يمتلك ألفارو موراتا مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد سيرة ذاتية حافلة، حيث لعب للعديد من الأندية الأوروبية البارزة في مسيرته كريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي، إلا أنه نادراً ما كان المهاجم الركيزة. صحيح أن موراتا حقق ألقابا بارزة في مسيرته كإحراز الدوري الإسباني مرتين، وكذلك الدوري الإيطالي، إضافةً إلى لقبي دوري أبطال أوروبا... لكن مع ذلك، وفي سن الثلاثين، يبدو أن موراتا مر بالعديد من اللحظات المخيبة للآمال.
خطف موراتا الأضواء الأحد بهدف التقدم لمنتخب بلاده أمام ألمانيا في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 في كأس العالم الأحد، وهي قد تكون إشارة إلى أن وقت موراتا للتألق قد حان. «الآن هو كل شيء» هذا ما يسلط منظمو كأس العالم الضوء عليه في شعارات ملصقة في كل أرجاء العاصمة الدوحة، وهو الأمر الذي قد يكون عنوان موراتا في المونديال القطري بعد طول انتظار. تمكن موراتا بعد لحظات من دخوله كبديل لفيران توريس أن يسجل ببراعة ودقة إثر تمريرة عرضية منخفضة من جوردي ألبا، دون أن يترك أي فرصة للحارس التاريخي لـ«الماكينات» وقائده مانويل نوير.
سجل المهاجم، الذي شارك كبديل أمام كل من ألمانيا وكوستاريكا، في المباراة الافتتاحية أيضاً لإسبانيا 7 - 0، وصنع هدفاً ضد «لوس تيكوس». ورغم أن لويس إنريكي قد اختار حتى الآن الجناح ماركو أسينسيو قبله في مركز المهاجم الصريح، إلا أن موراتا يبدو واثقا من نفسه وقادراً على استغلال فرصه عندما تأتي. وقال موراتا في مؤتمر صحافي بعد أن اختير أفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا: «أشعر بالراحة في المنتخب الوطني، وأنا فخور لوجودي هنا». بدأ موراتا مسيرته في فريق الشباب بأتلتيكو لكنه انتقل إلى ريال مدريد وشارك لأول مرة في عام 2010 مع الفريق الأول بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. كانت السنوات التالية بطيئة بعض الشيء بالنسبة له، رغم دخوله من مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، حين فاز ريال مدريد على أتلتيكو في الوقت الإضافي.
في ذلك الصيف، وقع موراتا مع يوفنتوس، بحثاً عن دور أساسي ومنتظم، وتمكن من التسجيل في كلتا مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم إقصاء ريال مدريد، لكن برشلونة انتصر على فريق «السيدة العجوز» في نهائي برلين. فعل ريال مدريد بند إعادة الشراء في صيف 2016 وأصبح موراتا عنصراً مهماً مع النادي الملكي لمدة موسم، رغم أنه كان من الخيارات الرديفة في تشكيلة زين الدين زيدان، وتحديدا كبديل للفرنسي كريم بنزيمة. بعد تتويجه بثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا، قرر موراتا أن يجرب حظه في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي.
لم يرتق موراتا إلى حجم تطلعات مشجعي النادي اللندني الذين رأوا أنه يفتقر إلى القدرة على تعبئة الفراغ عند مقارنته بسلفه ومواطنه دييغو كوستا. خسر موراتا مكانه لمصلحة الفرنسي أوليفييه جيرو، وفي يناير (كانون الثاني) 2019، انتقل إلى أتلتيكو، ناديه الأول، على سبيل الإعارة لمدة 18 شهراً - رغم أنهم سرعان ما قرروا جعل الصفقة دائمة.
لكن بحلول صيف عام 2020، بعد موسم كامل مخيب للآمال، أعاره أتلتيكو إلى يوفنتوس. مدد الإيطاليون عقده الممتد لعام واحد إلى موسم آخر لكنهم لم يوقعوا معه بعد ذلك وعاد موراتا إلى أتلتيكو في يوليو (تموز) 2022. بدأ الموسم وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله، لكنه حصل على مكانه في تشكيلة سيميوني. حافظ إنريكي على ثقته به، رغم الصخب الداعي لضم لاعبين آخرين مثل ياغو أسباس أو بورخا إيغليسياس. في كأس أوروبا 2020، دافع المدرب عن موراتا في السراء والضراء، رغم أنه أضاع العديد من الفرص الكبيرة. لكن يبدو أنه حان وقت رد الجميل من قبل موراتا، وبعد عقد من الوعود التي لم تتحقق، ربما «الآن هو كل شيء» بالفعل.
موراتا... هل حان وقت تألقه في سن الثلاثين؟
موراتا... هل حان وقت تألقه في سن الثلاثين؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة