نجوم عالميون يشيدون بـ«التطور الحضاري» في السعودية

وصفوها بـ«البلد الرائع» على هامش مشاركتهم بمهرجان البحر الأحمر

المخرج أوليفر ستون وزوجته في حفل الافتتاح بجدة (أ.ف.ب)
المخرج أوليفر ستون وزوجته في حفل الافتتاح بجدة (أ.ف.ب)
TT

نجوم عالميون يشيدون بـ«التطور الحضاري» في السعودية

المخرج أوليفر ستون وزوجته في حفل الافتتاح بجدة (أ.ف.ب)
المخرج أوليفر ستون وزوجته في حفل الافتتاح بجدة (أ.ف.ب)

احتفى نجوم عالميون بتميز فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، في جدة، الذي نجح في اجتذاب ألمع الأسماء بمجال صناعة السينما والأفلام العالمية، من بينهم ميشال رودريغيز، وشارون ستون، ولوسي هيل، بجانب المخرج البريطاني غاي ريتشي، والنجم الهندي شاروخان ومواطنته النجمة بريانكا شوبرا، والنجم الكوري الجنوبي بارك هاي سو.
وتستضيف جدة، على مدار 10 أيام، من 1 حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فعاليات الدورة الثانية من المهرجان، تحت شعار «السينما كل شيء». ويأتي المهرجان، الذي يشارك به 131 فيلماً من 61 دولة، في إطار عملية تحول كبرى تشهدها المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة، أثارت إعجاب كثير من الزائرين.
وإلى جانب نجوم هوليوود يشارك فنانون عرب كبار بينهم يسرا، ونيللي كريم، وحسين فهمي من مصر، والمخرجة التونسية كوثر بن هنية المرشحة لجائزة الأوسكار، والنجم الفلسطيني علي سليمان الذي شارك في عدة أفلام من إنتاج هوليوود، ومنها «الجنة الآن»، بجانب المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي.
واستغل نجوم عالميون فرصة المشاركة في المهرجان للإشادة بالتطور الحضاري الذي تشهده السعودية، بينهم المخرج الأميركي الشهير أوليفر ستون، الحائز على جائزة الأوسكار 3 مرات، الذي كان توليه رئاسة لجنة تحكيم المهرجان من بين المفاجآت الكثيرة التي حملها المهرجان في جعبته.
يقول ستون، خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح المهرجان، منبهراً بالتطور الذي تشهده المملكة: «على الجميع أن يأتي إلى السعودية لرؤية الوضع بأنفسهم».
وأبدى المخرج الأميركي ستون إعجابه بالتجربة الجديدة، وقال: «أتمنى لهذا المهرجان نجاحاً هائلاً. ثمة حاجة لأن يتغير اتجاه الرياح، فعلى امتداد فترة طويلة للغاية، استمر هبوبها من الغرب باتجاه الشرق. إلا أنه في مكان ما من رمال صحراء هذه البلاد، تنهض الرياح من جديد».
وإلى جانب الحضارة السعودية، يرى ستون في المهرجان «فرصة للتعرف حقاً على السينما الآسيوية والأفريقية»، ويضيف: «ثمة تغييرات كبرى تجري هنا، وثمة عالم جديد تماماً وهم يتعلمون كيفية استخدام الأفلام في سرد قصصهم». وقال إنه يرى أن السينما الجديدة «ملهمة»، مضيفاً: «لقد أصبحت الأفلام الجديدة أكثر تطوراً عبر جوانب كثيرة، وأفضل من ناحية التصوير. هؤلاء الفتيان والشباب يتمتعون بميزة أنهم شاهدوا كل ما أنجزناه، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تحسن وتغيير».
وأكد أن هذا الأمر «يعطيني سبباً للقول إنني أشتاق لعملي، وإنه يجب أن أعود للعمل وأنجز 10 أفلام أخرى. لدي رغبة قوية في إنجاز بعض من هذه القصص المختلفة، لكن ربما لم يتبقَّ لي وقت يسمح سوى بفيلم واحد فقط، فأنا في الـ76 من عمري الآن، أليس كذلك؟». بدورها، أعربت النجمة الأميركية وسيدة الأعمال جيسيكا ألبا، الحائزة على جائزة «غولدن غلوب» عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المهرجان، وقالت: «إن السعودية بلد رائع حقاً، وتحظى بتاريخ مذهل، ويتميز شعبها بالدفء والمودة. لقد قضيت وقتاً ممتعاً هنا، وأتمنى معاودة زيارتها».
من جانبه، يقول المخرج والمنتج البريطاني غاي ريتشي، الذي اشتهر بأفلام العصابات وسلسلة أفلام لشخصية «شيرلوك هولمز» البوليسية الشهيرة، في كلمته أمام المهرجان، إنه من المهم للغاية «دعم المبدعين من هذه المنطقة على وجه التحديد، وتشجيع التعاون الثقافي». وأضاف: «أحب الشرق الأوسط لأسباب كثيرة ومتنوعة ما بين تاريخية ودينية. وعلى نحو متزايد، يزداد عشقي للعالم القديم. وكلما زاد قدم الحضارة، ازداد اهتمامي بها ـ لا أدري لماذا. كل ما أعرفه أنني أشعر بارتياح داخل الشرق الأوسط».
وعن إعجابه بـ«النمو السريع» الذي تشهده المملكة، قال ريتشي في تصريحات لموقع «ديدلاين»، إنه «بأي مكان يشهد مثل هذا النمو السريع تدرك أن الإبداع جزء من المعادلة، وتتملكك الرغبة في تشجيع ذلك بأقصى ما باستطاعتك، خصوصاً عندما يكون التحول في مهده. وتراودك الرغبة في الإسهام في دفع هذا التغيير نحو مرحلة، ثم إلى نمط من النجاح المستدام يمكنه البقاء بالاعتماد على نفسه».


