الأمن الجزائري يفرج عن بن حاج بعد اعتقاله

القيادي في {الإنقاذ} المحظورة أصر على الترشح للرئاسة

الأمن الجزائري يفرج  عن بن حاج بعد اعتقاله
TT

الأمن الجزائري يفرج عن بن حاج بعد اعتقاله

الأمن الجزائري يفرج  عن بن حاج بعد اعتقاله

أفرجت الشرطة الجزائرية عن القيادي الإسلامي المتشدد علي بن حاج، بعد اعتقال دام ساعات قليلة جرى أمام وزارة الداخلية أول من أمس، عندما أصر على سحب استمارات الترشح لانتخابات الرئاسة المنتظرة في 17 أبريل (نيسان) المقبل.
وقال بن حاج، وهو نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه تنقل إلى مقر وزارة الداخلية للمرة الثانية في غضون أسبوع، بهدف طلب استمارات جمع توقيعات 60 ألف شخص، وهو شرط مفروض قانونا لكل راغب في الترشح للرئاسة. وأوضح أن مسعاه واجه رفضا «فقد تركوني أنتظر ساعات طويلة أمام مبنى الوزارة، فرفعت لافتة احتجاج مكتوب عليها (اغتصاب الحقوق السياسية والمدنية جريمة)».
وذكر بن حاج أنه فوجئ برجال أمن بزي مدني يخرجون من سيارتين بسرعة، «فأدخلوني بالقوة في إحداهما واقتادوني إلى مركز الشرطة بوسط العاصمة». وخضع بن حاج للاستجواب من طرف ضباط أمن بخصوص دوافع ترشحه للرئاسة، وأبلغ بأن القانون يحرمه من حقوقه السياسية والمدنية. وقال القيادي الإسلامي: «قلت إن رغبتي في الحصول على استمارات الترشيح لا يعني بالضرورة أنني سأشارك في الانتخابات. ولكن في كل الأحوال أنا مواطن لديه كامل الحق في ممارسة حقوقه السياسية والمدنية، بما فيها حق الترشح والانتخاب».
وأخلي سبيل بن حاج دون أن يتعرض لأية تهمة، مؤكدا: «أتمسك بحقي في الترشح وسأعود مرة ثالثة إلى وزارة الداخلية حتى لو اعتقلوني مجددا».
وندد بن حاج بتصريح فاروق قسنطيني، رئيس «اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان» المرتبطة بالحكومة، للصحافة والتي جاء فيها أن «قيادي (الإنقاذ) ممنوع من الترشح لأي انتخاب» بحجة أن «قانون السلم والمصالحة الوطنية» الذي صدر في 2006، يحمله مسؤولية الدماء التي سالت في عقد التسعينات من القرن الماضي، أثناء الاقتتال بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة. ويقول بن حاج إنه لا يعترف بالمحكمة العسكرية التي أدانته بالسجن لمدة 12 سنة (1991 - 2003) «لأنها محكمة استثنائية فضلا عن إنني مدني ولست عسكريا حتى يحاكمني قضاة عسكريون. كما أنني لا أعترف بقانون السلم والمصالحة الذي جرم الضحية ومنح الحصانة من العقاب للجلاد». ويمنع القانون المذكور مجرد الإشارة إلى أي شخص في الأمن، بأنه متورط في أية جريمة.
وتتحدث المادة 26 من القانون أن «الضالعين في التحريض على الجهاد محرومون من حقوقهم السياسية والمدينة». ولو أنها لا تذكر أي شخص بالاسم، ولكن متتبعين يرون أنها وضعت على مقاس بن حاج، الذي يسبب صداعا للسلطة منذ خروجه من السجن قبل 11 سنة، والذي اعتقل عشرات المرات. وقال الإسلامي المتشدد بهذا الخصوص إن «المادة 26 من قانون العقاب لا السلم، مادة عامة وغامضة وتحتوي على عقاب جماعي مخالف للشرع والدستور. وقد انتقد رجال القانون وأهل الاختصاص في شأن حقوق الإنسان والقوانين الدولية، موقف فاروق قسنطيني، الذي كان يفترض بحكم منصبه، الدفاع عن حقوق المواطنين في ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية، وإذا به يتحول إلى بوق للسلطة، يبرر القوانين التي تصادر حقوق الإنسان وتخرق الاتفاقيات الدولية، وتخالف فوق ذلك الشرع الإسلامي».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.