استديوهات التحليل الإنجليزية... السيدات يواصلن النجاح رغم هيمنة الرجال

نشر لاعب منتخب إنجلترا السابق ريو فرديناند تغريدة على موقع «تويتر» قبل مباراة إنجلترا والسنغال بها صورة لزملائه من النقاد والمحللين في استوديو «بي بي سي»، قائلاً: «الأولاد جاهزون لتحقيق التوقعات». وتبع ذلك سلسلة من التخمينات، إلى جانب بعض المحادثات والمناقشات حول الخطط التكتيكية في المباراة. لكن أحد الأشخاص رد على هذه التغريدة قائلاً: «التقدم الحقيقي هو أننا رأينا أطقم تحليل المباريات من السيدات بالكامل في بعض المباريات بدور المجموعات، لكنني أخشى ألا تفعل (بي بي سي) أو (آي تي في) هذا في المباريات الكبرى، والمباريات التي تكون إنجلترا طرفاً فيها».
وجاء هذا التعليق في الوقت الذي كان فيه طاقم تحليل مباراة بولندا والسعودية على شاشة قناة «آي تي في» بالكامل من النساء، حيث انضمت كارين كارني وإيني ألوكو إلى مقدمة البرنامج سيما جاسوال. ومع ذلك، كان طاقم تحليل مباراة إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية في الاستوديو كله من الرجال، بينما كانت لورا وودز وكارني تغطيان أحداث المباراة من الملعب.
وتحرص يفون هاريسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «السيدات في كرة القدم»، على عدم انتقاد أي من القناتين، وتشير إلى وجود عدد أكبر من الناقدات والمحللات والمعلقات في قطر عبر مجموعة من القنوات التي تنقل أحداث البطولة، بالإضافة إلى المزيد من التنوع في أطقم تحليل المباريات. وتقول: «في فترة زمنية قصيرة جداً، أصبحت لدينا الآن مشاركة نسائية في كل جانب من جوانب كرة القدم، سواء في كرة القدم للرجال أو كرة القدم للسيدات، وهذا أمر رائع».
وإلى جانب المذيعين مارك بوغاتش وودز وجاسوال، هناك ثلاثة محللات في قناة «آي تي في» هن ألوكو، وناديا نديم، وكارني - بالإضافة إلى سبعة نقاد ذكور من بينهم إيان رايت، وغاري نيفيل، وروي كين، وغرايم سونيس. أما قناة «بي بي سي» فلديها المذيعون غاري لينيكر، وغابي لوغان، ومارك تشابمان، وكيلي كيتس، والمحللات أليكس سكوت ولورا جورج، إلى جانب 13 رجلاً في الاستوديو من بينهم آلان شيرر، وريو فرديناند، وجيرمين جيناس. ويوجد في «بي بي سي» أربع معلقات (بالإضافة إلى كارين باردسلي وجاين لودلو على القناة الخامسة لبي بي سي)، لكن فريق التعليق في قناة «آي تي في» من الذكور بالكامل.
ويعد هذا تغييراً كبيراً بالمقارنة بما كان عليه الوضع في بطولة كأس العالم 2014، عندما كانت لوغان هي المرأة الوحيدة على «بي بي سي»، بينما لم تكن هناك أي امرأة على قناة «آي تي في». لكن مثل المراقبين الآخرين، لاحظت هاريسون أن التوازن بين الجنسين هذه المرة لا يحدث في كل مباراة على أي قناة من القناتين، خاصة في المباريات الكبيرة. وتقول: «ألن يكون من الرائع أن تظهر السيدات في المباريات الكبيرة حقاً؟ كان لدينا العديد من المذيعات والمحللات اللاتي قمن بعمل جيد للغاية، لذلك فالأمر لا يتعلق بعدم قدرتهن على القيام بعمل جيد. وبالتالي، فلماذا لا يحدث ذلك؟».
لا يوجد أدنى شك في أن كأس العالم الحالية قد شهدت تقدماً تاريخياً للنساء اللواتي يعشقن كرة القدم. وشهدت إحدى المباريات مشاركة أول فريق نسائي بالكامل في تحكيم مباراة لكرة القدم للرجال في نهائيات كأس العالم، وهي المباراة التي جمعت بين منتخبي كوستاريكا وألمانيا، وأصبحت الفرنسية ستيفاني فرابارت أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال.
وفي ظل جذب كرة القدم لجمهور متنوع بشكل متزايد، فمن المنطقي أن يكون لديك فرق عمل تعكس هذا التنوع، كما تشير أوتلي، التي تقول: «يبدو أن وجود رجال ونساء يغطون كرة القدم للرجال والسيدات هو الشيء الواضح الذي يجب القيام به».
وأشادت ستيفاني هيلبورن، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «سيدات في الرياضة» بـ«احترام صوت المرأة في كرة القدم»، لكنها قالت إن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق المساواة على جميع المستويات في الرياضة، ولا سيما في مجال التدريب والإدارة.
وأشارت إلى أن التوازن بين الجنسين في فرق البث وتحليل المباريات يعد رسالة قوية في هذا الصدد، قائلة: «الأمر يتعلق بوجود فريق أحلامنا من المحللين، أليس كذلك؟ بمعنى وجود بعض من أعظم ناقداتنا إلى جانب نقادنا الأكثر احتراماً؛ حتى يظهروا كيف يجب أن يكون العالم».