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

سينما «السوبر هيروز» وأزماتها غير المحسوبة

من اليمين: كريس إيفانز وروبرت داوني جونيور وكريس همسوورث: نجومية عابرة (مارڤل ستديوز)
من اليمين: كريس إيفانز وروبرت داوني جونيور وكريس همسوورث: نجومية عابرة (مارڤل ستديوز)
TT

سينما «السوبر هيروز» وأزماتها غير المحسوبة

من اليمين: كريس إيفانز وروبرت داوني جونيور وكريس همسوورث: نجومية عابرة (مارڤل ستديوز)
من اليمين: كريس إيفانز وروبرت داوني جونيور وكريس همسوورث: نجومية عابرة (مارڤل ستديوز)

فيلم فرنسيس فورد كوبولا الجديد «ميغالوبوليس»، الذي سيعرض خلال مهرجان تورنتو الحالي من 5 سبتمبر (أيلول) إلى 15 منه، ليس فيلماً سياسياً، بيد أنه يتضمن فكرة سياسية الجوهر، وهي أن أمام الولايات المتحدة مأزق مجتمعي خطر. الحبكة ذات العناصر الفانتازية من وجود حالم يريد إعادة بناء نيويورك فيواجه في ذلك مصاعب ومشكلات جمّة ليشهد انهيار حلمه، تنطلي على أميركا كحالة عامّة. ليس أن المخرج ابتكر معطيات فكرته، بل صاغ لها الجانب الخيالي الذي يمكن ترجمته بسهولة إلى واقع.

الجمهور لا يشتكي

فنياً هو فيلم العام حتى الآن بصرف النظر عن كيف استقبله نصف النقاد، وكيف سيستقبله المشاهدون حين يُباشر بعرضه تجارياً في الشهر المقبل. يقترح الواقع ولا يتبنّاه، بذلك لا يجب أن نحاكم الفيلم حتى على واقعية (أو عدم واقعية) نظرته. لكن «ميغالوبوليس»، في الوقت نفسه، ليس الفيلم الخيالي الجانح الوحيد. السينما الأميركية منذ أكثر من 20 سنة غيّرت اتجاهها المتنوّع وحصرت نفسها في مجموعات من المسلسلات الخيالية. حتى تلك التي تُنتج لجمهور أصغر حجماً، باتت في الكثير من الحالات، منفصمة عمّا يمكن أن نُسميه واقعاً. تحوم حول مواضيع صغيرة تترجمها إلى صور سهلة عوض التعمق في دلالاتها المختلفة. في الوقت نفسه، سقطت أفلام الرسوم بدورها في منهج المسلسلات وباتت جزءاً من الآلة غير الساعية للابتكار أو الاختلاف.

في 20 يوماً من العرض عالمياً، تخطّى فيلم الكوميكس «دَدبول ووولفرين» (Deadpool ‪&‬ Wolfverine) مليار دولار حول العالم. بحسبة تقريبية على أساس متوسط سعر التذكرة هذه الأيام، فإن عدد مشاهدي هذا الفيلم الخالي من أي قيمة تُذكر، لجانب تلبية هواة الترفيه بما يلزم من مشاهد تجنح للكوميديا، يتراوح ما بين 50 مليون و65 مليون شخص.

من «دَدبول وولڤرين» (مارڤل ستديوز)

ما يعنيه ذلك أن هناك هذا العدد من الأشخاص الذين اندفعوا لمشاهدة شخصيّتين من شخصيات «السوبر هيروز» ماثلتين أمامهم ليتعرّفوا على كيف سيتواجهان وكيف سيعملان معاً ضد أعدائهما. في سبيل ذلك عاش هؤلاء ساعتين من اللامعقول المحبّب. على عكس، «ميغالوبوليس»، الذي لن يجمع أكثر من 33 مليون مشاهد حول العالم إلا بأعجوبة، لا يحتوي «دَدبول ووولڤرين» على مفادات اجتماعية أو رموز تعكس رغبته في إثارة ما هو مهم حتى ولو من بعيد.

