استديوهات التحليل الإنجليزية... السيدات يواصلن النجاح رغم هيمنة الرجال

أليكس سكوت إحدى السيدات الناجحات في عالم التعليق على مباريات كرة القدم (غيتي)
أليكس سكوت إحدى السيدات الناجحات في عالم التعليق على مباريات كرة القدم (غيتي)
TT

استديوهات التحليل الإنجليزية... السيدات يواصلن النجاح رغم هيمنة الرجال

أليكس سكوت إحدى السيدات الناجحات في عالم التعليق على مباريات كرة القدم (غيتي)
أليكس سكوت إحدى السيدات الناجحات في عالم التعليق على مباريات كرة القدم (غيتي)

نشر لاعب منتخب إنجلترا السابق ريو فرديناند تغريدة على موقع «تويتر» قبل مباراة إنجلترا والسنغال بها صورة لزملائه من النقاد والمحللين في استوديو «بي بي سي»، قائلاً: «الأولاد جاهزون لتحقيق التوقعات». وتبع ذلك سلسلة من التخمينات، إلى جانب بعض المحادثات والمناقشات حول الخطط التكتيكية في المباراة. لكن أحد الأشخاص رد على هذه التغريدة قائلاً: «التقدم الحقيقي هو أننا رأينا أطقم تحليل المباريات من السيدات بالكامل في بعض المباريات بدور المجموعات، لكنني أخشى ألا تفعل (بي بي سي) أو (آي تي في) هذا في المباريات الكبرى، والمباريات التي تكون إنجلترا طرفاً فيها».
وجاء هذا التعليق في الوقت الذي كان فيه طاقم تحليل مباراة بولندا والسعودية على شاشة قناة «آي تي في» بالكامل من النساء، حيث انضمت كارين كارني وإيني ألوكو إلى مقدمة البرنامج سيما جاسوال. ومع ذلك، كان طاقم تحليل مباراة إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية في الاستوديو كله من الرجال، بينما كانت لورا وودز وكارني تغطيان أحداث المباراة من الملعب.
وتحرص يفون هاريسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «السيدات في كرة القدم»، على عدم انتقاد أي من القناتين، وتشير إلى وجود عدد أكبر من الناقدات والمحللات والمعلقات في قطر عبر مجموعة من القنوات التي تنقل أحداث البطولة، بالإضافة إلى المزيد من التنوع في أطقم تحليل المباريات. وتقول: «في فترة زمنية قصيرة جداً، أصبحت لدينا الآن مشاركة نسائية في كل جانب من جوانب كرة القدم، سواء في كرة القدم للرجال أو كرة القدم للسيدات، وهذا أمر رائع».
وإلى جانب المذيعين مارك بوغاتش وودز وجاسوال، هناك ثلاثة محللات في قناة «آي تي في» هن ألوكو، وناديا نديم، وكارني - بالإضافة إلى سبعة نقاد ذكور من بينهم إيان رايت، وغاري نيفيل، وروي كين، وغرايم سونيس. أما قناة «بي بي سي» فلديها المذيعون غاري لينيكر، وغابي لوغان، ومارك تشابمان، وكيلي كيتس، والمحللات أليكس سكوت ولورا جورج، إلى جانب 13 رجلاً في الاستوديو من بينهم آلان شيرر، وريو فرديناند، وجيرمين جيناس. ويوجد في «بي بي سي» أربع معلقات (بالإضافة إلى كارين باردسلي وجاين لودلو على القناة الخامسة لبي بي سي)، لكن فريق التعليق في قناة «آي تي في» من الذكور بالكامل.
ويعد هذا تغييراً كبيراً بالمقارنة بما كان عليه الوضع في بطولة كأس العالم 2014، عندما كانت لوغان هي المرأة الوحيدة على «بي بي سي»، بينما لم تكن هناك أي امرأة على قناة «آي تي في». لكن مثل المراقبين الآخرين، لاحظت هاريسون أن التوازن بين الجنسين هذه المرة لا يحدث في كل مباراة على أي قناة من القناتين، خاصة في المباريات الكبيرة. وتقول: «ألن يكون من الرائع أن تظهر السيدات في المباريات الكبيرة حقاً؟ كان لدينا العديد من المذيعات والمحللات اللاتي قمن بعمل جيد للغاية، لذلك فالأمر لا يتعلق بعدم قدرتهن على القيام بعمل جيد. وبالتالي، فلماذا لا يحدث ذلك؟».
لا يوجد أدنى شك في أن كأس العالم الحالية قد شهدت تقدماً تاريخياً للنساء اللواتي يعشقن كرة القدم. وشهدت إحدى المباريات مشاركة أول فريق نسائي بالكامل في تحكيم مباراة لكرة القدم للرجال في نهائيات كأس العالم، وهي المباراة التي جمعت بين منتخبي كوستاريكا وألمانيا، وأصبحت الفرنسية ستيفاني فرابارت أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال.
وفي ظل جذب كرة القدم لجمهور متنوع بشكل متزايد، فمن المنطقي أن يكون لديك فرق عمل تعكس هذا التنوع، كما تشير أوتلي، التي تقول: «يبدو أن وجود رجال ونساء يغطون كرة القدم للرجال والسيدات هو الشيء الواضح الذي يجب القيام به».
وأشادت ستيفاني هيلبورن، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «سيدات في الرياضة» بـ«احترام صوت المرأة في كرة القدم»، لكنها قالت إن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق المساواة على جميع المستويات في الرياضة، ولا سيما في مجال التدريب والإدارة.
وأشارت إلى أن التوازن بين الجنسين في فرق البث وتحليل المباريات يعد رسالة قوية في هذا الصدد، قائلة: «الأمر يتعلق بوجود فريق أحلامنا من المحللين، أليس كذلك؟ بمعنى وجود بعض من أعظم ناقداتنا إلى جانب نقادنا الأكثر احتراماً؛ حتى يظهروا كيف يجب أن يكون العالم».


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».