رغم تحقيقه حصيلة جيدة من النقاط (4 نقاط)، مقارنة بمشاركاته المونديالية السابقة منذ نسخة «الأرجنتين سنة 1978»، فإن الاتحاد التونسي يتجه للتخلي عن المدرب جلال القادري بدعوى أن «بنداً في العقد» الذي يربط القادري باتحاد الكرة لم يتحقق.
خبر نهاية تجربة القادري مع منتخب تونس جعل الأوساط الإعلامية التونسية متباينة؛ فثمة مَن طالب، وبشدة، بالإبقاء على القادري في قيادة تونس، في قادم الاستحقاقات القارية والدولية، لما أظهره من عمل جاد وفكر واضح بانت ملامحه على المنتخب في مباراتي فرنسا والدنمارك، وهو ما يفرض مواصلة مسيرته، ورأي آخر يطلب التغيير وينادي بالمدرسة الأجنبية لقيادة السفينة الكروية التونسية.
من جانب آخر، وبعد هدف تاريخي سيُخلَّد في ذاكرة الكرة العربية طويلاً، وقاد على أثره منتخب بلاده للفوز على بطلة العالم (فرنسا)، في مونديال 2022، أعلن القائد التونسي وهبي الخزري اعتزاله اللعب الدولي، في إعلان صدم جميع زملائه.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الخزري اجتمع مع زملائه عقب آخر مواجهاتهم المونديالية، محدثاً إياهم بأنه قرر إنهاء مسيرته الدولية مع المنتخب التونسي، فيما حاول الجميع إقناعه بالتراجع عن هذا القرار، ولكن هداف تونس في المونديال بثلاثة أهداف، وثاني مسجّل عبر التاريخ للنسور بـ25 هدفاً في كل المسابقات تشبث بقراره قائلاً: «لقد فعلت كل شيء مع المنتخب، وقدمت كل ما أملك... عشت معكم الأفراح والأحزان... سأترك المكان للشبان».
وتحدث الخزري باكياً بأنه سعيد بارتداء ألوان منتخب تونس، متمنياً للجميع مسيرة موفقة في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة.
يُذكر أن الخزري صاحب الـ31 عاماً، خاض مع النسور 74 مباراة سجل خلالها 25 هدفاً.
من جهة ثانية، قال علي الكعبي مدافع تونس السابق إن تقييم مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم 2022 يجب ألا يكون عاطفياً، مشدداً على حتمية تغيير قوانين اللعبة في بلاده من أجل التطور.
ورغم التعادل دون أهداف مع الدنمارك والفوز 1 - صفر على فرنسا حاملة اللقب، ودعت تونس النهائيات في قطر من دور المجموعات بسبب الخسارة بهدف أمام أستراليا، لتستمر عقدة تونس في عدم بلوغ الأدوار الإقصائية في مشاركاتها الست بهذه المسابقة.
وقال الكعبي: «التغيير لا بد أن يشمل القوانين والتشريعات التي يمكنها أن تطور كرة القدم التونسية والرياضة عموماً. يجب ألا يكون التقييم متسرعاً أو عاطفياً».
وكان الكعبي ضمن تشكيلة تونس في «كأس العالم 1978»، عندما فازت 3 - 1 على المكسيك، وحققت أول انتصار عربي وأفريقي في تاريخ البطولة، بجانب التعادل دون أهداف مع ألمانيا الغربية، حاملة اللقب آنذاك.
ويعتقد الكعبي أن عدم التأهل لدور الـ16 مسؤولية يتحملها جميع أفراد المنظومة الكروية ببلاده، وليس المدرب جلال القادري فقط. وقال الكعبي: «المنتخب أضاع فرصة تاريخية في تحقيق حلم التأهل لدور الثاني بعد الهزيمة غير المنتظرة ضد أستراليا، رغم المستوى البطولي الذي قدمه ضد الدنمارك وفرنسا».
وعن الهزيمة أمام أستراليا، التي انتزعت بطاقة التأهل الثانية بعد فرنسا، قال الكعبي: «سوء الاختيارات لجلال القادري في هذه المباراة، وعدم تصحيحها في الوقت المناسب، ساهم في خيبة الأمل». وأضاف: «الخسارة أمام أستراليا جعلت مصير المنتخب رهن مباراة أستراليا والدنمارك».
واحتاجت تونس للفوز على فرنسا، مع تجنُّب الدنمارك الخسارة ضد أستراليا للحصول على فرصة للتأهل، لكن المنتخب الأسترالي خرج منتصراً 1 – صفر، وأصبح رصيده ست نقاط، وبفارق نقطتين عن المنتخب العربي.
وبسؤاله عن استمرار جلال القادري مدرباً للمنتخب الوطني، قال الكعبي: «القرارات المتسرعة تكون تداعياتها خطيرة، وبالتالي من الضروري التريث وتقييم المشاركة التي كانت مشرفة».
وركز الكعبي على أن من الضروري دعم كل الأندية الرياضية والتركيز على القواعد التي تؤسس منتخباً قوياً، كما قال إنه يرى ضرورة إنشاء منتخب للمحليين من أجل إعطاء قاعدة أوسع للاختيارات للمنتخب الأول في المستقبل.
لكن الجماهير التونسية كان لها رأي آخر، إزاء هذه المشاركة المونديالية، واحتفت بفوز منتخب «نسور قرطاج» على فرنسا، بطلة العالم، رغم مرارة الخروج.
وشهدت شوارع العاصمة التونسية خروج عدد كبير من الجماهير، احتفالاً بالإنجاز التاريخي. وتغنت الجماهير بالأداء البطولي للمنتخب التونسي أمام أبطال العالم 1998 و2018.
من جهة ثانية، أعلن الاتحاد الفرنسي أنه تقدم بشكوى إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد إلغاء هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، بواسطة أنطوان غريزمان، عقب مراجعة حكم الفيديو للواقعة، بعد صفارة النهاية، خلال مواجهة تونس.
وسدد غريزمان الكرة في الشباك بعد ثماني دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع، لكن الحكم ألغى الهدف لأن المهاجم كان في موقف تسلل عندما مرر أوريلين تشواميني الكرة داخل منطقة الجزاء في بداية الهجمة.
ولمس مدافع تونسي الكرة بعد ذلك، ثم وصلت إلى غريزمان، الذي لم يكن في موقف تسلل في هذه اللقطة، لكن إلغاء الهدف منح تونس الفوز 1 - صفر، في نتيجة غير مؤثرة في التأهل.
وقال الاتحاد الفرنسي في بيان: «نتقدم بشكوى بعد إلغاء الهدف بشكل غير صحيح من وجهة نظرنا».
ولم يحدد الاتحاد الفرنسي ما إذا كانت الشكوى تتعلق بإلغاء الهدف نفسه، أو بسبب إلغائه بعد صفارة النهاية.