مصر لوضع «صان الحجر» الأثرية على خريطة السياحة العالمية

افتتحت مركزاً للزوار... وتعتزم تحويلها إلى «متحف مفتوح»

مركز زوار منطقة «صان الحجر» الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
مركز زوار منطقة «صان الحجر» الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر لوضع «صان الحجر» الأثرية على خريطة السياحة العالمية

مركز زوار منطقة «صان الحجر» الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
مركز زوار منطقة «صان الحجر» الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

تمهيدا لوضعها على الخريطة السياحية المحلية والعالمية، افتتح المجلس الأعلى للآثار مبنى مركز الزوار بمنطقة «صان الحجر» الأثرية، بمحافظة الشرقية (دلتا مصر). وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في كلمته خلال الافتتاح (السبت)، إن «تجهيز وافتتاح مركز الزوار يأتي في إطار مشروع تطوير المنطقة، وتحويلها إلى متحف مفتوح، تمهيدا لوضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية».

وترجع أهمية منطقة «صان الحجر» الأثرية، إلى كونها عاصمة مصر القديمة خلال عصر الأسرتين 21 و23، وكانت تلقب بـ«طيبة الشمال»، حيث تماثل في التخطيط العمراني، مدنية طيبة (الأقصر حاليا) من حيث وجود معبد للآلهة الرئيسية في الشمال، وآخر أقصى الجنوب، وضمت «صان الحجر» معابد مخصصة لآلهة مصر القديمة آمون - رع، وموت، وخونسو.
وتم تنفيذ مشروع مركز الزوار بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار، والبعثة الفرنسية للحفائر بصان الحجر، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO)، ووزارة الخارجية الفرنسية. وقال وزيري إن «الهدف من مركز الزوار هو إبراز القيمة الاستثنائية للموقع الأثري والترويج له، ما يساهم في نمو السياحة في منطقة شرق الدلتا، بالإضافة إلى تنمية المجتمع المحلي».

بدوره، أكد مارك باريتي، السفير الفرنسي لدى القاهرة، خلال الافتتاح، أن «بلاده تولي اهتماما كبيراً للتعاون المصري - الفرنسي في مجال الآثار، ويعد افتتاح مركز الزوار بعد تجديده بمثابة دليل على هذا التعاون الذي يهدف إلى تنمية السياحة في منطقة شرق الدلتا».
وتعد الحفائر الأثرية التي نفذها عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت في الفترة من 1860 - 1864، وحفائر بتري 1883 - 1884، وحفائر البعثة الأثرية الفرنسية من أهم الحفائر الأثرية في المنطقة، والتي أسفرت عن العثور على مقابر لعدد من ملوك الأسرتين 21 و23، بينها مقبرة الملك أوسركون الثاني، وبوسنس الأول، وتم نقل معظم المقتنيات الأثرية من المنطقة حيث تعرض حاليا في المتحف المصري بالتحرير داخل قاعة تحمل اسم «كنوز تانيس».

ويتكون مركز الزوار، من قاعة كبيرة تحتوي على عدد من اللوحات المعلوماتية عن تاريخ الموقع وما يحتويه من مقابر أثرية، إضافةً إلى شاشة عرض تعرض فيلما قصيرا عن مدينة «صان الحجر» وتاريخها كعاصمة لمصر القديمة، وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن «المركز يضم معرضاً صغيرا لبعض القطع الأثرية من نتاج أعمال الحفائر بالموقع، وكتيبات بها مواد تعليمية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية للأطفال».
وبدأت مصر تنفيذ مشروع لتطوير منطقة صان الحجر الأثرية عام 2017، أسفر عن ترميم وإقامة مسلتين وعمودين وتمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني، إضافةً إلى عمل مصاطب لرفع أكثر من مائة كتلة حجرية تزن أكثر من 20 طنا، ووضعها على قطع خشبية وبلوكات حجرية وعزلها عن الأرض لحمايتها من الرطوبة والأملاح، ووضع مئات من الأمتار من المصاطب المنظمة بالشكل الذي يتناسب مع تكوين المعبد المصري القديم بصرحه وحدوده القديمة، حسب وزيري، الذي أشار إلى أن «مشروع التطوير شمل أيضاً ترميم بوابة الملك شاشنق الثالث من عصر الأسرة الـ22 وإنشاء منصة ومظلة فوقها».



المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.