استحم أقل لحماية الجلد والمناخ

الاستحمام يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه
الاستحمام يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه
TT

استحم أقل لحماية الجلد والمناخ

الاستحمام يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه
الاستحمام يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه

هل يبقى الاستحمام بصورة يومية لازماً رغم استهلاك الكثير من المياه في ظل الارتفاع الكبير بفواتير الطاقة؟ الإجابة عن ذلك حسب أطباء جلد، «الأمر غير ضروري شرط الالتزام ببعض قواعد النظافة»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
حسب معهد «إيفوب» الفرنسي لدراسات الرأي العام، يقول ثلاثة أرباع الفرنسيين (76 في المائة) إنهم يستحمون بالكامل يومياً، مثل جيرانهم الألمان (77 في المائة)، فيما لا تتعدى نسبة هؤلاء لدى الإنجليز 68 في المائة ولدى الإيطاليين 53 في المائة.
لكنّ هذا النمط من الاستحمام اليومي يرفع فاتورة الطاقة وله أيضاً أثر بيئي. فبحسب مرصد مركز معلومات المياه، يستهلك كل استحمام نحو 57 لتراً من الماء، أو ما يقرب من 40 في المائة من إجمالي الاستخدام اليومي للفرد الفرنسي.
وعن «هل من الضروري حقاً الاستحمام كل يوم؟» تجيب اختصاصية الأمراض الجلدية في باريس ماري جوردان عن هذا السؤال بالقول: «لسنا مضطرين للاستحمام يومياً من الرأس إلى أخمص القدمين». وتوضح الطبيبة العضو في الجمعية الفرنسية للأمراض الجلدية أن الجلد عضو حي يتجدد و«ينظف نفسه» بطريقة ما. كما أن سطح الجلد مغطى بطبقة من الماء والدهون تشكل أول حاجز وقائي ضد العوامل المعدية والتلوث.
هذه الطبقة ضرورية أيضاً للوقاية من الجفاف. وتؤكد ماري جوردان أن «الجلد منظومة يجب الحفاظ على توازنها كأي منظومة أخرى».
ويتعين غسل الجلد في حال «غمرته عوامل عدوانية» مثل التلوث أو العرق. لكن، كقاعدة عامة، «يكفي غسل المناطق التي تحتوي على العرق الدهني، والتي تكون أكثر عرضة للمستعمرات البكتيرية، مثل الإبطين، والفجوات بين أصابع القدمين، والأجزاء الحميمة». على العكس من ذلك، «يمكن للاغتسال بصورة مفرطة أن يسبب الجفاف، وحتى الأكزيما»، وفق جوردان.
ومنذ القرن التاسع عشر وأعمال لويس باستور العلمية، بات معلوماً أن الاستحمام يقضي على جزء كبير من البكتيريا المسؤولة عن الأوبئة. لكن اليوم، «في مكاتبنا، نرى الكثير من الأشخاص الذين يغتسلون بشكل مفرط، مرات عدة في اليوم، غالباً بسبب رهاب الفيروسات»، بحسب طبيبة الأمراض الجلدية والتناسلية في باريس لورانس نيتير.
وتوضح نيتير أن «الخطر يكمن في تغيير الطبقة السطحية المائية الدهنية التي تسمح للجلد بالبقاء بصحة جيدة بشكل طبيعي». لذلك يوصي أطباء الجلد بالتركيز على الأجزاء التي توجد فيها الميكروبات والعرق، باستخدام الحد الأدنى من المنظفات أو عوامل الرغوة التي تهاجم الجلد.



الرياضات الإلكترونية: جيكي يحلق بأولى بطولات الموسم السعودي

فريق جيكي خلال التتويج (الشرق الأوسط)
فريق جيكي خلال التتويج (الشرق الأوسط)
TT

الرياضات الإلكترونية: جيكي يحلق بأولى بطولات الموسم السعودي

فريق جيكي خلال التتويج (الشرق الأوسط)
فريق جيكي خلال التتويج (الشرق الأوسط)

توّج فريق جيكي بأولى بطولات الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية بنسخته الثانية (موسم 2023)، بعدما كسب مواجهته أمام فريق فالكونز بنتيجة 3 جولات مقابل جولة واحدة. وذلك في رياضة «رينبو 6 سيغ» الإلكترونية.

وكانت البطولة اختُتمت في مقر قمة المنافسة السعودية بالمدينة الإعلامية في الرياض.

وحصل لاعب الفريق الملقب بـ«هشوم» على جائزة أفضل لاعب في البطولة بعد أدائه المبهر، الذي مكّن فريقه من الظفر بلقب البطولة.

وقال فيصل بن حمران، مدير إدارة الرياضة الإلكترونية في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، إن مستوى التنافسية التي شهدها الجميع خلال مجريات بطولة رينبو سيغ، وبقية البطولات في الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية «يسعدنا ويجعلنا نقدم مزيداً».

وأضاف: «ما تقدمه أندية الرياضات الإلكترونية السعودية في البطولات المحلية ينعكس على ما يقدمه لاعبوها من أداء مبهر في محافل الرياضات الإلكترونية العالمية، وهذا نظير جهودهم في تطوير أنفسهم لاعتلاء مجتمع الرياضات الإلكترونية المحلي».

وتنطلق (الخميس) مجريات البطولة الثانية من بطولات الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، وذلك لرياضة فالورانت الإلكترونية.

يذكر أن الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية يأتي بنسختين خلال الموسم الواحد، ويضم 7 ألقاب لأشهر الألعاب الإلكترونية مثل: رينبو 6 سيغ، وببجي موبايل، وفالورانت، وروكيت ليق، ويستمر لمدة 15 أسبوعاً، وتبلغ قيمة جوائزه 5 ملايين ريال سعودي.


عناوين روايات خالد خليفة تتصدر نعوات أصدقائه

لوحة الفنان بطرس المعري في نعي خالد خليفة
لوحة الفنان بطرس المعري في نعي خالد خليفة
TT

عناوين روايات خالد خليفة تتصدر نعوات أصدقائه

لوحة الفنان بطرس المعري في نعي خالد خليفة
لوحة الفنان بطرس المعري في نعي خالد خليفة

*كانت الأجهزة السورية تمنحه إجازة سفر لمرة واحدة غير قابلة للتجديد، على أمل أن تكون مغادرته بلا عودة، إلا أنه كان يعود دائماً

كأن السوري خالد خليفة حين كان يضع عناوين رواياته، كان يخطّ كلمات نعواته التي تدفقت، مساء السبت، إلى حسابات طيف واسع من المثقفين والفنانين السوريين على وسائل التواصل الإجتماعي، لدى تلقّيهم نبأ رحيله المفاجئ. حيث وجده أصدقاؤه المقرَّبون مستلقياً على الأريكة مفارقاً الحياة، على أثر احتشاء في العضلة القلبية، إذن «الموت عمل شاقّ لك ولنا» كتب كثيرون من الأصدقاء مؤكدين أن قلوب كثيرين ستصلّي عليه، استعارة لعنوان رواية «الموت عمل شاق»، ورواية «لم يصل عليهم أحد».

الروائي خالد خليفة، الذي يناديه الأصدقاء بـ«الخال»، كان قد تفرّغ منذ بداية مسيرته الأدبية، لاحتراف الكتابة الإبداعية، وسخَّر لها كل طاقاته ونشاطاته، وتمكّن، بدماثته المشهودة، من نسج علاقات صداقة ودية متينة في الأوساط الثقافية المحلية والعربية، وحتى الأجنبية، بدأب في السنوات الأخيرة، على السفر، رغم تقييد حركته من قِبل الأجهزة الأمنية السورية التي كانت تمنحه إجازة سفر لمرة واحدة غير قابلة للتجديد، على أمل أن تكون مغادرته بلا عودة، إلا أن «خالد» كان يعود إلى دمشق التي اختار الاستقرار فيها، ما دام قادراً على البقاء. صديقه المقرَّب، ابن مدينة حمص، عبد الباسط فهد، أكد ذلك في نعيه لخالد، عبر حسابه في «فيسبوك»: «جمعَنا شعور مشترك وقرار حازم لا رجعة فيه بالبقاء في البلد، رغم خرابها الأخير، ورغم الفرص الكثيرة للرحيل والهجرة».

وبينما تجاهلت الجهات الرسمية السورية نبأ رحيل خليفة، وما خلفه من صدمة وحزن كبيرين في الأوساط الثقافية والفنية، نعاه المحتجّون في محافظة السويداء، ورفعوا عبارات النعي مع صور الراحل في ساحة الاحتجاجات المركزية، يوم أمس الأحد: «عشتَ حرّاً كما سنديان الجبل، وداعاً خالد خليفة». وبدورها نعته «رابطة الكُتاب السوريين»، في بيان قالت فيه إن «خالد» رحل في دمشق التي عاش فيها ولم يغادرها، «تاركاً خلفه الصدمة والحزن لدى كل من عرفه وقرأه في سوريا وفي عموم الوطن العربي والعالم». ولفت البيان إلى أن خليفة هو من أبرز وجوه الروائيين السوريين الذي قدّموا للقراء أعمالاً جماهيرية تلتزم قضايا المجتمع وتحاول أساليب مختلفة في السرد، فكان من خلال ذلك «أنموذجاً للكاتب الذي حمل روح التجدد والشباب». وتابعت الرابطة أن «خالد» لم يتردد لحظة في الوقوف مع مواطنيه في عام 2011، حين نزلوا الشوارع، وتعرَّض لاعتداء جسدي مباشر ومُضايقات متكررة على مدى أعوام طويلة، وتم تقييد حركته لفترة، قبل أن يُسمح له بالمغادرة، بموجب موافقة أمنية لا تجدَّد تلقائياً، الأمر الذي وضعه تحت طائلة حرمانه من حقه في السفر والعودة».

خالد عبد الرزاق، الشهير بخالد خليفة، وُلد في حلب 1963، لعائلة تنحدر من بلدة مريمين، في ريف عفرين (شمال حلب)، درس الحقوق في جامعة حلب، وتخرَّج فيها عام 1988، دخل عالم الأدب بكتابة الشعر، ومع بداية التسعينات برز بوصفه كاتب سيناريو، من خلال مسلسلات تركت أثراً واضحاً في الدراما السورية، منها «قوس قزح»، و«سيرة آل الجلالي»، و«المفتاح»، و«العراب»، و«هدوء نسبي»، و«ظل امرأة»، كما كتب أفلاماً وثائقية وأفلاماً قصيرة، وأفلاماً روائية طويلة؛ منها فيلم «باب المقام».

أولى رواياته كانت «حارس الخديعة» عام 1993، بعدها أصدر رواية «دفاتر القرباط» عام 2000، ليحترف كتابة الرواية، ويَذيع صيته مع صدور رواية «مديح الكراهية» التي تُرجمت إلى اللغات (الفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والنرويجية، والإنجليزية، والإسبانية)، كما وصلت إلى القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» في دورتها الأولى عام 2008، ليواصل نجاحه، وتتوالى أعماله الأدبية التي كانت تلقى رواجاً واسعاً كرواية «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة»، التي حازت، عام 2013، جائزة نجيب محفوظ للرواية، ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. و«الموت عمل شاق» الصادرة عام 2016، و«لم يصلّ عليهم أحد» عام 2019.

رحل خليفة وهو في أوج عطائه، مخلّفاً الصدمة، وكثيرون من أصدقائه لم يصدّقوا بدايةً النبأ، وظنّوا أنها مزحة سمجة، لكنْ ومع تأكد الخبر تدفق إلى وسائل التواصل الاجتماعي موجة عالية من نعوات المثقفين والصحافيين والفنانين والناشطين السياسيين داخل سوريا وخارجها، وكتب الشاعر السوري منذر المصري معاتباً: «خالد... عأساس تطبع مخطوط الرواية الجديدة (غرفة بصاق للعمة) على ورق ونشتغل عليها سوا... أي أساس!؟ حياتنا كلها حفر وخراب»، ذاكراً أنه، وخلال مقابلة صحافية، حين سُئل عن خالد قال: «أخاف أن يموت قبلي! صدقاً كنت عارف!».

الفنان التشكيلي بطرس معري نعاه بلوحة رمزية تضمنت «بورتريه» مع كتابة «خالد خليفة أحبَّ بلده فأحبَّه البلد وأهل البلد».

من جانبه أظهر الكاتب والصحافي المصري سيد محمود فيضاً من مشاعر الحزن والأسى، وكتب: «أنعى لكم قطعة من قلبي، مات خالد خليفة وتركني في العراء، لا أحد عندي مثل خالد».

وكذلك نعاه الأديب الكويتي طالب الرفاعي قائلاً: «كأن الموت ينتقي أحبابه، خبر صادم يا صديقي». المخرج السوري هيثم حقي بدا غير مصدّق النبأ: «خالد خليفة، هل حقاً رحلت؟ كيف ترحل وأنا ما زلت بانتظارك للقاء أجّلناه، ولم نتصوّر أن (الموت الشاق) لن يعطينا فرصة كنا نتمناها... أخي وصديقي الحبيب وشريكي في عدد من أعمال تلفزيونية، نجحت بك وببراعة حسّك الروائي العالي... ورغم عدم تصديقي أتلفّظ أصعب جملة: رحل خالد خليفة... الألم والمرارة أصرّا على صفعي بالحقيقة».


رواية سورية تصدر بعد 37 سنة من كتابتها

رواية سورية تصدر بعد 37 سنة من كتابتها
TT

رواية سورية تصدر بعد 37 سنة من كتابتها

رواية سورية تصدر بعد 37 سنة من كتابتها

صدرت حديثاً عن «محترف أوكسجين للنشر» في أونتاريو، رواية للروائي السوري علي عبد الله سعيد، وهي بعنوان «سكّر الهلوسة»، وذلك بعد 37 سنة من كتابتها.

جاء في كلمة الناشر:

«تتجاوز هذه الرواية زمنَها الحقيقي بين عامي 1983 و1986، لتفرض زمنها الخاصّ، مديداً وآنيّاً، مليئاً بالأحداث والشخصيات، في حبكة تتخطى فيها كل ما هو تقليدي، ليس تناغماً مع موضوعها الشائك وعوالمها المركّبة فحسب؛ إنَّما لقدرةِ علي عبد الله سعيد على إحداث الدهشة منذ السطر الأول: (هارباً من الجحيم اليوميّ). ولتمضي لعبة السرد على مدار تسعة فصولٍ يطارد فيها البطل هروبه إلى ما يتوق إليه وينفلت منه، إلى ما يجعلُه يصارع مصائره بضعفه وهشاشته، بتأمّلاته الفلسفية، بتوْقه المتجدّد للحبّ والامتثال الكامل للجسد، باقتحامات وتصادمات وهلوسات تتجلى في غرفٍ مظلمة، وفي شوارع تتربّص بالعابرين إلى خلواتهم في زمن الحرب، وفي دهاليز المؤسّسة بجدرانها الصمّاء ومكاتبها الضيّقة، وبموظّفيها وطقوسهم المجنونة، في محاولةٍ لدرء تصدّعات الحياة».

لا تأبه هذه الرواية بالمنع والتغييب، ولا بكل ما جُوبهت به لئلا تُطبع، وها هي تخرج إلى النور طازجة، كما لو أن الروائي السوري علي عبد الله سعيد انتهى من تأليفها للتوّ، وليس منذ أكثر من سبعٍ وثلاثين سنة. إنها رواية عصيّة على الزمن، تُوقظ وردة نديّة من حلمها، وتجعل من الشهيق والزفير معركة، أما سُكّرُها فله أن يذوب بحياة راويها ونسائه، وهو يقصّ على سلام الجزائري حيواته مع النازفين المرميّين في العراء، تارة يسرد ويضيء، وأخرى يُهَلوس ويهذي، وفي خضمّ ذلك تتوالى الحكايات والإشراقات والرغبات، والخيانات والخيبات والهزائم، كما لو أنّ النص قفزةٌ في الزمن، ومعبرٌ روائيّ استثنائي إلى واقع يوثّقه سعيد بأن يشكّله ويعيد تشكيله مراراً تحت إملاءات التوق إلى الحب والحرية والحياة.

من أجواء الرواية:

«الحب... يا سلام...

ما الفائدة من الحب؟

ما الفائدة من الحزن؟

ما الفائدة من الوطن؟

ما الفائدة من الفرح؟

أبدو يائساً وشهيّاً...

كان يأسي لذيذاً...

كان الوطن بين القتَلة ضيِّقاً كالحذاء الذي اهترأ. لذا... أتلمَّس مسامير اللحم التي خلّفها الوطن على قفا أصابعي.../ وأنتِ أتقبلين يأسي هكذا؟ أم تريدين وردة السفرجل الحزينة الذابلة؟».


«المنافسون الموالون»… قصة تتجدد في «رئاسيات مصر»

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
TT

«المنافسون الموالون»… قصة تتجدد في «رئاسيات مصر»

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يعلن الجدول الزمني للاستحقاق الرئاسي (إ.ب.أ)

المنافس المؤيد، أو المُرشح الرئاسي المُوالي لمَن ينافسه، مشهد تكرر في انتخابات الرئاسة المصرية في نسخها الماضية، وها هو يحدث مجدداً مع نسختها المقبلة، نهاية العام الحالي.

وتترقب مصر إجراء الانتخابات الرئاسية داخل البلاد في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على مدار 3 أيام متتالية، بينما يصوّت الناخبون في الخارج بدءاً من الأول إلى الثالث من الشهر نفسه.

وبينما يُنتظر إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى السلطة منذ عام 2014، ترشحه بشكل رسمي، أبدى 5 سياسيين مصريين رغبتهم في الترشح بشكل جدي حتى الآن، وهم عضو مجلس النواب السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس «الحزب الاجتماعي الديمقراطي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة.

ومن بين تلك الأسماء يظهر حازم عمر، وعبد السند يمامة، اللذان سبق لهما أن أبديا مواقف مؤيدة للرئيس السيسي، كما أن حزبيهما عُرفا بمواقفهما الداعمة له.

وأعلن المرشح المحتمل حازم عمر حصوله على تأييد 44 نائباً من أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، لتزكيته لخوض الانتخابات المقبلة، وذلك بعد أن تقدّم باستقالته من مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) لخوض السباق الرئاسي. ونال عمر عضويته في مجلس الشيوخ، بالتعيين من جانب الرئيس السيسي.

ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المُرشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها.

وسبق لعمر أن أعلن دعمه للرئيس السيسي في انتخابات 2018، كونه «الأنسب للمرحلة» على حد قوله. بينما جاءت تصريحاته عقب الترشح حالياً، مؤكداً أن حزبه (الشعب الجمهوري)، «كان وما زال داعماً للدولة المصرية». سبقت ذلك، إشادته بالحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي، قائلاً إن «الحوار الوطني وضع لبناته الأولى الرئيس السيسي، برؤية ثاقبة ونظرة مستقبلية وقيادة حكيمة»، واستطرد: «لن ندخر جهداً لإنجاح الحوار، ونعاهد الله والرئيس والشعب المصري، أن نقدم وبكل إخلاص أقصى درجات التعاون».

بدوره، أبدى عبد السند يمامة، رئيس حزب «الوفد»، الذي حصل على توقيع 20 نائباً لتزكيته لخوض الانتخابات المقبلة، في تصريحات تلفزيونية عقب نيته الترشح، أن موقفه من الرئيس السيسي واضح، وأنه طالب بتخليد اسم السيسي بجانب أسماء الزعيمين سعد زغلول ومحمد علي باشا. وفي الوقت نفسه أكد يمامة، أن ترشحه للانتخابات الرئاسية يأتي بناء على رغبته الشخصية، وليس إملاء لتوجيهات حكومية، ولا يقبل بدور «الوسيط ولا الماريونيت ولا الدوبلير».

سابقاً، ظهر مشهد «المنافس المؤيد» في انتخابات الرئاسة المصرية 2018، مع ترشح رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، أمام الرئيس السيسي، رغم أنه أطلق حملة «كمل جميلك يا شعب»، التي طالبت بترشح عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة 2014، وفي 2017 أسس حملة «مؤيدون» لمساندته في الانتخابات الرئاسية في العام التالي، إلا أن موسى أعلن مع مطلع 2018 ترشحه للانتخابات الرئاسية ومنافسة السيسي.

وفي انتخابات الرئاسة المصرية 2005، أول انتخابات رئاسية تعددية، كان من بين 9 منافسين للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مرشح موالٍ له، هو أحمد الصباحي رئيس حزب «الأمة»، الذي أثار جدلاً وقتها بتصريحاته التي قال فيها إن «الرئيس (مبارك) أولى منه بالمنصب»، وأنه لا يرى نفسه منافساً لمبارك في هذه الانتخابات، لكنه مشارك من أجل تدعيم الديمقراطية وإثراء التجربة، وأكد أنه سيتنازل له عن المنصب لو فاز «لا قدر الله»، حسب قوله.

وهي تصريحات أثارت مزيداً من شكوك المراقبين وقتها حول جدية السباق الانتخابي نحو منصب الرئاسة.

وتوضح أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة غادة موسى، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يمكن تقسيم مرشحي الرئاسة في مصر بشكل عام إلى 3 فئات؛ الأولى: مرشح قادر، ويرغب في الترشح، ولديه إمكانات مادية وإنجازات وقاعدة شعبية. والثانية: مرشح راغب، لكنه غير قادر، ولديه برنامج إصلاحي لكنه يفتقر للدعمَين المادي والشعبي. أما الثالثة: فهي لمرشح غير راغب وغير قادر، وهي مجموعة تضم مرشحين دُفع بهم لغرض ما.

وتصف موسى وجود حازم عمر، وعبد السند يمامة، بوصفهما مرشحَين محتملَين في الانتخابات المقبلة بـ«الأمر غير المنطقي»، قائلة: إن «الشعب الجمهوري» هو حزب من الأحزاب الموالية، يؤيد توجهات الدولة، وبالتالي وجود عمر أمام الرئيس السيسي هو مساندة غير مباشرة، كما أنه ليس لديه برنامج مخالف، وكذلك رئيس حزب «الوفد»، الذي يرأس حزباً ليبرالياً، ورغم أن توجهات الدولة ليست ليبرالية وأقرب للقومية المحافظة، فإننا نراه يبدي تأييداً للرئيس، وبالتالي وجوده أيضاً غير منطقي، وهو ما يدعو للقول إن وجود كلا المرشحين يعطي فقط مشروعية للعملية الانتخابية.

في الوقت نفسه، ترفض أستاذة العلوم السياسية أن تثير تلك الحالة نوعاً من الانتقاد أو التندر من جانب البعض، لافتة إلى أنه إذا كان يوجد مرشحون موالون، فهناك في الوقت نفسه مرشحون غير موالين.

من جهته، قال ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل»، لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات الرئاسية هذه المرة ستكون مختلفة؛ لأنها تشهد تعددية بشكل أكبر، والمرشحان عمر ويمامة جادان، ويمتلكان النصاب القانوني في مجلس النواب للترشح طبقاً للدستور، وبترشحهما أصبح لدينا الحد الأدنى لهذه الانتخابات التعددية، وهو ما يعطي زخماً أكبر للانتخابات».

وحول ما يثار حول مواقفهما الداعمة للرئيس، قال: «لا يتوجب علينا أن نفتش فيما هو داخلهما، فقد يكون لهما توجه تأييدي سابق في مواقف مختلفة، لكن أيضاً لهما مواقف مقابلة في بعض الأوقات الأخرى، وفي النهاية حسما أمرهما، وسوف يبذلان مجهوداً لتحقيق وجود انتخابات تعددية وسط أجواء ديمقراطية».


