ألمانيا تفكك شبكة يمينية متطرفة خططت لانقلاب على النظام

حملة أمنية بلغت النمسا وإيطاليا وأسفرت عن 25 موقوفاً منهم نائبة سابقة

زعيم المجموعة المتطرفة هاينريخ الثالث عشر رويس بين شرطيين بعد اعتقاله في فرانكفورت أمس (أ.ب)
زعيم المجموعة المتطرفة هاينريخ الثالث عشر رويس بين شرطيين بعد اعتقاله في فرانكفورت أمس (أ.ب)
TT

ألمانيا تفكك شبكة يمينية متطرفة خططت لانقلاب على النظام

زعيم المجموعة المتطرفة هاينريخ الثالث عشر رويس بين شرطيين بعد اعتقاله في فرانكفورت أمس (أ.ب)
زعيم المجموعة المتطرفة هاينريخ الثالث عشر رويس بين شرطيين بعد اعتقاله في فرانكفورت أمس (أ.ب)

كشفت السلطات الألمانية عن واحد من أكبر المخططات الإرهابية في البلاد كانت تنوي جماعة يمينية متطرفة تنفيذه عبر الانقلاب على الدولة وتنفيذ هجوم مسلح على مبنى البوندستاغ (البرلمان الفيدرالي). وتضم المجموعة قاضية كانت نائبة سابقة من حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، وأيضاً مجموعة من الجنود السابقين في الجيش الألماني.
ويرأس المجموعة بحسب الادعاء العام، رجل يبلغ من العمر 71 عاماً وينتمي لعائلة من النبلاء القدامى في ألمانيا. ويتهم الادعاء الرجل الذي يدعى هاينريخ الثالث عشر رويس، ويحمل لقب أمير، بأنه حاول التواصل مع مسؤولين روس عبر السفارة الروسية في برلين. ولكن لم يكن واضحا ما إذا كان تلقى ردا أم لا. وأصدرت السفارة الروسية بيانا فور صدور الخبر تنفي أي علاقة لها بالمجموعة. كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «لا يوجد مجال للحديث عن تدخل روسي هنا»، وأكد أن الحكومة الروسية علمت فقط بشأن المداهمات من وسائل الإعلام.
وألقت الشرطة الألمانية القبض على 25 شخصاً في الشبكة المتطرفة كانوا يحضرون «لانقلاب». على السلطة بحسب المدعي العام الفيدرالي الألماني، من أصل 52 مشتبها به. ومن بين المعتقلين رجل يحمل الجنسية الروسية يدعى، بحسب بيان الادعاء، فيتاليا ب. ساعد هاينريخ على التواصل مع المسؤولين الروس.
وكانت المجموعة المستهدفة والتي تم تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، تخطط لعملية تستهدف مقر البوندستاغ في برلين، بعملية تستخدم فيها الأسلحة. وبحسب السيناريو الذي كانت تعده المجموعة، كانت من المفترض أن ينفذ الجناح العسكري للجماعة، والذي يضم عدداً من الجنود السابقين في الجيش والقوات الخاصة، العملية العسكرية. وبحسب ما تناقلت الصحف، فإن المشتبه بهم كانوا يأملون بأن تحصل العملية على تعاطف من أفراد آخرين في الشرطة والجيش يساعدونهم في تنفيذها بعد انطلاقها. وبعد تنفيذ العملية العسكرية، والإطاحة بالحكومة، كانت المجموعة تخطط لوضع حكومتها التي شكلتها أصلا على أن يرأسها أو أن يكون رئيس الدولة هاينريخ الثالث عشر.
وينتمي هاينريخ الثالث عشر بحسب موقع «دي فيلت» إلى عائلة «رويس» النبيلة التي حكمت ما هو اليوم ولاية تورينغن حتى الثورة عام 1918. وتملك العائلة قصورا في النمسا وتورينغن. وجاهر هاينزيخ بأفكاره علنا سابقا، وقال في محاضرة ألقاها في زيوريخ السويسرية عام 2019، بأن ألمانيا ليست دولة مستقلة. وقارن الأوقات في العهد الذي كانت عائلته تحكم جزءا من ألمانيا، وقال إن المواطنين «كانوا يعيشون حياة سعيدة لأن الأسس الإدارية كانت واضحة، وأنه إذا كان أمرا لا يسير بالشكل الصحيح يذهب المرء إلى الأمير للشكوى». وبحسب ما نقلت «دي فيلت» فإن رويس قال أيضاً إن «فصل السلطات في ألمانيا هو خدعة» وأن ألمانيا «دولة تابعة». وتابعت الصحيفة بأن عائلته أنكرته قبل 14 عاماً وبأنه يغرد منفردا في مواقع على تليغرام للمتطرفين. ويؤمن رويس والمنتمون للمجموعة بنظريات المؤامرة التي تتحكم بأفكار الجماعات اليمينية المتطرفة بشكل عام في ألمانيا.
وينتمي أعضاء المجموعة بشكل أساسي لجماعة يمينية متطرفة هي «مواطنو الرايخ» وهي جماعة ترفض الاعتراف بالقوانين الألمانية وسيادة الدولة، ويرفض المنتمون إليها حمل الجواز الألماني أو الانصياع لأوامر السلطات مثل الشرطة وغيرهم.
وبحسب صحيفة «دي فيلت» فإن المشتبه بهم هددوا كذلك أطباء خلال أزمة وباء كورونا، كانوا يعطون اللقاحات ويشجعون على تلقيها. وتم الكشف عن الخلية بعد أن قادتهم إليها مجموعة أخرى اعتقلت في أبريل (نيسان) الماضي كانت تخطط لخطف وزير الصحة كارل لاوترباخ، وكانت تلك الخلية على تواصل مع هاينريخ الثالث عشر.
وكان من بين المستهدفين في العملية، نائبة سابقة في حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي نجح بدخول البرلمان في أعقاب أزمة اللاجئين السوريين عام 2015. والنائبة تدعى بريجيت مالزاك - فينكمان وقد داهمت الشرطة منزلها في فانزي القريبة من برلين، في الساعة السادسة فجرا. وكانت مالزاك - فينكمان نائبة في البودنستاغ بين العامين 2017 و2021 وتعتبر من الجناح المتطرف داخل الحزب. وبعد أن تركت البرلمان عملت في محكمة برلين الإقليمية كقاضية، وهو المنصب الذي كانت ما زالت تشغله لحظة القبض عليها. وفي يونيو (حزيران) الماضي، تقدمت وزيرة العدل في برلين لينا كرك، بطلب لاستبدال مالزاك - فينكمان بسبب شكوك لديها بولائها للقانون والمؤسسات الدستورية. ولكن تم رفض طلب وزيرة العدل، بحسب موقع «دي فيلت». ولم يتضح بعد الدور الذي كانت تلعبه النائبة السابقة في المجموعة المستهدفة. وبحسب مخطط المجموعة، أرادت القاضية أن تصبح وزيرة العدل في حكومة الانقلاب.
ونفذ قرابة الـ3 آلاف شرطي من الوحدات الخاصة في 11 ولاية ألمانية، كما جرت عمليتا اعتقال خارج ألمانيا، واحدة في منطقة كيتسبول في النمسا وفي بيروجيا بإيطاليا جرى تنسيقهما مع السلطات في البلدين. وفتش عناصر الشرطة 137 مكانا منذ الساعة السادسة فجرا. وتركزت المداهمات في ولايات بافاريا وبادن فورتمبيرغ وساكسونيا وهسن وساكوسونيا السفلى.
وأفادت الشرطة الإيطالية بأنها اعتقلت ضابطاً سابقاً يبلغ من العمر 64 عاماً في الجيش الألماني تربطه صلات بجماعة «مواطني الرايخ». وقالت إن الرجل اعتقل في فندق في وسط مدينة بيروجيا، حيث جرى العثور على «مواد ذات صلة بالنشاط الهدام» للمنظمة.


مقالات ذات صلة

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

العالم برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

حدد ممثلو ادعاء ألمان هويات خمسة مشتبه بهم آخرين، لهم صلة بحركة «مواطني الرايخ» اليمينية المتطرفة، في أعقاب مداهمات وقعت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي، في كارلسروه، إن مداهمات جرت اليوم الأربعاء واستهدفت خمسة مشتبه بهم من بافاريا وساكسونيا السفلى وساكسونيا وسويسرا، حيث يشتبه أنهم يدعمون منظمة إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، تم تفتيش منازل 14 آخرين، لا ينظر إليهم على أنهم مشتبه بهم. وأجريت عمليات تفتيش للمنازل أيضا في سويسرا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

استنكار واسع لإحراق نسخة من المصحف في استوكهولم

تسبب قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم خلال احتجاج أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، بمزيد من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردّت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف ال

العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

تنديد بإحراق القرآن الكريم أمام سفارة تركيا في استوكهولم

أضاف قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في استوكهولم، مزيداً من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. ونددت وزارة الخارجية التركية، بشدة، بسماح السلطات السويدية لرئيس حزب «الخط المتشدد» الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالو

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في استوكهولم. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس موقف بلادها الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات العمل الدنيء الذي أقدم عليه نشطاء من اليمين المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم في استوكهولم، وبترخيص من السلطات السويدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال حديثه اليوم مع الصحافيين في برازيليا (د.ب.أ)

لولا يؤكد أن أبواب القصر الرئاسي شُرّعت أمام المتظاهرين من الداخل

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الخميس) اقتناعه بأن المتظاهرين الذين اقتحموا القصر الرئاسي في برازيليا الأحد، تلقوا مساعدة من الداخل، معلناً عملية «تدقيق عميقة» بالموظفين. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال الزعيم اليساري خلال مأدبة الفطور الأولى مع الصحافيين منذ تنصيبه في الأول من يناير (كانون الثاني): «أنا مقتنع بأن أبواب قصر بلانالتو فتحت ليتمكن الناس من الدخول لأنه لم يتم خلع أي باب». وأوضح: «هذا يعني أن أحدهم سهل دخولهم إلى هنا».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».