أستراليا غادرت... لكن المعجزة غارانغ كول سجل اسمه في تاريخ المونديال

بات أصغر لاعب يشارك في الأدوار الإقصائية بكأس العالم منذ بيليه عام 1958

غارانغ كول موهوب أستراليا الواعد وأصغر من شارك بالمونديال (أ.ف.ب)
غارانغ كول موهوب أستراليا الواعد وأصغر من شارك بالمونديال (أ.ف.ب)
TT

أستراليا غادرت... لكن المعجزة غارانغ كول سجل اسمه في تاريخ المونديال

غارانغ كول موهوب أستراليا الواعد وأصغر من شارك بالمونديال (أ.ف.ب)
غارانغ كول موهوب أستراليا الواعد وأصغر من شارك بالمونديال (أ.ف.ب)

في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع لمباراة الأرجنتين وأستراليا، تقدم النجم الأسترالي الشاب غارانغ كول إلى داخل منطقة جزاء الأرجنتين واقترب من المرمى وحصل على الكرة وسددها، وكان على وشك إحراز هدف التعادل ليجبر راقصي التانغو على اللعب لوقت إضافي. ولو كان الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز يمتلك ذراعين أقصر قليلاً، كان كل شيء ممكناً!
لقد ارتمى مارتينيز ليحرم كول من إحراز هدف قاتل، لكن مشاركة اللاعب الشاب لمدة 25 دقيقة أو نحو ذلك في المباراة التي أقيمت على ملعب أحمد بن علي كانت تاريخية، ليس لهذا اللاعب الشاب فقط، ولكن لكأس العالم ككل. لقد أصبح كول، بعمر 18 عاماً و79 يوماً، أصغر لاعب يشارك في الأدوار الإقصائية لكأس العالم منذ الأسطورة البرازيلية بيليه في عام 1958.
وخلال الفترة التي سبقت انطلاق البطولة، عندما لم يكن أحد يتوقع إمكانية عبور المنتخب الأسترالي للدور الثاني، كان هناك شعور بأن هذا المنتخب لديه على الأقل لاعب شاب مذهل يمكنه خلق المتاعب والمشكلات لأي منافس. لقد حدث الكثير منذ ذلك الحين، لكن الفرصة التي أهدرها كول أمام الأرجنتين في الوقت القاتل تكشف عن حقيقة واضحة؛ وهي أن هذا اللاعب يمتلك قدرات وفنيات هائلة، وسيكون له مستقبل كبير خلال السنوات المقبلة. ومن المؤكد أن هذا اللاعب الشاب سيكون أكثر نضجاً وخبرة، وسيكون قادراً على تقديم مستويات أفضل في كأس العالم 2026 في حال تأهل منتخب بلاده.
وقال اللاعب الشاب عن الفرصة التي أهدرها أمام الأرجنتين: «بصراحة، لم أكن أرى بشكل جيد، وكل ما فعلته هو محاولة الاستدارة وتسديد الكرة، لكن في الإعادة رأيت الحارس يندفع للإمساك بالكرة. لقد تعلمت مما حدث بالفعل. من المؤلم أن الكرة لم تدخل الشباك، لكن الحارس تصدى لها بشكل جيد».
وقبل أن يشارك كول بديلاً، كان يقول لنفسه إنه سيسجل في حال النزول إلى أرض الملعب. وأخبره المدير الفني لمنتخب أستراليا، غراهام أرنولد، بالشيء نفسه. وقال كول عن ذلك: «كنت أنا وهو نتوقع أن أحرز هدفاً عند نزولي إلى أرض الملعب. لذلك، شعرت بخيبة أمل كبيرة. لكن يتعين علي أن أواصل العمل والمضي قدماً».
وعندما سمع اسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ابتهج وقال: «اللعب مع ميسي لبعض الوقت مثل الحلم»، قبل أن يتحدث عما يمكن لمنتخب أستراليا تحقيقه، قائلاً: «أعتقد أنكم سترون في المستقبل فريقاً قريباً من مستوى البرازيل والأرجنتين. يعتقد الناس أن اللاعبين في أوروبا يمكنهم الطيران أو أي شيء من هذا القبيل، لكنهم في نهاية الأمر بشر ولديهم قدمان مثلنا! الأمر يتعلق فقط بالرغبة والشجاعة».
يلعب كول في فئة الشباب ولم يشارك في أي مباراة رسمية على المستوى الاحترافي مع الفريق الأول بنادي سنترال كوست مارينرز حتى الآن، لكن أرنولد ضمه لقائمة المنتخب الأسترالي لإيمانه بموهبة هذا اللاعب الذي سيلتحق بنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي الموسم المقبل.
وعندما وقع على عقد انتقاله إلى نيوكاسل في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، طالبه المدير الفني لنيوكاسل، إيدي هاو، بأن يتحلى بالصبر والخروج للعب على سبيل الإعارة بهدف اكتساب المهارات والخبرات التي تمكنه من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في المستقبل. لكن من غير الواضح حتى الآن إلى أي نادٍ سينضم كول، على الرغم من أن هناك احتمالاً لانتقاله إلى أحد الفرق البرتغالية.
ويحظى كول، الذي يعد أصغر لاعب في منتخب أستراليا منذ هاري كيويل في عام 1996، بمتابعة كبيرة في مسقط رأسه شيبارتون بشمال ولاية فيكتوريا، التي انتقلت إليها عائلته كلاجئين بعد الفرار من جنوب السودان عبر مسقط رأسه، مصر.
* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