اكتشاف بقايا نبيذ فرعونية في جرار مغلقة جنوب مصر

موقع الحفائر بأم القعاب في سوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
موقع الحفائر بأم القعاب في سوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

اكتشاف بقايا نبيذ فرعونية في جرار مغلقة جنوب مصر

موقع الحفائر بأم القعاب في سوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
موقع الحفائر بأم القعاب في سوهاج (وزارة السياحة والآثار المصرية)

نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية النمساوية العاملة في مقبرة الملكة «مريت نيث» من الأسرة الأولى في منطقة أم القعاب بأبيدوس في سوهاج (جنوب مصر) في الكشف عن مئات من الجرار المغلقة التي لم تفتح من قبل، وفي داخلها بقايا من نبيذ، بالإضافة إلى العثور على مجموعة أخرى من الأثاث الجنائزي.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن «الجرار المكتشفة كبيرة الحجم، وفي حالة جيدة من الحفظ، وإن بقايا النبيذ الموجودة داخلها عمرها نحو 5 آلاف عام».

وأوضح الدكتور ديترش راو، مدير المعهد الألماني في القاهرة، أن «أعمال الحفائر في المقبرة نجحت كذلك في إزاحة الستار عن معلومات تاريخية جديدة عن حياة الملكة وفترة حكمها، وأن دراسة نقوش أحد الألواح التي عثر عليها داخل المقبرة أشارت إلى أن الملكة كانت تحظى بمكانة كبيرة، إذ كانت مسؤولة عن مكاتب الحكومة المركزية».

جانب من جرار النبيذ المكتشفة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ولفت إلى أن «البعثة مستمرة في عملها في محاولة للكشف عن مزيد من أسرار تاريخ هذه الملكة وهويتها».

ووفق الدكتورة كريستيانا كوهلر، رئيسة البعثة الأثرية، فإن «الدراسات التي أُجريت على المقبرة أشارت إلى أن مقبرة الملكة مريت نيث بُنيت من الطوب النيء والطين وألواح الخشب، وأن الملكة ربما تكون المرأة الوحيدة من الأسرة الأولى التي يُكشف عن مقبرة ملكية لها في أبيدوس حتى الآن».

جانب من عمل البعثة الألمانية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوجد بجوار مقبرة الملكة مجموعة مقابر للحاشية والخدم الخاص بها، تضم 41 مقبرة، ما يشير إلى أن «هذه المقابر بُنيت خلال مراحل زمنية مختلفة»، حسب كوهلر.

ووصف الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقاً، اكتشاف أبيدوس بأنه «اكتشاف حقيقي يقدم معلومات جديدة»، مؤكداً أنه «أحد أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ المعهد الألماني بمصر».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «الوسط الأثري في مصر ينتظر استكمال الحفائر في تلك المنطقة لرؤية اكتشافات أخرى، تسلط الضوء على تلك الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ مصر».

وتعد أم القعاب أو أم الجعاب تسمية حديثة لجبانة مصرية قديمة، كانت تسمى «بيقر»، كانت موجودة شرق مقابر الملوك في أبيدوس بمحافظة سوهاج، وعثر بها على 650 مقبرة لقدماء المصريين.

وتمتلئ المنطقة بشظايا قدور خزفية للقرابين مصنوعة في أزمنة مبكرة، وكانت المنطقة موقعاً للتقديس والعبادة في مصر القديمة، وبحلول عهد المملكة الوسطى، حُفِرت واحدة من المقابر الملكية وأعيد بناؤها لكهنة أوزوريس.

وتعود المقابر إلى عصر ما قبل الأسرات وعهدي الأسرة الأولى والثانية (نحو 3000 - 2700 قبل الميلاد)، وتنتمي جبانة أم القعاب إلى جبانة ديدو وفيلة ومنديس (مقابر أوزوريس).

وأول من قام بالحفائر بها إميل أميلينو عام 1890، ثم الآثارى البريطاني فلندرز بتري بين عامي 1899 و1901، فالمعهد الأثري الألماني منذ عام 1970، وفق الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة المصري.

ويضيف ريحان لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة الأثرية كانت منطقة تخزين للجعة، وقد كشف بها قبل ذلك عن مقبرة الملك العقرب الأول، وتتكون من 12 حجرة، تشمل 9 مخازن، عثر بها على قوارير نبيذ تتسع لـ4000 لتر من النبيذ. وكانت على القوارير كتابات مزرعة الملك العقرب، ما يدل على وجود مزرعة تعتمد عليها صناعة النبيذ، كما اكتشف العالم البريطاني فلندرز بتري مقبرة من حجرتين منفصلتين؛ حجرة التابوت والحجرة الصغيرة مكان التخزين.

قطعة مكتشفة بالموقع (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وحسب ريحان، فإن «الملكة مريت نيث قد تكون أول ملكة تحكم في تاريخ العالم، إذ حكمت مصر وهي من الأسرة الأولى، واختلفت الآراء فيما إذا كانت هي التي قد حكمت البلاد، أو أنها كانت زوجة الملك جت وحسب، كما يعدّها علماء الآثار مفتاحاً لحكم ملوك مصر القديمة في عصر الأسرات».


«العُلا» تحقق أول ألقاب كأس الاتحاد السعودي للهجن

جانب من منافسات كأس الاتحاد السعودي للهجن 2023 في نجران (واس)
جانب من منافسات كأس الاتحاد السعودي للهجن 2023 في نجران (واس)
TT

«العُلا» تحقق أول ألقاب كأس الاتحاد السعودي للهجن

جانب من منافسات كأس الاتحاد السعودي للهجن 2023 في نجران (واس)
جانب من منافسات كأس الاتحاد السعودي للهجن 2023 في نجران (واس)

تُوجت المطية «العُلا» لمالكها الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز بلقب كأس الاتحاد السعودي للهجن 2023 لفئة الـ«حقايق»، وذاك في اليوم الأول من منافسات النسخة الثالثة المقامة حالياً على أرض ميدان الهجن في منطقة نجران.

وتقام منافسات كأس الاتحاد السعودي للهجن برعاية أمير منطقة نجران ولمدة 5 أيام بمشاركة 3526 مطية يمثلون 8 دول وبمجموع جوائز تتجاوز الـ10 ملايين ريال.

وأقيمت في اليوم الأول من المنافسات 36 شوطاً على فترتين (صباحية ومسائية)، مخصصة لفئة الـ«حقايق» (بكار، وقعدان)، مجموع مسافاتها 108 كيلومترات (3 كيلومترات لكل شوط)، تتضمن 26 شوطاً عاماً، 4 أشواط كؤوس، و6 أشواط مفتوحة، وجوائزها 2.420 مليون ريال.

منافسات البطولة تمتد 5 أيام وسط مشاركة 3526 مطية (واس)

كما حققت المطية «وحيشان» التوقيت الأفضل لفئة الـ«حقايق» لمالكها العماني أسعد ناصر الغيلاني، وبلغ التوقيت 4:26.025 دقيقة، وجاءت المطية «نهب» لمالكها عايض رفعان آل عاطف ثانيةً في التوقيت الأفضل وبلغ 4:26.735 دقيقة، تليها المطية «الجذاب» لمالكها عوض آل رزق بتوقيت بلغ 4:29.278 دقيقة.

وشهدت فعاليات اليوم الأول، تحقيق مالك الهجن عايض رفعان آل عاطف، ألقاب 7 أشواط في الـ«حقايق»، وذلك عبر المطايا: الاتحادي، الشبابي، ناصي، صايب، الغزيل، نهب، وسياف.

بينما تنطلق (الاثنين) منافسات اليوم الثاني بإقامة فئة الـ«لقايا» بإقامة 30 شوطاً على فترتين (صباحية ومسائية)، مجموع مسافاتها 120 كيلومتراً (4 كيلومترات لكل شوط)، تتضمن 20 شوطاً عاماً، 4 أشواط كؤوس، و6 أشواط مفتوحة، وجوائزها 2220 مليون ريال.


هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟
TT

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

هل ينفع العلاج الصوتي في حالات التوتر؟

يحتاج تخفيف التوتّر إلى الهدوء والسكينة معاً. ولكن إذا أردتم تغيير حالكم من القلق إلى الاسترخاء، فقد يكون العلاج بالصوت حلاً أفضل وأسرع لكم من الجلوس في ظروف الصمت.

أصوات علاجية

وقد كشف تقريرٌ أخير نشره موقع «بلومبرغ» أنّ أصوات «الضجيج الأبيض» white noise (أصوات معتادة تغطي على الأصوات المزعجة) والمدوّنات التي تبث الأصوات المحيطة بالإنسان، تُستهلك بمعدّل ثلاثة ملايين ساعة في اليوم من قبل مستخدمي منصّة «سبوتيفاي»، ما يشير إلى تصاعد هذا الاتجاه.

يشرح كريغ غولدبيرغ، الشريك المؤسس لـ«إن هارموني» inHarmony، وهي مؤسسة مزوّدة العلاج بالصوت والذبذبات الصوتية، أنّ «العلاج بالصوت يشهد زخماً كبيراً اليوم. وقد استخدمت هذا العلاج لقرون ثقافات كسكان أستراليا الأصليين وكهنة التبت لإعادة ضبط الجسم والعقل والروح، وتحفيز الاسترخاء والشفاء والعافية».

يقول غولدبيرغ إنّ «الأميركيين عامّةً يواجهون صعوبة في الاسترخاء، وعدم القدرة على التخلّص من حالة (المجابهة أو الهروب)، والدخول في وضع الهدوء. يجب إمضاء الجزء الأكبر من وقتنا في التركيز على استجابة الجهاز العصبي اللاودّي الذي يُطلق شعور الاسترخاء، ولكنّ هذا الأمر صعب على معظم النّاس».

العلاج بالذبذبات الصوتية

بدأتُ مشوار العلاج بتجربة «إن هارموني» للذبذبات الصوتية التي تستخدم ترددات الصوت بمساعدة تطبيق إلكتروني ووسادة للتأمّل. تستطيع الأذن البشرية سماع الأصوات التي يتراوح تردّدها بين 20 هرتز و20 ألف هرتز، بينما يركّز العلاج بالذبذبات الصوتية على الحافّة الدنيا من الطّيف والتي يمكن استشعارها عبر مستقبلات الجسد الميكانيكية الموجودة في الجلد. يشبّه غولدبيرغ هذا النوع من العلاج بالوجود في حفلٍ موسيقي والشعور بنقرات الباس.

ويضيف أن «العلاج بالذبذبات الصوتية يجمع الصوت مع الذبذبات ليسمع الخاضعون له التردّد نفسه الذي يشعرون به. كما أنّه يحقّق هذه التجربة الصوتية الغامرة والثلاثية الأبعاد التي تُشعر الشخص أنّه داخل الموسيقى. يساعد هذا العلاج الجهاز العصبي على الهدوء والاسترخاء، وبالتّالي، يقدّم هذا الشعور لاستجابة الجهاز العصبي اللاودّي».

استرخاء وصفاء وإلهام

أدخلني نظام «إي هارموني» في حالة من الاسترخاء بسرعةٍ ملحوظة. يقدّم النظام قِطعاً موسيقية عدّة، ولكلّ واحدة هدفها، كالانعكاس والصفاء والشفاء والإلهام».

يمنحكم استخدام الوسادة التي تهتزّ تجربة لكامل الجسم، لتشعروا بالاسترخاء فيما تبقّى من يومكم. في أوّل مرّة جرّبتُ فيها الوسادة، نمتُ لـ90 دقيقة بعد الظهر، وهو أمرٌ غير اعتيادي بالنّسبة لي، فضلاً عن أنّني أنام بشكلٍ أفضل ليلاً في الأيّام التي أخضع فيها لعلاج الذبذبات الصوتية.

يقول غولدبيرغ إنّ الالتزام بالممارسة المنتظمة يُدرّب الجسم على إطلاق التفاعلات الكيميائية المتتالية المرتبطة بالشعور بالهدوء والاسترخاء، لافتاً إلى أنّه «بدل محاولة تغيير العالم الخارجي، يجب أن ندرّب جهازنا العصبي على الحفاظ على هدوئه واسترخائه».

لستُم بحاجة لاستعمال الوسادة للحصول على الفوائد لأنّكم تستطيعون تشغيل الموسيقى وحدها باستخدام السمّاعات، أو الهاتف، أو مكبّر صوتي، أو نظام صوتي. ويؤكّد غولدبيرغ أنّ «إقفال العينين والاستماع لموسيقى التأمّل باستخدام أيّ واحدٍ من هذه الوسائط سيمنحكم التأثير المطلوب».

العلاج بالموسيقى

وجرّبتُ أيضاً العلاج بالموسيقى. تعد الموسيقى أداةً جيّدة لاحتياجات الصحّة النفسية حيث إنّها تعالج الاضطرابات المزاجية، والقلق العصبي، والتوتّر، والاكتئاب، بحسب جايمي بابست، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لتطبيق «سبيريتيون» للموسيقى العلاجية.

وتقول جايمي: «في خضم استجابة الكرّ والفرّ، يتسارع التنفّس ويرتفع نبض القلب. بعدها، يبدأ الدماغ بالتشوّش ويعجز عن التركيز. عند تشغيل الموسيقى، يتلقّى الدماغ الإشارة الموسيقية وينتج أنواعاً مختلفة من الهورمونات كالأوكسيتوسين (هورمون السرور)، ويُنذر الجسد للبدء بالهدوء».

يقدّم تطبيق «سبيريتيون» قطعاً موسيقية تلتقي معكم في الحالة التي تعيشونها. يبدأ التطبيق بسؤالكم: «كيف تشعرون في الوقت الحالي؟»، ويمكنكم اختيار أكثر من إجابة. على سبيل المثال، إذا نقرتُم على «قلق»، يجرّ عليكم هذا الخيار إجابات أخرى كـ«محبط»، و«مهموم»»، «غاضب»، و«متوتر». بعدها، يسأل التطبيق: «كيف تريدون أن تشعروا؟» إذا نقرتُم على «هادئ»، يطرح عليكم أيضاً عدّة أحاسيس أخرى كـ«مسترخٍ»، و«مسالم»، و«راضٍ»، و«مسرور». وأخيراً، يطلب منكم التطبيق اختيار فئة لتصنيف الفعل الذي تقومون به كالاستيقاظ، أو النوم، أو العمل، أو الاستراحة.

وتقول بابست: «بناءً على هذه الإجابات الثلاثة، يختار التطبيق القطعة الموسيقية المناسبة التي تألّفت أصلاً بناء على المعلومات التي بنيناها بمساعدة شركائنا من علماء الأعصاب والمعالجين الموسيقيين لملاقاة المستخدم في الحالة التي يعيشها ومن ثمّ نقله إلى الحالة التي يريد بلوغها».

استخدمتُ «سبيريتيون» لعلاج القلق. في البداية، كان عليّ الاعتياد على الانتقال، وشعرتُ بتأثير عكسي من الاستماع إلى موسيقى مُقلقة، إلّا أنّها تعمل بهدوء على نقلقكم إلى الحالة التي تريدونها. لم توصلني الموسيقى إلى الاسترخاء بسرعة العلاج بالذبذبات الصوتية، ولكنّ الاحتفاظ بهذا التطبيق على الهاتف مفيد جداً. يمكنكم مثلاً استخدامه عندما تعانون من صعوبة في النوم، أو عند الاستيقاظ في منتصف الليل والعجز عن العودة إلى النوم.

تتنوّع استخدامات «سبيريتيون» أيضاً لتشمل دعم الوظائف التنفيذية كمساعدتكم على التركيز وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى رفع مستويات الطاقة. تلفت بابست إلى أنّ «الموسيقى تستميل الشبكات الدماغية الكامنة خلف التوتر، والتحفيز، والمكافأة، مشدّدةً على أنّ «هذه القدرة وحدها تمنح الموسيقى تأثيراً كبيراً على الصحة النفسية».

القوّة الشافية للصوت

يعتبر غولدبيرغ أنّه لا بأس بالشعور بحالةٍ من «المجابهة أو الهروب» النفسي لبضع ساعاتٍ في اليوم بسبب موضوعٍ ما يحتاج إلى اهتمامكم، ولكنّ «المشكلة الحقيقية تظهر عندما تعيشون هذه الحالة من لحظة استيقاظكم وحتّى خلودكم للنوم؛ إذ يعزّز التوتر مستويات الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم، ما يزيد يقظتكم وحضوركم. وينزع التوتر أيضاً الطاقة من أنشطة الجسم الحيوية كالنظام المناعي، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، بالإضافة إلى تأثيره على قدرتكم على التفكير المنطقي».

وأخيراً، ننصحكم بالاحتفاظ بالأدوات الضرورية بجعبتكم لأنّها قادرة على مساعدتكم في الانتقال من الجهاز العصبي اللاودّي إلى الجهاز العصبي الودّي، وكلّ ما عليكم فعله هو العثور على ما يناسب حالتكم منها.

* مجلّة «فاست كومباني»

- خدمات «تريبيون ميديا» تطبيقات إلكترونية ووسائد للتأمل

تؤمن الاسترخاء والهدوء وموسيقى لتحسين المزاج


أوكرانيا تخشى تعطل المساعدات الأميركية بعد اتفاق الكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
TT

أوكرانيا تخشى تعطل المساعدات الأميركية بعد اتفاق الكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)
مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا يوم الأحد أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة بسبب القلق الذي أصابها في أعقاب حذف بنود دعم كييف من الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس بشأن تمويل الحكومة الأميركية تفادياً لإغلاق المؤسسات الفيدرالية في الولايات المتحدة.

وتبنى مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان مساء السبت إجراء طارئاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفيدرالية الأميركية مؤقتاً لمدة 45 يوماً، مع تأجيل النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، والتي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية. وأتى تجميد المساعدات لأوكرانيا في الإنفاق الأميركي بضغط من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو يوم الأحد إن «الحكومة الأوكرانية تعمل الآن بفاعلية مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل القرار الجديد بشأن الميزانية الأميركية الذي سيتم صوغه خلال الأيام الـ45 المقبلة، موارد جديدة لدعم أوكرانيا». وأشار إلى أن «الوضع بشأن الميزانية المؤقتة للولايات المتحدة لن يوقف تدفق المساعدات التي سبق الإعلان عنها».

زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي قال هو الآخر: «الكونغرس تحت سيطرة الجمهوريين لن يقدم شيكاً على بياض لأوكرانيا» (أ.ف.ب)

من جانبه، رحّب بايدن باتفاق تجنب الإغلاق الحكومي الأميركي، لكنه دعا الكونغرس إلى الموافقة سريعاً على مساعدات لأوكرانيا بعد استثنائها من الاتفاق. وقال بايدن في بيان: «أتوقع تماماً أن يحافظ رئيس مجلس النواب (كيفن مكارثي) على التزامه تجاه شعب أوكرانيا، ويضمن تمرير الدعم اللازم لمساعدة أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة».

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا مع دعم عسكري تجاوزت قيمته 40 مليار دولار. إلا أن دعم أوكرانيا بات موضع انقسام سياسي داخلي في الولايات المتحدة بين إدارة بايدن الديمقراطية والحزب الجمهوري، لا سيما مع تحضر البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.

وتعوّل كييف بشكل أساسي على المساعدات الغربية لمواجهة الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022. واستضافت أوكرانيا قبل أيام منتدى سعت من خلاله لجذب صانعي الأسلحة الغربية لإقامة مصانع إنتاج على أراضيها، في ظل مخاوف من تراجع الدعم الغربي مع إطالة أمد الحرب ضد روسيا.

جندي أميركي يحصي مساعدات عسكرية قبل شحنها إلى أوكرانيا في قاعدة «ديلاوير» العسكرية في 29 أبريل (أ.ب)

إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى كييف، يوم الأحد، إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدات العسكرية، ووعد بدعم مستمر من الاتحاد الأوروبي لها. وقال في بيان نُشر على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات وتحتاج إليها بشكل أسرع». وأضاف أنه بحث تقديم «مساعدة عسكرية مستمرة من الاتحاد الأوروبي» خلال أول اجتماع له مع وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف. وأردف بوريل قائلاً: «نعد التزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا». وقالت وكالة الدفاع الأوروبية، رداً على أسئلة لـ«رويترز»، إن سبع دول من الاتحاد الأوروبي تقدمت بطلبات لشراء ذخيرة بموجب خطة لإيصال قذائف مدفعية تحتاجها أوكرانيا بشدة وتجديد المخزونات الغربية المستنفدة.

من جهة أخرى، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، مجدداً إلى ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وخلال فعالية انتخابية لـ«حزب الخضر» في ولاية بافاريا، قالت الرئيسة السابقة للحزب يوم الأحد إن من واجب ألمانيا هو «أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عندما تنتهي هذه الحرب المخيفة في نهاية المطاف». وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن توسيع نطاق الاتحاد الأوروبي مسألة في يد ألمانيا. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا كانت قدمت طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الثامن والعشرين من فبراير 2022 أي بعد أربعة أيام من بدء الغزو الروسي لأراضيها. وكانت أوكرانيا حصلت على صفة مرشح للانضمام للتكتل في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) من العام الماضي.


«منتدى الأفلام» يبدأ من الرياض لدعم الصناعة السينمائية وتعزيز مكانتها عالمياً

انطلقت الأحد أعمال «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى ويستمر من 1 وحتى 4 أكتوبر في مدينة الرياض (منتدى الأفلام)
انطلقت الأحد أعمال «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى ويستمر من 1 وحتى 4 أكتوبر في مدينة الرياض (منتدى الأفلام)
TT

«منتدى الأفلام» يبدأ من الرياض لدعم الصناعة السينمائية وتعزيز مكانتها عالمياً

انطلقت الأحد أعمال «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى ويستمر من 1 وحتى 4 أكتوبر في مدينة الرياض (منتدى الأفلام)
انطلقت الأحد أعمال «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى ويستمر من 1 وحتى 4 أكتوبر في مدينة الرياض (منتدى الأفلام)

قال مشاركون في «منتدى الأفلام السعودي»، الذي انطلق (الأحد) في الرياض، لبحث فرص القطاع واستشراف مستقبل إنتاج الأفلام، إن السعودية في ظل الدعم غير المسبوق الذي يشهده قطاع الأفلام، لديها فرصة مهمة لنقل قصتها، وعكس التحولات الإيجابية التي تشهدها، إلى العالم سينمائياً، بوصف السينما لغة عالمية مشتركة وذات تأثير واسع لا يضاهى في بناء الصور الإيجابية عن المجتمعات.

وانطلقت، الأحد، أعمال «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى، الذي يستمر في الفترة من 1 وحتى 4 أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة الرياض، ويشارك فيه نخبة من أبرز صانعِي الأفلام الدوليين، والمنتجين، والمخرجين، والمستثمرين، ووسائل الإعلام العالمية المختلفة، لتعزيز صناعة الأفلام، والتعريف بأهميتها على الاقتصادات الوطنية، واستعراض واقع ومستقبل صناعة الأفلام في المملكة.

