هل يمكن لخطط ستيف هولاند أن تحد من خطورة مبابي؟

مساعد ساوثغيت لديه تاريخ طويل من العمل في كيفية التصدي لأفضل اللاعبين في العالم

هولاند كان ضمن الطاقم الفني لتشيلسي عندما وضع حداً لخطورة ميسي ووصل إلى نهائي دوري الأبطال على حساب برشلونة (غيتي)
هولاند كان ضمن الطاقم الفني لتشيلسي عندما وضع حداً لخطورة ميسي ووصل إلى نهائي دوري الأبطال على حساب برشلونة (غيتي)
TT

هل يمكن لخطط ستيف هولاند أن تحد من خطورة مبابي؟

هولاند كان ضمن الطاقم الفني لتشيلسي عندما وضع حداً لخطورة ميسي ووصل إلى نهائي دوري الأبطال على حساب برشلونة (غيتي)
هولاند كان ضمن الطاقم الفني لتشيلسي عندما وضع حداً لخطورة ميسي ووصل إلى نهائي دوري الأبطال على حساب برشلونة (غيتي)

يشعر الإنجليز بالقلق عندما يفكرون في كيفية قيام قلبي دفاع المنتخب الإنجليزي هاري ماغواير وجون ستونز بإيقاف كيليان مبابي عندما تواجه إنجلترا فرنسا في الدور ربع النهائي لكأس العالم 2022 مساء اليوم السبت، لكن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يمكن أن يشعر ببعض الراحة من معرفة أن مساعده ستيف هولاند سبق له مواجهة مثل هذا الموقف عندما فاز تشيلسي بدوري أبطال أوروبا في عام 2012.
وتعتبر تجربة ستيف هولاند بمثابة تذكير بأنه يمكن الحد من خطورة أي لاعب، حتى أكثر المهاجمين خطورة في كأس العالم، إذا لعب الفريق بطريقة جيدة من الناحية التكتيكية. وكان مساعد ساوثغيت ضمن الطاقم الفني لتشيلسي عندما فاز البلوز بلقب دوري أبطال أوروبا قبل 10 سنوات، ولا يزال يشعر بالفخر وهو يتذكر الطريقة التي تمكن بها تشيلسي، بقيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو، من إيقاف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي كان في أوج عطائه الكروي، ومنعه من التسجيل عندما وصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا.
يقول هولاند: «هناك عدد قليل من اللاعبين الذين يتعين عليك أن توليهم اهتماما خاصا، وكان ميسي من بينهم بالطبع، ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا. ويجب وضع كيليان مبابي ضمن هذه الفئة من اللاعبين. ويتعين علينا محاولة تجنب ترك أنفسنا في مواقف يكون فيها مبابي مدمرا بالشكل الذي رأيناه جميعا». يعتقد هولاند أن المباراة بين إنجلترا وفرنسا ستكون متكافئة وأن فرص فوز كل فريق باللقاء تصل إلى 50 في المائة. إنه يدرك تماما أن المنتخب الفرنسي حامل اللقب يملك كوكبة من المهاجمين القادرين على هز الشباك في لمح البصر. ومن المؤكد أن هولاند يتذكر أيضا أن الحظ قد حالف تشيلسي في مواجهة برشلونة، نظرا لأن ميسي، الذي كان مرعبا في تلك الفترة مثل مبابي الآن، أهدر ركلة جزاء في مباراة الإياب.
ويتعين على المنتخب الإنجليزي أن يلعب بخطة متوازنة بين الدفاع والهجوم. ويجيد هولاند، الذي عمل من قبل مع جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي على مستوى الأندية، التعامل مع التحديات التكتيكية التي تفرضها مواجهة لاعبين بقدرات وإمكانات مبابي. فهل يتعين على المنتخب الإنجليزي أن يتحلى بالحذر؟ أم أنه جريء بما يكفي لمحاولة إجبار المنتخب الفرنسي وكيليان مبابي على التراجع؟
يقول هولاند: «أتذكر أنني أجريت محادثة مع مورينيو عندما كان يتولى القيادة الفنية لريال مدريد. كان داني ألفيش هو الظهير الأيمن لبرشلونة وكان يتقدم للأمام دائما للقيام بواجباته الهجومية. كان من الممكن أن يخصص مورينيو لاعبا للحد من خطورة ألفيش ومنعه من التقدم، لكن ذلك كان يعني أن هذا اللاعب الذي سيراقب ألفيش لن يقوم بأي أدوار هجومية مع فريقه، لأن كل ما كان سيفعله هو إيقاف ألفيش. لكن تقدم ألفيش للأمام كان يعني أن نجم ريال مدريد آنذاك كريستيانو رونالدو سيجد نفسه أمام لاعب واحد في مواقف فردية، نظرا لأن ألفيش لم يكن يجيد القيام بواجباته الدفاعية» كما يجيد المهام الهجومية.
ويضيف: «كل لاعب لديه مميزات وعيوب. بالطبع يتعين علينا أن نحاول إيقاف مبابي، لكن يتعين علينا أيضا أن نحاول استغلال النقاط السلبية الناجمة عن قوته الفائقة في النواحي الهجومية من خلال استغلال المساحات الخالية خلفه. التحدي الحقيقي يتمثل في إيقاف خطورة المنافس ومحاولة خلق مشكلات له». ويتابع: «أعتقد أننا لا نفكر فقط في كيفية إيقاف لاعب، فنحن نتطلع إلى محاولة القيام بكل ما هو ممكن للحد من قوته الخارقة مع الاستمرار في التركيز على نقاط قوتنا لأن لدينا لاعبين جيدين؛ لاعبين لديهم القدرة على خلق مشكلات لفرنسا مثل المشكلات التي يخلقها مبابي لنا. يتعين علينا أن نلعب بهذا التوازن».