وفد إعلامي ياباني كبير يسبق منتخب «الساموراي» إلى جدة

رياضة سعودية يحظى المنتخب الياباني بمتابعة إعلامية كبيرة (المنتخب الياباني)

وفد إعلامي ياباني كبير يسبق منتخب «الساموراي» إلى جدة

يحظى منتخب اليابان بدعم ومتابعة إعلامية في تنقلاته خلال المشاركات القارية حيث ستشهد الساعات القليلة القادمة حضور وفد إعلامي كبير من اليابان لتغطية المباراة.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية ماسيمو لونغو (الاتحاد الأسترالي)

الإصابة تؤجل عودة لونغو إلى منتخب أستراليا

أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم الأحد أن ماسيمو لونغو لاعب وسط إبسويتش تاون الإنجليزي لن يشارك في مباراتي أستراليا في التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة سعودية كنو ضمن أبرز الأسماء التي ستغيب عن مواجهة الأخضر واليابان (الشرق الأوسط)

15 لاعباً يحتجبون عن قمة «الأخضر» واليابان أبرزهم الفرج والمولد

تحمل مدينة جدة وتحديداً ملعب «الجوهرة المشعة» ذكريات رائعة للأخضر السعودي في لقاءاته مع نظيره الياباني، منها فوزه في تصفيات مونديالي 2018 و2022، رغم الفارق

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية هاجيمي مدرب اليابان بدأ الاستعداد مبكراً لملاقاة المنتخب السعودي (رويترز)

مدرب اليابان يبكر الحضور إلى جدة من أجل «الأخضر»

كشفت مصادر مطلعة أن مدرب منتخب اليابان، هاجيمي مورياسو، غادر وطاقمه المساعد و4 لاعبين محليين إلى مدينة جدة، استعداداً لمواجهة المنتخب السعودي.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية باولو بينتو مدرب الإمارات يستعد لجولتين من تصفيات المونديال (رويترز)

مدرب الإمارات يستدعي ميلوني وأوليفيرا استعداداً لتصفيات المونديال

استدعى البرتغالي باولو بينتو مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم، السبت، 25 لاعباً بينهم الثنائي البرازيلي المجنس ماركوس ميلوني وبرونو أوليفيرا.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.