ليس أن الجمهور السائد يشتكي. في حوار مع عدد من المعجبين مؤخراً على صفحات الميديا الاجتماعية دافع غالبية المتحاورين عن هذا الفيلم وأمثاله بأنه يلبّي الرغبة في الترفيه وأن «الكوميكس» هو أدب من الخيال والخيال- العلمي الذي من قصر البصيرة انتقاده.

هذا صحيح. هو شكل أدبي من الخيال والخيال - العلمي، لكن بالمقارنة مع ما طُرح حتى في إطار سينما «الكوميكس» و«السوبر هيرو»، سابقاً، في أفلام مثل «سوبرمان» و«آيرون مان» و«باتمان»، يفتقر هذا الفيلم إلى الحد الأدنى من القيمة والذكاء.

فن وترفيه

السينما الأميركية، وفي كل بلد مكتظ بسكانه (مثل مصر والهند وفرنسا)، شهدت تقليداً متواصلاً من الأفلام التي لم تدّعِ أنها ذات مضامين فكرية أو تتناول الواقع على نحو أو آخر. لكن الفارق الأكبر بين سينما اليوم (في مجملها) وسينما الأمس، أن تلك كانت تتّسع لكل أنواع الأفلام بينها تلك الفانتازية عن «كابتن أميركا»، و«الشبح»، و«الظل»، و«كابتن مارڤل». روّاد الأمس، حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي كانوا يستطيعون مشاهدة إنتاجات رئيسية لعدة أنواع من الدراما إلى الكوميديا ومن البوليسي إلى الوسترن مروراً بأفلام الخيال-العلمي (الفعلية، أي تلك الخيالية المبنية على بعض العلم) والرعب والرومانسي والموسيقي والتاريخي والأعمال المقتبسة من الروايات الأدبية.

من «المحادثة» بعد 50 سنة (باراماونت بيكتشرز)

ليكون النموذج واضحاً، يمكن لنا أن نعود إلى عام 1974 (قبل 50 سنة من الآن) لنتعرّف على بعض ما أُنتج أميركياً آنذاك: «العراب 2» لفرنسيس فورد كوبولا، «غانغسترز» و«المحادثة» (لكوبولا أيضاً الذي يُطرح مجدداً حالياً بمناسبة مرور 50 سنة على إنتاجه)، و«تشايناتاون» لرومان بولانسكي (بوليسي)، و«مذبحة منشار تكساس» لتوب هوربي (رعب)، و«بارالاكس ڤيو» لألان ج. باكولا (تشويق سياسي)، و«احضر لي رأس ألفريدو غارسيا» لسام بكنباه (وسترن)، «ليني» (Lenny) لبوب فوسي (موسيقي). كل واحد من هذه النماذج استحق المكانة الفنية ولم يبخل على الجمهور السائد بالترفيه المعتاد.

القائمة تطول (تحتوي عشرات العناوين)، لكنها جميعها تشي بالرغبة في توفير التّنوع الذي كان ينجز نجاحات متعددة الرؤوس. كثير منها لم يهمل الترفيه، بيد أنه ربط ذلك بالمفادات المجتمعية.

قائمة أنجح 10 أفلام في تلك السنة ضمّت فيلم الكوارث «الجحيم البرجي» (The Towering Inferno) و«زلزال» (Earthquake)، وكلاهما من نوع سينما الكوارث المفقودة هذه الأيام والدراما الرياضية «الملعب الأطول» (The Longest Yard)، والدراما المضادة للعنصرية «محاكمة بيلي جاك»، والفيلم الساخر «فرانكنستين الشاب»، هذا بجانب «العرّاب 2» طبعاً.

نجوم ليوم وليلة

‫يشمل الوضع حقيقة أن الممثلين كانوا يجدون كثيراً من الأدوار المختلفة عوض اضطرارهم للالتصاق بنوع واحد تأميناً لنجاحهم كما حال كريس هيمسوورث (The Avengers)، وبول رود (Ant Man)، وسكارليت جوهانسون (The Avengers وBlack Widow)، وبيندكت كامبرباتش (Doctor Strange)، وتوم هولاند (Spider-Man)، وكريس إيڤانز (Captain America)، وروبرت داوني جونيور («آيرون مان» و«ذَ أفنجرز») حتى لا ننسى رايان رينولدز لاعباً شخصية دَدبول، لجانب عدد كبير من الممثلين الآخرين.‬

المؤسف هو أن هؤلاء غير قادرين على تغيير النوع صوب فيلم واقعي أو دراما فعلية لأن المحتم، غالباً، سقوط الممثل بسقوط فيلمه، وهذا يؤكد أن نجوم اليوم محكوم عليهم بسينما المؤثرات في حين أن الجمهور نفسه لا يكترث لهم إن حاولوا التغيير.