وقال حامد فايز نائب وزير الثقافة السعودي، إن الفنّ والثقافة يمثلان روح المجتمع السعودي، كما أنَّهما ركيزتان أساسيتان في مسيرة التنمية، مشيراً إلى سعي وزارة الثقافة وهيئة الأفلام في ظل «رؤية السعودية 2030» التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى بناء مستقبلٍ مشرق لصناعة الأفلام والفنون. ولفت فايز إلى أن «منتدى الأفلام السعودي» سيساعد في دعم صناعة الأفلام، موضحاً أن العمل جارٍ لتطوير المنتدى إلى منصة ونقطة تجمع لسلسلة القيمة في صناعة الأفلام، تسهم في تبادل الخبرات وتسهيل التواصل بين الفنانين والمبدعين المحليين وصناع الأفلام العالميين.

وأكد فايز خلال مراسم افتتاح المنتدى، أن السعودية تؤمن بقوة السينما والأفلام ودورها البارز في تغيير الواقع إلى الأفضل، ونشر الثقافة السعودية في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى الاستمرار في دعم المبادرات الفنية والسينمائية والمساهمة في تنمية المهارات وتوسيع آفاق الإبداع.

شباك التذاكر السعودي الأكبر في الشرق الأوسط

وقال عبد الله آل عياف، رئيس هيئة الأفلام السعودية، إن أي متابع لما يجري في مجال السينما، يلاحظ بوضوح المستقبل المشرق لهذا القطاع في السعودية، وأوضح آل عياف أن شباك التذاكر السعودي يتصدر منطقة الشرق الأوسط رغم حداثته، وأن إيرادات شباك التذاكر منذ افتتاح صالات السينما في السعودية عام 2018 وحتى نهاية النصف الثاني من هذا العام، تجاوزت ثلاثة مليارات ريال، وذلك من خلال بيع أكثر من 51 مليون تذكرة، في حين بلغ عدد دور العرض 69 دار عرض في أكثر من 20 مدينة سعودية، ووصل عدد الشاشات السينمائية إلى 627 شاشة، وأن الأعداد في تزايد، والمشوار في بداياته.

من جهته، قال صالح الخبتي، وكيل وزارة الاستثمار السعودية، إن الدعم المقدم لقطاع الأفلام في السعودية، يعزز توجه السعودية لتكون «هوليوود» الوطن العربي، وتحقيق مستهدفات الارتقاء بقطاع الأفلام، وهذا يتطلب العمل على وضع حلول عملية لمعالجة التحديات التي يواجهها صناع الأفلام، والأخذ بهموم المستثمرين، وتيسير المسائل التنظيمية والتشريعية التي تدعم الصناعة، موضحاً أن منظومات التمويل التي وفرتها السعودية عبر عدد من الكيانات الوطنية، مستمرة في عملها، متمنياً أن تنمو الشركات المحلية إلى مستوى الطموح، وأن تقتفي أثرها شركات ناشئة أخرى في الطريق إلى النضج.

لفت المشاركون إلى أن السوق السعودية مشجعة ومحفزة وأن لدى السعودية ما تصنعه وتقدمه من أجل مجتمعها المتطلع (الشرق الأوسط)

السعودية أمام فرصة لنقل قصتها إلى العالم سينمائياً

وقال طارق بن عمار، المنتج السينمائي العالمي، إن ثروة السعودية هي في شبابها، وإن السعودية ستقود قطاع صناعة الأفلام في المنطقة، وتحولها إلى محرك قوي لدفع الإنتاج بعد أن كانت عواصم عربية أخرى مركز الثقل في هذه الصناعة، في حين أصبح أمل العرب اليوم معقوداً على السعوديين، في استئناف حركة الإنتاج العربي التي تعبر عن ثقافة المنطقة وقيمها، وتطوير تجربة مميزة للثقافة العربية، تكون منفتحة على الآخرين.

وتابع بن عمار: «لقد تأثرت كثيراً بمستوى ما رأيته في هذا المنتدى والمعرض المصاحب له، ولمست عن قرب قوة التحول الذي تشهده السعودية في المجالات كافة، ومن بينها قطاع الأفلام، والتأثير الذي وضعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وانفتاحه على كل الثقافات».

ولفت بن عمار إلى أن السوق السعودية مشجعة ومحفزة، وأن لدى السعودية ما تصنعه وتقدمه من أجل هذا المجتمع المتطلع، مؤكداً أن البداية تكون من السوق المحلية، وتحويل القصص المحلية إلى أبعاد عالمية، وذلك من خلال طرق معالجة عبقرية لعناصر الثقافة الوطنية، وتقديمها إلى العالم، مؤكداً أن السوق المحلية إذا بدأت تشجيع ودعم الإنتاج المحلي، سيلتفت إليه العالم أجمع، ويساهم في نقل ثقافة السعودية إلى العالم، وتصحيح الصور النمطية التي طالما تعارضت مع الحقيقة.

وعلى صعيد تطوير قدرات قطاع إنتاج الأفلام، يقول بن عمار إن السعودية بلد هائل في تنوعه، ولديه تضاريس مختلفة، كما يحظى القطاع بدعم وتمويل كبيرين، مما يعني فرصة واعدة في هذا المجال، منوهاً إلى أن الاستثمار يجب أن يكون بحكمة، ووفق خطة واضحة لبناء مشاريع وأعمال ذات عوائد، حتى يتمكن القطاع من دعم الاقتصاد الوطني، وتشجيع حركة دائرية محفزة ومنتجة يستفيد منها المجتمع.

من جهته، قال جايسون كلود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «creative wealth media»، إن السعودية في ظل هذا الدعم الكبير الذي يشهده قطاع الأفلام، أصبحت أمام فرصة كبيرة لتقديم قصتها إلى العالم، مستفيدة من تطلع العالم إلى معرفة الكثير عن هذه الثقافة الغنية بالتفاصيل والزاخرة بالتجارب والرؤى الثرية والمختلفة.

وأشار كلود، إلى أن الجيل الجديد لا يستهلك المحتوى على الطريقة التقليدية، بل يتطلع إلى تجارب فيلمية جديدة، وأن شركات الإنتاج والاستديوهات مطالبة بعمل نماذج جديدة تلبي تحولات السوق والذائقة واتجاهات الاستهلاك الجديدة، للبناء على التجارب السابقة وإطلاق مرحلة جديدة في مسيرة إنتاج الأفلام.

يشارك نخبة من صانعِي الأفلام الدوليين والمنتجين والمخرجين والمستثمرين ووسائل الإعلام العالمية المختلفة (منتدى الأفلام)

ورش لدعم الصناعة والارتقاء بالقطاع

ويركز المنتدى خلال برنامج الجلسات والنقاشات التي انطلقت الأحد، بمشاركة نخبة من المؤثرين العالميين في صناعة الأفلام، على 3 محاور رئيسية، وهي: اتجاهات الصناعة، والممارسات العالمية، والتحديات والفرص في صناعة الأفلام، بمشاركة أكثر من 100 مشارك، ونحو 50 متحدثاً، ومشاركة جهات متعددة تستعرض خدماتها، وأهم الابتكارات والتقنيات الحديثة.

ويضم الحدث السينمائي معرضاً تشارك فيه جهات إنتاج دولية ومحلية، وكيانات وطنية معنيّة بدعم قطاع الأفلام، كما تُعقد ورش عمل تدريبية خلال أيام المنتدى، وجلسات تدريب عملية يُقدمها متخصصون؛ لتسليط الضوء على موضوعاتٍ مختلفة، ومن أبرزها منطقة الإلهام التي يشارك فيها كبار المبدعين رحلاتهم والاتجاهات الأساسية للصناعة.

وتتيح منطقة الابتكار المخصصة لعرض أحدث التقنيات ومفاهيم المنتجات الجديدة، تمكين الموهوبين والمهتمين عبر توفير منصات تفاعلية وتقنيات جديدة لإطلاق العنان لأفكارهم، والعمل على دعم موهبتهم وتمكين أدائهم، وهناك منطقة التجارب التي تقدم للزوار أحدث التطورات والاتجاهات في صناعة الأفلام، ومنطقة الأعمال التي ستشهد توقيع الاتفاقيات، وعقد الاجتماعات والشراكات المتنوعة.


زراعة الأشجار... ملاذ آمن للمدن من «لهيب الحر»

الأشجار تقلل من حدة موجات الحر
الأشجار تقلل من حدة موجات الحر
TT

زراعة الأشجار... ملاذ آمن للمدن من «لهيب الحر»

الأشجار تقلل من حدة موجات الحر
الأشجار تقلل من حدة موجات الحر

سجّلت المنطقة العربية، والعالم بأكمله، موجات حارة وأرقاماً قياسية في درجات حرارة الجو، صيف 2023، وسط توقعات بأن يشهد عام 2024 ارتفاعاً أكبر في درجات الحرارة السطحية العالمية.

مناطق طبيعية لتبريد الجو

وفي إجراء يمكن أن يخفف من حدة موجات الحر المتلاحقة على الكوكب، كشف بحث جديد أجراه المركز العالمي لأبحاث الهواء النظيف (GCARE)، التابع لجامعة ساري البريطانية، أن إضافة مزيد من المناطق الطبيعية عبر مدننا يمكن أن تؤدي إلى تبريدها بما يصل إلى 6 درجات مئوية خلال موجات الحر. وتوصل الباحثون لهذه النتيجة، التي نشرت نتائجها في دورية «البيئة الدولية»، بعد عام من مراقبة درجات الحرارة في 4 مناطق مختلفة بإنجلترا.

ووجد الباحثون أن المواقع الطبيعية (الغابات والمراعي والبحيرات) كانت أكثر برودة بما يصل إلى 3 درجات مئوية في المتوسط من المناطق المبنية.

وخلال الدراسة، رصد الباحثون درجات الحرارة بشكل مستمر من يونيو (حزيران) 2021 حتى نهاية أغسطس (آب) 2022، مع وضع أجهزة استشعار لدرجة الحرارة على ارتفاع 2 إلى 3 أمتار فوق مستوى سطح الأرض.

وكانت أجهزة الاستشعار تلتقط البيانات كل دقيقة، حيث حصلت على 633780 قراءة إجمالاً. ووجد الباحثون أنه خلال صيف 2022، كان هناك احتمال متزايد لموجات حارة أكثر شدة وأطول أمداً مقارنة بـ2021، وكثيراً ما تجاوزت المنطقة المبنية عتبة موجة الحر البالغة 28 درجة مئوية.

وفي 19 يوليو (تموز) 2022، الذي كان اليوم الأكثر تطرفاً في العام، والأكثر سخونة على الإطلاق في المملكة المتحدة، ارتفعت درجة الحرارة إلى 40.7 درجة مئوية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال البروفيسور براشانت كومار، المدير المؤسس للمركز العالمي لأبحاث الهواء النظيف بجامعة ساري البريطانية، والباحث الرئيسي للدراسة: «راقبت دراستنا مستويات درجات الحرارة في الغابات والأراضي العشبية والمسطحات المائية، مقابل المنطقة المبنية». وأضاف: «كانت درجة حرارة مواقع في الغابات والأراضي العشبية والمسطحات المائية أكثر برودة بـ6 درجات مئوية (أي 20 في المائة) من المنطقة المبنية خلال منتصف النهار، وكانت كفاءة التبريد أكثر فاعلية في الغابات، وبعدها المسطحات المائية، ثم الأراضي العشبية».

وعن أهمية النتائج، أوضح «كومار» أن حلول البنية التحتية «الخضراء» (الأشجار) و«الزرقاء» (المسطحات المائية) تعمل على تبريد البيئات المبنية خلال ذروة موجات الحر، مع فوائد إضافية، تتمثل في الحد من آثار الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، مثل الفيضانات والجفاف، والوصول إلى المساحات الخضراء، والتنوع البيولوجي، والصحة، والرفاهية.

وأشار إلى أنه «مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتسجيل المملكة المتحدة أعلى درجة حرارة على الإطلاق في يوليو 2022، يضيف بحثنا إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي تؤكد أن الطبيعة هي المفتاح للحفاظ على برودة مناطقنا الحضرية».

وأوصى بـ«زراعة الأشجار حيثما كان ذلك ممكناً في المستوطنات البشرية، على سبيل المثال، حول الحدائق العشبية وملاعب المدارس، وفي الحدائق السكنية ومراكز المدن، وعلى طول جوانب الطرق، كنقطة انطلاق رائعة لمساعدة المجتمعات على مواجهة موجات الحر بالمدن، كما يمكن للمسطحات المائية، مثل البحيرات والبرك، أن تساعد أيضاً في تبريد المناطق، وتفيد في استيعاب مياه الأمطار الزائدة».

من جانبه، اتفق الدكتور سمير موافي، الخبير البيئي والاستشاري السابق للهيئة الحكومية الدولية للمتغيرات المناخية بالأمم المتحدة، مع نتائج الدراسة، مؤكداً أهمية وجود المساحات الخضراء والأشجار للتخفيف من حدة موجات الحر.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسة جاءت بنتائج مُهمة مبنية على قياسات تمت خلال مدة كافية، للخروج بتوصية يمكن أن تصلح لجميع المجتمعات، بما فيها المجتمعات العربية، وهي ضرورة التخطيط الجيد، لكي تشغل المساحات الخضراء حيزاً معتبراً من المناطق السكنية، في محاولة للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

وأشار موافي إلى أن الجميع يتفق على أهمية وجود المساحات الخضراء، وتأثيرها الملموس في تخفيض درجات الحرارة، لكن ربما لم نصل إلى رقم دقيق يقيس هذا التأثير، وهو ما توصل إليه الفريق.

«2023» الأكثر سخونة

وفي دراسة، نشرت قبل أيام، في العدد الأخير لدورية «التقدُّم في علوم الغلاف الجوي»، توقع باحثون صينيون أن عام 2023 في طريقه ليصبح العام الأكثر سخونة على الإطلاق، بينما قد يشهد عام 2024 ارتفاعاً في درجات الحرارة السطحية العالمية، بناءً على المسار الحالي والنتائج المتوقعة قصيرة المدى لظاهرة النينيو، التي تؤثر بقوة على درجات حرارة السطح العالمية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يقول الدكتور كينغشيانغ لي، الأستاذ بكلية علوم الغلاف الجوي بجامعة سون - يات صن الصينية، والباحث الرئيسي للدراسة: «استناداً إلى نسخة مُحدثة من مجموعة بيانات درجة حرارة السطح المدمجة العالمية في الصين، التي طوّرها فريقنا، فإن (2023) قد حُدد بالفعل كثالث أكثر نصف عام سخونة منذ فترة تسجيل المراقبة، وهو أقل قليلاً فقط من النصف الأول الأكثر دفئاً في عام 2016، والنصف الأول الأكثر دفئاً في عام 2020».

وأضاف: «من حيث المتوسطات الشهرية، ومع استمرار ظهور ظاهرة النينيو، وصل المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح البحر إلى أعلى حد شهري مسجل، بدءاً من أبريل (نيسان)، وعالمياً ارتفع متوسط درجات حرارة الهواء الأرضي إلى ثاني أعلى درجة حرارة شهرية مسجلة في يونيو، ما ساهم في حدوث الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، بالنسبة لمتوسط درجة حرارة السطح العالمية، بدءاً من مايو (أيار)».

وأوضح أن هذه الدراسة طوّرت مجموعة بيانات مرجعية عالمية أخرى لدرجة حرارة السطح منذ عام 1850، وأظهرت سلسلة من الدراسات أن مجموعة البيانات هذه قابلة للمقارنة من حيث الجودة والمستوى الفني لمجموعات البيانات المماثلة الأخرى المتاحة حالياً. ولذلك، فقد توفرت أدلة جديدة على تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

من جهته، رأى موافي أن الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة تؤكد أن تأثيرات التغيرات المناخية المباشرة أصبحت واقعاً نعيشه حالياً، يضاف إلى التأثيرات الأخرى، مثل العواصف والأعاصير، التي أصبحت أكثر تواتراً، وبمعدلات أكبر وأكثر شدة من ذي قبل، وهذا يؤكد ضرورة إيجاد طرق سريعة للتكيف مع هذه الآثار.