إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

أسباب مَرَضية لضعف الانتصاب
* ما علاقة ضعف الانتصاب بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب؟
- هذا ملخص أسئلتك عن معاناتك من ضعف الانتصاب، وأن لديك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وسبق إجراء توسيع لأحد شرايين القلب لديك بالقسطرة.
ولاحظ معي أن العلاقة معقدة بين الأسباب العضوية والأسباب النفسية لحالة ضعف الانتصاب، إذْ في حين أن غالبية حالات ضعف الانتصاب لها صلة بأحد الأمراض العضوية التي تؤثر على الشرايين، فإن ذلك ينعكس سلباً على الحالة النفسية للشخص، ما يزيد من تفاقم المشكلة، وخاصة عند عدم التعامل معها بواقعية طبية.
وللتوضيح، من المهم ملاحظة أن سبب ضعف الانتصاب غالباً ما يكون متعدد العوامل. ولذا من المفيد التمييز مبكراً، بين ما إذا كانت الحالة لها سبب نفسي واضح من البداية، أو مسببات ذات علاقة بأمراض عضوية؛ لأن الاكتئاب والقلق من الأداء الجنسي، يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي يفاقم تأثير العوامل العضوية.
ومن الملاحظ طبياً أن أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأن عددا من الأمراض المصاحبة الأخرى، تلعب دوراً أساسياً في نشوء هذه الحالة. وإضافة إلى ما تقدم، تشمل الأسباب الأخرى لضعف الانتصاب، الأمراض العصبية (مثل التصلب المتعدد)، والأسباب الهرمونية (مثل قصور الغدد التناسلية، واضطرابات الغدة الدرقية)، واضطرابات الكولسترول، وتوقف النفس أثناء النوم، والسمنة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغلوكوما الماء الأزرق في العين، وتضخم البروستاتا. وكذلك تُسهم عدة أنواع من الأدوية في تفاقم هذه الحالة.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤثر مرض السكري على العديد من الأعضاء في الجسم، وخاصة الشرايين، مما يؤدي إلى التدهور المتسارع لوظيفة الانتصاب، كما يمكن أن يعطل الآليات التي تدعم استمرار الانتصاب. ولذا، فإن التعامل مع ضعف الانتصاب يجدر أن يتم بمراجعة الطبيب من البداية. وذلك لسببين رئيسيين، الأول يتعلق بمعرفة السبب أو الأسباب المحتملة، والآخر يتعلق بطريقة المعالجة. وللتوضيح، في جانب تحديد السبب، فإن ضعف الانتصاب قد يكون مظهراً يدل على مشكلة صحية كامنة لم يتنبه لها الشخص. وبالتالي، تتم معالجة كل من السبب وحالة ضعف الانتصاب، بطريقة صحيحة ومفيدة.
وعلى سبيل المثال، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أحد عوامل الخطر المهمة جداً للإصابة بضعف الانتصاب. وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن نسبة مهمة من المُصابين بأمراض شرايين القلب، لديهم درجات متفاوتة من ضعف الانتصاب. وجزء من السبب في هذا هو أن الشرايين التاجية في القلب والشرايين الكهفية في القضيب، هي بالفعل متشابهة في الحجم وتحصل فيها مشاكل تصلب الشرايين بشكل مشابه. ولكن نظراً لأن الشرايين الكهفية أصغر حجماً نسبياً، فإنها تميل إلى الإصابة في وقت مبكر بالتضيقات، مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب الوعائي، وذلك قبل الظهور الإكلينيكي لمرض الشريان التاجي القلبي بسنوات. كما أن كل من أمراض شرايين القلب وشرايين العضو الذكري، يحصل فيها خلل متشابه في عمل خلايا بطانة الشرايين، ما يُعيق إمكانية توسعها عند الحاجة. أي احتياج التوسع لتكوين الانتصاب بالاحتقان الدموي في القضيب. واحتياج التوسع لتلبية احتياج القلب إلى مزيد من تدفق الدم، حال بذل الجهد البدني.
ولذا تشير المصادر الطبية إلى أن ضعف الانتصاب الوعائي (تضيق الشرايين الكهفية في العضو)، غالباً ما يسبق مرض الشريان التاجي ونوبة الجلطة القلبية والسكتات الدماغية، لمدة تصل إلى خمس سنوات. وبعض المصادر الطبية تشير صراحة بالقول: «يجب إخبار المرضى أن الضعف الجنسي هو مؤشر مهم لأمراض القلب الكامنة، ويجب إحالتهم لمزيد من فحص وعلاج مخاطر القلب والأوعية الدموية». وإلى جانب أمراض القلب والأوعية الدموية، هناك ارتباطات قوية بين الضعف الجنسي وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول والدهون في الدم ومرض السكري وقصور الغدد التناسلية والسمنة والتدخين وتضخم البروستاتا. وغالبها مرتبط بآلية سلامة الشرايين التي تدفق الدم إلى العضو، لتكوين الانتصاب، ومدى قدرة استمرار أوردة القضيب في إبقاء احتقان الدم فيه، إلى حين الفراغ من العملية الجنسية.

