الحوثيون ينقلون المختطفين إلى معسكرات لاستخدامهم دروعًا بشرية أمام طائرات التحالف

المتمردون يواصلون إحكام قبضتهم على المؤسسات ويستولون على مراكز الشرطة في الحديدة

الحوثيون ينقلون المختطفين إلى معسكرات لاستخدامهم دروعًا بشرية أمام طائرات التحالف
TT

الحوثيون ينقلون المختطفين إلى معسكرات لاستخدامهم دروعًا بشرية أمام طائرات التحالف

الحوثيون ينقلون المختطفين إلى معسكرات لاستخدامهم دروعًا بشرية أمام طائرات التحالف

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي المسلحة نقلت السجناء المختطفين لديها في مديرية الضحي بمحافظة الحديدة والمديريات المجاورة لها إلى معسكر الضحي، الذي استولت عليه عند سيطرتها على محافظة الحديدة ومعسكراتها، وذلك بغرض أن تجعلهم أهدافا لطائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي تشن غاراتها على المقرات العسكرية لجماعة الحوثي والموالين لهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأكدت المصادر أن «جماعة الحوثي المسلحة نقلت، أيضا، أكثر من 20 مختطفا من الذين كانوا معتقلين في سجن الأمن السياسي بالحديدة (جهاز المخابرات اليمنية) ومبنى نادي الضباط، إلى مبنى الأمن السياسي (المخابرات) بالعاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس، دون أن تبلغ أهاليهم بذلك، مما جعل أهالي المختطفين يبدون تخوفاتهم أن يتم وضعهم دروعا بشرية لطائرات التحالف».
وطالب أهالي المعتقلين في مدينة الحديدة وفي مديرية الضحي وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بعد رؤيتهم المحافظة ممثلة بالمحافظ العميد حسن الهيج والمجلس المحلي لم يحركا ساكنا ليفرجا عن معتقليهم، بالتدخل لإيقاف ما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة من انتهاك لحقوق الإنسان الذي يعد جريمة ضد الإنسانية خاصة عند وضع المعتقلين لديها دروعا بشرية وأهدافا لطائرات التحالف.
ويأتي قيام جماعة الحوثي المسلحة بنقل المعتقلين إلى معسكرات ونقلهم إلى العاصمة صنعاء، بعدما ناشد أهالي المختطفين والمعتقلين لدى جماعة الحوثي المسلحة في محافظة الحديدة، المشايخ والأعيان والشرفاء من أبناء المنطقة، بالتدخل لدى المسلحين الحوثيين وسرعة إطلاق المعتقلين من أقاربهم في حين يعيش بعضهم ظروفًا صحية حرجة، مثل مؤسس الحراك التهامي وقائد عمليات المنطقة الخامسة العميد خالد خليل. ويمنع المسلحون عنهم الزيارات إلا لمن أرادت. ومضى على اعتقال بعضهم أكثر من ثمانية أشهر دون وجود أي تحرك أو مساع للإفراج عنهم من قبل محافظ المحافظة، العميد حسن أحمد الهيج، المُعين من قبل الجماعة بدلا من المحافظ السابق صخر الوجيه الذي رفض تنفيذ مطالبهم في المحافظة، غير أن مصادر خاصة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين استجابوا لبعض نداءات أهالي المختطفين وإنها أفرجت، فجر أمس، عن ثلاثة طلاب كانت قد اختطفتهم من أمام جامعة الحديدة قبل ثلاثة أشهر وأودعتهم في حينها في نادي الضباط». وهؤلاء الطلاب المفرج عنهم هم: صلاح الدين الريمي، وصدا الغزي، وعبد الرحمن الصبري، حسب المصادر ذاتها.
ومع استمرار جماعة الحوثي المسلحة في اقتحام المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ونهب محتوياتها، انتقل الأمر إلى اقتحام أقسام الشرطة وإدارة أمن الحديدة. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين اقتحموا، مساء الثلاثاء، مكتب نائب مدير الأمن بمحافظة الحديدة المقدم حميد مراد، ونهبوا ختم المكتب الخاص بأمن المحافظة، واقتادوه إلى مكان مجهول».
وأكد المصدر الأمني أن ما قامت به جماعة الحوثي المسلحة يأتي بعد أنباء عن تعيين شخص موال لها يدعى أبو حسين، مديرًا لشرطة محافظة الحديدة، في حين لا يزال مدير أمن شرطة الحديدة اللواء محمد المقالح ممنوعا من القيام بعمله منذ سيطرة المسلحين الحوثيين على إدارة الأمن.
وتستمر جماعة الحوثي المسلحة بالامتناع عن صرف رواتب ضباط وجنود بعض الإدارات الأمنية في محافظة الحديدة، وبعد رفضها صرف رواتب ضباط وجنود مديرية أمن الجراحي وزبيد، رفضت صرف مرتبات بعض جنود وضباط الأمن العام بمديرية المغلاف بمحافظة الحديدة بحجة أن أسماءهم غير موجودة في الكشوفات. وفي مديرية الجراحي اندلعت اشتباكات بين إدارة أمن المديرية وجماعة الحوثي المسلحة التي رفضت صرف مرتبات بعض ضباط وجنود الإدارة مما تسبب في إطلاق النار من قبل المسلحين الحوثيين وإصابة بعض الجنود.وأكدت مصادر محلية أن «سبعة أطقم عسكرية خاصة بالمسلحين الحوثيين بالحديدة، اقتحمت إدارة أمن الجراحي، مساء الثلاثاء، وأطلقت الرصاص الحي وعبثت بمحتويات الإدارة وطردت الجنود المرابطين بالقسم وأفرجت عن المساجين، بالإضافة إلى تكسير زجاج الإدارة، وقامت جماعة الحوثي المسلحة بهذا العمل بعد قيام ضباط وجنود من إدارة أمن المديرية بمنع لجنة صرف الراتب من مغادرة المديرية».
من جهة أخرى، شن طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية غاراته على عدد من المواقع الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة والموالين لهم من قوات صالح في محافظة الحديدة، غرب اليمن. وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف شن ثلاث غارات على المجمع الحكومي في مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة ليلة الثلاثاء، الذي تتخذه جماعة الحوثي المسلحة مقرا لها ومكانا لتجميع عناصرها وتخزين كميات من الأسلحة والذخائر فيه، وسط انتشار أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين، بالإضافة إلى شنه غارتين على مواقع للحوثيين في مديرية ميدي الساحلية على البحر الأحمر شمال غربي اليمن، سقط فيهما قتلى وجرحى.
وكان ميناء الحديدة على البحر الأحمر، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، قد استقبل ناقلة نفط عملاقة وعلى متنها 105 آلاف طن من الديزل. وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «أكبر ناقلة ديزل وصلت إلى ميناء الحديدة وعلى متنها 104678 طنا، ولحجمها الكبير، حيث يبلغ طولها 245 مترا وغاطسها 15.6 متر، فإن المعلومات أفادت بأن تفريغها سيكون عبر ناقلات أصغر يستوعبها رصيف ميناء الحديدة». وفي محافظة حجة التابعة لإقليم تهامة، اختطفت جماعة الحوثي المسلحة، حمود الحداد، خطيب وإمام مسجد نقابة السائقين بجوار مدرسة النصر الأهلية واقتادته إلى جهة مجهولة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».