تسجيل أول وفاة بشرية بإنفلونزا الطيور منذ 2015

أبلغت الصين عن حالة وفاة لسيدة متأثرة بإصابتها بإنفلونزا الطيور (H5N1)، هي الأولى عالميا منذ عام 2015، وفقاً لإخطار من مركز هونغ كونغ للحماية الصحية.
والمرأة من مقاطعة جوانجكسي في هونغ كونغ، وبدأت أعراضها في 22 سبتمبر (أيلول)، وتم نقلها إلى المستشفى بعد 3 أيام، وتوفيت في 18 أكتوبر (تشرين الأول).
ويقول تقرير عن الحالة نشره (الأربعاء) مركز هونغ كونغ للحماية الصحية، إن المرأة تعرضت لدواجن حية قبل إصابتها بالمرض.
ولم يذكر المركز أيا من فصيلة (H5N1) كانت متورطة في الإصابة، لكن غالبا ما تكون الإصابات البشرية التي تنطوي على الفصيلة الآسيوية شديدة أو مميتة، بينما الإصابات البشرية بسلالة أوراسيا، والتي انتشرت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى الدواجن في العديد من مناطق العالم، تكون خفيفة، بحسب مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، والذي نشر تقريرا للتعليق على حالة الإصابة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في آخر تحديث لها، إن إجمالي الإصابات بفيروس (H5N1) منذ اكتشافه بلغت 865 حالة، منها 456 حالة وفاة، وكانت حالة «هونغ كونغ» هي الإصابة الرابعة خلال عام 2022، وأول حالة وفاة خلال العام، والأولى منذ عام 2015. وقبل هذه الحالة تم الإبلاغ عن ثلاث إصابات خلال عام 2022، حالتان في إسبانيا، وحالة في الولايات المتحدة.
ويشهد العالم حاليا أسوأ تفشٍّ لسلالة إنفلونزا الطيور (H5N1)، التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة الصين منذ عام 1996، وانتشرت منذ ذلك الحين بشكل متقطع.
يقول محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه السلالة يمكن أن تنتشر عبر أسراب كاملة من الطيور الداجنة في غضون أيام، من خلال فضلات الطيور ولعابها، أو من خلال الأعلاف والمياه الملوثة. لكن الخبر الجيد، كما يوضح سمير، أنها لكي تصيب البشر، يجب أن يكونوا على اتصال وثيق بالطيور المصابة.
ويضيف «حالة وفاة واحدة ليست مدعاة للقلق، لكن يجب في الوقت نفسه توخي الحذر، حيث نحتاج إلى مراقبة مستمرة لمدى انتشار الفيروس».
من جانبه، يصف منير إقبال، من معهد بيربرايت البريطاني المتخصص في رعاية الحيوانات، التفشي الحالي، بأنه الأسوأ، وقال لشبكة «بي بي سي»: «قتل هذا الفيروس في التفشي الحالي مائة وستين مليونا من الطيور الداجنة في جميع أنحاء العالم، أو اضطر المزارعون إلى التخلص منها لاحتوائه، وهذا يشمل 100 مليون طائر داجن في الولايات المتحدة وأوروبا».
وفي دول أوروبا الغربية، أدى ذلك إلى نقص في البيض بالمتاجر ومخاوف من نقص الديك الرومي في عيد الميلاد.
والشيء غير المعتاد في التفشي الحالي، أن الفيروس قتل الطيور البرية أكثر من أي وقت مضى، مع إصابة الطيور البحرية بشكل خاص.
يقول إقبال إن الفيروس الحالي أصاب 80 نوعا مختلفاً من الطيور، وعلى سبيل المثال، قتل 40 في المائة من طيور سكوا في أسكوتلندا، و2000 من طائر البجع الدلماسي في اليونان».
تقول الخبيرة البيطرية الدكتورة لويز مونكلا من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا بالولايات المتحدة إن هذا «التفشي الهائل» انتشر أيضاً إلى أنواع مثل الفقمة والثعالب. وتقول لشبكة «بي بي سي»: «بدأت هذه الفاشيات في أوروبا، ثم انتشرت إلى أميركا الشمالية، وعلى عكس الفاشيات السابقة، لم تنته بعد».
تقول الدكتورة ريبيكا بولسون من جامعة جورجيا بالولايات المتحدة، إننا في منتصف «تفشٍّ غير مسبوق لأمراض الحياة البرية، اتساع نطاقه وامتداده مذهلان».
ولا يزال العلماء غير متأكدين من سبب كون هذا التفشي الأسوأ بكثير من غيره، لكنهم لا يستبعدون أن يكون الفيروس قد تحور لتمكينه من الانتشار بسهولة أكبر من طائر إلى آخر، أو البقاء لفترة أطول في البيئة.