الشيب المبكّر
* لماذا يحصل الشيب في الشعر بشكل مبكّر؟
- هذا ملخص أسئلتك عن ملاحظتك تغير لون الشعر لديك نحو البياض، أي الشيب. بالرغم من أن عمرك لم يتجاوز الثامنة والعشرين. ولاحظ معي أن حصول بياض الشعر «بشكل واضح» يرتبط بثلاثة احتمالات، وهي: إما شيب «متوقع» مع التقدّم في العمر، وهو الحاصل لدى غالبية الناس من الذكور والإناث، بشكل طبيعي ومتوقع. وثمة معادلة طبية مفادها مبدأ 50 مع 50 مع 50، أي أن ببلوغ المرء سن الخمسين، فإن خمسين بالمائة من الناس سيغطي الشيب خمسين بالمائة من الشعرات في رأسهم. أو شيبٌ يُصنّف طبياً على أنه «مبكّر». وثمة نوع ثالث من بياض الشعر، ناجم في الغالب عن أسباب إما مرضية أو غير مرضية، و«يُمكن التغلب عليها» في غالب الحالات.
وصحيح أنه قد تظهر لدى الشخص شعرات بيضاء قليلة «غير واضحة»، في أي وقت من العمر. ولذا حتى بعض المراهقين قد يلاحظون أن لديهم خيوطاً من الشعرات البيضاء، إذا دققوا في البحث عنها. ولكن تفيد مصادر طب الجلدية بأن الشيب المبكر هو الذي يحصل لدى ذوي البشرة البيضاء قبل بلوغ عمر 20 سنة، ولدى ذوي الأصول الآسيوية قبل بلوغ عمر 25 سنة، ولدى ذوي الأصول الأفريقية قبل بلوغ عمر 30 سنة.
وبخلاف حالتي شيب الشعر «المتوقع» مع التقدم في العمر والشيب «المبكّر»، فإن النوع الثالث، أي بياض الشعر الذي «يمكن التغلب عليه»، يحصل فيه انخفاض معدل صبغ الشعر «القابل للتعديل». أي أن اللون الطبيعي للشعر يتغير بشكل غير طبيعي ولكن بصفة غير دائمة، وذلك نتيجة عوامل وأسباب لا علاقة لها بالعمر أو التأثيرات الوراثية. ومنها عوامل سلوكية، مثل التدخين الذي هو من أهم تلك الأسباب، أو معايشة التوتر والضغوطات النفسية والانفعال معها، أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية بشكل مفرط، أو التعرض لعدد من أنواع المواد الكيميائية. ومنها عوامل مرضية، مثل مرض البهاق، أو كسل الغدة الدرقية، أو حصول عمليات التهابية في الجسم، أو نقص فيتامين بي - 12 ونقص فيتامين «دي»، أو نقص الحديد ونقص النحاس ونقص الكالسيوم في الجسم، أو نقص التغذية بالبروتينات. وللتوضيح، بياض الشعر في حالات مرض البهاق الجلدي، يحصل نتيجة موت خلايا إنتاج صبغة الشعر الطبيعي أو تدني مستوى نشاط عملها. وبياض الشعر المرتبط بكسل الغدة الدرقية قد يكون نتيجة انخفاض نشاط خلايا إنتاج صبغة الشعر. كما أن الإكثار من تعريض الشعر الطبيعي لبعض أنواع المركبات الكيميائية في صبغات الشعر، وبعض مستحضرات نظافة الجسم، قد يتسبب بشيب الشعر.
ولذا تجدر مراجعة طبيب الجلدية، للتأكد من التشخيص، ومعرفة السبب، وطرق المعالجة المحتملة.

استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني:[email protected]



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.