جمانا الراشد: «جدة السينمائي» فرصة لاستكشاف صناع الأفلام في السعودية

المهرجان يواصل عرض أحدث الإنتاجات العالمية

جمانا الراشد ملقية كلمتها أثناء انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة (الشرق الأوسط)
جمانا الراشد ملقية كلمتها أثناء انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة (الشرق الأوسط)
TT

جمانا الراشد: «جدة السينمائي» فرصة لاستكشاف صناع الأفلام في السعودية

جمانا الراشد ملقية كلمتها أثناء انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة (الشرق الأوسط)
جمانا الراشد ملقية كلمتها أثناء انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة (الشرق الأوسط)

أعربت جمانا الراشد رئيسة أمناء مؤسسة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، عن دواعي سرورها، بانطلاق المهرجان في مدينة جدة الساحرة، وقالت في كلمتها لدى الافتتاح: «سنحتفي بالأفلام، ونبني الجسور، ونعمل على توسيع الآفاق، ونقيم حوارات ونقاشات، ونطرح رؤى نقدية. ومن خلال الأفلام، سنتواصل ونستكشف أنفسنا، لكن الأهم من ذلك أننا سنعاين عجائب الإبداع الإنساني ونحتفي بتنوعه».
وأضافت الراشد: «أدعو كل فرد منكم لأن يغوص في أعماق هذه القصة الفريدة، ولأن يعاين هذا الخطاب الساحر، ويقترب من الشخصيات الرائعة، وبمناسبة الحديث عن الشخصيات الرائعة، أود توجيه الشكر إلى الشخصيات القديرة المكرمة في المهرجان، وكذلك صناع الأفلام البارعين لثقتهم بنا بعرض أعمالهم المتميزة في هذا الحدث الفريد الذي يجمع أفضل الأعمال العالمية». وتابعت: «هذا الأسبوع، سنقدم بعض أروع الحكائين وأكثرهم إبداعاً. ومن خلال أعينهم، سنطلع على ثقافات أجنبية تثير بداخلنا مشاعر نألفها، من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وما وراءهم، سنرى أفلاماً تصور قصصاً استثنائية وتوثق رحلات تغيير وتقدم مذهلة، وتحديداً سنعاين التغيير الجاري على أرض السعودية، بلد يتميز بصناعة أفلام مزدهرة، ويتخذ خطوات عملاقة، ويحظى بشعب شاب مبدع ومتفائل وواثق الخطى يحدوه الأمل، يتطلع نحو ترك بصمته المميزة في عالم يستكشفه اليوم صناع الأفلام».
وشددت، أنه لضمان استمرار تطور الأفلام لتصبح محوراً ثقافياً في البلاد، «سنعمل على دعم وتعزيز الجيل القادم من المواهب أمام الكاميرات وخلفها، من خلال برامج مستمرة على مدار العام بهدف تطوير الصناعات الإبداعية وتعزيز ثقافة الأفلام ودعم القائمين عليها في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، كي يتمكنوا من عرض قصصهم الفريدة والآسرة أمام العالم»، مؤكدة أن هذه هي «مجرد البداية».
فيما رحب محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الدولي، بكلمة جمانا الراشد، ورحب بالجميع في النسخة الثانية من المهرجان السينمائي، وقال: «إننا نعايش تجربة مذهلة يشهد فيها مجتمعنا تحولاً سريعاً على جميع الأصعدة».
مبيناً أن 70 في المائة من سكان السعودية يمثلون أقل من 30 عاماً، «متحمسون نحو الإسهام في رحلتنا»، مؤكداً أن هؤلاء الشباب عنصر محوري في التقدم الاجتماعي والثقافي في المملكة، وقال: «في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، نجسد التفاؤل والثقة والإثارة، ويأتي بمثابة مؤشر واضح على التغيير، وهو عامل حيوي في صياغة مستقبل الجيل القادم»، وأضاف: «سنمضي قدماً في الاستثمار في المواهب والبنية التحتية والدخول في شراكات دولية، ونحن نقدر كل الدعم الذي تلقيناه من الصناعة ممن يتفهمون رؤيتنا وطموحاتنا تجاه المستقبل»، مختتماً بالقول: «إنها لحظة رائعة، لذا نشكركم جميعاً لكونكم جزءاً منها».
وتتواصل في مدينة جدة، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الدولي، حيث يعرض المهرجان 131 فيلماً، من أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية من 61 دولة و34 لغة، إضافة إلى الأفلام الروائية القصيرة والطويلة من 61 دولة بلغات متعددة تصل إلى 41 لغة.
وتستضيف منصة المهرجان، برنامجاً حافلاً بالفعاليات المنظمة بهدف تعزيز التبادل المعرفي، وتحفيز الإنتاج المشترك، وخلق فرص جديدة للتعاون والتوزيع والإنتاج.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز