجهازين فيما يتعلق بتأمين الحدود ومنع تدفق المهاجرين غير النظاميين، إلى الأراضي الليبية ومكافحة عمليات الاتجار بالبشر ومنع عمليات التهريب، كلٌّ حسب الاختصاصات المسندة إليه بما يضمن المحافظة على الأمن داخل الدولة الليبية.
وشدد الطرابلسي على ضرورة التعاون والعمل التكاملي مع مختلف المكونات الأمنية بما يضمن تحقيق أفضل النتائج على أرض الواقع لمكافحة هذه الظواهر التي «ينعكس أثرها السلبي على حياة المواطنين وتُرهق كاهل الدولة الليبية أمنياً واقتصادياً».
وعلى مدار الأيام الماضية، كثَّفت قوات جهاز الهجرة غير المشروعة من تفعيل التمركزات والقواطع الأمنية بالمنطقة الجنوبية، ومنفذ «إيسين» البري على الحدود الجزائرية، بالإضافة إلى منفذ «التوم» البري على حدود النيجر، كما فعَّلت من التمركزات والقواطع الأمنية في مناطق العوينات وتازربو وبوزريق، إضافةً إلى بوابة الهواري والكفرة. ورحّل جهاز الهجرة دفعات من المهاجرين خلال الشهر الجاري، إلى مصر والسودان وتشاد، وقال إنه سيعمل على ترحيل آخرين خلال الأيام المقبلة.
يأتي ذلك في وقت اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي «فرونتكس» بأنها سهَّلت عودة المهاجرين من البحر إلى ليبيا قسراً بدلاً من أن تنقذهم منظمات غير حكومية أو سفن عابرة كانت ستقلّهم إلى أوروبا.
في شأن آخر، بحثت وزيرة العدل الليبية بحكومة «الوحدة» حليمة عبد الرحمن، مع مارك أندريه، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، برامج التعاون القائمة بين الجانبين المعنية بقطاع العدل، خصوصاً ما يتعلق بخطة الوزارة في الإصلاح والتطوير على المستوى المحلي. ونقلت الوزارة عن الممثل الأممي المقيم إشادته بـ«الجهود المبذولة في مشروع المصارحة والمصالحة الوطنية التي تجريها الوزارة، لتعزيز الاستقرار والسلام الدائم».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.