هيكلة الديون والنمو العالمي... على طاولة «6 زائد 1»

إشادات دولية بتخفيف القيود الصينية

رئيس الوزراء الصيني يرحب بمديرة صندوق النقد الدولي في اجتماع حوار «ستة زائد واحد» بإقليم آنهوي شرق البلاد (أ.ب)
رئيس الوزراء الصيني يرحب بمديرة صندوق النقد الدولي في اجتماع حوار «ستة زائد واحد» بإقليم آنهوي شرق البلاد (أ.ب)
TT

هيكلة الديون والنمو العالمي... على طاولة «6 زائد 1»

رئيس الوزراء الصيني يرحب بمديرة صندوق النقد الدولي في اجتماع حوار «ستة زائد واحد» بإقليم آنهوي شرق البلاد (أ.ب)
رئيس الوزراء الصيني يرحب بمديرة صندوق النقد الدولي في اجتماع حوار «ستة زائد واحد» بإقليم آنهوي شرق البلاد (أ.ب)

على هامش اجتماع عُقد في إقليم آنهوي الصيني في إطار حوار «ستة زائد واحد»، الذي تعقده الصين سنوياً، بحضور رؤساء صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأطراف أخرى، تعهد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ لصندوق النقد الدولي بأن تعمل بكين مع «مجموعة العشرين» لصياغة خطط لإعادة هيكلة الديون «بشكل عادل ومتساوٍ» للدول النامية.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الصينية، قال لي في اجتماع مع مديرة صندوق النقد كريستالينا غورغييفا، إن البلاد ستنفذ «مبادرة مجموعة العشرين» لتعليق خدمة الديون من جميع النواحي.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء نقلاً عن البيان، أن لي قال إن الصين ستعزز تنسيق السياسات مع كل الأطراف، بما في ذلك صندوق النقد الدولي؛ للتصدي للتحديات العالمية مثل الديون.
وباعتبارها أكبر جهة إقراض سيادي في العالم للدول النامية، تتعرض الصين لانتقادات لصورتها بعدم المشاركة في جهد دولي للتخفيف من أعباء الديون على الدول النامية.
وقالت غورغييفا، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إنهما سيسعيان لأن تنخرط الصين في هذه المسألة خلال الزيارة الحالية. وتفاقمت أعباء الديون على الدول النامية بعد أن رفعت البنوك المركزية على مستوى العالم أسعار الفائدة، وتسبب غزو روسيا لأوكرانيا في أزمة طاقة عالمية، وزيادة الأسعار على نطاق أوسع.
ومن جهة أخرى، أثار صندوق النقد والبنك الدوليان المخاوف بشأن احتمالات تراجع آفاق النمو الاقتصادي العالمي خلال العام المقبل، في الوقت الذي أعربا فيه عن الأمل في أن يساعد فتح الاقتصاد الصيني في دعم النمو الاقتصادي على مستوى العالم.
وقالت غورغييفا، يوم الجمعة، إن المؤشرات تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سوف يتراجع على الأرجح بشكل أكبر. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عنها قولها إن إعادة الصين معايرة سياستها للوقاية من جائحة «كورونا» سوف تكون خطوة جيدة من أجل الاقتصاد المحلي، وباقي دول العالم.
ويتوقع صندوق النقد الدولي تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي العام المقبل لتصل إلى 2.7 في المائة، مقابل 3.2 في المائة العام الحالي.
وأشادت غورغييفا بتخفيف سياسة «صفر كوفيد» في الصين، معتبرة ذلك خطوة «حاسمة» إلى الأمام.
وقالت: «نرحب بالإجراءات الحاسمة التي اتخذتها السلطات الصينية لإعادة ضبط سياسة كوفيد».
وأعلنت السلطات الصحية في الصين، الأربعاء، تخفيفاً عاماً للقيود الصحية بعد مظاهرات غاضبة، على أمل إنعاش الاقتصاد الذي خنقته سياسة «صفر كوفيد».
ومن التدابير الرئيسية التي أُعلنت وقف اختبارات «بي سي آر» المنهجية والواسعة النطاق، وإمكانية العزلة الذاتية للإصابات الخفيفة وغير المصحوبة بأعراض، والاستخدام المحدود أكثر للحجر.
وأضافت غورغييفا أن دفع الصين باتجاه زيادة معدلات التطعيم أمر جيد «للشعب الصيني، ومهم أيضاً لآسيا وبقية العالم».
وأشارت إلى أن «أداء الصين مهم ليس فقط للصين، ولكن أيضاً للاقتصاد العالمي» الذي يعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا، وأزمة غلاء المعيشة في عدد من البلدان بعد تعافيه المتعثر من آثار جائحة «كوفيد - 19».
ومن جانبه، أعرب ديفيد مالباس مدير البنك الدولي، عن عدم تفاؤله بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي، حيث قال إنه يشعر بـ«قلق عميق» بشأن احتمال انحدار العالم إلى الركود، مضيفاً أنه يتعين بذل مزيد من الجهود لانتشال العالم من مشكلة الركود التضخمي.
وأشارت نغوزي أكونجو إيويلا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات حقيقية، وأن نمو التجارة يفقد الزخم، مضيفة أن تجارة السلع على مستوى العالم سوف تنمو بنسبة واحد في المائة فقط في تقديرها خلال العام المقبل، في تراجع حاد من نمو بنسبة 3.5 في المائة خلال العام الحالي، بحسب التقديرات. كما أكدت أكونجو إيويلا أن «التخلي التدريجي عن استراتيجية صفر كوفيد سيساعد على إزالة سلسلة من الشكوك».
ومن جهته، رأى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان أن هذه التعديلات «ستدعم قوة الانتعاش الاقتصادي في كل من الصين والعالم».


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.