مبابي هز شباك بولندا مرتين في دور الستة عشر (رويترز)

ويبقى السؤال المطروح الآن هو: هل سيواصل المنتخب الإنجليزي اللعب بطريقة 4-3-3 ويدفع بكايل ووكر لمنع مبابي من التقدم ناحية اليسار؟ أم أن هذه هي اللحظة المناسبة لتغيير طريقة اللعب والاعتماد على خمسة مدافعين في الخط الخلفي، وحماية ستونز وماغواير من خلال تغيير مركز ووكر للعب كقلب دفاع ناحية اليمين والدفع بكيران تريبيير في مركز الظهير الأيمن؟ يشرح هولاند سبب اعتماد إنجلترا على خمسة مدافعين أمام ألمانيا وإيطاليا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، قائلا: «كان هناك تصور بأن اللعب بخمسة مدافعين هو أكثر سلبية من اللعب بأربعة مدافعين، لكنني لا أتفق مع ذلك على الإطلاق. لقد لعبت ألمانيا بطريقة 3-4-3، وشعرنا أننا لو غيرنا طريقة اللعب والاعتماد على خمسة مدافعين فسوف نتفوق عليهم على المستوى الفردي».
لكن هل كان من الضروري اللعب بهذا الشكل أيضا أمام إيطاليا في المباراة النهائية؟ يقول هولاند: «لقد كانوا - وما زالوا - يلعبون بطريقة مماثلة، بحيث يكون لديهم خمسة لاعبين يقومون بأدوار هجومية. فإذا لعبت أنت بأربعة لاعبين في الخط الخلفي فسوف يتفوقون عليك في بعض الأحيان، ويمكن أن يتسبب ذلك في مشكلة تكتيكية، لذلك كان اللعب بهذه الطريقة منطقيا في هذه المباراة». ويضيف: «لدينا الآن مجموعة مختلفة نسبيا من اللاعبين بعد مرور 18 شهرا على نهاية كأس الأمم الأوروبية، وقد تطور مستوى واحد أو اثنين من مهاجمينا الصغار بمرور الوقت. لكي تفوز بالبطولات والألقاب يجب أن تكون الأفضل في النواحي الدفاعية والهجومية على حد سواء». يقول هولاند عن فوز إنجلترا على إيران بستة أهداف مقابل هدفين في المباراة الافتتاحية في مونديال قطر: «إحراز ستة أهداف كان بمثابة بداية جيدة، لكن لا يمكنك أن تفوز بكأس العالم عندما تتلقى هدفين في مباراة واحدة. لقد حافظنا على نظافة شباكنا في آخر ثلاث مباريات، وهذا تقدم واضح».
ويضيف: «وعلاوة على ذلك، جاءت الأهداف التي أحرزناها عن طريق لاعبين مختلفين. ولدينا ثلاثة أو أربعة أو خمسة لاعبين في الخط الأمامي متقاربون للغاية في المستوى. الأمر لا يتعلق بمجرد الاعتماد على ثلاثة مدافعين أو أربعة مدافعين في الخط الخلفي، لكنه يتعلق بمحاولة الاستفادة مما لدينا لمنح أنفسنا أفضل فرصة لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف واستقبال أقل عدد ممكن من الأهداف». لم يكن من الممكن إجراء هذه المحادثة بدون التطرق إلى لاعب خط الوسط الرائع جود بيلينغهام، البالغ من العمر 19 عاما. يقول هولاند: «إنه لاعب فريد من نوعه. لقد تحدثنا عن ميسي وعن مهاراته الاستثنائية، لكن ما يجعل اللاعب يصل إلى القمة هو العقلية التي يتحلى بها والطموح الذي يدفعه للأمام كل يوم، وقدرته على المنافسة. كان هناك عدد قليل من هذه النوعية من اللاعبين في تشيلسي، وكنت أشعر بذلك دائما في التدريبات».
وعندما يقول هولاند ذلك عن تشيلسي، فإن أول من يتبادر إلى الذهن بالتأكيد أشلي كول وفرانك لامبارد وديدييه دروغبا وجون تيري. يقول هولاند: «كان هناك لاعبون آخرون أيضا. هناك لاعبون ليسوا موهوبين للغاية من الناحية البدنية أو الفنية، لكن القوة الذهنية تأخذهم إلى مستوى مختلف من الأداء، وبيلينغهام لديه هذه القوة الذهنية. لقد تطور بشكل ملحوظ من الناحية البدنية خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وهو الأمر الذي نقل اللاعب إلى مستوى آخر». ويقول هولاند عن تجربة بيلينغهام مع بوروسيا دورتموند: «الدور الألماني الممتاز جيد للغاية من حيث تطوير أداء اللاعبين. ربما لا يكون بنفس قوة وشراسة الدوري الإنجليزي الممتاز في كل أسبوع، لكن بيلينغهام يشارك في عدد أكبر من المباريات، وهو ما يجعله يشعر بالراحة ويستمتع باللعب، وهذا مهم جدا بالنسبة للاعبين الشباب الذين يرغبون في التطور والتحسن. تأثير بيلينغهام في هذه البطولة استثنائي إلى حد كبير، بالنظر إلى صغر سنه».
ويضيف: «أنا دائما متوازن، كما هو الحال مع غاريث ساوثغيت، فيما يتعلق بالثناء على اللاعبين الشباب، لأننا رأينا الكثيرين من اللاعبين الصغار في السن الذين يتراجع مستواهم كثيرا بسبب كثرة الحديث عنهم، لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث مع بيلينغهام». ويشعر هولاند بالسعادة لنجاح بيلينغهام في تطوير طريقة لعبه وقدرته على إحراز الأهداف، وهو الأمر الذي يجب أن تضعه فرنسا في الحسبان قبل مواجهة إنجلترا يقول هولاند: «هناك ثلاثة أشياء فقط يمكنك القيام بها في كرة القدم: منع استقبال الأهداف، وصناعة الأهداف، وتسجيل الأهداف. هذه هي الطريقة التي تساهم بها في المباريات».


مقالات ذات صلة

رينارد: هدفنا تحقيق كأس الخليج... لا نشعر بأي ضغط

رياضة سعودية هيرفي رينارد يتطلع لقيادة الأخضر لمعانقة اللقب (المنتخب السعودي)

رينارد: هدفنا تحقيق كأس الخليج... لا نشعر بأي ضغط

أعلن الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي أن الهدف من المشاركة في كأس الخليج العربي «خليجي 26» هو تحقيق اللقب، مشيراً إلى أنها فرصة لرد الاعتبار.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية قطاع الرياضة خلق أكثر من 14 ألف وظيفة وجلب نحو 10 ملايين دولار من مبيعات التذاكر والإنفاق السياحي (الشرق الأوسط)

الرئيس التنفيذي لـ«تكامل»: كأس العالم ستقدم للسعودية فرصة فريدة لإطلاق «إبداعاتها»

> ما التأثيرات الكبيرة والملموسة التي ستشهدها سوق العمل السعودية نتيجة استضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».